الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" وأما أبوعمار ياسر، وام عمار فقتلا في الله صبرا. وأما عمار فكان أبوجهل يعذبه، فضيق الله عليه خاتمه في إصبعه حتى أضرعه وأذله، وثقل عليه قميصه حتى صار أثقل من بدنات حديد، فقال لعمار: خلصنى مما أنا فيه، فما هو إلا من عمل صاحبك، فخلع خاتمه من إصبعه وقميصه من بدنه، وقال: البسه، ولا أراك بمكة تفتنها علي، وانصرف إلى محمد. فقيل لعمار: ما بال خباب نجا بتلك الاية، وأبواك أسلما للعذاب حتى قتلا؟ قال عمار: ذلك حكم من أنقذ إبراهيم عليه السلام من النار، وامتحن بالقتل يحيى وزكريا عليهما السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت من كبار الفقهاء يا عمار. فقال عمار: حسبي يا رسول الله من العلم معرفتي بأنك رسول رب العالمين، وسيد الخلق أجمعين، وأن أخاك عليا وصيك وخليفتك، وخير من تخلفه بعدك، وأن القول الحق قولك وقوله، والفعل الحق فعلك وفعله، وأن الله عزوجل ما وفقني لموالاتكما ومعاداة أعدائكما إلا وقد أراد أن يجعلني معكما في الدنيا والآخرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو كما قلت يا عمار، إن الله تعالى يؤيد بك الدين ويقطع بك معاذير الغافلين، ويوضح بك عن عناد المعاندين إذا قتلتك الفئة الباغية على المحقين. ثم قال له: يا عمار بالعلم نلت ما نلت من هذا الفضل، فازدد منه تزدد فضلا، فان العبد إذا خرج في طلب العلم ناداه الله عزوجل من فوق العرش: مرحبا بك يا عبدي أتدري أية منزلة تطلب؟ وأية درجة تروم؟ مضاهاة ملائكتي المقربين لتكون لهم قرينا؟ لابلغنك مرادك ولاصلنك بحاجتك. قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: ما معنى مضاهاة ملائكة الله عزوجل المقربين ليكون لهم قرينا؟ قال: أما سمعت الله عزوجل يقول (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم). فابتدأ بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث باولي العلم الذين هم قرناء ملائكته أولهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وآله، وثانيهم علي عليه السلام، وثالثهم (أقرب أهله إليه)، وأحقهم بمرتبته بعده. قال علي بن الحسين عليهما السلام: ثم أنتم - معاشر الشيعة العلماء لعلمنا تالون لنا، مقرونون بنا وبملائكة الله المقربين، شهداء لله بتوحيده وعدله وكرمه وجوده، قاطعون لمعاذير المعاندين من عبيده وإمائه، فنعم الرأى لانفسكم رأيتم، ونعم الحظ الجزيل اخترتم، وبأشرف السعادة سعدتم حين بمحمد وآله الطيبين عليهمالسلام قرنتم، وعدول الله في أرضه شاهرين بتوحيده وتمجيده جعلتم، وهنيئا لكم، أن محمدا لسيد الاولين والآخرين، وأن آل محمد خير آل النبيين، وأن أصحاب محمد الموالين لاولياء محمد وعلي عليهما السلام، والمتبرئين من أعدائهما، أفضل صحابة المرسلين، وأن امة محمد الموالين لمحمد وعلي، المتبرئين من أعدائهما، أفضل امم المرسلين وأن الله تعالى لا يقبل من أحد عملا إلا بهذا الاعتقاد، ولا يغفر له ذنبا، ولا يقبل له حسنة، ولا يرفع له درجة إلا به. قوله عزوجل: "" يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم "": 209 . " | Details | ||
" وأما خباب بن الارت، فكانوا قد قيدوه بقيد وغل فدعا الله تعالى بمحمد وعلي وآلهما الطيبين، فحول الله تعالى القيد فرسا ركبه، وحول الغل سيفا بحمائل تقلده فخرج عنهم من أعمالهم. فلما رأوا ما ظهر عليه من آيات محمد صلى الله عليه وآله لم يجسر أحد أن يقربه، وجرد سيفه وقال: من شاء فليقرب، فاني سألته بمحمد وعلي عليهما السلام أن لا اصيب بسيفي أبا قبيس إلا قددته نصفين، فضلا عنكم. فتركوه فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. " | Details | ||
