Index

Search by: Hadeeth   Bab

الكتاب الباب الرواة المعصومين متن الحديث
كتاب الروضة محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : «إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم ، فلا يرون منكم أحدا ، فيقول بعضهم لبعض : (ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار) ». قال : «وذلك قول الله عزوجل : (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا». حديث إبليس Details      
كتاب الروضة علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط : عنهم عليهم‌السلام قال : «فيما وعظ الله ـ عزوجل ـ به عيسى عليه‌ السلام : يا عيسى ، أنا ربك ورب آبائك ، اسمي واحد ، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شيء ، وكل شيء من صنعي ، وكل إلي راجعون. يا عيسى ، أنت المسيح بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي ، فكن إلي راغبا ، ومني راهبا ، ولن تجد مني ملجأ إلا إلي. يا عيسى ، أوصيك وصية المتحنن عليك بالرحمة حتى حقت لك مني الولاية بتحريك مني المسرة ، فبوركت كبيرا ، وبوركت صغيرا حيث ما كنت ، أشهد أنك عبدي ، ابن أمتي ، أنزلني من نفسك كهمك ، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إلي بالنوافل ، وتوكل علي أكفك ، ولا تول غيري ، فآخذ لك. يا عيسى ، اصبر على البلاء ، وارض بالقضاء ، وكن كمسرتي فيك ؛ فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى . يا عيسى ، أحي ذكري بلسانك ، وليكن ودي في قلبك. يا عيسى ، تيقظ في ساعات الغفلة ، واحكم لي لطيف الحكمة. يا عيسى ، كن راغبا راهبا ، وأمت قلبك بالخشية. يا عيسى ، راع الليل لتحري مسرتي ، وأظمئ نهارك ليوم حاجتك عندي. يا عيسى ، نافس في الخير جهدك تعرف بالخير حيثما توجهت. يا عيسى ، احكم في عبادي بنصحي ، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان. يا عيسى ، لاتكن جليسا لكل مفتون. يا عيسى ، حقا أقول : ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي ، ولا خشعت لي إلا رجت ثوابي ، فأشهد أنها آمنة من عقابي ما لم تبدل ولاتغير سنتي. يا عيسى ابن البكر البتول ، ابك على نفسك بكاء من ودع الأهل ، وقلى الدنيا ، وتركها لأهلها ، وصارت رغبته فيما عند إلهه . يا عيسى ، كن مع ذلك تلين الكلام ، وتفشي السلام ، يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذرا للمعاد ، والزلازل الشداد ، وأهوال يوم القيامة حيث لاينفع أهل ولا ولد ولا مال. يا عيسى ، اكحل عينك بميل الحزن إذا ضحك البطالون. يا عيسى ، كن خاشعا صابرا ، فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون. يا عيسى ، رح من الدنيا يوما فيوما ، وذق لما قد ذهب طعمه ، فحقا أقول : ما أنت إلا بساعتك ويومك ، فرح من الدنيا ببلغة ، وليكفك الخشن الجشب ، فقد رأيت إلى ما تصير ، ومكتوب ما أخذت وكيف أتلفت. يا عيسى ، إنك مسؤول ، فارحم الضعيف كرحمتي إياك ، ولا تقهر اليتيم. يا عيسى ، ابك على نفسك في الخلوات ، وانقل قدميك إلى مواقيت الصلوات ، وأسمعني لذاذة نطقك بذكري ؛ فإن صنيعي إليك حسن. يا عيسى ، كم من أمة قد أهلكتها بسالف ذنوب قد عصمتك منها . يا عيسى ، ارفق بالضعيف ، وارفع طرفك الكليل إلى السماء وادعني ، فإني منك قريب ، ولا تدعني إلا متضرعا إلي وهمك هما واحدا ، فإنك متى تدعني كذلك أجبك. يا عيسى ، إني لم أرض بالدنيا ثوابا لمن كان قبلك ، ولا عقابا لمن انتقمت منه. يا عيسى ، إنك تفنى ، وأنا أبقى ، ومني رزقك ، وعندي ميقات أجلك ، وإلي إيابك ، وعلي حسابك ، فسلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ، ومني الإجابة. يا عيسى ، ما أكثر البشر ، وأقل عدد من صبر ، الأشجار كثيرة ، وطيبها قليل ، فلا يغرنك حسن شجرة حتى تذوق ثمرها . يا عيسى ، لايغرنك المتمرد علي بالعصيان يأكل رزقي ، ويعبد غيري ، ثم يدعوني عند الكرب فأجيبه ، ثم يرجع إلى ما كان عليه ، فعلي يتمرد ، أم بسخطي يتعرض ، فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له منها منجى ، ولا دوني ملجأ ، أين يهرب من سمائي وأرضي؟ يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : لاتدعوني والسحت تحت أحضانكم ، والأصنام في بيوتكم ؛ فإني آليت أن أجيب من دعاني ، وأن أجعل إجابتي إياهم لعنا عليهم حتى يتفرقوا. يا عيسى ، كم أطيل النظر ، وأحسن الطلب والقوم في غفلة لايرجعون ، تخرج الكلمة من أفواههم لاتعيها قلوبهم ، يتعرضون لمقتي ، ويتحببون بقربي إلى المؤمنين. يا عيسى ، ليكن لسانك في السر والعلانية واحدا ، وكذلك فليكن قلبك وبصرك ، واطو قلبك ولسانك عن المحارم ، وكف بصرك عما لاخير فيه ، فكم من ناظر نظرة قد زرعت في قلبه شهوة ، ووردت به موارد حياض الهلكة. يا عيسى ، كن رحيما مترحما ، وكن كما تشاء أن يكون العباد لك ، وأكثر ذكر الموت ومفارقة الأهلين ، ولا تله ؛ فإن اللهو يفسد صاحبه ، ولا تغفل ؛ فإن الغافل مني بعيد ، واذكرني بالصالحات حتى أذكرك. يا عيسى ، تب إلي بعد الذنب ، وذكر بي الأوابين ، وآمن بي ، وتقرب بي إلى المؤمنين ، ومرهم يدعوني معك ، وإياك ودعوة المظلوم ؛ فإني آليت على نفسي أن أفتح لها بابا من السماء بالقبول ، وأن أجيبه ولو بعد حين. يا عيسى ، اعلم أن صاحب السوء يعدي ، وقرين السوء يردي ، واعلم من تقارن ، واختر لنفسك إخوانا من المؤمنين. يا عيسى ، تب إلي ؛ فإني لايتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الراحمين ؛ اعمل لنفسك في مهلة من أجلك قبل أن لايعمل لها غيرك ، واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون ، فيه أجزي بالحسنة أضعافها ، وإن السيئة توبق صاحبها ، فامهد لنفسك في مهلة ، ونافس في العمل الصالح ، فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون من النار. يا عيسى ، ازهد في الفاني المنقطع ، وطأ رسوم منازل من كان قبلك ، وادعهم وناجهم هل تحس منهم من أحد ، وخذ موعظتك منهم ، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين. يا عيسى ، قل لمن تمرد علي بالعصيان ، وعمل بالإدهان : ليتوقع عقوبتي ، وينتظر إهلاكي إياه ، سيصطلم مع الهالكين. طوبى لك يا ابن مريم ، ثم طوبى لك إن أخذت بأدب إلهك الذي يتحنن عليك ترحما ، وبدأك بالنعم منه تكرما ، وكان لك في الشدائد. لا تعصه يا عيسى ؛ فإنه لايحل لك عصيانه ، قد عهدت إليك كما عهدت إلى من كان قبلك ، وأنا على ذلك من الشاهدين. يا عيسى ، ما أكرمت خليقة بمثل ديني ، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي. يا عيسى ، اغسل بالماء منك ما ظهر ، وداو بالحسنات منك ما بطن ؛ فإنك إلي راجع. يا عيسى ، أعطيتك بما أنعمت به عليك فيضا من غير تكدير ، وطلبت منك قرضا لنفسك فبخلت به عليها لتكون من الهالكين. يا عيسى ، تزين بالدين وحب المساكين ، وامش على الأرض هونا ، وصل على البقاع ؛ فكلها طاهر. يا عيسى ، شمر ؛ فكل ما هو آت قريب ، واقرأ كتابي وأنت طاهر ، وأسمعني منك صوتا حزينا. يا عيسى ، لاخير في لذاذة لاتدوم ، وعيش من صاحبه يزول. يا ابن مريم ، لو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك ، وزهقت نفسك شوقا إليه ، فليس كدار الآخرة دار تجاور فيها الطيبين ، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون ، وهم مما يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون ، دار لايتغير فيها النعيم ، ولا يزول عن أهلها. يا ابن مريم ، نافس فيها مع المتنافسين ؛ فإنها أمنية المتمنين حسنة المنظر ، طوبى لك يا ابن مريم ، إن كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم ، لاتبغي بها بدلا ولا تحويلا ، كذلك أفعل بالمتقين. يا عيسى ، اهرب إلي مع من يهرب من نار ذات لهب ، ونار ذات أغلال وأنكال ، لا يدخلها روح ، ولا يخرج منها غم أبدا ، قطع كقطع الليل المظلم ، من ينج منها يفز ، ولن ينجو من كان من الهالكين ، هي دار الجبارين والعتاة الظالمين ، وكل فظ غليظ ، وكل مختال فخور. يا عيسى ، بئست الدار لمن ركن إليها ، وبئس القرار دار الظالمين ، إني أحذرك نفسك ، فكن بي خبيرا. يا عيسى ، كن حيث ما كنت مراقبا لي ، واشهد على أني خلقتك وأنت عبدي ، وأني صورتك ، وإلى الأرض أهبطتك. يا عيسى ، لايصلح لسانان في فم واحد ، ولا قلبان في صدر واحد ، وكذلك الأذهان. يا عيسى ، لاتستيقظن عاصيا ، ولا تستنبهن لاهيا ، وافطم نفسك عن الشهوات الموبقات ، وكل شهوة تباعدك مني فاهجرها ، واعلم أنك مني بمكان الرسول الأمين ، وكن مني على حذر ، واعلم أن دنياك مؤديتك إلي ، وأني آخذك بعلمي ، فكن ذليل النفس عند ذكري ، خاشع القلب حين تذكرني ، يقظان عند نوم الغافلين. يا عيسى ، هذه نصيحتي إياك ، وموعظتي لك ، فخذها مني ، وإني رب العالمين. يا عيسى ، إذا صبر عبدي في جنبي ، كان ثواب عمله علي ، وكنت عنده حين يدعوني ، وكفى بي منتقما ممن عصاني ، أين يهرب مني الظالمون؟ يا عيسى ، أطب الكلام ، وكن حيثما كنت عالما متعلما. يا عيسى ، أفض بالحسنات إلي حتى يكون لك ذكرها عندي ، وتمسك بوصيتي ؛ فإن فيها شفاء للقلوب. يا عيسى ، لاتأمن إذا مكرت مكري ، ولا تنس عند خلوات الدنيا ذكري. يا عيسى ، حاسب نفسك بالرجوع إلي حتى تتنجز ثواب ما عمله العاملون ، أولئك يؤتون أجرهم وأنا خير المؤتين. يا عيسى ، كنت خلقا بكلامي ، ولدتك مريم بأمري ، المرسل إليها روحي جبرئيل الأمين من ملائكتي حتى قمت على الأرض حيا تمشي ، كل ذلك في سابق علمي. يا عيسى ، زكريا بمنزلة أبيك ، وكفيل أمك إذ يدخل عليها المحراب ، فيجد عندها رزقا ، ونظيرك يحيى من خلقي ، وهبته لأمه بعد الكبر من غير قوة بها ، أردت بذلك أن يظهر لها سلطاني ، ويظهر فيك قدرتي ، أحبكم إلي أطوعكم لي وأشدكم خوفا مني. يا عيسى ، تيقظ ، ولا تيأس من روحي ، وسبحني مع من يسبحني ، وبطيب الكلام فقدسني. يا عيسى ، كيف يكفر العباد بي ونواصيهم في قبضتي ، وتقلبهم في أرضي؟ يجهلون نعمتي ، ويتولون عدوي ، وكذلك يهلك الكافرون. يا عيسى ، إن الدنيا سجن منتن الريح ، وحسن فيها ما قد ترى مما قد تذابح عليه الجبارون ، وإياك والدنيا ؛ فكل نعيمها يزول ، وما نعيمها إلا قليل. يا عيسى ، ابغني عند وسادك تجدني ، وادعني وأنت لي محب ، فإني أسمع السامعين أستجيب للداعين إذا دعوني. يا عيسى ، خفني وخوف بي عبادي لعل المذنبين أن يمسكوا عما هم عاملون به ، فلا يهلكوا إلا وهم يعلمون . يا عيسى ، ارهبني رهبتك من السبع والموت الذي أنت لاقيه ، فكل هذا أنا خلقته ، فإياي فارهبون. يا عيسى ، إن الملك لي وبيدي وأنا الملك ، فإن تطعني أدخلتك جنتي في جوار الصالحين. يا عيسى ، إني إن غضبت عليك لم ينفعك رضا من رضي عنك ، وإن رضيت عنك لم يضرك غضب المغضبين. يا عيسى ، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ، واذكرني في ملئك أذكرك في ملإ خير من ملإ الآدميين . يا عيسى ، ادعني دعاء الغريق الحزين الذي ليس له مغيث. يا عيسى ، لاتحلف بي كاذبا ، فيهتز عرشي غضبا ، الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل ، وعندي دار خير مما تجمعون . يا عيسى ، كيف أنتم صانعون إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق ، وأنتم تشهدون بسرائر قد كتمتموها ، وأعمال كنتم بها عاملين . يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : غسلتم وجوهكم ، ودنستم قلوبكم ، أبي تغترون ، أم علي تجترئون؟ تطيبون بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميتون. يا عيسى ، قل لهم : قلموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصموا أسماعكم عن ذكر الخنا ، وأقبلوا علي بقلوبكم ؛ فإني لست أريد ضرركم . يا عيسى ، افرح بالحسنة ؛ فإنها لي رضا ، وابك على السيئة ؛ فإنها شين ، وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك ، وإن لطم خدك الأيمن فأعطه الأيسر ، وتقرب إلي بالمودة جهدك ، وأعرض عن الجاهلين. يا عيسى ، ذل لأهل الحسنة ، وشاركهم فيها ، وكن عليهم شهيدا ، وقل لظلمة بني إسرائيل : يا أخدان السوء والجلساء عليه ، إن لم تنتهوا أمسخكم قردة وخنازير. يا عيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : الحكمة تبكي فرقا مني وأنتم بالضحك تهجرون ، أتتكم براءتي ، أم لديكم أمان من عذابي ، أم تعرضون لعقوبتي ؟ فبي حلفت لأتركنكم مثلا للغابرين . ثم أوصيك يا ابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي ، فهو أحمد صاحب الجمل الأحمر ، والوجه الأقمر ، المشرق بالنور ، الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيي المتكرم ، فإنه رحمة للعالمين ، وسيد ولد آدم يوم يلقاني ، أكرم السابقين علي ، وأقرب المرسلين مني ، العربي الأمين ، الديان بديني ، الصابر في ذاتي ، المجاهد المشركين بيده عن ديني ؛ أن تخبر به بني إسرائيل ، وتأمرهم أن يصدقوا به ، وأن يؤمنوا به ، وأن يتبعوه ، وأن ينصروه. قال عيسى عليه‌ السلام : إلهي ، من هو حتى أرضيه ، فلك الرضا (17)؟ قال : هو (18) محمد رسول الله إلى الناس كافة ، أقربهم مني منزلة ، وأحضرهم (19) شفاعة ، طوبى له (20) من نبي ، وطوبى (21) لأمته إن (22) هم لقوني على سبيله ، يحمده أهل الأرض ، ويستغفر له أهل السماء ، أمين ميمون ، طيب مطيب ، خير الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت السماء عزاليها ، وأخرجت الأرض زهرتها حتى يروا البركة ، وأبارك لهم فيما وضع يده عليه ، كثير الأزواج ، قليل الأولاد ، يسكن بكة موضع أساس إبراهيم. يا عيسى ، دينه الحنيفية ، وقبلته يمانية وهو من حزبي وأنا معه ، فطوبى له ، ثم طوبى له ، له الكوثر والمقام الأكبر في جنات عدن ، يعيش أكرم من عاش ، ويقبض شهيدا ، له حوض أكبر من بكة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم ، ، فيه آنية مثل نجوم السماء ، وأكواب مثل مدر الأرض ، عذب فيه من كل شراب ، وطعم كل ثمار في الجنة ، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ، وذلك من قسمي له وتفضيلي إياه على فترة بينك وبينه ، يوافق سره علانيته ، وقوله فعله ، لايأمر الناس إلا بما يبدؤهم به ، دينه الجهاد في عسر ويسر ، تنقاد له البلاد ، ويخضع له صاحب الروم على دين إبراهيم (17) ، يسمي (18) عند الطعام ، ويفشي السلام ، ويصلي والناس نيام ، له كل يوم خمس صلوات متواليات ، ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار ، ويفتتح بالتكبير ، ويختتم بالتسليم ، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها ، ويخشع لي قلبه ورأسه ، النور في صدره ، والحق على لسانه ، وهو على الحق حيثما كان ، أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، له الشفاعة ، وعلى أمته تقوم الساعة ، ويدي فوق أيديهم ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه أوفيت له بالجنة ، فمر ظلمة بني إسرائيل ألا يدرسوا كتبه ، ولا يحرفوا سنته ، وأن يقرئوه السلام ؛ فإن له في المقام شأنا من الشأن. يا عيسى ، كل ما يقربك مني فقد دللتك عليه ، وكل ما يباعدك مني فقد نهيتك عنه ، فارتد لنفسك. يا عيسى ، إن الدنيا حلوة ، وإنما استعملتك فيها ، فجانب منها ما حذرتك ، وخذ منها ما أعطيتك عفوا . يا عيسى ، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الرب ، كن فيها زاهدا ، ولا ترغب فيها ، فتعطب . يا عيسى ، اعقل وتفكر وانظر في نواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين. يا عيسى ، كل وصفي لك نصيحة ، وكل قولي لك حق ، وأنا الحق المبين فحقا أقول : لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك ، ما لك من دوني ولي ولا نصير. يا عيسى ، أذل قلبك بالخشية ، وانظر إلى من هو أسفل منك ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، واعلم أن رأس كل خطيئة وذنب هو حب الدنيا ، فلا تحبها ؛ فإني لا أحبها. يا عيسى ، أطب لي قلبك ، وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أن