الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" قال عليه السلام: ودخل رجل على محمد بن علي بن موسى الرضا عليهمالسلام وهو مسرور، فقال: ما لي أراك مسرورا؟ قال: يا بن رسول الله، سمعت أباك يقول: أحق يوم بأن يسر العبد فيه يوم يرزقه الله صدقات ومبرات وسد خلات من إخوان له مؤمنين، وإنه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء لهم عيالات، قصدوني من بلد كذا وكذا، فأعطيت كل واحد منهم فلهذا سروري. فقال محمد بن علي عليهما السلام: لعمري إنك حقيق بأن تسر إن لم تكن أحبطته أو لم تحبطه فيما بعد. فقال الرجل: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص؟ قال: هاه قد أبطلت برك باخوانك وصدقاتك. قال: وكيف ذاك يا بن رسول الله؟ قال له محمد بن علي عليهما السلام: اقرأ قول الله عزوجل:(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى). قال الرجل: يا بن رسول الله ما مننت على القوم الذين تصدقت عليهم ولا آذيتهم ! قال له محمد بن علي عليهما السلام: إن الله عزوجل إنما قال:(لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى) ولمن يقل لا تبطلوا بالمن على من تتصدقون عليه، وبالاذى لمن تتصدقون عليه وهو كل أذى، أفترى أذاك للقوم الذين تصدقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك وملائكة الله المقربين حواليك، أم أذاك لنا؟ فقال الرجل: بل هذا يا بن رسول الله. فقال: فقد آذيتني وآذيتهم وأبطلت صدقتك. قال: لماذا؟ قال: لقولك "" وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص "" ويحك، أتدري من شيعتنا الخلص؟ قال: لا. قال: شيعتنا الخلص حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، وصاحب يس الذي قال الله تعالى فيه:(وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى) وسلمان وأبوذر والمقداد وعمار، أسويت نفسك بهؤلاء؟ أما آذيت بهذا الملائكة، وآذيتنا. فقال الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه، فكيف أقول؟ قال: قل: أنا من مواليكم ومحبيكم، ومعادي أعدائكم، وموالي أوليائكم. فقال: كذلك أقول، وكذلك أنا يابن رسول الله، وقد تبت من القول الذي أنكرته، وأنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك إلا لانكار الله عزوجل. فقال محمد بن علي بن موسى الرضا عليهمالسلام: الآن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك وزال عنها الاحباط. " | Details | ||
" قال عليه السلام: ولما جعل إلى علي بن موسى الرضا عليهما السلام ولاية العهد دخل عليه آذنه فقال: إن قوما بالباب يستأذنون عليك، يقولون: نحن من شيعة علي عليه السلام. فقال عليه: أنا مشغول فاصرفهم.فصرفهم. فلما كان في اليوم الثاني جاؤا وقالوا كذلك، فقال مثلها، فصرفهم إلى أن جاؤه هكذا يقولون ويصرفهم شهرين، ثم أيسوا من الوصول وقالوا للحاجب: قل لمولانا: إنا شيعة أبيك علي بن أبي طالب عليه السلام وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا، ونحن ننصرف هئذه الكرة، نهرب من بلدنا خجلا وأنفة مما لحقنا، وعجزا عن احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة أعدائنا. فقال على بن موسى الرضا عليهما السلام: ائذن لهم ليدخلوا. فدخلوا عليه، فسلموا عليه، فلم يرد عليهم، ولم يأذن لهم بالجلوس، فبقوا قياما، فقالوا: يابن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب؟ أي باقية تبقي منا بعد هذا؟ فقال الرضا عليه السلام: اقرؤا(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير). ما اقتديت إلا بربي عزوجل فيكم، وبرسول الله صلى الله عليه وآله وبأمير المؤمنين عليه السلام ومن بعده من آبائي الطاهرين عليهمالسلام عتبوا عليكم، فاقتديت بهم. قالوا: لماذا يابن رسول الله؟ قال لهم: لدعواكم أنكم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. ويحكم إنما شيعته الحسن والحسين عليهما السلام وسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر، الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره، ولم يرتكبوا شيئا من فنون؟؟؟ زواجره. فأما أنتم إذا قلتم أنكم شيعته، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون، مقصرون في كثير من الفرائض و متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتقون حيث لا تجب التقية، وتتركون التقية حيث لا بد من التقية. لو قلتم أنكم موالوه ومحبوه، والموالون لاوليائه، والمعادون لاعدائه، لم انكره من قولكم، ولكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها، إن لم تصدقوها قولكم بفعلكم هلكتم إلا أن تتدارككم رحمة من ربكم. قالوا: يابن رسول الله، فانا نستغفر الله ونتوب إليه من قولنا، بل نقول - كما علمنا مولانا - نحن محبوكم، ومحبوا أوليائكم، ومعادوا أعدائكم. قال الرضا عليه السلام: فمرحبا بكم يا إخواني وأهل ودي، ارتفعوا، ارتفعوا فما زال يرفعهم حتى ألصقهم بنفسه، ثم قال لحاجبه: كم مرة حجبتهم؟ قال: ستين مرة. فقال لحاجبه: فاختلف إليهم ستين مرة متوالية، فسلم عليهم واقرأهم سلامي فقد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم وتوبتهم، واستحقوا الكرامة لمحبتهم لنا وموالاتهم. وتفقد أمورهم وامور عيالاتهم، فأوسعهم بنفقات ومبرات وصلات ودفع معرات. " | Details | ||
" قال عليه السلام: وقيل لموسى بن جعفر عليهما السلام: مررنا برجل في السوق وهو ينادي: أنا من شيعة محمد وآل محمد الخلص، وهو ينادي على ثياب يبيعها: على من يزيد. فقال موسى عليه السلام: ماجهل ولا ضاع امرؤ عرف قدر نفسه، أتدرون ما مثل هذا؟ ما مثل هذا كمن قال: "" أنا مثل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار "" وهو مع ذلك يباخس في بيعة، ويدلس عيوب المبيع على مشتريه، ويشتري الشئ بثمن فيزايد الغريب يطلبه فيوجب له، ثم إذا غاب المشتري قال: لا أريده إلا بكذا بدون ماكان يطلبه منه، أيكون هذا كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار؟ حاش لله أن يكون هذا كهم ولكن لا نمنعه من أن يقول: "" أنا من محبي محمد وآله محمد، ومن موالي أوليائهم ومعادي أعدائهم "". " | Details | ||
" وقيل للصادق عليه السلام: إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة، فقال له القاضي: قم يا عمار فقد عرفناك.لا تقبل شهادتك، لانك رافضي. فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه، واستفرغه البكاء. فقال له ابن أبي ليلى: أنت رجل من أهل العلم والحديث، إن كان يسوءك أن يقال لك "" رافضي "" فتبرأ من الرفض، فأنت من إخواننا. فقال له عمار: ياهذا ما ذهبت والله حيث ذهبت، ولكني بكيت عليك وعلي: أما بكائي على نفسي فانك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها، زعمت أني رافضي، ويحك لقد حدثني الصادق عليه السلام "" أن أول من سمي الرافضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى عليه السلام في عصاه آمنوا به ورضوا به واتبعوه ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه "". فالرافضي من رفض كلما كرهه الله، تعالى وفعل كل ما أمره الله، فأين في الزمان مثل هذا؟ فانما بكيت على نفسي خشية أن(يطلع الله تعالى) على قلبي، وقد تقبلت هذا الاسم الشريف على نفسي، فيعاتبني ربي عزوجل ويقول: يا عمار أكنت رافضا للاباطيل، عاملا للطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك تقصيرا بي في الدرجات إن سامحني، وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني، إلا أن يتداركني موالي بشفاعتهم. وأما بكائي عليك، فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي، وشفقتي الشديدة عليك من عذاب الله تعالى أن صرفت أشرف الاسماء إلى أن جعلته من أرذلها كيف يصبر بذلك على عذاب الله، وعذاب كلمتك هذه؟ ! فقال الصادق عليه السلام: لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات والارضين لمحيت عنه بهذه الكلمات: وإنها لتزيد في حسناته عند ربه عزوجل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة. " | Details | ||
" وقال الباقر عليه السلام لرجل فخر على آخر قال: أتفاخرني وأنا من شيعة آل محمد الطيبين؟ ! فقال له الباقر عليه السلام: ما فخرت عليه ورب الكعبة، وغبن منك على الكذب يا عبدالله، أمالك معك تنفقه على نفسك أحب إليك أم تنفقه على إخوانك المؤمنين؟ قال: بل أنفقه على نفسي. قال: فلست من شيعتنا، فانا نحن ما ننفق على المنتحلين من إخواننا أحب إلينا من أن ننفق على أنفسنا ولكن قل: أنا من محبيكم ومن الراجين للنجاة بمحبتكم " | Details |