الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" قال على بن الحسين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان هؤلاء الكاتمين لصفة محمد رسول الله صلى، والجاحدين لحلية علي ولي الله اذا أتاهم ملك الموت ليقبض أرواحهم، أتاهم بأفظع المناظر، وأقبح الوجوه، فيحيط بهم عند نزع أرواحهم مردة شياطينهم الذين كانوا يعرفونهم، ثم يقول ملك الموت: أيشري؟؟ أيتها النفس الخبيثة الكافرة بربها بجحد نبوة نبيه، وامامة علي وصيه بلعنة من الله وغضبه، ثم يقول: ارفع رأسك وطرفك وانظر، فينظر فيرى دون العرش محمدا صلى الله عليه وآله على سرير بين يدي عرش الرحمن، ويرى عليا عليه السلام على كرسي بين يديه، وسائر الائمة عليهمالسلام على مراتبهم الشريفة بحضرته، ثم يرى الجنان قد فتحت أبوابها، ويرى القصور والدرجات والمنازل التي تقصر عنها أماني المتمنين، فيقول له: لو كنت لاولئك مواليا كانت روحك يعرج بها إلى حضرتهم، وكان يكون مأواك في تلك الجنان، وكانت تكون منازلك فيها، وان كنت على مخالفتهم، فقد حرمت على حضرتهم، ومنعت مجاورتهم، وتلك منازلك، واولئك مجاوروك ومقاربوك، فانظر. فيرفع له عن حجب الهاوية، فيراها بما فيها من بلاياها ودواهيها وعقاربها وحياتها وأفاعيها وضروب عذابها وأنكالها، فيقال له: فتلك اذن منازلك. ثم تمثل له شياطينه هؤلاء الذين كانوا يغوونه ويقبل منهم مقرنين معه هناك في تلك الاصفاد والاغلال، فيكون موته بأشد حسرة وأعظم أسف. قوله عزوجل: "" والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم "": 163. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال الله تعالى:(ان الذين كفروا) بالله في ردهم نبوة محمد صلى الله عليه وآله، وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام(وماتوا وهم كفار) على كفرهم(اولئك عليهم لعنة الله) يوجب الله تعالى لهم البعد من الرحمة، والسحق من الثواب(والملائكة) وعليهم لعنة الملائكة يلعنونهم(والناس أجمعين) ولعنة الناس أجمعين كل يلعنهم، لان كل المأمورين المنهيين يلعنون الكافرين، والكافرون أيضا يقولون: لعن الله الكافرين، فهم في لعن أنفسهم أيضا(خالدين فيها) في اللعنة، في نار جهنم(لا يخفف عنهم العذاب) يوما ولا ساعة(ولاهم ينظرون) لا يؤخرون ساعة، ولا يخل بهم العذاب. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قوله عزوجل:(ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) من صفة محمد وصفة علي وحليته(والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) قال: والذى أنزلناه من بعد الهدى، هو ما أظهرناه من الايات على فضلهم ومحلهم. كالغمامة التي كانت تظلل رسول الله صلى الله عليه وآله في أسفاره، والمياه الاجاجة التي كانت تعذب في الابار والموارد ببصاقه والاشجار التى كانت تتهدل ثمارها بنزوله تحتها، والعاهات التى كانت تزول عمن يمسح يده عليه، أو ينفث بصاقه فيها. وكالايات التي ظهرت على علي عليه السلام من تسليم الجبال والصخور والاشجار قائلة: "" يا ولي الله، ويا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله "" والسموم القاتلة التي تناولها من سمى باسمه عليها ولم يصبه بلاؤها، والافعال العظيمة: من التلال والجبال التي قلعها ورمى بها كالحصاة الصغيرة، وكالعاهات التي زالت بدعائه، والافات والبلايا التي حلت بالاصحاء بدعائه، وسائرها مما خصه الله تعالى به من فضائله. فهذا من الهدى الذي بينه الله للناس في كتابه، ثم قال:(اولئك) أي اولئك الكاتمون؟؟ لهذه الصفات من محمد صلى الله عليه وآله ومن علي عليه السلام المخفون لها عن طالبيها الذين يلزمهم ابداؤها لهم عند زوال التقية(يلعنهم الله) يلعن الكاتمين(ويلعنهم اللاعنون). فيه وجوه: منها(يلعنهم اللاعنون) أنه ليس أحد محقا كان أو مبطلا الا وهو يقول: لعن الله الظالمين الكاتمين للحق، ان الظالم الكاتم للحق ذلك يقول أيضا لعن الله الظالمين الكاتمين، فهم على هذا المعنى في لعن كل اللاعنين، وفي لعن أنفسهم. ومنها: أن الاثنين اذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا ارتفعت اللعنتان، فاستأذنتا ربهما في الوقوع لمن بعثتا عليه. فقال الله عزوجل للملائكة: انظروا، فان كان اللاعن أهلا للعن وليس المقصود به أهلا فأنزلوهما جميعا باللاعن. وان كان المشار اليه أهلا، وليس اللاعن أهلا فوجهوهما اليه.وان كانا جميعا لها أهلا، فوجهوا لعن هذا إلى ذلك، ووجهوا لعن ذلك إلى هذا. وان لم يكن واحد منهما لها أهلا لايمانهما، وان الضجر أحوجهما إلى ذلك، فوجهوا اللعنتين إلى اليهود الكاتمين نعت محمد وصفته؟؟ صلى الله عليه وآله وذكر علي عليه السلام وحليته، والى النواصب الكاتمين لفضل علي، والدافعين لفضله. ثم قال الله عزوجل:(الا الذين تابوا) من كتمانه(وأصلحوا) أعمالهم، وأصلحوا ماكانوا أفسدوه بسوء التأويل فجحدوا به فضل الفاضل واستحقاق المحق(وبينوا) ما ذكره الله تعالى من نعت محمد صلى الله عليه وآله وصفته ومن ذكر علي عليه السلام وحليته، وما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله(فاولئك أتوب عليهم) أقبل توبتهم(وأنا التواب الرحيم). قوله عزوجل: "" ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون "" 162. " | Details | ||
"...ثم قال: يا امة ان قول الله عزوجل في الصفا والمروة حق(فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا) فأكثري الطواف، فان الله شاكر لصنيعه بحسن جزائه، عليم بنيته، وعلى حسب ذلك يعظم ثوابه، ويكرم مآبه. يا أمة ! هذا رسول الله قد شرفني ببنوة علي بن أبي طالب عليه السلام، فاشكري نعم الله الجليلة عليك، فان من شكر النعم استحق مزيدها، كما أن من كفرها استحق حرمانها. فقيل ذلك أيضا بعد لرسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيخرج منه كبراء، وسيكون أبا عدة من الائمة الطاهرين، وأبا القائم من آل محمد الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. قوله عزوجل: "" ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وأنا التواب الرحيم: 160 " | Details | ||
" وقال الباقر، عن على بن الحسين عليهمالسلام: ولقد كان من المنافقين والضعفاء من أشباه المنافقين مع رسول الله صلى الله عليه وآله أيضا قصد إلى تخريب المساجد بالمدينة، وإلى تخريب مساجد الدنيا كلها بما هموا به من قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام بالمدينة، ومن قتل رسول الله صلى الله عليه وآله في طريقهم إلى العقبة، ولقد زاد الله تعالى في ذلك السير إلى تبوك في بصائر المستبصرين وفي قطع معاذير متمرديهم زيادات تليق بجلال الله وطوله على عباده. من ذلك أنهم لما كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسيره إلى تبوك قالوا: لن نصبر على طعام واحد كما قالت بنو اسرئيل لموسى عليه السلام وكانت آية رسول الله صلى الله عليه وآله الظاهرة لهم في ذلك أعظم من الاية الظاهرة لقوم موسى. وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما امر بالمسير إلى تبوك، امر بأن يخلف عليا عليه السلام بالمدينة، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ماكنت احب أن أتخلف عنك في شئ من امورك، وأن أغيب عن مشاهدتك، والنظر إلى هديك وسمتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي، تقيم يا علي فان لك في مقامك من الاجر مثل الذي يكون لك لو خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ولك مثل أجور كل من خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله موقنا طائعا، وان لك علي - يا علي - أن أسأل الله بمحبتك أن تشاهد من محمد سمته في سائر أحواله، ان الله يأمر جبرئيل في جميع مسيرنا هذا أن يرفع الارض التي نسير عليها، والارض التي تكون أنت عليها، ويقوي بصرك حتى تشاهد محمدا وأصحابه في سائر أحوالك وأحوالهم، فلا يفوتك الانس من رؤيته ورؤية أصحابه، ويغنيك ذلك عن المكاتبة والمراسلة. فقام رجل من مجلس زين العابدين عليه السلام لما ذكر هذا وقال له: يابن رسول الله كيف يكون هذا لعلي، انما يكون هذا للانبياء، لا لغيرهم ! فقال زين العابدين عليه السلام: هذا هو معجزة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله لا لغيره، لان الله تعالى لما رفعه بدعاء محمد، زاد في نوره أيضا بدعاء محمد حتى شاهد ما شاهد، وأدرك ما أدرك. ثم قال الباقر عليه السلام: يا عبدالله ما أكثر ظلم كثير من هذه الامة لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وأقل انصافهم له !؟ يمنعون عليا ما يعطونه سائر الصحابة وعلي عليه السلام أفضلهم، فكيف يمنعون منزلة يعطونها غيره؟ قيل: وكيف ذاك يابن رسول الله؟ قال: لانكم تتولون محبي أبي بكر بن أبي قحافة، وتبرؤون من أعدائه كائنا من كان، وكذلك تتولون عمر بن الخطاب، وتبرؤون من أعدائه كائنا من كان، وتتولون عثمان بن عفان، وتبرؤون من أعدائه كائنا من كان، حتى اذا صار إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام قالوا: نتولى محبيه ولا نتبرأ من أعدائه، بل نحبهم ! وكيف يجوز هذا لهم ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول في علي: "" اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ""؟ أفتراهم لا يعادون من عاداه و لا يخذلون من خذله !؟ ليس هذا بانصاف ! ثم اخرى أنهم اذا ذكر لهم ما اختص الله به عليا عليه السلام بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وكرامته على ربه تعالى، جحدوه، وهم يقبلون ما يذكر لهم في غيره من الصحابة فما الذي منع عليا عليه السلام ما جعله لسائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله؟ هذا عمر بن الخطاب اذا قيل لهم: انه كان على المنبر بالمدينة يخطب اذ نادى في خلال خطبته: يا سارية، الجبل. وعجبت الصحابة وقالوا: ما هذا من الكلام الذي في هذه الخطبة ! فلما قضى الخطبة والصلاة قالوا: ما قولك في خطبتك يا سارية الجبل؟ فقال: اعلموا أني - وأنا أخطب - رميت ببصري نحو الناحية التي خرج فيها اخوانكم إلى غزو الكافرين بنهاوند، وعليهم سعد بن أبي وقاص، ففتح الله لي الاستار والحجب، وقوى بصري حتى رأيتهم وقد اصطفوا بين يدي جبل هناك، وقد جاء بعض الكفار ليدوروا خلف سارية، وسائر من معه من المسلمين، فيحيطوا بهم فيقتلوهم، فقلت "" يا سارية، البجل "" ليلتجئ اليه فيمنعهم ذلك من أن يحيطوا به ثم يقاتلوا، ومنع الله اخوانكم المؤمنين أكتاف الكافرين وفتح الله عليهم بلادهم، فاحفظ هذا الوقت فسيرد الله عليكم الخبر بذلك. وكان بين المدينة ونهاوند مسيرة أكثر من خمسين يوما. قال الباقر عليه السلام: فاذا كان هذا لعمر فكيف لا يكون مثل هذا لعلي بن أبي طالب عليه السلام؟ ولكنهم قوم لا ينصفون، بل يكابرون.ثم عاد الباقر عليه السلام إلى حديثه.عن علي بن الحسين عليهاالسلام قال: فكان الله تعالى يرفع البقاع التي عليها محمد صلى الله عليه وآله ويسير فيها، لعلي بن أبي طالب عليه السلام حتى يشاهدهم على أحوالهم. قال علي عليه السلام: وان رسول الله صلى الله عليه وآله كان كلما أراد غزوة ورى بغيرها الا غزاة تبوك، فانه عرفهم أنه يريدها ! وأمرهم أن يتزودوا لها فتزودوا لها دقيقا يختبزونه في طريقهم، ولحما مالحا وعسلا وتمرا، وكان زادهم كثيرا، لان رسول الله صلى الله عليه وآله كان حثهم على التزود لبعد الشقة وصعوبة المفاوز، وقلة ما بها من الخيرات. فساروا أياما، وعتق طعامهم، وضاقت من بقاياه صدورهم، فأحبوا طعاما طريا فقال قوم منهم: يا رسول الله قد سئمنا هذا الذي معنا من الطعام، فقد عتق وصار يابسا وكان يريح ولا صبر لنا عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "" وما معكم ""؟ قالوا: خبز ولحم قديد مالح وعسل وتمر. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فأنتم الان كقوم موسى لما قالوا له لن نصبر على طعام واحد، فما الذي تريدون؟ قالوا: نريد لحما طريا قديدا، ولحما مشويا من لحوم الطير، ومن الحلواء المعمول. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولكنكم تخالفون في هذه الواحدة بني اسرائيل، لانهم أرادوا البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل، فاستبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير، وأنتم تستبدلون الذي هو أفضل بالذي هو دونه، وسوف أسأله لكم ربى. قالوا: يا رسول الله فان فينا من يطلب مثل ما طلبوا من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فسوف يعطيكم الله ذلك بدعاء رسول الله، فآمنوا به وصدقوه. ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عباد الله ان قوم عيسى لما سألوا عيسى أن ينزل عليهم مائدة من السماء قال الله وتعالى:(اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين) فأنزلها عليهم، فمن كفر بعد منهم مسخه الله اما خنزيرا، واما قردا واما دبا وأما هرا، واما على صورة بعض من الطيور والدواب التي في البر والبحر حتى مسخوا على أربعمائة نوع من المسخ. فان محمدا رسول الله لا يستنزل لكم ما سألتموه من السماء حتى يحل بكافركم ما حل بكفار قوم عيسى عليه السلام، وان محمدا أرأف بكم من أن يعرضكم لذلك. ثم نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى طائر في الهواء فقال لبعض أصحابه: قل لهذا الطائر: ان رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرك أن تقع على الارض.فقالها فوقع. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أيها الطائر أن الله يأمرك أن تكبر، وتزداد عظما.فكبر، فازداد عظما حتى صار كالتل العظيم.ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: أحيطوا به.فأحاطوا به، وكان عظم ذلك الطائر أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهم فوق عشرة آلاف اصطفوا حوله فاستدار صفهم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أيها الطائر ان الله يأمرك أن تفارقك أجنحتك وزغبك وريشك.ففارقه ذلك أجمع، وبقي الطائر لحما على عظم، وجلده فوقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله يأمرك أن يفارقك - أيها الطائر - عظام بدنك ورجليك ومنقارك. ففارقه ذلك أجمع، وصار حول الطائر، والقوم حول ذلك أجمع. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى يأمر هذه العظام أن تعود فثاء؟؟ فعادت كما قال ثم قال: ان الله تعالى يأمر هذه الاجنحة والزغب والريش أن تعود بقلا وبصلا وفوما وأنواع البقول. فعادت كما قال. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عباد الله ضعوا الان أيديكم عليها، فمزقوا منها بأيديكم، وقطعوا منها بسكاكينكم فكلوه. ففعلوا. فقال بعض المنافقين وهو يأكل: ان محمدا يزعم أن في الجنة طيورا يأكل منها الجناني من جانب له قديدا، ومن جانب له مشويا، فهلا أرانا نظير ذلك في الدنيا ! فأوصل الله علم ذلك إلى قلب محمد، فقال: عباد الله ليأخذ كل واحد منكم لقمته وليقل: "" بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآله الطيبين "" وليضع لقمته في فيه، فانه يجد طعم مايشاء قديدا، وان شاء مشويا، وان شاء مرقا طبيخا، وان شاء سائر ماشاء من ألوان الطبيخ، أو ماشاء من ألوان الحلواء.ففعلوا ذلك، فوجدوا الامر كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله حتى شبعوا. فقالوا: يارسول الله شبعنا، ونحتاج إلى ماء نشربه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو لا تريدون اللبن؟ أو لا تريدون سائر الاشربة؟ قالوا: بلى يا رسول الله فينا من يريد ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليأخذ كل واحد منكم لقمة منها، فيضعها في فيه وليقل: "" بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد وآله الطيبين "" فانه يستحيل في فيه ما يريد، ان أراد ماء أو لبنا أو شرابا من الاشربة. ففعلوا، فوجدوا الامر على ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله يأمرك - أيها الطائر - أن تعود كما كنت، ويأمر هذه الاجنحة والمنقار والريش والزغب التي قد استحالت إلى البقل والقثاء والبصل والفوم أن تعود جناحا وريشا وعظما كما كانت على قدر قالبها. فانقلبت وعادت أجنحة وريشا وزغبا وعظاما، ثم تركبت على قدر الطائر كما كانت. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الطائر ان الله يأمر الروح التي كانت فيك فخرجت أن تعود اليك. فعادت روحها في جسدها. ثم قال صلى الله عليه وآله: أيها الطائر ان الله يأمرك أن تقوم فتطير كما كنت تطير. فقام فطار في الهواء وهم ينظرون اليه، ثم نظروا إلى ما بين أيديهم، فاذا لم يبق هناك من ذلك البقل والقثاء والبصل والفوم شئ. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين الاخيار تم الجزء الاول من تفسير الامام الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وقد وفقني الله لاتمام هذا الجزء من تفسير الامام عليه وعلى ابنه وآبائه الطيبين السلام، مما وجدنا مرتبا من أول الحمد إلى هذه الاية من سورة البقرة. ويتلوه شئ آخر من هذا التفسير مما وجد مفقودا مطلع الاية، ساقطا من الاية المزبورة اليها بقدر ثلث جزء من الاجزاء الثلاثين للقرآن تقريبا. ونرجو الله أن يرزقنا الوصول إلى تمام هذا التفسير الجليل العظيم الكبير المتضمن لمعارف الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبيل معرفتهم الحاوي لعلومهم وأسرارهم واشاراتهم وتلويحاتهم بحسب مراتبهم ومقاماتهم من امامتهم وبشريتهم إلى حقائقهم. ونسأل الله بحقهم الواجب على ربهم أن يدخلنا في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم انه أرحم الراحمين وأكرم الاكرمين. وقد وفقني الله سبحان لكتابة هذا الجزء واتمامه في عشرين من شهر ذي الحجة الحرام من شهور سنة 1314. بسم الله الرحمن الرحيم شئ آخر من هذا التفسير، من هذه السورة، مما وجد مفقودا مطلع الاية. " | Details |