الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" وأما الانباء بما كانوا يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فان رسول الله صلى الله عليه وآله - لما برؤا - قال لهم: آمنوا. فقالوا: آمنا. فقال: ألا أزيدكم بصيرة؟ قالوا: بلى. قال: أخبركم بما تغذى به هؤلاء وتداووا؟ فقالوا: قل يا رسول الله. فقال: تغذى فلان بكذا، وتداوى فلان بكذا، وبقي عنده كذا حتى ذكرهم أجمعين، ثم قال: ياملائكة ربي احضروني بقايا غذائهم ودوائهم على أطباقهم وسفرهم. فأحضرت الملائكة ذلك، وأنزلت من السماء بقايا طعام اولئك ودوائهم. فقالوا: هذه البقايا من المأكول كذا، والمداوى به كذا. ثم قال: يا أيها الطعام أخبرنا، كم اكل منك؟ فقال الطعام: اكل مني كذا، وترك مني كذا، وهو ما ترون. وقال بعض ذلك الطعام: أكل صاحبي هذا مني كذا وبقي مني كذا،(وجاء به) الخادم فأكل مني كذا، وأنا الباقي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن أنا؟ فقال الطعام والدواء: أنت رسول الله صلى الله عليك وآلك. قال: فمن هذا؟ - يشير إلى علي عليه السلام - فقال الطعام والدواء: هذا أخوك سيد الاولين والآخرين، ووزيرك أفضل الوزراء، وخليفتك سيد الخلفاء. " | Details | ||
" وأما ابراء الاكمه والابرص، والانباء بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما كان بمكة قالوا: يا محمد إن ربنا هبل، الذى يشفي مرضانا، وينقذ هلكانا، ويعالج جرحانا. قال صلى الله عليه وآله: "" كذبتم، ما يفعل هبل من ذلك شيئا، بل الله تعالى يفعل بكم ما يشاء من ذلك. قال عليه السلام: فكبر هذا على مردتهم، فقالوا: يا محمد ما أخوفنا عليك من هبل أن يضربك باللقوة والفالج والجذام والعمى، وضروب العاهات لدعائك إلى خلافه. قال صلى الله عليه وآله: لن يقدر على شئ مما ذكرتموه إلا الله عزوجل. قالوا: يا محمد فان كان لك رب تعبده لا رب سواه، فاسأله أن يضربنا بهذه الآفات التي ذكرناها لك حتى نسأل نحن هبل أن يبرأنا منها، لتعلم أن هبل هو شريك ربك الذي إليه تومي وتشير. فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال: ادع أنت على بعضهم، وليدع علي على بعض. فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله على عشرين منهم، ودعا علي صلى الله عليه وآله على عشرة. فلم يريموا مواضعهم حتى برصوا وجذموا وفلجوا ولقوا وعموا، وانفصلت عنهم الايدي والارجل، ولم يبق في شئ من أبدانهم عضو صحيح إلا ألسنتهم وآذانهم، فلما أصابهم ذلك صيربهم إلى هبل ودعوه ليشفيهم، وقالوا: دعا على هولاء محمد وعلي، ففعل بهم ما ترى فاشفهم. فناداهم هبل: يا أعداء الله وأي قدرة لي على شئ من الاشياء؟ والذى بعثه إلى الخلق أجمعين، وجعله أفضل النبيين والمرسلين، لو دعا علي لتهافتت أعضائي وتفاصلت أجزائي، واحتملتني الرياح وتذروا إياي حتى لا يرى لشئ مني عين ولا أثر، يفعل الله ذلك بي حتى يكون أكبر جزء مني دون عشر عشير خردلة. فلما سمعوا ذلك من هبل ضجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: قد انقطع الرجاء عمن سواك، فأغثنا وادع الله لاصحابنا، فانهم لايعودون إلى أذاك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: شفاؤهم يأتيهم من حيث أتاهم داؤهم، عشرون علي وعشرة على علي. فجاءوا بعشرين، فأقاموهم بين يديه، وبعشرة أقاموهم بين يدي علي عليه السلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعشرين: غضوا أعينكم، وقولوا: اللهم بجاه من بجاهه ابتليتنا، فعافنا بمحمد وعلي والطيبين من آلهما. وكذلك قال علي عليه السلام للعشرة الذين بين يديه. فقالوها، فقاموا فكأنما انشطوا من عقال، ما بأحد منهم نكبة وهو أصح مما كان قبل أن اصيب بما اصيب. فآمن الثلاثون وبضع أهليهم، وغلب الشقاء على أكثر الباقين. " | Details | ||
