الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" قال الامام عليه السلام: قال موسى بن جعفر عليهاالسلام: مثل هؤلاء المنافقين كمثل الذي استوقد نارا أبصر بها ماحوله، فلما أبصر ذهب الله بنورها بريح أرسلها عليها فأطفأها، أو بمطر. كذلك مثل هؤلاء المنافقين الناكثين لما أخذ الله تعالى عليهم من البيعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام أعطوا ظاهرا بشهادة: أن لا إله إلا إلله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عليا وليه ووصيه ووارثه وخليفته في إمته، وقاضي ديونه، ومنجز عداته، والقائم بسياسة عباد الله مقامه، فورث مواريث المسلمين بها ونكح في المسلمين بها ووالوه من أجلها، وأحسنوا عنه الدفاع بسببها، واتخذوه أخا يصونونه مما يصونون عنه أنفسهم بسماعهم منه لها. فلما جاءه الموت وقع في حكم رب العالمين، العالم بالاسرار، الذي لا يخفى عليه خافية فأخذهم العذاب بباطن كفرهم، فذلك حين ذهب نورهم، وصاروا في ظلمات عذاب الله، ظلمات أحكام الآخرة، لا يرون منها خروجا، ولا يجدون عنها محيصا. ثم قال: "" صم "" يعني يصمون في الآخرة في عذابها."" بكم "" يبكمون هناك بين أطباق نيرانها "" عمي "" يعمون هناك. وذلك نظير قوله عزوجل "" ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا "" والبرهان: 1 / 64 ح 1، والاية الاخيرة: 97 من سورة الاسراء. " | Details | ||
" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: معاشر عباد الله عليكم بخدمة من أكرمه الله بالارتضاء، واجتباه بالاصطفاء، وجعله أفضل أهل الارض والسماء بعد محمد سيد الانبياء علي بن أبي طالب عليه السلام وبموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه وقضاء حقوق إخوانكم الذين هم في موالاته ومعاداة أعدائه شركاؤكم. فان رعاية علي أحسن من رعاية هؤلاء التجار الخارجين بصاحبكم - الذي ذكرتموه - إلى الصين الذي عرضوه للغناء وأعانوه بالثراء. أما أن من شيعة علي لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفة سيئاته من الآثام ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار التيارة تقول الخلائق: هلك هذا العبد، فلا يشكون أنه من الهالكين، وفي عذاب الله من الخالدين. فيأتيه النداء من قبل الله عزوجل: يا أيها العبد الخاطئ الجاني هذه الذنوب الموبقات، فهل بازائها حسنات تكافئها، فتدخل جنة الله برحمة الله؟ أو تزيد عليها فتدخلها بوعدالله؟ يقول العبد: لا أدري. فيقول منادى ربنا عزوجل: فان ربي يقول: ناد في عرصات القيامة: ألا إني فلان بن فلان، من أهل بلد كذا وكذا، قد رهنت بسيئات كأمثال الجبال والبحار ولا حسنات لي بازائها، فأي أهل هذا المحشر كان لي عنده يد أو عارفة فليغثني بمجازاتي عنها، فهذا أو ان شدة حاجتي إليها. فينادي الرجل بذلك، فأول من يجيبه علي بن أبي طالب عليه السلام لبيك لبيك لبيك أيها الممتحن في محبتي، المظلوم بعداوتي.ثم يأتي هو ومعه عدد كثير وجم غفير، وإن كانوا أقل عددا من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات. فيقول ذلك العدد: يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون، كان بنا بارا، ولنا مكرما وفي معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعا، وقد نزلنا له عن جميع طاعاتنا وبذلناها له. فيقول علي عليه السلام: فبماذا تدخلون جنة ربكم؟ فيقولون: برحمته الواسعة التي لا يعدمها من والاك، ووالى آلك، يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله. فيأتي النداء من قبل الله عزوجل: يا أخا رسول الله هؤلاء اخوانه المؤمنون قد بذلوا له، فانت ماذا تبذل له؟ فاني أنا الحاكم، ما بيني وبينه من الذنوب قد غفرتها له بموالاته إياك، وما بينه وبين عبادي من الظلامات، فلابد من فصل الحكم بينه وبينهم. فيقول على عليه السلام: يا رب أفعل ما تأمرني. فيقول الله عزوجل: يا علي اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله. فيضمن لهم علي عليه السلام ذلك، ويقول لهم: اقترحوا علي ما شئتم أعطكموه عوضا عن ظلاماتكم قبله. فيقولون: يا أخا رسول الله تجعل لنا بازاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتتك على فراش محمد رسول الله صلى الله عليه وآله. فيقول علي عليه السلام: قد وهبت ذلك لكم. فيقول الله عزوجل: فانظروا يا عبادي الآن إلى ما نلتموه من علي بن أبي طالب عليه السلام فداء لصاحبه من ظلاماتكم. ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها، فيكون من ذلك ما يرضي الله عزوجل به خصماء أولئك المؤمنين. ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على بال بشر. فيقولون: يا ربنا هل بقي من جناتك شئ؟ إذا كان هذا كله لنا، فأين يحل سائر عبادك المؤمنين والانبياء والصديقين والشهداء والصالحين؟ ويخيل إليهم عند ذلك أن الجنة بأسرها قد جعلت لهم. فيأتي النداء من قبل الله عزوجل: يا عبادي هذا ثواب نفس من أنفاس علي ابن أبي طالب الذي قد اقترحتموه عليه، قد جعله لكم، فخذوه وانظروا، فيصيرون هم وهذا المؤمن الذي عوضهم علي عليه السلام عنه إلى تلك الجنان، ثم يرون ما يضيفه الله عزوجل إلى ممالك علي عليه السلام في الجنان ما هو أضعاف ما بذله عن وليه الموالي له، مما شاء الله عزوجل من الاضعاف التي لا يعرفها غيره. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "" أذلك خير نزلا؟ أم شجرة الزقوم "" المعدة لمخالفي أخي ووصيي علي بن أبي طالب عليه السلام قوله عزوجل: "" مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمى فهم لا يرجعون "": 17 . " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال الامام العالم موسى بن جعفر عليهما السلام:(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) باعوا دين الله واعتاضوا منه الكفر بالله(فما ربحت تجارتهم) أي ما ربحوا في تجارتهم في الآخرة، لانهم اشتروا النار وأصناف عذابها بالجنة التي كانت معدة لهم لو آمنوا(وماكانوا مهتدين) إلى الحق والصواب. فلما أنزل الله عزوجل هذه الآية حضر رسول الله صلى الله عليه وآله قوم، فقالوا: يا رسول الله سبحان الرازق، ألم تر فلانا كان يسير البضاعة، خفيف ذات اليد، خرج مع قوم يخدمهم في البحر فرعوا له حق خدمته، وحملوه معهم إلى الصين وعينوا له يسيرا من مالهم، قسطوه على أنفسهم له، وجمعوه فاشتروا له به بضاعة من هناك فسلمت فربح الواحد عشرة. فهو اليوم من مياسير أهل المدينة؟ وقال قوم آخرون بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله ألم تر فلانا كانت حسنة حاله، كثيرة أمواله، جميلة أسبابه، وافرة خيراته وشمله مجتمع، أبى إلا طلب الاموال الجمة، فحمله الحرص على أن تهور، فركب البحر في وقت هيجانه، والسفينة غير وثيقة، والملاحون غير فارهين إلى أن توسط البحر حتى لعبت بسفينته ريح عاصف فأزعجتها إلى الشاطئ، وفتقتها في ليل مظلم وذهبت أمواله، وسلم بحشاشة نفسه فقيرا وقيرا ينظر إلى الدنيا حسرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بأحسن من الاول حالا، وبأسوأ من الثاني حالا؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما أحسن من الاول حالا فرجل اعتقد صدقا بمحمد رسول الله، وصدقا في إعظام علي أخي