Index

Search by: Hadeeth  

الرواة المعصومين متن الحديث
" قال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: (شهيدين من رجالكم) قال: من أحراركم من المسلمين العدول. قال عليه ‌السلام: استشهدوهم لتحوطوا بهم أديانكم وأموالكم ولتستعملوا أدب الله ووصيته، فان فيهما النفع والبركة، ولا تخالفوهما فيلحقكم الندم، حيث لا ينفعكم الندم. ‏" Details      
" ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أولا حدثكم بهزيمة تقع في إبليس وأعوانه وجنوده أشد مما وقعت في أعدائكم هؤلاء؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: والذي بعثني بالحق نبيا، إن إبليس إذا كان أول يوم من شعبان بث جنوده في أقطار الارض وآفاقها، يقول لهم: اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد الله إليكم في هذا اليوم. وإن الله عزوجل بث الملائكة في أقطار الارض وآفاقها يقول لهم: سددوا عبادي وارشدوهم. فكلهم يسعد بكم إلا من أبي وتمرد وطغى، فانه يصير في حزب إبليس وجنوده. إن الله عزوجل إذا كان أول يوم من شعبان أمر بأبواب الجنة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا: ثم يأمر بأبواب النار فتفتح، ويأمر شجرة الزقوم فتطلع أغصانها على هذه الدنيا ثم ينادي منادي ربنا عزوجل: يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى، فتمسكوا بها، ترفعكم إلى الجنة، وهذه أغصان شجرة الزقوم، فاياكم وإياها، لا تؤديكم إلى الجحيم، قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فوالذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى بابا من الخير والبر في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى، فهو مؤديه إلى الجنة، ومن تعاطى بابا من الشر في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم، فهو مؤديه إلى النار. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فمن تطوع لله بصلاة في هذا اليوم، فقد تعلق منه بغصن. ومن صام في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن. ومن عفا عن مظلمة، فقد تعلق منه بغصن ومن أصلح بين المرء وزوجه، أو الوالد وولده أو القريب وقريبه أو الجار وجاره أو الاجنبي أو الاجنبية، فقد تعلق منه بغصن.ومن خفف عن معسر من دينه أوحط عنه، فقد تعلق منه بغصن.ومن نظر في حسابه فرأى دينا عتيقا قد أيس منه صاحبه، فأداه فقد تعلق منه بغصن.ومن كفل يتيما، فقد تعلق من بغصن.ومن كف سفيها عن عرض مؤمن، فقد تعلق منه بغصن.ومن قرأ القرآن أو شيئا منه فقد تعلق منه بغصن.ومن قعد يذكر الله ونعماء‌ه ويشكره عليها، فقد تعلق منه بغصن.ومن عاد مريضا فقد تعلق منه بغصن. ومن شيع فيه جنازة، فقد تعلق منه بغصن.ومن عزى فيه مصابا، فقد تعلق منه بغصن.ومن بر والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن.ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم، فقد تعلق منه بغصن وكذلك من فعل شيئا من سائر من أبواب الخير في هذا اليوم، فقد تعلق منه بغصن ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: والذي بعثني بالحق نبيا، وإن من تعاطى بابا من الشر والعصيان في هذا اليوم، فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم فهو مؤديه إلى النار. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: والذي بعثني بالحق نبيا، فمن قصرفي صلاته المفروضة وضيعها، فقد تعلق بغصن منه.