الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" قال: وقال على بن أبي طالب عليه السلام: يا معشر شيعتنا اتقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا، وإن لم تكونوا بالله كافرين، فتوقوها بتوقي ظلم إخوانكم المؤمنين، فانه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا إلا ثقل الله في تلك النار سلاسله وأغلاله، ولم يفكه منها إلا شفاعتنا، ولن نشفع إلى الله تعالى إلا بعد أن نشفع له إلى أخيه المؤمن، فان عفا عنه شفعنا له وإلا طال في النار مكثه . " | Details | ||
" قال على بن الحسين عليهما السلام: وذلك قوله عزوجل(وإن كنتم) أيها المشركون واليهود وسائر النواصب من المكذبين لمحمد صلى الله عليه وآله في القرآن و في تفضيله أخاه عليا، المبرز على الفاضلين، الفاضل على المجاهدين، الذي لا نظير له في نصرة المتقين، وقمع الفاسقين، وإهلاك الكافرين، وبث دين الله في العالمين(ان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) في إبطال عبادة الاوثان من دون الله، وفي النهي عن موالاة أعداء الله، ومعاداة أولياء الله، وفي الحث على الانقياد لاخي رسول الله صلى الله عليه وآله، واتخاذه إماما، واعتقاده فاضلا راجحا، لا يقبل الله عزوجل إيمانا ولا طاعة إلا بموالاته. وتظنون أن محمدا تقوله من عنده، وينسبه إلى ربه فان كان كما تظنون(فأتوا بسورة من مثله) مثل محمد أمي لم يختلف قط إلى أصحاب كتب وعلم ولا تتلمذ لاحد، ولا تعلم منه، وهو من قد عرفتموه في حضره وسفره، لم يفارقكم قط إلى بلد ليس معه منكم جماعة يراعون أحواله، ويعرفون أخباره، ثم جاءكم بعد بهذا الكتاب المشتمل على هذه العجائب فان كان متقولا كما تظنون فأنتم الفصحاء والبلغاء والشعراء والادباء الذين لا نظير لكم في سائر البلاد و الاديان، ومن سائر الامم، فان كان كاذبا فاللغة لغتكم وجنسه جنسكم، وطبعه طبعكم، وسيتفق لجماعتكم أو لبعضكم معارضة كلامه هذا بأفضل منه أو مثله. لان ماكان من قبل البشر، لا عن الله، فلا يجوز إلا أن يكون في البشر من يتمكن من مثله، فاتوا بذلك لتعرفوه - وسائر النظائر إليكم في أحوالكم - أنه مبطل كاذب يكذب على الله تعالى(وادعوا شهداءكم من دون الله) الذين يشهدون بزعمكم أنكم محقون، وأن ما تجيئون به نظير لما جاء به محمد، وشهداءكم الذين تزعمون أنهم شهداؤكم عند رب العالمين لعبادتكم لها، وتشفع لكم إليه(إن كنتم صادقين) في قولكم: أن محمدا صلى الله عليه وآله تقوله. ثم قال الله عزوجل:(فان لم تفعلوا) هذا الذى تحديتكم به(ولن تفعلوا) أي ولا يكون ذلك منكم، ولا تقدرون عليه، فاعلموا أنكم مبطلون، وأن محمدا الصادق الامين المخصوص برسالة رب العالمين، المؤيد بالروح الامين، وبأخيه أمير المؤمنين وسيد الوصيين، فصدقوه فيما يخبركم به عن الله من أوامره ونواهيه وفيما يذكره من فضل علي وصيه وأخيه. (فاتقوا) بذلك عذاب(النار التي وقودها - حطبها - الناس والحجارة) حجارة الكبريت أشد الاشياء حرا(أعدت) تلك النار(للكافرين) بمحمد والشاكين في نبوته، والدافعين لحق أخيه علي، والجاحدين لامامته. ثم قال تعالى:(وبشر الذين آمنوا) بالله وصدقوك في نبوتك، فاتخذوك نبيا وصدقوك في أقوالك، وصوبوك في أفعالك، واتخذوا أخاك عليا بعدك إماما ولك وصيا مرضيا، وانقادوا لما يأمرهم به وصاروا إلى ما أصارهم إليه، ورأوا له ما يرون لك إلا النبوة التي افردت بها. وأن الجنان لا تصير لهم إلا بموالاته وموالاة من ينص لهم عليه من ذريته وموالاة سائر أهل ولايته، ومعاداة أهل مخالفته وعداوته. وأن النيران لا تهدأ عنهم، ولا تعدل بهم عن عذابها إلا بتنكبهم عن موالاة مخالفيهم، ومؤازرة شانئيهم. (وعملوا الصالحات) من أداء الفرائض واجتناب المحارم، ولم يكونوا كهؤلاء الكافرين بك، بشرهم(أن