" قال عليه السلام: وأما صهيب، فقال: أنا شيخ كبير لا يضركم كنت معكم أو عليكم فخذوا مالي ودعوني ودينى. فأخذوا ماله وتركوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله لما جاء إليه: يا صهيب كم كان مالك الذي سلمته؟ قال: سبعة آلاف. قال: طابت نفسك بتسليمه؟ قال: يا رسول الله - والذي بعثك بالحق نبيا - لو كانت الدنيا كلها ذهبة حمراء لجعلتها عوضا عن نظره أنظرها إليك، ونظرة أنظرها إلى أخيك ووصيك علي بن أبي طالب عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا صهيب قد أعجزت خزان الجنان عن إحصاء مالك فيها بمالك هذا واعتقادك، فلا يحصيها إلا خالقها. " | Details | ||
" قال على بن الحسين عليهما السلام: وهؤلاء خيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عذبهم أهل مكة ليفتنوهم عن دينهم، منهم بلال، وصهيب، وخباب، وعمار بن ياسر وأبواه: فأما بلال، فاشتراه أبوبكر بن أبي قحافة بعبدين له أسودين، ورجع إلى النبي صلى الله عليه وآله فكان تعظيمه لعلي بن أبي طالب عليه السلام أضعاف تعظيمه لابي بكر. فقال المفسدون: يا بلال كفرت النعمة، ونقضت ترتيب الفضل، أبوبكر مولاك الذي اشتراك وأعتقك، وأنقذك من العذاب، ووفر عليك نفسك وكسبك، وعلي ابن أبي طالب عليه السلام لم يفعل بك شيئا من هذه، وأنت توقر أبا الحسن عليا بما لا توقر أبا بكر، إن هذا كفر للنعمة وجهل بالترتيب. فقال بلال: أفيلزمني أن أوقر أبابكر فوق توقيري لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالوا: معاذ الله. قال: قد خالف قولكم هذا قولكم الاول، إن كان لا يجوز لي أن افضل عليا عليه السلام على أبى بكر، لان أبابكر أعتقني، فكذلك لا يجوز أن افضل رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم على أبي بكر، لان أبا بكر أعتقني، قالوا: لا سواء إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل خلق الله. قال بلال ولا سواء أيضا أبوبكر وعلي، إن عليا هو نفس أفضل خلق الله، فهو أيضا أفضل خلق الله بعد نبيه صلى الله عليه وآله، وأحب الخلق إلى الله تعالى لاكله الطير مع رسول الله صلى الله عليه وآله الذي دعا: "" اللهم ائتني بأحب خلقك إليك "" وهو أشبه خلق الله برسول الله لما جعله أخاه في دين الله. وأبوبكر لا يلتمس مني ما تلتمسون، لانه يعرف من فضل علي عليه السلام ما تجهلون أي يعرف أن حق علي علي أعظم من حقه، لانه أنقذني من رق عذاب الذي لو دام علي وصبرت عليه لصرت إلى جنات عدن، وعلي أنقذني من رق عذاب الابد، وأوجب لي بموالاتي له وتفضيلي إياه نعيم الابد. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: (ومن الناس يشري نفسه) يبيعها (ابتغاء مرضات الله) عزوجل فيعمل بطاعة الله، ويأمر الناس بها، ويصبر على ما يلحقه من الاذى فيها، فيكون كمن باع نفسه، وسلمها مرضاة الله عوضا منها، فلا يبالى ما حل بها بعد أن يحصل لها رضاء ربها (والله رؤف بالعباد) كلهم. أما الطالبون لرضاه، فيبلغهم أقصى أمانيهم، ويزيدهم عليها ما لم تبلغه آمالهم وأما الفاجرون في دينه فيتأناهم، ويرفق بهم، ويدعوهم إلى طاعته، ولا يقطع من علم أنه سيتوب عن ذنوبه التوبة الموجبة له عظيم كرامته. " | Details |