ومن كان عليه فرض صوم ففرط فيه وضيعه، فقد تعلق بغصن منه. ومن جاء‌ه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف سوء حاله، وهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه، وليس هناك من ينوب عنه ويقوم مقامه، فتركه يضيع ويعطب، ولم يأخذ بيده، فقد تعلق بغصن منه. ومن اعتذر إليه مسئ، فلم يعذره، ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساء‌ته، بل أربى عليه ; فقد تعلق بغصن منه. ومن ضرب بين المرء وزوجه، أو الوالد وولده، أو الاخ وأخيه، أو القريب وقريبه، أو بين جارين، أو خليطين أو أجنبيين فقد تعلق بغصن منه. ومن شدد على معسر وهو يعلم إعساره، فزاد غيظا وبلاء‌ا، فقد تعلق بغصن منه ومن كان عليه دين فكسره على صاحبه، وتعدى عليه حتى أبطل دينه، فقد تعلق بغصن منه.ومن جفا يتيما وآذاه وتهضم ماله، وفقد تعلق بغصن منه. ومن وقع في عرض أخيه المؤمن، وحمل الناس على ذلك، فقد تعلق بغصن منه ومن تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه.ومن قعد يعدد قبائح أفعاله في الحروب، وأنواع ظلمه لعباد الله ويفتخر بها فقد تعلق بغصن منه.ومن كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه، فقد تعلق بغصن منه. ومن مات جاره، فترك تشييع جنازته تهاونا به، فقد تعلق بغصن منه. ومن أعرض عن مصاب، وجفاه إزراء‌ا عليه، واستصغارا له، فقد تعلق بغصن منه. ومن عق والديه أو أحدهما، فقد تعلق بغصن منه. ومن كان قبل ذلك عاقا لهما، فلم يرضهما في هذا اليوم، و هو يقدر على ذلك فقد تعلق بغصن منه. وكذا من فعل شيئا من سائر أبواب الشر، فقد تعلق بغصن منه. والذي بعثني بالحق نبيا، إن المتعلقين بأغصان شجرة طوبى ترفعهم تلك الاغصان إلى الجنة وإن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم تخفضهم تلك الاغصان إلى الجحيم. ثم رفع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله طرفه إلى السماء مليا، وجعل يضحك ويستبشر ثم خفض طرفه إلى الارض، فجعل يقطب ويعبس، ثم أقبل على أصحابه فقال: والذي بعث محمد بالحق نبيا، لقد رأيت شجرة طوبى ترتفع أغصانها وترفع المتعلقين بها إلى الجنة، ورأيت منهم من تعلق منها بغصن ومنهم من تعلق منها بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات، وإنى لارى زيد بن حارثة قد تعلق بعامة أغصانها فهي ترفعه إلى أعلى عاليها، فلذلك ضحكت واستبشرت ثم نظرت إلى الارض، فوالذي بعثني بالحق نبيا، لقد رأيت شجرة الزقوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلقين بها إلى الجحيم، ورأيت منهم من تعلق بغصن، ورأيت منهم من تعلق منها بغصنين، أو بأغصان، على حسب اشتمالهم على القبائح، وإني لارى بعض المنافقين قد تعلق بعامة أغصانها، وهي تخفضه إلى أسفل دركاتها فلذلك عبست وقطبت. قال: ثم أعاد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بصره إلى السماء ينظر إليها مليا وهو يضحك ويستبشر، ثم خفض طرفه إلى الارض وهو يقطب ويعبس. ثم أقبل على أصحابه فقال: يا عباد الله أما لو رأيتم ما رآه نبيكم محمد إذا لاظمأتم لله بالنهار أكبادكم، ولجوعتم له بطونكم، ولاسهرتم له ليلكم، ولانصبتم فيه أقدامكم وأبدانكم، ولانفدتم بالصدقة أموالكم، وعرضتم للتلف في الجهاد أرواحكم. قالوا: وما هو يا رسول الله فداؤك الآباء والامهات والبنون والبنات والاهلون والقرابات؟ قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: والذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت تلك الاغصان من شجرة طوبى عادت إلى الجنة، فنادى منادي ربنا عزوجل خزانها: يا ملائكتي ! انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان طوبى في هذا اليوم، فانظروا إلى مقدار منتهى ظل ذلك الغصن، فأعطوه من جميع الجوانب مثل مساحته قصورا ودورا وخيرات. فاعطوا ذلك: فمنهم من اعطي مسيرة ألف سنة من كل جانب ومنهم من اعطي ضعفه ومنهم من اعطي ثلاثة أضعافه، وأربعة أضعافه، وأكثر من ذلك على قدر قوة إيمانهم، وجلالة أعمالهم. ولقد رأيت صاحبكم زيد بن حارثة اعطي ألف ضعف ما اعطي جميعهم على قدر فضله عليهم في قوة الايمان وجلالة الاعمال، فلذلك ضحكت واستبشرت. ولقد رأيت تلك الاغصان من شجرة الزقوم عادت إلى جهنم، فنادى منادي ربنا خزانها، يا ملائكتي انظروا من تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم في هذا اليوم فانظروا إلى منتهى مبلغ حد ذلك الغصن وظلمته، فابنوا له مقاعد من النار من جميع الجوانب، مثل مساحته قصور النيران، وبقاع غيران، وحيات، وعقارب، وسلاسل وأغلال، وقيود، وأنكال يعذب بها. فمنهم من أعد له فيها مسيرة سنة، أو سنتين، أو مائة سنة، أو أكثر على قدر ضعف إيمانهم وسوء أعمالهم. ولقد رأيت لبعض المنافقين ألف ضعف ما اعطي جميعهم على قدر زيادة كفره وشره، فلذلك قطبت وعبست. ثم نظر رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله إلى أقطار الارض وأكنافها، فجعل يتعجب تارة، وينزعج تارة، ثم أقبل على أصحابه فقال: طوبى للمطيعين كيف يكرمهم الله بملائكته، والويل للفاسقين كيف يخذلهم الله، ويكلهم إلى شياطينهم. والذي بعثني بالحق نبيا إني لارى المتعلقين بأغصان شجرة طوبى كيف قصدتهم الشياطين ليغووهم، فحملت عليهم الملائكة يقتلونهم ويثخنونهم ويطردونهم عنهم، فناداهم منادي ربنا: يا ملائكتي ألا فانظروا كل ملك في الارض إلى منتهى مبلغ نسيم هذا الغصن الذي تعلق به متعلق فقاتلوا الشياطين عن ذلك المؤمن وأخروهم عنه، فاني لارى بعضهم، وقد جاء‌ه من الاملاك من ينصره على الشياطين ويدفع عنه المردة. إلا فعظموا هذا اليوم من شعبان بعد تعظيمكم لشعبان، فكم من سعيد فيه؟ وكم من شقي فيه؟ لتكونوا من السعداء فيه، ولا تكونوا من الاشقياء. قوله عزوجل: "" واستشهدوا شهيدين من رجالكم "": 282 . " Details      
" يا معشر المبتدعين هذا يوم غرة شعبان الكريم سماه ربنا شعبان لتشعب الخيرات فيه، قد فتح ربكم فيه أبواب جنانه، وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الاثمان، وأسهل الامور فأبيتموها وعرض لكم إبليس اللعين بشعب شروره وبلاياه فأنتم دائبا تنهمكون في الغي والطغيان، وتتمسكون بشعب إبليس، وتحيدون عن شعب الخير المفتوح لكم أبوابه. هذه غرة شعبان، وشعب خيراته الصلاة، والصوم، والزكاة، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين والقرابات والجيران، وإصلاح ذات البين، و الصدقة على الفقراء والمساكين، تتكلفون ما قد وضع عنكم، وما قد نهيتم عن الخوض فيه من كشف سرائر الله التي من فتش عنها كان من الهالكين. أما إنكم لو وقفتم على ما قد أعده ربنا عزوجل للمطيعين من عباده في هذا اليوم، لقصرتم عما أنتم فيه، وشرعتم فيما امرتم به. قالوا: يا أمير المؤمنين وما الذي أعد الله في هذا اليوم للمطيعين له؟ فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: لا أحدثكم إلا بما سمعت من رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: لقد بعث رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله جيشا ذات يوم إلى قوم من أشداء الكفار، فأبطأ عليه خبرهم، وتعلق قلبه بهم، وقال: ليت لنا من يتعرف أخبارهم، ويأتينا بأنبائهم. بينا هو قائل هذا، إذ جاء‌ه البشير بأنهم قد ظفروا بأعدائهم واستولوا عليهم وصيروهم بين قتيل وجريح وأسير، وانتهبوا أموالهم، وسبوا ذراريهم وعيالهم. فلما قرب القوم من المدينة، خرج إليهم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بأصحابه يتلقاهم، فلما لقيهم ورئيسهم زيد بن حارثة، وكان قد أمره عليهم - فلما رأى زيد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله - نزل عن ناقته، وجاء إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، وقبل رجله، ثم قبل يده، فأخذه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وقبل رأسه. ثم نزل إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله عبدالله بن رواحة فقبل يده ورجله وضمه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله إلى نفسه. ثم نزل إليه قيس بن عاصم المنقري فقبل يده ورجله وضمه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله إليه. ثم نزل إليه سائر الجيش ووقفوا يصلون عليه، ورد عليهم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله خيرا ثم قال لهم: حدثوني خبركم وحالكم مع أعدائكم.وكان معهم من أسراء القوم وذراريهم وعيالاتهم وأموالهم من الذهب والفضة وصنوف الامتعة شئ عظيم. فقالوا: يا رسول الله لو علمت كيف حالنا لعظم تعجبك. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: لم أكن أعلم ذلك حتى عرفنيه الآن جبرئيل عليه ‌السلام، وما كنت أعلم شيئا من كتابه ودينه أيضا حتى علمنيه ربي، قال الله عزوجل: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الايمان - إلى قوله - صراط مستقيم). ولكن حدثوا بذلك إخوانكم هؤلاء المؤمنين، لا صدقكم فقد أخبرني جبرئيل بصدقكم فقالوا: يا رسول الله، إنا لما قربنا من العدو بعثنا عينا لنا ليعرف أخبارهم وعددهم لنا، فرجع إلينا يخبرنا أنهم قدر ألف رجل، وكنا ألفي رجل، وإذا القوم قد خرجوا إلى ظاهر بلدهم في ألف رجل، وتركوا في البلد ثلاثة آلاف يوهموننا أنهم ألف، وأخبرنا صاحبنا أنهم يقولون فيما بينهم: نحن ألف وهم ألفان ولسنا نطيق مكافحتهم، وليس لنا إلا التحاصن في البلد حتى تضيق صدورهم من منازلتنا، فينصرفوا عنا. فتجر أنا بذلك عليهم، وزحفنا إليهم، فدخلوا بلدهم، وأغلقوا دوننا بابه، فقعدنا ننازلهم. فلما جن علينا الليل، وصرنا إلى نصفه، فتحوا باب بلدهم، ونحن غارون نائمون ماكان فينا منتبه إلا أربعة نفر: زيد بن حارثة في جانب من جوانب عسكرنا يصلي ويقرأ القرآن. وعبدالله بن رواحة في جانب آخر يصلي ويقرأ القرآن. وقتادة بن النعمان في جانب آخر يصلي ويقرأ القرآن. وقيس بن عاصم في جانب آخر يصلي ويقرأ القرآن. فخرجوا في الليلة الظلماء الدامسة، ورشقونا بنبالهم، وكان ذلك بلدهم، وهم بطرقه ومواضعه عالمون، ونحن بها جاهلون، فقلنا فيما بيننا: دهينا وأوتينا، هذا ليل مظلم لا يمكننا أن نتقي؟؟ النبال، لانا لا نبصرها. فبينا نحن كذلك إذ رأينا ضوء‌ا خارجا من في قيس بن عاصم المنقري كالنار المشتعلة. وضوء‌ا خارجا من في قتادة بن النعمان كضوء الزهرة والمشتري، وضوء‌ا خارجا من في عبدالله بن رواحة كشعاع القمر في الليلة المظلمة. ونورا ساطعا من في زيد بن حارثة أضوء من الشمس الطالعة. وإذا تلك الانوار قد أضاء‌ت معسكرنا حتى أنه أضوء من نصف النهار، وأعداؤنا في ظلمة شديدة، فأبصرناهم وعموا عنا، ففرقنا زيد بن حارثة عليهم حتى أحطنا بهم، ونحن نبصرهم، وهم لا يبصروننا، ونحن بصراء، وهم عميان، فوضعنا عليهم السيوف فصاروا بين قتيل وجريح وأسير. ودخلنا بلدهم فاشتملنا على الذراري والعيال والاثاث والاموال، وهذه عيالاتهم وذراريهم، وهذه أموالهم، وما رأينا يا رسول الله أعجب من تلك الانوار من أفواه هؤلاء القوم، التي عادت ظلمة على أعدائنا حتى مكنا منهم. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: قولوا الحمد لله رب العالمين على ما فضلكم به من شهر شعبان هذه كانت ليلة غرة شعبان، وقد انسلخ عنهم الشهر الحرام، وهذه الانوار بأعمال إخوانكم هؤلاء في غرة شعبان أسلفوا بها أنوارا في ليلتها قبل أن يقع منهم الاعمال. قالوا: يا رسول الله وما تلك الاعمال لنثابر عليها؟ قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أما قيس بن عاصم المنقري، فانه أمر بمعروف في يوم غرة شعبان، وقد نهى عن منكر، ودل على خير، فلذلك قدم له النور في بارحة يومه عند قراء‌ته القرآن. وأما قتادة بن النعمان، فانه قضى دينا كان عليه في يوم غرة شعبان، فلذلك أسلفه الله النور في بارحة يومه. وأما عبدالله بن رواحة، فانه كان برا بوالديه، فكثرت غنيمته في هذه الليلة فلما كان من غد، قال له أبوه: إني وأمك لك محبان، وإن امرأتك فلانة تؤذينا وتعنينا وإنا لا نأمن من أن تصاب في بعض هذه المشاهد، ولسنا نأمن أن تستشهد في بعضها، فتداخلنا هذه في أموالك، ويزداد علينا بغيها وعنتها. فقال عبدالله: ماكنت أعلم بغيها عليكم، وكراهتكما لها، ولو كنت علمت ذلك لابنتها من نفسي، ولكني قد أبنتها الآن لتأمنا ما تحذران، فما كنت بالذي أحب من تكرهان، فلذلك أسلفه الله النور الذي رأيتم. وأما زيد بن حارثة الذي كان يخرج من فيه نور أضوء من الشمس الطالعة، وهو سيد القوم وأفضلهم، فقد علم الله ما يكون منه، فاختاره وفضله على علمه بما يكون منه أنه في اليوم الذي ولي هذه الليلة التي كان فيها ظفر المؤمنين بالشمس الطالعة من فيه جاء‌ه رجل من منافقي عسكره يريد التضريب بينه وبين علي بن أبى طالب عليه ‌السلام، وإفساد ما بينهما فقال له: بخ بخ أصبحت لا نظير لك في أهل بيت رسول الله وصحابته هذا بلاؤك، وهذا الذي شاهدناه نورك. فقال له زيد: يا عبدالله اتق الله، ولا تفرط في المقال، ولا ترفعني فوق قدري، فانك لله بذلك مخالف و به كافر، وإني إن تلقيت مقالتك هذه بالقبول لكنت كذلك. يا عبدالله، ألا احدثك بما كان في أوائل الاسلام وما بعده، حتى دخل رسول الله المدينة وزوجه فاطمة عليها‌السلام، وولد له الحسن والحسين عليهما ‌السلام؟ قال: بلى. قال: إن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله كان لي شديد المحبة حتى تبناني لذلك فكنت ادعى "" زيد بن محمد "" إلى أن ولد لعلي الحسن والحسين عليهما ‌السلام فكرهت ذلك لاجلهما، وقلت - لمن كان يدعوني -: احب أن تدعوني زيدا مولى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فاني أكره أن اضاهي الحسن والحسين عليهما ‌السلام، فلم يزل ذلك حتى صدق الله ظني، وأنزل على محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه).يعني قلبا يحب محمدا وآله، ويعظمهم، وقلبا يعظم به غيرهم كتعظيمهم.أو قلبا يحب به أعداء‌هم، وبل من أحب أعداء‌هم فهو يبغضهم ولا يحبهم.ومن سوى بهم مواليهم فهو يبغضهم ولا يحبهم.