Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال عليه ‌السلام: ولما جعل إلى علي بن موسى الرضا عليهما ‌السلام ولاية العهد دخل عليه آذنه فقال: إن قوما بالباب يستأذنون عليك، يقولون: نحن من شيعة علي عليه ‌السلام. فقال عليه: أنا مشغول فاصرفهم.فصرفهم. فلما كان في اليوم الثاني جاؤا وقالوا كذلك، فقال مثلها، فصرفهم إلى أن جاؤه هكذا يقولون ويصرفهم شهرين، ثم أيسوا من الوصول وقالوا للحاجب: قل لمولانا: إنا شيعة أبيك علي بن أبي طالب عليه ‌السلام وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا، ونحن ننصرف هئذه الكرة، نهرب من بلدنا خجلا وأنفة مما لحقنا، وعجزا عن احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة أعدائنا. فقال على بن موسى الرضا عليهما ‌السلام: ائذن لهم ليدخلوا. فدخلوا عليه، فسلموا عليه، فلم يرد عليهم، ولم يأذن لهم بالجلوس، فبقوا قياما، فقالوا: يابن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب؟ أي باقية تبقي منا بعد هذا؟ فقال الرضا عليه ‌السلام: اقرؤا(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير). ما اقتديت إلا بربي عزوجل فيكم، وبرسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وبأمير المؤمنين عليه ‌السلام ومن بعده من آبائي الطاهرين عليهم‌السلام عتبوا عليكم، فاقتديت بهم. قالوا: لماذا يابن رسول الله؟ قال لهم: لدعواكم أنكم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه ‌السلام. ويحكم إنما شيعته الحسن والحسين عليهما ‌السلام وسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر، الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره، ولم يرتكبوا شيئا من فنون؟؟؟ زواجره. فأما أنتم إذا قلتم أنكم شيعته، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون، مقصرون في كثير من الفرائض و متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتقون حيث لا تجب التقية، وتتركون التقية حيث لا بد من التقية. لو قلتم أنكم موالوه ومحبوه، والموالون لاوليائه، والمعادون لاعدائه، لم انكره من قولكم، ولكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها، إن لم تصدقوها قولكم بفعلكم هلكتم إلا أن تتدارككم رحمة من ربكم. قالوا: يابن رسول الله، فانا نستغفر الله ونتوب إليه من قولنا، بل نقول - كما علمنا مولانا - نحن محبوكم، ومحبوا أوليائكم، ومعادوا أعدائكم. قال الرضا عليه ‌السلام: فمرحبا بكم يا إخواني وأهل ودي، ارتفعوا، ارتفعوا فما زال يرفعهم حتى ألصقهم بنفسه، ثم قال لحاجبه: كم مرة حجبتهم؟ قال: ستين مرة. فقال لحاجبه: فاختلف إليهم ستين مرة متوالية، فسلم عليهم واقرأهم سلامي فقد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم وتوبتهم، واستحقوا الكرامة لمحبتهم لنا وموالاتهم. وتفقد أمورهم وامور عيالاتهم، فأوسعهم بنفقات ومبرات وصلات ودفع معرات. "


   Back to List