اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ذات يوم وهو يأكل متكئا ، قال وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه ، فلما فرغ قال : «يا محمد ، لعلك ترى أن رسول الله صلى الله عليه وآله ما رأته عين يأكل وهو متكئ من أن بعثه الله إلى أن قبضه». قال : ثم رد على نفسه ، فقال : «لا والله ، ما رأته عين يأكل وهو متكئ من أن بعثه الله إلى أن قبضه». ثم قال : «يا محمد ، لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية من أن بعثه الله إلى أن قبضه ». ثم رد على نفسه ، ثم قال : «لا والله ، ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه الله إلى أن قبضه ، أما إني لا أقول : إنه كان لايجد ؛ لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل ، فلو أراد أن يأكل لأكل ، ولقد أتاه جبرئيل عليه السلام بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره من غير أن ينقصه الله ـ تبارك وتعالى ـ مما أعد له يوم القيامة شيئا ، فيختار التواضع لربه جل وعز ، وما سئل شيئا قط فيقول : لا ، إن كان أعطى ؛ وإن لم يكن قال : يكون ، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم ذلك إليه حتى إن كان ليعطي الرجل الجنة ، فيسلم الله ذلك له». ثم تناولني بيده ، وقال : «وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد ، ويأكل إكلة العبد ، ويطعم الناس خبز البر واللحم ، ويرجع إلى أهله ، فيأكل الخبز والزيت ، وإن كان ليشتري القميص السنبلاني ، ثم يخير غلامه خيرهما ، ثم يلبس الباقي ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ، وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه ، ولقد ولي الناس خمس سنين ، فما وضع آجرة على آجرة ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعة ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما ، وما أطاق أحد عمله ، وإن كان علي بن الحسين عليهماالسلام لينظر في الكتاب من كتب علي عليه السلام ، فيضرب به الأرض ، ويقول : من يطيق هذا؟».