ثم قال: (وما جعل أزواجكم اللاتي تظاهرون منهن امهاتكم وما جعل أدعياء‌كم أبناء‌كم - إلى قوله تعالى - واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) يعني الحسن عليه ‌السلام والحسين عليه ‌السلام أولى ببنوة رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله في كتاب الله وفرضه (من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا) إحسانا وإكراما لا يبلغ لك محل الاولاد (كان ذلك في الكتاب مسطورا). فتركوا ذلك وجعلوا يقولون: زيد أخو رسول الله. فما زال الناس يقولون لي هذا وأكرهه حتى أعاد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله المؤاخاة بينه وبين علي بن أبي طالب عليه ‌السلام. ثم قال زيد: يا عبدالله إن زيدا مولى علي بن أبي طالب عليه ‌السلام كما هو مولى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، فلا تجعله نظيره، ولا ترفعه فوق قدره، فتكون كالنصارى لما رفعوا عيسى عليه ‌السلام فوق قدره، فكفروا بالله العلي العظيم. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فذلك فضل الله زيدا بما رأيتم، وشرفه بما شاهدتم. والذي بعثني بالحق نبيا إن الذي أعده الله لزيد في الآخرة ليصغر في جنبه ماشاهدتم في الدنيا من نوره، إنه ليأتي يوم القيامة ونوره يسير أمامه وخلفه ويمينه ويساره وفوقه وتحته، من كل جانب مسيرة ألف سنة. ‏" Details      
" قال: ولقد مر أمير المؤمنين عليه ‌السلام على قوم من أخلاط المسلمين ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، وهم قعود في بعض المساجد في أول يوم من شعبان، إذا هم يخوضون في أمر القدر وغيره مما اختلف الناس فيه، قد أرتفعت أصواتهم واشتد فيه محكهم وجدالهم، فوقف عليهم، فسلم، فردوا عليه وأوسعوا وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم، فلم يحفل بهم، ثم قال لهم - وناداهم -: يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولا يرد عليهم، ألم تعلموا أن لله عبادا قد أسكتتهم خشيته من غيرعي ولا بكم، وإنهم لهم الفصحاء العقلاء الالباء العالمون بالله وأيامه. ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم، وانقطعت أفئدتهم، وطاشت عقولهم، وهامت حلومهم، إعزازا لله، وإعظاما وإجلالا له. فاذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالاعمال الزاكية، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وأنهم براء من المقصرين والمفرطين، إلا أنهم لا يرضون لله بالقليل ولا يستكثرون لله الكثير، ولا يدلون عليه بالاعمال فهم متى ما رأيتهم مهمومون مروعون، خائفون، مشفقون، وجلون. فأين أنتم منهم يا معشر المبتدعين ألم تعلموا أن أعلم الناس بالقدر أسكتهم عنه وأن أجهل الناس بالقدر أنطقهم فيه؟ ‏" Details      
" قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: من أعان ضعيفا في بدنه على أمره، أعانه الله تعالى على أمره، ونصب له في القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الاهوال وعبور تلك الخنادق من النار، حتى لا يصيبه من دخانها ولا سمومها، وعلى عبور الصراط إلى الجنة سالما آمنا. ومن أعان ضعيفا في فهمه ومعرفته فلقنه حجته على خصم ألد طلاب الباطل، أعانه الله عند سكرات الموت على شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، والاقرار بما يتصل بهما، والاعتقاد له حتى يكون خروجه من الدنيا ورجوعه إلى الله تعالى على أفضل أعماله، وأجل أحواله، فيجئ عند ذلك بروح وريحان، ويبشر بأن ربه عنه راض، وعليه غير غضبان. ومن أعان مشغولا بمصالح دنياه أو دينه على أمره حتى لا ينتشر عليه أعانه الله تعالى يوم تزاحم الاشغال وانتشار الاحوال، يوم قيامه بين يدي الملك الجبار، فيميزه من الاشرار ويجعله من الاخيار. ‏" Details