سروري أن تبصبص إلي ، كن في ذلك حيا ، ولا تكن ميتا. يا عيسى ، لاتشرك بي شيئا ، وكن مني على حذر ، ولا تغتر بالنصيحة ، ولا تغبط نفسك ؛ فإن الدنيا كفيء زائل ، وما أقبل منها كما أدبر ، فنافس في الصالحات جهدك ، وكن مع الحق حيثما كان وإن قطعت وأحرقت بالنار ، فلا تكفر بي بعد المعرفة ، ولا تكونن من الجاهلين ؛ فإن الشيء يكون مع الشيء. يا عيسى ، صب لي الدموع من عينيك ، واخشع لي بقلبك. يا عيسى ، استغث بي في حالات الشدة ؛ فإني أغيث المكروبين ، وأجيب المضطرين ، وأنا أرحم الراحمين». Details      
كتاب الروضة سهل ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : عرضت علي بطحاء مكة ذهبا ، فقلت : يا رب ، لا ، ولكن أشبع يوما ، وأجوع يوما ، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ، وإذا جعت دعوتك وذكرتك». حديث عيسى بن مريم عليهما‌السلام Details      
كتاب الروضة عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، قال : حدثني علي بن المغيرة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌ السلام يقول : «إن جبرئيل عليه‌ السلام أتى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فخيره وأشار عليه بالتواضع وكان له ناصحا ، فكان رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله يأكل إكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد تواضعا لله تبارك وتعالى ، ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا ، فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، بعث بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت الأرض من غير أن ينقصك شيئا ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : في الرفيق الأعلى». Details      
كتاب الروضة عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌ السلام ذات يوم وهو يأكل متكئا ، قال وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه ، فلما فرغ قال : «يا محمد ، لعلك ترى أن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ما رأته عين يأكل وهو متكئ من أن بعثه الله إلى أن قبضه». قال : ثم رد على نفسه ، فقال : «لا والله ، ما رأته عين يأكل وهو متكئ من أن بعثه الله إلى أن قبضه». ثم قال : «يا محمد ، لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية من أن بعثه الله إلى أن قبضه ». ثم رد على نفسه ، ثم قال : «لا والله ، ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه الله إلى أن قبضه ، أما إني لا أقول : إنه كان لايجد ؛ لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل ، فلو أراد أن يأكل لأكل ، ولقد أتاه جبرئيل عليه‌ السلام بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره من غير أن ينقصه الله ـ تبارك وتعالى ـ مما أعد له يوم القيامة شيئا ، فيختار التواضع لربه جل وعز ، وما سئل شيئا قط فيقول : لا ، إن كان أعطى ؛ وإن لم يكن قال : يكون ، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم ذلك إليه حتى إن كان ليعطي الرجل الجنة ، فيسلم الله ذلك له». ثم تناولني بيده ، وقال : «وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد ، ويأكل إكلة العبد ، ويطعم الناس خبز البر واللحم ، ويرجع إلى أهله ، فيأكل الخبز والزيت ، وإن كان ليشتري القميص السنبلاني ، ثم يخير غلامه خيرهما ، ثم يلبس الباقي ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ، وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه ، ولقد ولي الناس خمس سنين ، فما وضع آجرة على آجرة ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعة ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما ، وما أطاق أحد عمله ، وإن كان علي بن الحسين عليهما‌السلام لينظر في الكتاب من كتب علي عليه‌ السلام ، فيضرب به الأرض ، ويقول : من يطيق هذا؟». Details