" وأما تأييد الله عزوجل لعيسى عليه السلام بروح القدس، فان جبرئيل هو الذي لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله - وهو قد اشتمل بعباءته القطوانية على نفسه وعلى علي وفاطمة والحسين والحسن عليهمالسلام وقال: "" اللهم هؤلاء أهلي، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، محب لمن أحبهم، ومبغض لمن أبغضهم، فكن لمن حاربهم حربا، ولمن سالمهم سلما، ولمن أحبهم محبا، ولمن أبغضهم مبغضا "". فقال الله عزوجل: "" قد أجبتك إلى ذلك يا محمد "". فرفعت ام سلمة جانب العباءة لتدخل، فجذبه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: لست هناك وإن كنت في خير وإلى خير. وجاء جبرئيل عليه السلام متدبرا وقال: يا رسول الله اجعلني منكم ! قال: أنت منا. قال: أفأرفع العباءة وأدخل معكم؟ قال: بلى. فدخل في العباءة، ثم خرج وصعد إلى السماء إلى الملكوت الاعلى، وقد تضاعف حسنه وبهاؤه. وقالت الملائكة: قد رجعت بجمال خلاف ما ذهبت به من عندنا ! قال: وكيف لا أكون كذلك وقد شرفت بأن جعلت من آل محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته؟ ! قالت الاملاك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش: حق لك هذا الشرف أن تكون كما قلت. وكان علي عليه السلام معه جبرئيل عن يمينه في الحروب، وميكائيل عن يساره وإسرافيل خلفه، وملك الموت أمامه. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: ما أظهر الله عزوجل لنبى تقدم آيه إلا وقد جعل لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام مثلها وأعظم منها. قيل: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله فأي شئ جعل لمحمد وعلي عليهما السلام ما يعدل آيات عيسى: من إحياء الموتى، وإبراء الاكمه والابرص، والانباء بما يأكلون وما يدخرون؟ قال عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يمشي بمكة وأخوه علي عليه السلام يمشي معه وعمه أبولهب خلفه - يرمي عقبه بالاحجار وقد أدماه - ينادي معاشر قريش: هذا ساحر كذاب فافقدوه واهجروه واجتنبوه. وحرش عليه أوباش قريش، فتبعوهما ويرمونهما(بالاحجار فما منها) حجر أصابه إلا وأصاب عليا عليه السلام. فقال بعضهم: يا علي ألست المتعصب لمحمد صلى الله عليه وآله، والمقاتل عنه، والشجاع الذي لا نظير لك مع حداثة سنك، وأنك لم تشاهد الحروب، ما بالك لا تنصر محمدا ولا تدفع عنه؟ فناداهم على عليه السلام "" معاشر أوباش قريش لا أطيع محمدا بمعصيتي له، لو أمرني لرأيتم العجب"". وما زالوا يتبعونه حتى خرج من مكة فأقبلت الاحجار على حالها تتدحرج، فقالوا: الان تشدخ هذه الاحجار محمدا وعليا ونتخلص منهما. وتنحت قريش عنه خوفا على أنفسهم من تلك الاحجار، فرأوا تلك الاحجار قد أقبلت على محمد وعلي عليهما السلام، كل حجر منها ينادي: السلام عليك يا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف. السلام عليك يا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف. السلام عليك يا رسول رب العالمين.