لهم جنات) بساتين(تجري من تحتها الانهار) من تحت أشجارها ومساكنها(كلما رزقوا منها) من تلك الجنان(من ثمرة) من ثمارها(رزقا) وطعاما يؤتون به(قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) في الدنيا فأسماؤه كأسماء ما في الدنيا من تفاح وسفرجل ورمان و كذا وكذا. وإن كان ماهناك مخالفا لما في الدنيا فانه في غاية الطيب، وإنه لا يستحيل إلى ما تستحيل إليه ثمار الدنيا من عذرة وسائر المكروهات من صفراء وسوداء ودم وبلغم بل لا يتولد من مأكولهم إلا العرق الذي يجري من أعراضهم أطيب من رائحة المسك. (وأتوا به) بذلك الرزق من الثمار من تلك البساتين(متشابها) يشبه بعضه بعضا بأنها كلها خيار لا رذل فيها و بأن كل صنف منها في غاية الطيب واللذة ليس كثمار الدنيا التي بعضها ني، وبعضها متجاوز لحد النضج والادراك إلى حد الفساد من حموضة ومرارة وسائر ضروب المكاره، ومتشابها أيضا متفقات الالوان مختلفات الطعوم. (ولهم فيها) في تلك الجنان(أزواج مطهرة) من أنواع الاقذار والمكاره مطهرات من الحيض والنفاس، لا ولاجات ولا(خراجات ولا دخالات ولاختالات ولا متغايرات) ولا لازواجهن فركات ولا صخابات ولا عيابات ولا فحاشات ومن كل العيوب والمكاره بريات. (وهم فيها خالدون) مقيمون في تلك البساتين والجنات " | Details | ||
" وأما تكثير الله القليل من الطعام لمحمد صلى الله عليه وآله فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يوما جالسا هو وأصحابه بحضرة جمع من خيار المهاجرين والانصار إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن شدقي يتحلب، وأجدني أشتهي حريرة مدوسة ملبقة بسمن وعسل. قال على عليه السلام: وأنا أشتهي ما يشتهيه رسول الله صلى الله عليه وآله. قال رسول الله صلى الله عليه وآله لابي الفصيل: ماذا تشتهي أنت؟ قال: خاصرة حمل مشوي. وقال لابي الشرور وأبي الدواهي:(ماذا تشتهيان أنتما)؟ قالا: صدر حمل مشوي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أي عبد مؤمن يضيف اليوم رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ويطعمهم شهواتهم؟ فقال عبدالله بن ابي: هذا والله اليوم الذي نكيد فيه محمدا وصحبه ومحبيه ونقتله، ونخلص العباد والبلاد منه، وقال: يا رسول الله أنا اضيفكم، عندي شئ من بر وسمن وعسل، وعندي حمل أشوبه لكم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فافعل. فذهب عبدالله بن ابي، وأكثر السم في ذلك البر الملبق بالسمن والعسل، وفي ذلك الحمل المشوي، ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: هلموا إلى ما اشتهيتم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا ومن؟ قال ابن ابي: أنت وعلي وسلمان وأبوذر والمقداد وعمار. فأشار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي الشرور وأبي الدواهي وأبي الملاهي وأبي النكث وقال صلى الله عليه وآله: يابن ابي دون هؤلاء؟ ف قال ابن ابي: نعم دون هؤلاء. وكره أن يكونوا معه لانهم كانوا مواطئين لابن ابي على النفاق. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا حاجة لي في شئ استبد به دون هؤلاء، ودون المهاجرين والانصار الحاضرين لي. فقال عبدالله يا رسول الله إن لي الشئ القليل، لا يشبع أكثر من أربعة إلى خمسة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عبدالله إن الله أنزل مائدة على عيسى عليه السلام وبارك له في أربعة أرغفة وسميكات حتى أكل وشبع منها أربعة آلاف وسبعمائة. فقال: شأنك. ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وآله: يامعشر المهاجرين والانصار هلموا إلى مائدة عبدالله بن ابي. فجاءوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهم سبعة آلاف وثمانمائة. فقال عبدالله لاصحاب له: كيف نصنع؟ هذا محمد وصحبه وإنما نريد أن نقتل محمدا ونفرا من أصحابه، ولكن إذا مات محمد وقع بأس هؤلاء بينهم، فلا يلتقي منهم اثنان في طريق. وبعث ابن ابي إلى أصحابه والمتعصبين له ليتسلحوا ويجتمعوا، وقال: ماهو إلا أن يموت محمد حتى يلقانا أصحابه، ويتهالكوا. فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله داره، أومأ عبدالله إلى بيت له صغير، فقال: يا رسول الله أنت وهؤلاء الاربعة يعني عليا وسلمان والمقداد وعمارا في هذا البيت، والباقون في الدار والحجرة والبستان، ويقف منهم قوم على الباب حتى يفرغ منهم أقوام ويخرجون، ثم يدخل بعدهم أقوام. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الذي يبارك في هذا الطعام القليل ليبارك في هذا البيت الصغير الضيق، ادخل يا علي ويا سلمان ويا مقداد ويا عمار، و ادخلوا معاشر المهاجرين والانصار. فدخلوا أجمعين وقعدوا حلقة واحدة كما يستديرون حول ترابيع الكعبة، وإذا البيت قد وسعهم أجمعين حتى أن بين كل رجلين منهم موضع رجل. فدخل عبدالله بن ابي فرأي عجبا عجيبا من سعة البيت الذي كان ضيقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ائتنا بما عملته.فجاءه بالحريرة الملبقة بالسمن والعسل، و ب الحمل المشوي. فقال ابن ابي: يا رسول الله كل أنت أولا قبلهم، ثم ليأكل صحبك هؤلاء: علي ومن معه، ثم يطعم هؤلاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك أفعل. فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على الطعام ووضع علي عليه السلام يده معه. فقال ابن ابي: ألم يكن الامر على أن تأكل مع أصحابك وتفرد رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عبدالله إن عليا أعلم بالله و ب رسوله منك، إن الله ما فرق فيما مضى بين علي ومحمد، ولا يفرق فيما يأتي أيضا بينهما، إن عليا كان وأنا معه نورا واحدا، عرضنا الله عزوجل على أهل سماواته وأرضه وسائر حجبه وجنانه وهوامه وأخذ عليهم لنا العهود والمواثيق ليكونن لنا ولاوليائنا موالين ولاعدائنا معادين، ولمن نحبه محبين، ولمن نبغضه مبغضين، ما زالت إرادتنا واحدة ولا تزال، لا اريد إلا مايريد، ولا يريد إلا ما اريد يسرني ما يسره ويؤلمني ما يؤلمه فدع يا ابن ابي علي بن أبي طالب فانه أعلم بنفسه وبي منك. قال ابن ابي: نعم يا رسول الله. وأفضى إلى جد ومعتب، فقال: أردنا واحدا فصار إثنين، الآن يموتان جميعا، وتكفى شرهما، هذا لخيبتهما وسعادتنا، فلو بقي علي بعده لعله كان يجادل أصحابنا هؤلاء، و عبدالله بن ابي قد جمع جميع أصحابه ومتعصبيه حول داره ليضعوا السيف على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إذ مات بالسم. ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام يديهما في الحريرة الملبقة بالسمن والعسل فأكلا حتى شبعا، ثم وضع من اشتهى خاصرة الحمل، ومن اشتهى صدره(منهم فأكلا) حتى شبعا، وعبدالله ينظر ويظن أن لا يلبثهم السم، فاذاهم لا يزدادون إلا نشاطا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هات الحمل. فلما جاء به، قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا الحسن ضع الحمل في وسط البيت. فوضعه في وسط البيت تناله أيديهم، فقال عبدالله، يا رسول الله كيف تناله أيديهم؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الذي وسع هذا البيت، وعظمه حتى وسع جماعتهم وفضل عنهم، هو الذي يطيل أيديهم حتى تنال هذا الحمل، قال: فأطال الله تعالى أيديهم حتى نالت ذلك، فتناولوا منه وبارك الله في ذلك الحمل حتى وسعهم وأشبعهم وكفاهم، فاذا هو بعد أكلهم لم يبق منه إلا عظامه. فلما فرغوا منه طرح عليه رسول الله صلى الله عليه وآله منديلا له، ثم قال: يا علي اطرح عليه الحريرة الملبقة بالسمن والعسل. ففعل، فأكلوا منه حتى شبعوا كلهم وأنفدوه. ثم قالوا: يا رسول الله نحتاج إلى لبن أو شراب نشربه عليه. فقال رسول الله: إن صاحبكم أكرم على الله من عيسى عليه السلام، أحيا الله تعالى له الموتى، وسيفعل الله ذلك لمحمد صلى الله عليه وآله. ثم بسط منديله ومسح يديه عليه و قال:(اللهم كما باركت فيها فأطعمتنا من لحمها، فبارك فيها واسقنا من لبنها). قال: فتحركت، وبركت، وقامت، وامتلا ضرعها. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ائتوني بأزقاق وظروف وأوعية ومزادات فجاءوا بها فملاها، وسقاهم حتى شربوا ورووا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو لا أني أخاف أن يفتتن بها أمتي كما افتتن بنو إسرائيل بالعجل فاتخذوه ربا من دون الله تعالى لتركتها تسعى في أرض الله، وتأكل من حشائشها، ولكن اللهم أعدها عظاما كما أنشأتها. فعادت عظاما مأكولا ما عليها من اللحم شئ، وهم ينظرون. قال: فجعل أصحاب رسول الله يتذاكرون بعد ذلك توسعة الله تعالى البيت بعد ضيقه و في تكثيره الطعام ودفعه غائلة السم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني إذا تذكرت ذلك البيت كيف وسعه الله بعد ضيقه وفي تكثير ذلك الطعام بعد قلته، وفي ذلك السم كيف أزال الله تعالى غائلته عن محمد ومن دونه وكيف وسعه وكثره ! أذكر ما يزيده الله تعالى في منازل شيعتنا وخيراتهم في جنات عدن وفي الفردوس. إن في شيعتنا لمن يهب الله له في الجنان من الدرجات والمنازل والخيرات ما لا يكون الدنيا وخيراتها في جنبها إلا كالرملة في البادية الفضفاضة، فما هو إلا أن يرى أخا له مؤمنا فقيرا فيتواضع له ويكرمه ويعينه ويمونه ويصونه عن بذل وجهه له، حتى يرى الملائكة الموكلين بتلك المنازل والقصور و قد تضاعفت حتى صارت في الزيادة كما كان هذا الزائد في هذا البيت الصغير الذي رأيتموه فيها صار إليه من كبره وعظمه وسعته. فيقول الملائكة: يا ربنا لا طاقة لنا بالخدمة في هذه المنازل، فامددنا بأملاك يعاونوننا. فيقول الله: ماكنت لا حملكم ما لاتطيقون، فكم تريدون مددا؟ فيقولون: ألف ضعفنا. وفيهم من المؤمنين من يقول أملاكه: نستزيد مدد ألف ألف ضعفنا وأكثر من ذلك على قدر قوة إيمان صاحبهم، وزيادة إحسانه إلى أخيه المؤمن. فيمددهم الله تعالى بتلك الاملاك، وكلما لقى هذا المؤمن أخاه فبره، زاده الله في ممالكه وفي خدمه في الجنة كذلك. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: و إذا تفكرت في الطعام المسموم الذي صبرنا عليه كيف أزال الله عنا غائلته وكثره ووسعه، ذكرت صبر شيعتنا على التقية، وعند ذلك يؤديهم الله تعالى بذلك الصبر إلى أشرف العاقبة وأكمل السعادة طالما يغتبطون في تلك الجنان بتلك الطيبات، فيقال لهم: كلوا هنيئا جزاء على تقيتكم لاعدائكم وصبركم عى أذاهم. " | Details | ||
" قال على بن الحسين عليهما السلام: وكان نظيرها لعلي بن أبي طالب عليه السلام مع جد بن قيس وكان تالي عبدالله بن ابي في النفاق، كما أن علي تالي رسول الله صلى الله عليه وآله في الكمال والجمال والجلال. وتفرد جد مع عبدالله بن ابي - بعد هذه القصة التي سلم الله منها محمدا وصحبه وقلبها على عبدالله بن ابي - فقال له: إن محمدا صلى الله عليه وآله ماهر بالسحر، وليس علي عليه السلام كمثله، فاتخذ أنت يا جد لعلي دعوة بعد أن تتقدم في تنبيش أصل حائط بستانك، ثم يقف رجال خلف الحائط بخشب يعتمدون بها على الحائط، ويدفعونه على علي عليه السلام ومن معه ليموتوا تحته. فجلس على عليه السلام تحت الحائط فتلقاه بيسراه ودفعه وكان الطعام بين أيديهم فقال علي عليه السلام: كلوا بسم الله. وجعل يأكل معهم حتى أكلوا وفرغوا، وهو يمسك الحائط بشماله - والحائط ثلاثون ذراعا طوله في خمسة عشر ذراعا سمكه، في ذراعين غلظه - فجعل أصحاب علي عليه السلام - وهم يأكلون - يقولون: يا أخا رسول الله أفتحامي هذا و أنت تأكل؟ فانك تتعب في حبسك هذا الحائط عنا. فقال على عليه السلام: إني لست أجد له من المس بيساري إلا أقل مما أجده من ثقل هذه اللقمة بيميني. وهرب جد بن قيس، وخشي أن يكون علي قد مات وصحبه، وإن محمدا يطلبه لينتقم منه، واختبأ عند عبدالله بن ابي، فبلغهم أن عليا قد أمسك الحائط بيساره وهو يأكل بيمينه، وأصحابه تحت الحائط لم يموتوا. فقال أبوالشرور وأبوالدواهي اللذان كانا أصل التدبير في ذلك: إن عليا قد مهر بسحر محمد فلا سبيل لنا عليه. فلما فرغ القوم مال علي عليه السلام على الحائط بيساره فأقامه وسواه، ورأب صدعه، ولام شعبه، وخرج هو والقوم. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله. قال له: يا أبا الحسن ضاهيت اليوم أخي الخضر لما أقام الجدار، وما سهل الله ذلك له إلا بدعائه بنا أهل البيت. " | Details | ||
" وأما قلب الله السم على اليهود الذين قصدوه به - وأهلكهم الله به - فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما ظهر بالمدينة اشتد حسد "" ابن أبي "" له، فدبر عليه أن عليه أن يحفر له حفيرة في مجلس من مجالس داره، ويبسط فوقها بساطا، وينصب في أسفل الحفيرة أسنة رماح ونصب سكاكين مسمومة، وشد أحد جوانب البساط والفراش إلى الحائط ليدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وخواصه مع علي عليه السلام، فاذا وضع رسول الله صلى الله عليه وآله رجله على البساط وقع في الحفيرة، وكان قد نصب في داره، وخبأ رجالا بسيوف مشهورة يخرجون على علي عليه السلام ومن معه عند وقوع محمد صلى الله عليه وآله في الحفيرة فيقتلونهم بها ودبر أنه إن لم ينشط للقعود على ذلك البساط أن يطعموه من طعامهم المسموم ليموت هو وأصحابه معه جميعا. فجاءه جبرئيل عليه السلام وأخبره بذلك، وقال له: إن الله يأمرك أن تقعد حيث يقعدك وتأكل مما يطعمك، فانه مظهر عليك آياته، ومهلك أكثر من تواطأ على ذلك فيك. فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وقعد على البساط، وقعدوا عن يمينه وشماله وحواليه، ولم يقع في الحفيرة، فتعجب ابن ابي ونظر، فاذا قد صار ما تحت البساط أرضا ملتئمة. وأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام وصحبهما بالطعام المسموم، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وضع يده في الطعام قال: يا علي أرق هذا الطعام بالرقية النافعة. فقال علي عليه السلام: "" بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لايضر مع اسمه شئ ولا داء في الارض ولا في السماء، وهو السميع العليم "". ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ومن معهما حتى شبعوا. ثم جاء أصحاب عبدالله بن ابي وخواصه، فأكلوا فضلات رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه، ظنا منهم أنه قد غلط ولم يجعل فيه سما لما رأوا محمدا وصحبه لم يصبهم مكروه. وجاءت بنت عبدالله بن ابي إلى ذلك المجلس المحفور تحته، المنصوب فيه ما نصب، وهي كانت دبرت ذلك، ونظرت فاذا ما تحت البساط أرض ملتئمة، فجلست على البساط واثقة، فأعاد الله الحفيرة بما فيها فسقطت فيها وهلكت، فوقعت الصيحة. فقال عبدالله بن ابي: إياكم و أن تقولوا أنها سقطت في الحفيرة، فيعلم محمد ما كنا دبرناه عليه. فبكوا وقالوا: ماتت العروس - وبعلة عرسها كانوا دعوا رسول الله صلى الله عليه وآله - ومات القوم الذين أكلوا فضلة رسول الله صلى الله عليه وآله. فسأل - ه رسول الله عن سبب موت الابنة والقوم؟ فقال ابن ابي: سقطت من السطح، ولحق القوم تخمة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أعلم بماذا ماتوا. وتغافل عنهم " | Details |