Index

Search by: Hadeeth  

الرواة المعصومين متن الحديث
"وآمرك أن تواسي إخوانك المؤمنين المطابقين لك على تصديق، محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وتصديقي والانقياد له ولي، مما رزقك الله وفضلك على من فضلك به منهم، تسد فاقتهم، وتجبر كسرهم وخلتهم، ومن كان منهم في درجتك في الايمان ساويته في مالك بنفسك، ومن كان منهم فاضلا عليك في دينك، آثرته بمالك على نفسك حتى يعلم الله منك أن دينه آثر عندك من مالك، وأن أولياء‌ه أكرم عليك من أهلك وعيالك. وآمرك أن تصون دينك وعلمنا الذي أو دعناك وأسرارنا التي حملناك، فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد، ويقابلك من أجلها بالشتم واللعن والتناول من العرض والبدن، ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا عند الجاهلين بأحوالنا، ويعرض أولياء‌نا لنوادر الجهال." Details      
" قال على بن الحسين عليهما ‌السلام: ولامير المؤمنين عليه ‌السلام نظيرها: كان قاعدا ذات يوم فأقبل إليه رجل من اليونانيين المدعين للفلسفة والطب، فقال له: يا أبا الحسن بلغني خبر صاحبك، وأن به جنونا وجئت لاعالجه ! فلحقته وقد مضى لسبيله، وفاتني ما أردت من ذلك، وقد قيل لي: إنك ابن عمه وصهره، وأرى بك صفارا قد علاك وساقين دقيقين ما أراهما تقلانك. فأما الصفار فعندي دواؤه، وأما الساقان الدقيقان فلا حيلة لي لتغليظهما، والوجه أن ترفق بنفسك في المشي، وتقلله ولا تكثره، وفيما تحمله على ظهرك، وتحتضنه بصدرك أن تقللهما ولا تكثرهما، فان ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل ثقيل انقصافهما فاتئد. وأما الصفار فدواؤه عندي وهو هذا - وأخرج دواء - وقال: هذا لا يؤذيك و لا يخيسك ولكنه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا ثم يزيل صفارك. فقال له على بن ابى طالب عليه ‌السلام: قد ذكرت نفع هذا الدواء لصفاري، فهل تعرف شيئا يزيد فيه ويضره؟ فقال الرجل: بلى حبة من هذا - وأشار بيده إلى دواء معه - وقال: إن تناوله الانسان وبه صفار أماته من ساعته، وإن كان لاصفار به صار به صفار حتى يموت في يومه فقال على بن ابى طالب عليه ‌السلام: فأرني هذا الضار. فأعطاه إياه. فقال له: كم قدر هذا؟ فقال: قدر مثقالين سم ناقع، قدر كل حبة منه يقتل رجلا. فتناوله علي عليه ‌السلام فقمحه وعرق عرقا خفيفا، وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه: الآن اؤخذ بابن بأبي طالب ويقال: قتلته ولا يقبل مني قولي إنه لهو الجاني على نفسه. فتبسم علي عليه ‌السلام وقال: يا عبدالله أصح ما كنت(بدنا الآن) لم يضرني مازعمت أنه سم، فغمض عينيك. فغمض، ثم قال: افتح عينيك. ففتح، ونظر إلى وجه علي عليه ‌السلام فاذا هو أبيض أحمر مشرب حمرة فارتعد الرجل مما رآه. وتبسم علي عليه ‌السلام وقال: أين الصفار الذي زعمت أنه بي؟ فقال الرجل: والله فكأنك لست من رأيت قبل، كنت مصفرا فأنت الان مورد. قال على بن أبي طالب عليه ‌السلام: فزال عني الصفار بسمك الذي زعمت أنه قاتلي وأما ساقاي هاتان - ومد رجليه وكشف عن ساقيه - فانك زعمت أني أحتاج إلى أن أرفق ببدنى في حمل ما أحمل عليه لئلا ينقصف الساقان، وأنا اريك أن طب الله عزوجل خلاف طبك، وضرب بيده إلى اسطوانه خشب عظيمة، على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه، وفوقه حجرتان إحداهما فوق الاخرى، وحركها واحتملهما فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان، فغشي على اليوناني. فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: صبوا عليه ماء. فصبوا عليه ماء فأفاق وهو يقول: والله ما رأيت كاليوم عجبا. فقال له علي عليه ‌السلام: هذه قوة الساقين الدقيقين واحتمالهما، أني طبك هذا يا يوناني ! فقال اليوناني: أمثلك كان محمد؟ فقال علي عليه ‌السلام: وهل علمي إلا من علمه وعقلي إلا من عقله، وقوتي إلا من قوته؟ لقد أتاه ثقفي كان أطب العرب، فقال له: إن كان بك جنون داويتك ! فقال له محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أتحب أن اريك آية تعلم بها غناي عن طبك، وحاجتك إلى طبي؟ قال: نعم، قال: أي آية تريد؟ قال: تدعو ذلك العذق - وأشار إلى نخلة سحوق - فدعاها، فانقلع أصلها من الارض وهي تخد في الارض خدا، حتى وقفت بين يديه فقال له: أكفاك ذا؟ قال: لا، قال: فتريد ماذا؟ قال: تأمرها أن ترجع إلى حيث جاء‌ت منه، وتستقر في مقرها الذي انقلعت منه، فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها. فقال اليوناني لامير المؤمنين عليه ‌السلام: هذا الذي تذكره عن محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله غائب عني، وأنا أقتصر منك على أقل من ذلك، أنا أتباعد عنك فادعني، وأنا لا أختار الاجابة، فان جئت بي إليك فهي آية. قال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: هذا إنما يكون لك وحدك، لانك تعلم من نفسك أنك لم ترد، وأني أزلت اختيارك من غير أن باشرت مني شيئا، أو ممن أمرته ب‍ أن يباشرك، أو ممن قصد إلى ذلك وإن لم آمره إلا مايكون من قدرة الله تعالى القاهر، وأنت يا يوناني يمكنك أن تدعي ويمكن غيرك أن يقول: إني قد واطأتك على ذلك، فاقترح إن كنت مقترحا ماهو آية لجميع العالمين. فقال له اليوناني: إن جعلت الاقتراح إلي، فأنا أقترح أن تفصل أجزاء تلك النخلة وتفرقها، وتباعد ما بينها، ثم تجمعها وتعيدها كما كانت. فقال علي عليه ‌السلام: هذه آية وأنت رسولي إليها - يعني إلى النخلة - فقل لها: إن وصي محمد رسول الله يأمر أجزاء‌ك، أن تتفرق وتتباعد. فذهب فقال لها، فتفاصلت وتهافتت وتفرقت وتصاغرت أجزاؤها، حتى لم ير لها عين ولا أثر، حتى كأن لم يكن هناك أثر نخلة قط، فارتعدت فرائص اليوناني، وقال: يا وصي محمد قد أعطيتني اقتراحي الاول، فأعطني الاخر، فامرها أن تجتمع وتعود كما كانت. فقال: أنت رسولي إليها فعد فقل لها: يا أجزاء النخلة إن وصي محمد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يأمرك أن تجتمعي(وكما كنت تعودي). فنادى اليوناني فقال ذلك، فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المنثور ثم جعلت تجتمع جزء‌ا جزء‌ا منها حتى تصور لها القضبان والاوراق وأصول السعف وشماريخ الاعذاق، ثم تألفت، وتجمعت واستطالت وعرضت واستقر أصلها في مقرها وتمكن عليها ساقها، وتركب على الساق قضبانها، وعلى القضبان أوراقها، وفي أمكنتها أعذاقها، و قد كانت في الابتداء شماريخها متجردة لبعدها من أوان الرطب والبسر والخلال. فقال اليوناني: واخرى احبها: أن تخرج شماريخها خلالها، وتقلبها من خضرة إلى صفرة وحمرة وترطيب وبلوغ أناه ليؤكل وتطعمني، ومن حضرك منها. فقال علي عليه ‌السلام: و أنت رسولي إليها بذلك، فمرها به. فقال لها اليوناني ما أمره أمير المؤمنين عليه ‌السلام، فأخلت وأبسرت، واصفرت، واحمرت وأرطبت وثقلت أعذاقها برطبها. فقال اليوناني: و اخرى احبها: تقرب بين يدي أعذاقها، أو تطول يدي لتناولها وأحب شئ إلي أن تنزل إلي إحداهما، وتطول يدي إلى الاخرى التي هي اختها. فقال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: مد يدك التي تريد أن تنالها وقل: "" يا مقرب البعيد قرب يدي منها "" واقبض