رسول الله ووليه، وثمرة قلبه ومحض طاعته، فشكر له ربه ونبيه ووصي نبيه فجمع الله تعالى له بذلك خير الدنيا والاخرة، ورزقه لسانا لآلاء الله تعالى ذاكرا، وقلبا لنعمائه شاكرا، وبأحكامه راضيا، وعلى احتمال مكاره أعداء محمد وآله نفسه موطنا، لاجرم أن الله عزوجل سماه عظيما في ملكوت أرضه وسماواته، وحباه برضوانه وكراماته، فكانت تجارة هذا أربح، وغنيمته أكثر وأعظم. وأما أسوأ من الثاني حالا فرجل أعطى أخا محمد رسول الله بيعته، وأظهر له موافقته وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، ثم نكث بعد ذلك وخالف ووالى عليه أعداءه، فختم له بسوء أعماله فصار إلى عذاب لايبيد ولا ينفد، قد خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال موسى بن جعفر عليهما السلام: "" وإذا لقوا "" هؤلاء الناكثون للبيعة، المواطؤن على مخالفة علي عليه السلام ودفع الامر عنه. (الذين آمنوا قالوا آمنا) كايمانكم، إذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذر وعمار قالوا لهم: آمنا بمحمد صلى الله عليه وآله، وسلمنا له بيعة علي عليه السلام وفضله، وانقدنا الامره كما آمنتم. وإن أولهم، وثانيهم وثالثهم إلى تاسعهم ربما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان وأصحابه، فاذا لقوهم اشمأزوا منهم، وقالوا: هؤلاء أصحاب الساحر والاهوج - يعنون محمدا وعليا صلوات الله عليهما -. ثم يقول بعضهم لبعض: احترزوا منهم لا يقفون من فلتات كلامكم على كفر محمد فيما قاله في علي، فينموا عليكم فيكون فيه هلاككم، فيقول أولهم: انظروا إلي كيف أسخر منهم، وأكف عاديتهم عنكم. فاذا التقوا، قال أولهم: مرحبا بسلمان ابن الاسلام الذي قال فيه محمد سيد الانام "" لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجلا من أبناء فارس، هذا أفضلهم "" يعنيك. وقال فيه:(سلمان منا أهل البيت)، فقرنه بجبرئيل الذي قال له يوم العباء لما قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: وأنا منكم؟ فقال: "" وأنت منا ""، حتى ارتقى جبرئيل إلى الملكوت الاعلى يفتخر على أهله و يقول: من مثلي بخ بخ، وأنا من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله. ثم يقول للمقداد: و مرحبا بك يا مقداد، أنت الذي قال فيك رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي المقداد أخوك في الدين وقد قد منك، فكأنه بعضك، حبا لك. وبغضا لاعدائك وموالاة لاوليائك، لكن ملائكة السماوات والحجب أكثر حبا لك منك لعلي عليه السلام، وأشد بغضا على أعدائك منك على أعداء علي عليه السلام - فطوباك ثم طوباك. ثم يقول لابى ذر: مرحبا بك يا أبا ذر و أنت الذي قال فيك رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر. قيل: بماذا فضله الله تعالى بهذا وشرفه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لانه كان بفضل علي أخي رسول الله قوالا، وله في كل الاحوال مداحا، ولشانئيه وأعدائه شانئا، ولاوليائه وأحبائه مواليا، و سوف يجعله الله عزوجل في الجنان من أفضل سكانها، ويخدمه مالا يعرف عدده إلا الله من وصائفها وغلمانها وولدانها. ثم يقول لعمار بن ياسر: أهلا وسهلا ومرحبا بك يا عمار، نلت بموالاة أخي رسول الله - مع أنك وادع، رافه لا تزيد على المكتوبات والمسنونات من سائر العبادات - مالا يناله الكاد بدنه ليلا ونهارا، يعني الليل قياما والنهار صياما، والباذل أمواله وإن كانت جميع أموال الدنيا له. مرحبا بك قد رضيك رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي أخيه مصافيا، وعنه مناويا حتى أخبر أنك ستقتل في محبته، وتحشر يوم القيامة في خيار زمرته، وفقني الله تعالى لمثل عملك وعمل أصحابك ممن يوفر على خدمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأخي محمد علي ولي الله، ومعاداة أعدائهما بالعداوة، ومصافات أوليائهما بالموالاة والمتابعة سوف يسعدنا الله يومنا هذا إذا التقيناكم. فيقبل سلمان وأصحابه ظاهرهم كما أمرهم الله، ويجوزون عنهم. فيقول الاول لاصحابه: كيف رأيتم سخريتي بهؤلاء، وكفي عاديتهم عني وعنكم؟ ! فيقولون: لاتزال بخير ما عشت لنا. فيقول لهم: فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلى أن تنتهزوا الفرصة فيهم مثل هذا فان اللبيب العاقل من(تجرع على) الغصة حتى ينال الفرصة. ثم يعودون إلى أخدانهم من المنافقين المتمردين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أداه إليهم عن الله عزوجل من ذكرو تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه إماما على كافة المكلفين "" قالوا - لهم - إنا معكم إنما نحن "" على ما واطأناكم عليه من دفع علي عن هذا الامر إن كانت لمحمد كائنة، فلا يغرنكم ولا يهولنكم ما تسمعونه منا من تقريظهم وترونا نجترئ عليهم من مداراتهم ف "" إنما نحن مستهزؤن "" بهم. فقال الله عزوجل: يا محمد "" الله يستهزئ بهم "" و يجازيهم جزاء استهزائهم في الدنيا والآخرة "" ويمدهم في طغيانهم "" يمهلهم ويتأنى بهم برفقه، ويدعوهم إلى التوبة، ويعدهم إذا تابوا المغفرة، وهم يعمهون "" لا ينزعون عن قبيح، ولا يتركون أذى لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي يمكنهم إيصاله إليهما إلا بلغوه. قال الامام العالم عليه السلام: فأما استهزاء الله تعالى بهم في الدنيا فهو أنه - مع أجرائه اياهم على ظاهر أحكام المسلمين لاظهارهم ما يظهرونه من السمع والطاعة، والموافقة - يأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالتعريض لهم حتى لا يخفى على المخلصين من المراد بذلك التعريض، ويأمره بلعنهم. وأما استهزاؤه بهم في الآخرة فهو أن الله عزوجل إذا أقرهم في دار اللعنة والهوان وعذبهم بتلك الالوان العجيبة من العذاب، وأقر هؤلاء المؤمنين في الجنان بحضرة محمد صلى الله عليه وآله صفي الملك الديان، أطلعهم على هؤلاء المستهزئين الذين كانوا يستهزؤن بهم في الدنيا حتى يروا ماهم فيه من عجائب اللعائن وبدائع النقمات، فتكون لذتهم وسرورهم بشماتتهم بهم، كما كان لدتهم وسرورهم بنعيمهم في جنان ربهم. فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين والمنافقين بأسمائهم وصفاتهم، وهم على أصناف: منهم من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه.ومنهم من هو بين مخالب سباعها تعبث به وتفترسه. ومنهم من هو تحت سياط زبانيتها وأعمدتها ومرزباتها تقع من أيديها عليه ما تشدد في عذابه، وتعظم خزيه ونكاله. ومنهم من هو في بحار حميمها يغرق، ويسحب فيها. ومنهم من هو في غسلينها وغساقها يزجره فيها زبانيتها. ومنهم من هو في سائر أصناف عذابها. والكافرون والمنافقون ينظرون، فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا يسخرون - لما كانوا من موالاة محمد وعلي وآلهما صلوات الله عليهم يعتقدون - ويرون: منهم من هو على فرشها يتقلب. ومنهم من هو في فواكهها يرتع. ومنهم من هو في غرفها أو في بساتينها أ ومنتزهاتها يتبحبح، والحور العين والوصفاء والولدان والجواري والغلمان قائمون بحضرتهم، وطائفون بالخدمة حواليهم، وملائكة الله عزوجل يأتونهم من عند ربهم بالحباء والكرامات وعجائب التحف والهدايا والمبرات، يقولون لهم: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين: يا فلان ! ويا فلان ! ويا فلان ! - حتى ينادونهم بأسمائهم - ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون؟ هلموا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان لتخلصوا من عذابكم، وتلحقوا بنا في نعيمها. فيقولون: يا ويلنا أنى لنا هذا؟ ف يقول المؤمنون: انظروا إلى هذه الابواب. فينظرون إلى أبواب من الجنان مفتحة يخيل إليهم أنها إلى جهنم التي فيها يعذبون، ويقدرون أنهم يتمكنون أن يتخلصوا إليها، فيأخذون بالسباحة في بحار حميمها، وعدوا بين أيدي زبانيتها وهم يلحقونهم ويضربونهم بأعمدتهم ومرزباتهم وسياطهم، فلا يزالون هكذا يسيرون هناك وهذه الاصناف من العذاب تمسهم، حتى إذا قدروا أن قد بلغوا تلك الابواب وجدوها مردومة عنهم وتدهدههم الزبانية بأعمدتها فتنكسهم إلى سواء الجحيم. ويستلقي أولئك المؤمنون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم فذلك قول الله تعالى(الله يستهزئ بهم) وقوله عزوجل:(فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون . على الارائك ينظرون) وقوله عزوجل: "" اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين "": 16 . " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال الامام موسى بن جعفر عليهما السلام: وإذا قيل لهؤلاء الناكثين للبيعة - قال لهم خيار المؤمنين كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار: - آمنوا برسول الله وبعلي الذي أوقفه موقفه، وأقامه مقامه، وأناط مصالح الدين والدنيا كلها به. فآمنوا بهذا النبي، وسلموا لهذا الامام(في ظاهر الامر وباطنه) كما آمن الناس المؤمنون كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار. قالوا: في الجواب لمن يقصون إليه، لا لهؤلاء المؤمنين فانهم لا يجترؤون على مكاشفتهم بهذا الجواب، ولكنهم يذكرون لمن يقصون إليهم من أهليهم الذين يثقون بهم من المنافقين، ومن المستضعفين ومن المؤمنين الذين هم بالستر عليهم واثقون فيقولون لهم:(أنؤمن كما آمن السفهاء) يعنون سلمان وأصحابه لما أعطوا عليا خالص ودهم، ومحض طاعتهم، وكشفوا رؤوسهم بموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه حتى إذا اضمحل أمر محمد صلى الله عليه وآله طحطحهم أعداؤه، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفين لمحمد صلى الله عليه وآله أي فهم بهذا التعرض لاعداء محمد جاهلون سفهاء، قال الله عزوجل:(ألا إنهم هم السفهاء) الاخفاء العقول والآراء، الذين لم ينظروا في أمر محمد صلى الله عليه وآله حق النظر فيعرفوا نبوته، ويعرفوا به صحة ما ناطه بعلي عليه السلام من أمر الدين والدنيا، حتى بقوا لتركهم تأمل حجج الله جاهلين، وصاروا خائفين وجلين من محمد صلى الله عليه وآله وذويه ومن مخالفيهم، لا يأمنون أيهم يغلب فيهلكون معه، فهم السفهاء حيث لا يسلم لهم بنفاقهم هذا لا محبة محمد والمؤمنين، ولا محبة اليهود وسائر الكافرين. لانهم به وبهم يظهرون لمحمد صلى الله عليه وآله من موالاته وموالاة أخيه علي عليه السلام ومعاداة أعدائهم اليهود والنصارى والنواصب. كما يظهرون لهم من معاداة محمد وعلي صلوات الله عليهما وموالاة أعدائهم، فهم يقدرون فيهم أن نفاقهم معهم كنفاقهم مع محمد وعلي صلوات الله عليهما. (ولكن لا يعلمون) أن الامر كذلك، وأن الله يطلع نبيه صلى الله عليه وآله على أسرارهم فيخسهم ويلعنهم ويسقطهم قوله عزوجل: "" واذا لقوا الذين آمنو قالوا آمنا واذا خلوا إلى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن . الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون "": 14 و 15 . " | Details |