وخير الخلق أجمعين. السلام عليك يا سيد الوصيين ويا خليفة رسول رب العالمين. وسمعها جماعات قريش فوجموا فقال عشرة من مردتهم وعناتهم: ما هذه الاحجار تكلمهما، ولكنهم رجال في حفرة بحضرة الاحجار، قد خبأهم محمد تحت الارض فهي تكلمهما لغيرنا ويختدعنا. فأقبلت عند ذلك أحجار عشرة من تلك الصخور، وتحلقت وارتفعت فوق العشرة المتكلمين بهذا الكلام، فما زالت تقع بهاماتهم وترتفع وترضضها حتى ما بقي من العشرة أحد إلا سال دماغه ودماؤه من منخريه، وتخلخل رأسه وهامته ويافوخه فجاء أهلوهم وعشائرهم يبكون ويضجون، يقولون: أشد من مصابنا بهؤلاء تبجح محمد وتبذخه بأنهم قتلوا بهذه الاحجار فصار ذلك آية له ودلالة ومعجزة. فأنطق الله عزوجل جنائزهم فقالت: صدق محمد وما كذب، وكذبتم وما صدقتم. واضطربت الجنائز، ورمت من عليها، وسقطوا على الارض ونادت: ما كنا لننقاد ليحمل علينا أعداء الله إلى عذاب الله. فقال أبوجهل(لعنه الله): إنما سحر محمد هذه الجنائز كما سحر تلك الاحجار والجلاميد والصخور، حتى وجد منها من النطق ما وجد، فان كانت - قتل هذه الاحجار هؤلاء - لمحمد آية له وتصديقا لقوله، وتثبيتا لامره، فقالوا له: يسأل من خلقهم أن يحييهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن قد سمعت اقتراح الجاهلين، وهؤلاء عشرة قتلى، كم جرحت بهذه الاحجار التي رمانا بها القوم يا علي؟ قال على عليه السلام: جرحت(أربع جراحات) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد جرحت أنا ست جراحات، فليسأل كل واحد منا ربه أن يحيي من العشرة بقدر جراحاته. فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله لستة منهم فنشروا، ودعا علي عليه السلام لاربعة منهم فنشروا. ثم نادى المحيون: معاشر المسلمين إن لمحمد وعلي شأنا عظيما في الممالك التي كنا فيها، لقد رأينا لمحمد صلى الله عليه وآله مثالا على سرير عند البيت المعمور، وعند العرش، ولعلي عليه السلام مثالا عند البيت المعمور وعند الكرسي وأملاك السماوات والحجب وأملاك العرش يحفون بهما ويعظمونهما ويصلون عليهما، ويصدرون عن أوامرهما، ويقسمون بهما على الله عزوجل لحوائجهم إذا سألوه بهما. فآمن منهم سبعة نفر، وغلب الشقاء على الآخرين. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال الله عزوجل - وهو يخاطب هؤلاء اليهود الذين أظهر محمد صلى الله عليه وآله المعجزات لهم عند تلك الجبال ويوبخهم -:(ولقد آتينا موسى الكتاب) التوراة المشتمل على أحكامنا، وعلى ذكر فضل محمد وعلي وآلهما الطيبين، وإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام وخلفائه بعده، وشرف أحوال المسلمين له، وسوء أحوال المخالفين عليه.(وقفينا من بعده بالرسل) جعلنا رسولا في أثر رسول. (وآتينا) أعطينا(عيسى ابن مريم البينات) الايات الواضحات مثل: إحياء الموتى، وإبراء الاكمه والابرص، والانباء بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم(وأيدناه بروح القدس) وهو جبرئيل عليه السلام، وذلك حين رفعه من روزنة بيته إلى السماء، وألقى شبهه على من رام قتله فقتل بدلا منه، وقيل: هو المسيح. " | Details |