الاخرى التي تريد أن تنزل العذق إليها وقل: "" يا مسهل العسير سهل لي تناول ما تباعد عني منها "" ففعل ذلك، وقاله فطالت يمناه، فوصلت إلى العذق، وانحطت الاعذاق الاخر، فسقطت على الارض وقد طالت عراجينها. ثم قال أمير المؤمنين عليه ‌السلام: إنك إن أكلت منها ثم لم تؤمن بمن أظهر لك عجائبها عجل الله عزوجل لك من العقوبة التي يبتليك بها ما يعتبر به عقلاء خلقه وجهالهم. فقال اليوناني: إني إن كفرت بعدما رأيت فقد بالغت في العناد، وتناهيت في التعرض للهلاك، أشهد أنك من خاصة الله صادق في جميع أقاويلك عن الله، فمرني بما تشاء اطعك. قال على عليه ‌السلام: آمرك أن تقر لله بالوحدانية، وتشهد له بالجود والحكمة، وتنزهه عن العبث والفساد وعن ظلم الاماء والعباد، وتشهد أن محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله الذي أنا وصيه سيد الانام، وأفضل رتبة أهل دار السلام، وتشهد أن عليا الذي أراك ما أراك وأولاك من النعم ما أولاك، خير خلق الله بعد نبيه محمد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، وأحق خلق الله بمقام محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بعده، وبالقيام بشرائعه وأحكامه وتشهد أن أولياء‌ه أولياء الله، وأن أعداء‌ه أعداء الله، وأن المؤمنين المشاركين لك فيما كلفتك، المساعدين لك على ما به أمرتك خير امة محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وصفوة شيعة علي عليه ‌السلام. ‏" Details      
" وقال على بن محمد صلوات الله عليهما: وأما دعاؤه صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله الشجرة: فان رجلا من ثقيف كان أطب الناس يقال له: الحارث بن كلدة الثقفي، جاء إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فقال: يا محمد جئت لاداويك من جنونك، فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا علي يدي. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يا حارث أنت تفعل أفعال المجانين، وتنسبني إلى الجنون؟ ! قال الحارث: وماذا فعلته من أفعال المجانين؟ قال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: نسبتك إياي إلى الجنون من غير محنة منك ولا تجربة، ولا نظر في صدقي أو كذبي. فقال الحارث: أو ليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوة التي لا تقدر لها فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: وقولك لا تقدر لها، فعل المجانين، لانك لم تقل: لم قلت كذا؟ ولا طالبتني بحجة، فعجزت عنها. فقال الحارث: صدقت أنا أمتحن أمرك بآية اطالبك بها، إن كنت نبيا فادع تلك الشجرة - وأشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها - فان أتتك علمت أنك رسول الله وشهدت لك بذلك وإلا فأنت ذلك المجنون الذي قيل لي. فرفع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يده إلى تلك الشجرة، وأشار إليها: أن تعالي: فانقلعت الشجرة باصولها وعروقها، وجعلت تخد في الارض اخدودا عظيما كالنهر حتى دنت من رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فوقفت بين يديه، ونادت بصوت فصيح: ها أنا ذا يا رسول الله صلى الله عليك ما تأمرني؟ فقال لها رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: دعوتك لتشهدي لي بالنبوة بعد شهادتك لله بالتوحيد ثم تشهدي بعد شهادتك لي لعلي عليه ‌السلام هذا بالامامة، وأنه سندي وظهري وعضدي وفخري وعزي، ولولاه ما خلق الله عزوجل شيئا مما خلق. فنادت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله، أرسلك بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا، وأشهد أن عليا ابن عمك هو أخوك في دينك و أوفر خلق الله من الدين حظا، وأجزلهم من الاسلام نصيبا، وأنه سندك وظهرك و قامع أعدائك، وناصر أوليائك و باب علومك في أمتك، وأشهد أن أولياء‌ك الذين يوالونه ويعادون أعداء‌ه حشو الجنة، وأن أعداء‌ك الذين يوالون أعداء‌ه ويعادون أولياء‌ه حشو النار. فنظر رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله إلى الحارث بن كلدة فقال: يا حارث أو مجنونا يعد من هذه آياته؟ فقال الحارث بن كلدة: لا والله يا رسول الله، ولكني أشهد أنك رسول رب العالمين، وسيد الخلق أجمعين، وحسن إسلامه ‏" Details      
" وقال على بن محمد عليهما ‌السلام: وقد كان نظير هذا لعلي بن أبي طالب عليه ‌السلام لما رجع من صفين وسقى القوم من الماء الذي تحت الصخرة التي قلبها، ذهب ليقعد إلى حاجته، فقال بعض منافقي عسكره: سوف أنظر إلى سوأته وإلى ما يخرج منه فانه يدعي مرتبة النبي لاخبر أصحابه بكذبه. فقال علي عليه ‌السلام لقنبر: يا قنبر اذهب إلى تلك الشجرة وإلى التي تقابلها - وقد كان بينهما أكثر من فرسخ - فنادهما: أن وصي محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يأمركما أن تتلاصقا. فقال قنبر: يا أمير المؤمنين أويبلغهما صوتي؟ فقال علي عليه ‌السلام: إن الذي يبلغ بصر عينك إلى السماء وبينك وبينها مسير خمسمائة عام، سيبلغهما صوتك. فذهب فنادى فسعت إحداهما إلى الاخرى سعي المتحابين طالت غيبة أحدهما عن الآخر واشتد إليه شوقه، وانضمتا. فقال قوم من منافقي العسكر: إن عليا يضاهي في سحره رسول الله ابن عمه ! ما ذاك رسول الله ولا هذا إمام، وإنما هما ساحران ! لكنا سندور من خلفه لننظر إلى عورته وما يخرج منه. فأوصل الله عزوجل ذلك إلى اذن علي عليه ‌السلام من قبلهم فقال - جهرا -: يا قنبر إن المنافقين أرادوا مكايدة وصي رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وظنوا أنه لا يمتنع منهم إلا بالشجرتين، فارجع إلى الشجرتين وقل لهما: إن وصي رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يأمركما أن تعودا إلى مكانيكما. ففعل ما أمره به، فانقلعتا وعدت كل واحدة منهما تفارق الاخرى كهزيمة الجبان من الشجاع البطل، ثم ذهب علي عليه ‌السلام ورفع ثوبه ليقعد، وقد مضى جماعة من المنافقين لينظروا إليه، فلما رفع ثوبه أعمى الله تعالى أبصارهم، فلم يبصروا شيئا فولوا عنه وجوههم، فأبصروا كما كانوا يبصرون. ثم نظروا إلى جهته فعموا، فما زالوا ينظرون إلى جهته ويعمون، ويصرفون عنه وجوههم ويبصرون، إلى أن فرغ علي عليه ‌السلام وقام ورجع، وذلك ثمانون مرة من كل واحد منهم. ثم ذهبوا ينظرون ما خرج منه، فاعتقلوا في مواضعهم، فلم يقدروا أن يروها فاذا انصرفوا أمكنهم الانصراف، أصابهم ذلك مائة مرة حتى نودي فيهم بالرحيل فرحلوا وما وصلوا إلى ما أرادوا من ذلك، ولم يزدهم ذلك إلا عتوا وطغيانا وتماديا في كفرهم وعنادهم. فقال بعضهم لبعض: انظروا إلى هذا العجب ! من هذه آياته ومعجزاته، يعجز عن معاوية وعمرو ويزيد !؟ فأوصل الله عزوجل ذلك من قبلهم إلى اذنه. فقال علي عليه ‌السلام: يا ملائكة ربي ائتوني بمعاوية وعمرو ويزيد. فنظروا في الهواء فاذا ملائكة كأنهم الشرط السودان و قد علق كل واحد منهم بواحد، فأنزلوهم إلى حضرته، فاذا أحدهم معاوية والآخر عمرو والآخر يزيد ف‍ قال علي عليه ‌السلام: تعالوا فانظروا إليهم، أما لو شئت لقتلتهم، ولكني انظرهم كما أنظر الله عزوجل إبليس إلى يوم الوقت المعلوم إن الذي ترونه بصاحبكم ليس بعجز ولا ذل، ولكنه محنة من الله عزوجل لكم لينظر كيف تعملون، ولئن طعنتم على علي عليه ‌السلام فقد طعن الكافرون والمنافقون قبلكم على رسول رب العالمين. فقالوا: إن من طاف ملكوت السماوات والجنان في ليلة، ورجع كيف يحتاج إلى أن يهرب ويدخل الغار، ويأتي إلى المدينة من مكة في أحد عشر يوما؟ قال وإنما هو من الله إذا شاء أراكم القدرة لتعرفوا صدق أنبياء الله، وأوصيائهم وإذا شاء امتحنكم بما تكرهون لينظر كيف تعملون، وليظهر حجته عليكم ‏" Details      
