الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" قال على الحسين عليهما السلام: عباد الله هذا قصاص قتلكم لمن تقتلونه في الدنيا وتفنون روحه، أولا أنبئكم بأعظم من هذا القتل، وما يوجب الله على قاتله مما هو أعظم من هذا القصاص؟ قالوا: بلى يابن رسول الله. قال: أعظم من هذا القتل أن تقتله قتلا لا ينجبر، ولا يحيى بعده أبدا. قالوا: ما هو؟ قال: أن تضله عن نبوة محمد وعن ولاية علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وتسلك به غير سبيل الله، وتغريه باتباع طريق أعداء علي عليه السلام والقول بامامتهم ودفع علي عن حقه، وجحد فضله، ولا تبالي باعطائه واجب تعظيمه. فهذا هو القتل الذي هو تخليد هذا المقتول في نار جهنم، خالدا مخلدا أبدا فجزاء هذا القتل مثل ذلك الخلود في نار جهنم. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال على بن الحسين عليهما السلام. (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) يعني المساواة، وأن يسلك بالقاتل طريق المقتول الذي سلكه به لما قتله(الحر بالحر والعبد بالعبد والاثنى بالانثى) تقتل المرأة بالمرأة إذا قتلتها. (فمن عفي له من أخيه شئ) فمن عفى له - القاتل - ورضي هو وولي المقتول أن يدفع الدية وعفى عنه بها(فاتباع) من الولي(المطالبة، و) تقاص(بالمعروف وأداء) من(المعفو له) القاتل(باحسان) لا يضاره ولا يماطله لقضائها(ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) إذا أجاز أن يعفو ولي المقتول عن القاتل على دية يأخذها، فانه لو لم يكن له إلا القتل أو العفو لقلما طاب نفس ولي المقتول بالعفو بلا عوض يأخذه فكان قلما يسلم القاتل من القتل. (فمن اعتدى بعد ذلك) من اعتدى بعد العفو عن القتل بما يأخذه من الدية فقتل القاتل بعد عفوه عنه بالدية التي بذلها ورضي هو بها(فله عذاب أليم) في الآخرة عند الله عزوجل، وفي الدنيا القتل بالقصاص لقتله من لا يحل له قتله. قال الله عزوجل:(ولكم) يا أمة محمد(في القصاص حيوة) لان من هم بالقتل فعرف أنه يقتص منه، فكف لذلك عن القتل كان حياة للذي كان هم بقتله، وحياة لهذا الجاني الذي أراد أن يقتل، وحياة لغيرهما من الناس، إذا علموا أن القصاص واجب لا يجرأون على القتل مخافة القصاص(يا أولي الالباب) أولي العقول "" لعلكم تتقون "". " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال علي بن الحيسن عليهما السلام:(ليس البر أن تولوا) الآية قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما فضل عليا عليه السلام وأخبر عن جلالته عند ربه عزوجل، وأبان عن فضائل شيعته وأنصار دعوته، ووبخ اليهود والنصارى على كفرهم، وكتمانهم لذكر محمد وعلي وآلهما عليهمالسلام في كتبهم بفضائلهم ومحاسنهم، فخرت اليهود والنصارى عليهم. فقالت اليهود "": قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة، وفينا من يحيي الليل صلاة إليها، وهي قبلة موسى التي أمرنا بها. وقالت النصارى: قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة، وفينا من يحيي الليل صلاة إليها، وهي قبلة عيسى التي أمرنا بها. وقال كل واحد من الفريقين: أترى ربنا يبطل أعمالنا هذه الكثيرة، وصلواتنا إلى قبلتنا لانا لانتبع محمدا على هواه في نفسه وأخيه؟ ! فأنزل الله تعالى: قل يا محمد صلى الله عليه وآله(ليس البر) الطاعة التي تنالون بها الجنان وتستحقون بها الغفران والرضوان. (أن تولوا وجوهكم) بصلاتكم(قبل المشرق) أيها النصارى،(و) قبل(المغرب) أيها اليهود، وأنتم لامر الله مخالفون وعلى ولي الله مغتاظون. (ولكن البر من آمن بالله) بأنه الواحد الاحد، الفرد الصمد، يعظم من يشاء ويكرم من يشاء، ويهين من يشاء ويذله، لا راد لامره، ولا معقب لحكمه وآمن ب(اليوم الآخر) يوم القيامة التي أفضل من يوافيها محمد سيد المرسلين وبعده علي أخوه ووصيه سيد الوصيين، والتي لا يحضرها من شيعة محمد أحد إلا أضاءت فيها أنواره، فسار فيها إلى جنات النعيم، هو وإخوانه وأزواجه وذرياته والمحسنون إليه، والدافعون في الدنيا عنه، ولا يحضرها من أعداء محمد أحد إلا غشيته ظلماتها فيسير فيها إلى العذاب الاليم هو وشركاؤه في عقده ودينه ومذهبه، والمتقربون كانوا في الدنيا إليه لغير تقية لحقتهم منه. والتي تنادي الجنان فيها: إلينا، إلينا أولياء محمد وعلي وشيعتهما، وعنا عنا أعداء محمد وعلي وأهل مخالفتهما. وتنادي النيران: عنا عنا أولياء محمد وعلي وشيعتهما، وإلينا إلينا أعداء محمد وعلي وشيتهما. يوم تقول الجنان: يا محمد ويا علي إن الله تعالى أمرنا بطاعتكما، وأن تأذنا في الدخول إلينا من تدخلانه، فاملا انا بشيعتكما، مرحبا بهم وأهلا وسهلا. وتقول النيران: يا محمد ويا علي إن الله تعالى أمرنا بطاعتكما، وأن يحرق بنا من تأمراننا بحرقه، فاملا انا بأعدائكما. (والملائكة) ومن آمن بالملائكة بأنهم عباد معصومون، لا يعصون الله عزوجل ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وإن أشرف أعمالهم في مراتبهم التي قد رتبوا فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد وآله الطيبين، واستدعاء رحمة الله ورضوانه لشيعتهم المتقين، واللعن للمتابعين لاعدائهم المجاهرين والمنافقين. (والكتاب) ويؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله، مشتملا على ذكر فضل محمد وعلي عليهما السلام سيد(المسلمين والوصيين) والمخصوصين بمالم يخص به أحدا من العالمين، وعلى ذكر فضل من تبعهما وأطاعهما من المؤمنين، وبغض من خالفهما من المعاندين والمنافقين. (والنبيين) ومن آمن بالنبيين أنهم أفضل خلق الله أجمعين، وأنهم كلهم دلوا على فضل محمد سيد المرسلين، وفضل علي سيد الوصيين، وفضل شيعتهما على سائر المؤمنين بالنبيين؟ وبأنهم كانوا بفضل محمد وعلي معترفين ولهما بما خصهما الله به مسلمين، وإن الله تعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وآله من الشرف والفضل مالم تسم إليه نفس أحد من النبيين إلا نهاه الله تعالى عن ذلك وزجره وأمره أن يسلم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين فضلهم، وأن الله قد فضل محمدا بفاتحة الكتاب على جميع النبيين، وما أعطاها أحدا قبله إلا ما أعطى سليمان بن داود عليه السلام منها "" بسم الله الرحمن الرحيم "" فرآها أشرف من جميع ممالكه التي أعطيها. فقال: يارب ما أشرفها من كلمات إنها لآثر عندي من جميع ممالكي التي وهبتها لي. قال الله تعالى: يا سليمان وكيف لا يكون كذلك وما من عبد ولا أمة سماني بها إلا أوجبت له من الثواب ألف ضعف ما أوجب لمن تصدق بألف ضعف ممالكك. يا سليمان، هذه سبع ما أهبه لمحمد سيد النبيين، تمام فاتحة الكتاب إلى آخرها. فقال: يا رب أتأذن لي أن أسألك تمامها؟ قال الله تعالى: يا سليمان اقنع بما أعطيتك، فلن تبلغ شرف محمد، وإياك أن تقترح علي درجة محمد وفضله وجلاله، فاخرجك عن ملكك كما أخرجت آدم عن تلك الجنان لما اقترح درجة محمد في الشجرة التي أمرته أن لا يقربها، يروم أن يكون له فضلهما، وهي شجرة أصلها محمد، وأكبر أغصانها علي، وسائر أغصانها آل محمد على قدر مراتبهم، وقضبانها شيعته وأمته على قدر مراتبهم وأحوالهم، إنه ليس لاحد(يا سليمان من درجات الفضائل عندي ما لمحمد). فعند ذلك قال سليمان: يا رب قنعني بما رزقتني.فأقنعه. فقال: يا رب سلمت ورضيت، وقنعت وعلمت أن ليس لاحد مثل درجات محمد. (وآتى المال على حبه) أعطى في الله المستحقين من المؤمنين على حبه للمال وشدة حاجته إليه، يأمل الحياة ويخشى الفقر، لانه صحيح شحيح. (ذوي القربى) أعطى لقرابة النبي الفقراء هدية أوبرا لا صدقة، فان الله عزوجل قد أجلهم عن الصدقة، وآتى قرابة نفسه صدقة وبرا وعلى أي سبيل أراد. (واليتامى) وآتى اليتامى من بني هاشم الفقراء برا، لا صدقة، وآتى يتامى غيرهم صدقة وصلة. (والمساكين) مساكين الناس. (وابن السبيل) المجتاز المنقطع به لا نفقة معه. (والسائلين) الذين يتكففون ويسألون الصدقات. (وفى الرقاب) المكاتبين يعينهم ليؤدوا فيعتقوا. قال: فان لم يكن له مال يحتمل المواساة، فليجدد الاقرار بتوحيد الله، ونبوة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وليجهر بتفضيلنا، والاعتراف بواجب حقوقنا أهل البيت وبتفضيلنا على سائر آل النبيين وتفضيل محمد على سائر النبيين، وموالاة أوليائنا، ومعاداة أعدائنا، والبراءة منهم كائنا من كان، آباءهم وأمهاتهم وذوي قراباتهم وموداتهم، فان ولاية الله لا تنال إلا بولاية أوليائه ومعاداة أعدائه. (وأقام الصلوة) قال: والبر، بر من أقام الصلاة بحدودها، وعلم أن أكبر حدودها الدخول فيها، والخروج منها معترفا بفضل محمد صلى الله عليه وآله سيد عبيده وإمائه والموالاة لسيد الاوصياء وأفضل الاتقياء علي سيد الابرار، وقائد الاخيار، وأفضل أهل دار القرار بعد النبي الزكي المختار. (وآتى الزكوة) الواجبة عليه لا خوانه المؤمنين، فان لم يكن له مال يزكيه فزكاة بدنه وعقله، وهو أن يجهر بفضل علي والطيبين من آله إذا قدر، ويستعمل التقية عند البلايا إذا عمت، والمحن إذا نزلت، والاعداء إذا غلبوا، ويعاشر عباد الله بما لا يثلم دينه، ولا يقدح في عرضه. وبما يسلم معه دينه ودنياه، فهو باستعمال التقية يوفر نفسه على طاعة مولاه، ويصون عرضه الذي فرض الله عليه صيانته، ويحفظ على نفسه أمواله التي قد جعلها الله له قياما، ولدينه وعرضه وبدنه قواما، ولعن المغضوب عليهم الآخذين من الخصال بأرذلها، ومن الخلال بأسخطها لدفعهم الحقوق عن أهلها وتسليمهم الولايات إلى غير مستحقها. ثم قال:(والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) قال: ومن أعظم عهودهم أن لا يستروا ما يعلمون من شرف من شرفه الله، وفضل من فضله الله، وأن لا يضعوا الاسماء الشريفة على من لا يستحقها من المقصرين والمسرفين الضالين الذين ضلوا عمن دل الله عليه بدلالته واختصه بكراماته، الواصفين له بخلاف صفاته، والمنكرين لما عرفوا من دلالاته وعلاماته، الذين سموا بأسمائهم من ليسوا بأكفائهم من المقصرين المتمردين. ثم قال:(والصابرين في البأساء) يعني في محاربة الاعداء، ولا عدو يحاربه أعدى من إبليس ومردته، يهتف به، ويدفعه وإياهم بالصلاة على محمد وآله الطيبين عليهمالسلام. (والضراء) الفقر والشدة، ولا فقر أشد من فقر المؤمن، يلجأ إلى التكفف من أعداء آل محمد، يصبر على ذلك، ويرى ما يأخذه من ماله مغنما يلعنهم