الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أين علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فدعي بعلي: فجاء حتى قرب من رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال الاعرابي: يا محمد وما تصنع بهذا في محاورتي إياك؟ قال: يا أعرابي سألت البيان، وهذا البيان الشافي، وصاحب العلم الكافي، أنا مدينة الحكمة وهذا بابها، فمن أراد الحكمة والعلم فليأت الباب. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهمالسلام:(أم تريدون) بل تريدون يا كفار قريش واليهود(أن تسئلوا رسولكم) ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيها صلاحكم أو فسادكم(كما سئل موسى من قبل) واقترح عليه لماقيل له(لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة). (ومن يتبدل الكفر بالايمان) بعد جواب الرسول له إن ما سأله لا يصلح إقتراحه على الله وبعدما يظهر الله تعالى له ما اقترح إن كان صوابا. "" ومن يتبدل الكفر بالايمان "" بأن لا يؤمن عند مشاهدة مايقترح من الآيات أو لا يؤمن إذا عرف أنه ليس له أن يقترح، وأنه يجب أن يكتفي بما قد أقامه الله تعالى من الدلالات، وأوضحه من الآيات البينات، فيتبدل الكفر بالايمان بان يعاند ولا يلتزم الحجة القائمة عليه(فقد ضل سواء السبيل) أخطأ قصد الطرق المؤدية إلى الجنان، وأخذ في الطرق المؤدية إلى النيران. قال عليه السلام: قال تعالى لليهود: يا أيها اليهود(أم تريدون) بل تريدون من بعد ما آتيناكم(أن تسئلوا رسولكم). وذلك أن النبى صلى الله عليه وآله قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنتوه ويسألوه عن أشياء يريدون أن يتعانتوه بها، فبيناهم كذلك إذ جاء أعرابي كأنما يدفع في قفاه، قد علق على عصا - على عاتقه - جرابا مشدود الرأس، فيه شئ قد ملاه لا يدرون ما هو فقال: يا محمد أجبني عما أسألك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخا العرب قد سبقك اليهود ليسألوا أفتأذن لهم حتى أبدأ بهم؟ فقال الاعرابي: لا، فاني غريب مجتاز. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فأنت إذا أحق منهم لغربتك واجتيازك. فقال الاعرابي: ولفظة اخرى. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ماهي؟ قال: إن هؤلاء أهل كتاب، يدعونه ويزعمونه حقا، ولست آمن أن تقول شيئا يواطؤنك عليه ويصدقونك، ليفتنوا الناس عن دينهم، وأنا لا أقنع بمثل هذا، لا أقنع إلا بأمر بين. " | Details | ||
" قال عليه السلام: وذلك أن رسول الله لما كان بمكة أمره الله تعالى أن يتوجه نحو بيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا أمكن، وإذا لم يتمكن استقبل بيت المقدس كيف كان. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل ذلك طول مقامه بها ثلاث عشرة سنة. فلما كان بالمدينة، وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس استقبله وانحرف عن الكعبة سبعة عشر شهرا، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما درى محمد كيف صلى حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا. فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله لما اتصل به عنهم، وكره قبلتهم وأحب الكعبة فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم. فقال جبرئيل عيه السلام: فاسأل ربك ان يحولك إليها فانه لا يردك عن طلبتك، ولا يخيبك عن بغيتك. فلما استتم دعاءه صعد جبرئيل عليه السلام ثم عاد من ساعته فقال: اقرأ يا محمد:(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) الايات. فقالت اليهود عند ذلك:(ما ولاهم عن قلتهم التي كانوا عليها؟) فأجابهم الله أحسن جواب فقال:(قل لله المشرق والمغرب) وهو يملكهما وتكليفه التحول إلى جانب كتحويله لكم إلى جانب آخر(يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) وهو مصلحتهم، وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم. قال أبومحمد عليه السلام: وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا محمد هذه القبلة بيت المقدس قد صليت إليها أربع عشرة سنة ثم تركتها الآن أفحقا كان ماكنت عليه؟ فقد تركته إلى باطل، فان ما يخالف الحق فهو باطل. أو باطلا كان ذلك؟ فقد كنت عليه طول هذه المدة، فما يؤمننا أن تكون إلى الآن على باطل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل ذلك كان حقا، وهذا حق، يقول الله:(قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) إذا عرف صلاحكم يا أيها العباد في استقبال المشرق أمركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به، وإن عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به فلا تنكروا تدبير الله تعالى في عباده وقصده إلى مصالحكم. ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد تركتم العمل يوم السبت، ثم عملتم بعده من سائر الايام، ثم تركتموه في السبت، ثم عملتم بعده، أفتركتم الحق إلى الباطل أو الباطل إلى حق؟ أو الباطل إلى باطل أو الحق إلى حق؟ قولوا كيف شئتم فهو قول محمد وجوابه لكم. قالوا: بل ترك العمل في السبت حق والعمل بعده حق. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقته حق. فقالوا له: يا محمد أفبدا لربك فيما كان أمرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس حين نقلك إلى الكعبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما بدا له عن ذلك، فانه العالم بالعواقب، والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا، ولا يستحدث رأيا بخلاف المتقدم، جل عن ذلك، ولا يقع أيضا عليه مانع يمنعه من مراده، وليس يبدو إلا لمن كان هذا وصفه وهو عزوجل يتعالى عن هذه الصفات علوا كبيرا. ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها اليهود أخبروني عن الله، أليس يمرض ثم يصح، ويصح ثم يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ أليس يحيي ويميت أبدا له؟ أليس يأتي بالليل في أثر النهار، والنهار في أثر الليل؟ أبدا له في كل واحد من ذلك؟ فقالوا: لا. قال: فكذلك الله تعالى تعبد نبيه محمدا بالصلاة إلى الكعبة بعد أن كان تعبده بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الاول. ثم قال: أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف، والصيف في أثر الشتاء؟ أبدا له في كل واحد من ذلك؟ قالوا: لا. قال: فكذلك لم يبد له في القبلة. قال، ثم قال: أليس قد ألزمكم في الشتاء أو تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة؟ وألزمكم في الصيف أن تحترزوا من الحر؟ أفبدا له في الصيف حتى أمركم بخلاف ماكان أمركم به في الشتاء؟ قالوا: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكذلكم الله تعالى تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ ثم بعده في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فاذا أطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه. وأنزل الله:(ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله).أي إذا توجهتم بأمره، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عباد الله أنتم كالمريض والله رب العالمين كالطبيب فصلاح المريض فيما يعلمه الطبيب ويدبره به، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه ألا فسلموا لله أمره تكونوا من الفائزين. فقيل: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم أمر بالقبلة الاولى؟ فقال: لما قال الله عزوجل:(وما جعلنا القبلة التي كنت عليها - وهي بيت المقدس - إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) إلا لنعلم ذلك منه موجودا بعد أن علمناه سيوجد. وذلك أن هوى أهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله أن يبين متبع محمد من مخالفه باتباع القبلة التى كرهها، ومحمد يأمر بها، ولما كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس، أمرهم بمخالفتها والتوجه إلى الكعبة ليتبين من يوافق محمدا فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه. ثم قال:(وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) أي كان التوجه إلى بيت المقدس في ذلك الوقت كبيرة إلا على من يهدي الله، فعرف أن الله يتعبد بخلاف ما يريده المرء ليبتلي طاعته في مخالفة هواه. قوله عزوجل: "" أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل "": 108. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال محمد بن علي بن موسى الرضا عليهمالسلام:(ما ننسخ من آية) بأن نرفع حكمها(أو ننسها) بأن نرفع رسمها، ونزيل عن القلوب حفظها وعن قلبك يا محمد كما قال الله تعالى(سنقرئك فلا تنسى إلا ماشاء الله) أن ينسيك فرفع ذكره عن قلبك. (نأت بخير منها) يعني بخير لكم، فهذه الثانية أعظم لثوابكم، وأجل لصلاحكم من الآية الاولى المنسوخة(أو مثلها) من الصلاح لكم، أي إنا لا ننسخ ولا نبدل إلا وغرضنا في ذلك مصالحكم. ثم قال: يا محمد(ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير) فانه قدير يقدر على النسخ وغيره. (ألم تعلم - يا محمد - أن الله له ملك السماوات والارض) وهو العالم بتدبيرها ومصالحها فهو يدبركم بعلمه(وما لكم من دون الله من ولي) يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هو الله عزوجل دون غيره(ولا نصير) ومالكم من ناصر ينصركم من مكروه إن أراد الله إنزاله بكم، أو عقاب إن أراد إحلاله بكم. وقال محمد بن على عليهما السلام: وربما قدر عليه النسخ والتبديل لمصالحكم ومنافعكم، لتؤمنوا بها، ويتوفر عليكم الثواب بالتصديق بها، فهو يفعل من ذلك ما فيه صلاحكم والخيرة لكم. ثم قال:(ألم تعلم - يا محمد - أن الله له ملك السماوات والارض) فهو يملكها بقدرته ويصرفها بحسب مشيته لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم. ثم قال:(ومالكم) يا معشر اليهود والمكذبين بمحمد صلى الله عليه وآله والجاحدين بنسخ الشرائع(من دون الله) سوى الله(من ولي) يلي مصالحكم إن لم يل لكم ربكم المصالح(ولا نصير) ينصركم من دون الله فيدفع عنكم عذابه. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: إن الله تعالى ذم اليهود والنصارى والمشركين والنواصب فقال:(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب) اليهود والنصارى(ولا المشركين) ولا من المشركين الذين هم نواصب يغتاظون لذكر الله وذكر محمد وفضائل علي عليه السلام وإبانته عن شريف فضله و محله(أن ينزل عليكم) لا يودون أن ينزل عليكم(من خير من ربكم) من الآيات الزائدات في شرف محمد وعلي وآلهما الطيبين عليهمالسلام ولا يودون أن ينزل دليل معجز من السماء يبين عن محمد وعلي وآلهما. فهم لاجل ذلك يمنعون أهل دينهم من أن يحاجوك مخافة أن تبهرهم حجتك وتفحمهم معجزتك، فيؤمن بك عوامهم، ويضطربون على رؤسائهم. فلذلك يصدون من يريد لقاءك يا محمد، ليعرف أمرك بأنه لطيف خلاق سار اللسان، لا تراه ولا يراك خير لك وأسلم لدينك ودنياك.فهم بمثل هذا يصدون العوام عنك. ثم قال الله تعالى:(والله يختص برحمته) وتوفيقه لدين الاسلام وموالاة محمد وعلي عليهما السلام(من يشاء والله ذو الفضل العظيم) على من يوفقه لدينه ويهديه لموالاتك وموالاة أخيك علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: فلما قرعهم بهذا رسول الله صلى الله عليه وآله حضره منهم جماعة فعاندوه وقالوا: يا محمد إنك تدعي على قلوبنا خلاف ما فيها ما نكره أن تنزل عليك حجة تلزم الانقياد لها فننقاد. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لئن عاندتم هاهنا محمدا، فستعاندون رب العالمين إذ أنطق صحائفكم بأعمالكم، وتقولون: ظلمتنا الحفظة، فكتبوا علينا مالم نفعل فعند ذلك يستشهد جوارحكم فتشهد عليكم. فقالوا: لا تبعد شاهدك، فانه فعل الكذابين، بيننا وبين القيامة بعد، أرنا في أنفسنا ماتدعي لنعلم صدقك، ولن تفعله لانك من الكذابين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: استشهد جوارحهم. فاستشهدها علي عليه السلام، فشهدت كلها عليهم أنهم لا يودون أن ينزل على امة محمد على لسان محمد خير من عند ربكم آية بينة، وحجة معجزة لنبوته، وإمامة أخيه علي عليه السلام مخافة أن تبهرهم حجته، ويؤمن به عوامهم، ويضطرب عليهم كثير منهم. فقالوا: يا محمد لسنا نسمع هذه الشهادة التي تدعي أن جوارحنا تشهد بها. فقال: يا علي هؤلاء من الذين قال الله تعالى:(إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية). ادع عليهم بالهلاك. فدعا عليهم علي عليه السلام بالهلاك، فكل جارحة نطقت بالشهادة على صاحبها انفتت حتى مات مكانه. فقال قوم آخرون حضروا من اليهود: ما أقساك يا محمد قتلتهم أجمعين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كنت لالين على من اشتد عليه غضب الله تعالى أما إنهم لو سألوا الله تعالى بمحمد وعلي وآلهما الطيبين أن يمهلهم ويقيلهم لفعل بهم كما كان فعل بمن كان من قبل من عبدة العجل لما سألوا الله بمحمد وعلي وآلهما الطيبين، وقال الله لهم على لسان موسى: لو كان دعا بذلك على من قد قتل لاعفاه الله من القتل كرامة لمحمد وعلي وآلهما الطيبين عليهمالسلام. قوله عزووجل: "" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير. ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والارض ومالكم من دون الله من ولى ولا نصير "": 107 . " | Details |