" قال على بن محمد عليه ‌السلام: وأما الشجرتان اللتان تلاصقتا، فان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله كان ذات يوم في طريق له ما بين مكة والمدينة، وفي عسكره منافقون من المدينة وكافرون من مكة، ومنافقون منها وكانوا يتحدثون فيما بينهم بمحمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله الطيبين وأصحابه الخيرين فقال بعضهم لبعض: يأكل كما نأكل، وينفض كرشه من الغائط والبول كما ننفض ويدعي أنه رسول الله ! فقال بعض مردة المنافقين: هذه صحراء ملساء لاتعمدن النظر إلى استه إذا قعد لحاجته حتى أنظر هل الذي يخرج منه كما يخرج منا أم لا؟ فقال آخر: لكنك إن ذهبت تنظر منعه حياؤه من أن يقعد، فانه أشد حياء من الجارية، العذراء الممتنعة المحرمة. قال: فعرف الله عزوجل ذلك نبيه محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، فقال لزيد بن ثابت: إذهب إلى تينك الشجرتين المتباعدتين - يؤمي إلى شجرتين بعيدتين قد أوغلتا في المفازة، وبعدتا عن الطريق قدر ميل - فقف بينهما وناد: أن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يأمركما أن تلتصقا وتنضما، ليقضي رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله خلفكما حاجته. ففعل ذلك زيد، فقال: فوالذي بعث محمدا صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بالحق نبيا إن الشجرتين انقلعتا باصولهما من مواضعهما، وسعت كل واحدة منهما إلى الاخرى، سعي المتحابين كل واحد منهما إلى الآخر، و التقيا بعد طول غيبة وشدة اشتياق، ثم تلاصقتا وانضمتا انضمام متحابين في فراش في صميم الشتاء. فقعد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله خلفهما، فقال اولئك المنافقون: قد استتر عنا. فقال بعضهم لبعض: فدوروا خلفه لننظر إليه. فذهبوا يدورون خلفه، فدارت الشجرتان كلما داروا، فمنعتاهم من النظر إلى عورته. فقالوا: تعالوا نتحلق حوله لتراه طائفة منا. فلما ذهبوا يتحلقون تحلقت الشجرتان، فأحاطتا به كالانبوبة حتى فرغ وتوضأ، وخرج من هناك وعاد إلى العسكر وقال لزيد بن ثابت: عد إلى الشجرتين وقل لهما: إن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يأمركما أن تعودا إلى أماكنكما.فقال لهما، فسعت كل واحدة منهما إلى موضعها - والذي بعثه بالحق نبيا - سعي الهارب الناجي بنفسه من راكض شاهر سيفه خلفه، حتى عادت كل شجرة إلى موضعها. فقال المنافقون: قد امتنع محمد من أن يبدي لنا عورته، وأن ننظر إلى استه فتعالوا ننظر إلى ما خرج منه لنعلم أنه ونحن سيان، فجاؤا إلى الموضع فلم يروا شيئا البتة، لا عينا ولا أثرا. قال: وعجب أصحاب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله من ذلك، فنودوا من السماء: أوعجبتم لسعي الشجرتين إحداهما إلى الاخرى، إن سعي الملائكة بكرامات الله عزوجل إلى محبي محمد ومحبي علي أشد من سعى هاتين الشجرتين إحداهما إلى الاخرى، وإن تنكب نفحات النار يوم القيامة عن محبي علي والمتبرئين من أعدائه أشد من تنكب هاتين الشجرتين إحداهما عن الاخرى ‏" Details