به، ويستعين بما يأخذه على تجدد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين. (وحين البأس) عند شدة القتال يذكر الله، ويصلى على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى علي ولي الله، ويوالي بقلبه ولسانه أولياء الله، ويعادي كذلك أعداء الله. قال الله عزوجل:(اولئك) أهل هذه الصفات التي ذكرها، والموصوفون بها الذين صدقوا) في إيمانهم فصدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم. (وأولئك هم المتقون) لما أمروا باتقائه من عذاب النار، ولما أمروا باتقائه من شرور النواصب الكفار. قوله عزوجل: "" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ولكم في القصاص حيوة يا اولى الالباب لعلكم تتقون "": 179 " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال الله عزوجل في صفة الكاتمين لفضلنا أهل البيت:(إن يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) المشتمل على ذكر فضل محمد صلى الله عليه وآله على جميع النبيين، وفضل علي عليه السلام على جميع الوصيين(ويشترون به - بالكتمان - ثمنا قليلا) يكتمونه ليأخذوا عليه عرضا من الدنيا يسيرا، وينالوا به في الدنيا عند جهال عباد الله رياسة. قال الله تعالى: "" اولئك ما يأكلون في بطونهم - يوم القيامة - الا النار "" بدلا من إصابتهم اليسير من الدنيا لكتمانهم الحق. (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) بكلام خير بل يكلمهم بأن يلعنهم ويخزيهم ويقول: بئس العباد أنتم، غيرتم ترتيبي، وأخرتم من قدمته، وقدمتم من أخرته وواليتم من عاديته، وعاديتم من واليته. (ولا يزكيهم) من ذنوبهم، لان الذنوب إنما تذوب وتضمحل إذا قرن بها موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين عليهمالسلام فأما ما يقرن بها الزوال عن موالاة محمد وآله، فتلك ذنوب تتضاعف، وأجرام تتزايد، وعقوباتها تتعاظم. (ولهم عذاب أليم) موجع في النار. (اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) أخذوا الضلالة عوضا عن الهدى والردى في دار البوار بدلا من السعادة في دار القرار ومحل الابرار. (والعذاب بالمغفرة) اشتروا العذاب الذي استحقوه بموالاتهم لاعداء الله بدلا من المغفرة التي كانت تكون لهم لو والوا أولياء الله(فما أصبرهم على النار) ما أجرأهم على عمل يوجب عليهم عذاب النار. (ذلك) يعني ذلك العذاب الذي وجب على هولاء بآثامهم وإجرامهم لمخالفتهم لامامهم، وزوالهم عن موالاة سيد خلق الله بعد محمد نبيه، أخيه وصفيه. (بأن الله نزل الكتاب بالحق) نزل الكتاب الذي توعد فيه من مخالف المحقين وجانب الصادقين، وشرع في طاعة الفاسقين، نزل الكتاب بالحق أن ما يوعدون به يصيبهم ولا يخطئهم. (وإن الذين اختلفوا في الكتاب) فلم يؤمنوا به، قال بعضهم: إنه سحر. وبعضهم: إنه شعر، وبعضهم: إنه كهانة(لفي شقاق بعيد) مخالفة بعيدة عن الحق، كأن الحق في شق وهم في شق غيره يخالفه. قال على بن الحسين عليهما السلام: هذه أحوال من كتم فضائلنا، وجحد حقوقنا وسمى بأسمائنا، ولقب بألقابنا وأعان ظالمنا على غضب حقوقنا، ومالا علينا أعداءنا، والتقية عليكم لا تزعجه، والمخافة على نفسه وماله وحاله لا تبعثه فاتقوا الله معاشر شيعتنا، لا تستعملوا الهوينا ولا تقية عليكم، ولا تستعملوا المهاجرة والتقية تمنعكم، وساحدثكم في ذلك بما يردعكم ويعظكم: دخل على أمير المؤمنين عليه السلام رجلان من أصحابه، فوطئ أحدهما على حية فلدغته، ووقع على الآخر في طريقه من حائط عقرب فلسعته وسقطا جميعا فكأنهما لما بهما يتضرعان ويبكيان، فقيل لامير المؤمنين عليه السلام. فقال: دعوهما فانه لم يحن حينهما، ولم تتم محنتهما، فحملا إلى منزليهما، فبقيا عليلين أليمين في عذاب شديد شهرين. ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام بعث إليهما، فحملا إليه، والناس يقولون: سيموتان على أيدي الحاملين لهما. فقال لهما: كيف حالكما؟ قالا: نحن بألم عظيم، وفي عذاب شديد. قال لهما: استغفرا الله من كل ذنب أداكما إلى هذا، وتعوذا بالله مما يحبط أجركما، ويعظم وزركما. قالا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال علي عليه السلام: ما اصيب واحد منكما إلا بذنبه: أما أنت يا فلان - وأقبل على أجدهما - فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسي - رحمهالله - فلان وطعن عليه لموالاته لنا، فلم يمنعك من الرد والاستخفاف به خوف على نفسك ولا على أهلك ولا على ولدك ومالك، أكثر من أنك استحييته، فلذلك أصابك. فان أردت أن يزيل الله مابك، فاعتقد أن لا ترى مزرئا على ولي لنا تقدرعلى نصرته بظهر الغيب إلا نصرته، إلا أن تخاف على نفسك أو أهلك أو ولدك أو مالك. وقال للاخر: فأنت، أفتدري لما أصابك ما أصابك؟ قال: لا. قال أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي وأنت بحضرة فلان العاتي، فقمت إجلالا له لا جلالك لي؟ فقال لك: وتقوم لهذا بحضرتي؟ ! فقلت له: ومابالي لا أقوم وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه، فعليها يمشي. فلما قلت هذا له، قام إلى قنبر وضربه، وشتمه، وآذاه، وتهدده وتهددني، وألزمني الاغضاء على قذى، فلهذا سقطت عليك هذه الحية. فان، أردت أن يعافيك الله تعالى من هذا، فاعتقد أن لاتفعل بنا، ولا بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم منه. اما ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته كما كان يفعله ببعض من لايعشر معشار جزء من مائة ألف جزء من إيجابه لي لانه علم أن ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمه، ويغمني، ويغم المؤمنين، وقد كان يقوم لقوم لايخاف على نفسه ولا عليهم مثل ما خاف علي لو فعل ذلك بي. قوله عزوجل: "" ليس البران تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلوة وآتى الزكوة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون "": 177. " | Details | ||
" نظر الباقر عليه السلام إلى بعض شيعته وقد دخل خلف بعض المخالفين إلى الصلاة وأحسن الشيعي بأن الباقر عليه السلام قد عرف ذلك منه، فقصده وقال: أعتذر إليك يابن رسول الله من صلاتي خلف فلان، فاني أتقيه، ولو لا ذلك لصليت وحدي. قال له الباقر عليه السلام: يا أخي إنما كنت تحتاج أن تعتذر لو تركت، يا عبدالله المؤمن مازالت ملائكة السماوات السبع والارضين السبع تصلي عليك، وتلعن إمامك ذاك وإن الله تعالى أمر أن تحسب لك صلاتك خلفه للتقية بسبعمائة صلاة لو صليتها وحدك فعليك بالتقية، واعلم أن الله تعالى يمقت تاركها كما يمقت المتقي منه، فلا ترض لنفسك أن تكون منزلتك عند الله كمنزلة أعدائه. قوله عزوجل: "" ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم . اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار . ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفى شقاق بعيد "": 176. " | Details |