Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" وأما أبوعمار ياسر، وام عمار فقتلا في الله صبرا. وأما عمار فكان أبوجهل يعذبه، فضيق الله عليه خاتمه في إصبعه حتى أضرعه وأذله، وثقل عليه قميصه حتى صار أثقل من بدنات حديد، فقال لعمار: خلصنى مما أنا فيه، فما هو إلا من عمل صاحبك، فخلع خاتمه من إصبعه وقميصه من بدنه، وقال: البسه، ولا أراك بمكة تفتنها علي، وانصرف إلى محمد. فقيل لعمار: ما بال خباب نجا بتلك الاية، وأبواك أسلما للعذاب حتى قتلا؟ قال عمار: ذلك حكم من أنقذ إبراهيم عليه ‌السلام من النار، وامتحن بالقتل يحيى وزكريا عليهما ‌السلام قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أنت من كبار الفقهاء يا عمار. فقال عمار: حسبي يا رسول الله من العلم معرفتي بأنك رسول رب العالمين، وسيد الخلق أجمعين، وأن أخاك عليا وصيك وخليفتك، وخير من تخلفه بعدك، وأن القول الحق قولك وقوله، والفعل الحق فعلك وفعله، وأن الله عزوجل ما وفقني لموالاتكما ومعاداة أعدائكما إلا وقد أراد أن يجعلني معكما في الدنيا والآخرة. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: هو كما قلت يا عمار، إن الله تعالى يؤيد بك الدين ويقطع بك معاذير الغافلين، ويوضح بك عن عناد المعاندين إذا قتلتك الفئة الباغية على المحقين. ثم قال له: يا عمار بالعلم نلت ما نلت من هذا الفضل، فازدد منه تزدد فضلا، فان العبد إذا خرج في طلب العلم ناداه الله عزوجل من فوق العرش: مرحبا بك يا عبدي أتدري أية منزلة تطلب؟ وأية درجة تروم؟ مضاهاة ملائكتي المقربين لتكون لهم قرينا؟ لابلغنك مرادك ولاصلنك بحاجتك. قيل لعلي بن الحسين عليهما ‌السلام: ما معنى مضاهاة ملائكة الله عزوجل المقربين ليكون لهم قرينا؟ قال: أما سمعت الله عزوجل يقول (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم). فابتدأ بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث باولي العلم الذين هم قرناء ملائكته أولهم وسيدهم محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، وثانيهم علي عليه ‌السلام، وثالثهم (أقرب أهله إليه)، وأحقهم بمرتبته بعده. قال علي بن الحسين عليهما ‌السلام: ثم أنتم - معاشر الشيعة العلماء لعلمنا تالون لنا، مقرونون بنا وبملائكة الله المقربين، شهداء لله بتوحيده وعدله وكرمه وجوده، قاطعون لمعاذير المعاندين من عبيده وإمائه، فنعم الرأى لانفسكم رأيتم، ونعم الحظ الجزيل اخترتم، وبأشرف السعادة سعدتم حين بمحمد وآله الطيبين عليهم‌السلام قرنتم، وعدول الله في أرضه شاهرين بتوحيده وتمجيده جعلتم، وهنيئا لكم، أن محمدا لسيد الاولين والآخرين، وأن آل محمد خير آل النبيين، وأن أصحاب محمد الموالين لاولياء محمد وعلي عليهما ‌السلام، والمتبرئين من أعدائهما، أفضل صحابة المرسلين، وأن امة محمد الموالين لمحمد وعلي، المتبرئين من أعدائهما، أفضل امم المرسلين وأن الله تعالى لا يقبل من أحد عملا إلا بهذا الاعتقاد، ولا يغفر له ذنبا، ولا يقبل له حسنة، ولا يرفع له درجة إلا به. قوله عزوجل: "" يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين فان زللتم من بعد ما جاء‌تكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم "": 209 . "


   Back to List