عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" وأما ابراء الاكمه والابرص، والانباء بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما كان بمكة قالوا: يا محمد إن ربنا هبل، الذى يشفي مرضانا، وينقذ هلكانا، ويعالج جرحانا. قال صلى الله عليه وآله: "" كذبتم، ما يفعل هبل من ذلك شيئا، بل الله تعالى يفعل بكم ما يشاء من ذلك. قال عليه السلام: فكبر هذا على مردتهم، فقالوا: يا محمد ما أخوفنا عليك من هبل أن يضربك باللقوة والفالج والجذام والعمى، وضروب العاهات لدعائك إلى خلافه. قال صلى الله عليه وآله: لن يقدر على شئ مما ذكرتموه إلا الله عزوجل. قالوا: يا محمد فان كان لك رب تعبده لا رب سواه، فاسأله أن يضربنا بهذه الآفات التي ذكرناها لك حتى نسأل نحن هبل أن يبرأنا منها، لتعلم أن هبل هو شريك ربك الذي إليه تومي وتشير. فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال: ادع أنت على بعضهم، وليدع علي على بعض. فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله على عشرين منهم، ودعا علي صلى الله عليه وآله على عشرة. فلم يريموا مواضعهم حتى برصوا وجذموا وفلجوا ولقوا وعموا، وانفصلت عنهم الايدي والارجل، ولم يبق في شئ من أبدانهم عضو صحيح إلا ألسنتهم وآذانهم، فلما أصابهم ذلك صيربهم إلى هبل ودعوه ليشفيهم، وقالوا: دعا على هولاء محمد وعلي، ففعل بهم ما ترى فاشفهم. فناداهم هبل: يا أعداء الله وأي قدرة لي على شئ من الاشياء؟ والذى بعثه إلى الخلق أجمعين، وجعله أفضل النبيين والمرسلين، لو دعا علي لتهافتت أعضائي وتفاصلت أجزائي، واحتملتني الرياح وتذروا إياي حتى لا يرى لشئ مني عين ولا أثر، يفعل الله ذلك بي حتى يكون أكبر جزء مني دون عشر عشير خردلة. فلما سمعوا ذلك من هبل ضجوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: قد انقطع الرجاء عمن سواك، فأغثنا وادع الله لاصحابنا، فانهم لايعودون إلى أذاك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: شفاؤهم يأتيهم من حيث أتاهم داؤهم، عشرون علي وعشرة على علي. فجاءوا بعشرين، فأقاموهم بين يديه، وبعشرة أقاموهم بين يدي علي عليه السلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعشرين: غضوا أعينكم، وقولوا: اللهم بجاه من بجاهه ابتليتنا، فعافنا بمحمد وعلي والطيبين من آلهما. وكذلك قال علي عليه السلام للعشرة الذين بين يديه. فقالوها، فقاموا فكأنما انشطوا من عقال، ما بأحد منهم نكبة وهو أصح مما كان قبل أن اصيب بما اصيب. فآمن الثلاثون وبضع أهليهم، وغلب الشقاء على أكثر الباقين. "