الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" قال الامام عليه السلام: قال الباقر عليه السلام: قال الله عزوجل وهو يوبخ هؤلاء اليهود الذين تقدم ذكر عنادهم، وهؤلاء النصاب الذين نكثوا ما اخذ من العهد عليهم فقال: (أو كلما عاهدوا عهدا) واثقوا وعاقدوا ليكونوا لمحمد طائعين، ولعلي بعده مؤتمرين، وإلى أمره صابرين(نبذه) نبذ العهد(فريق منهم) وخالفه. قال الله:(بل أكثرهم) أكثر هؤلاء اليهود والنواصب(لا يؤمنون) أي في مستقبل أعمارهم لا يرعون، ولا يتوبون مع مشاهدتهم للايات ومعاينتهم للدلالات.. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال علي بن الحسن زين العابدين عليه السلام وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله(لما آمن به عبدالله بن سلام بعد مسائله التي سألها رسول الله صلى الله عليه وآله وجوابه) إياه عنها قال له: يا محمد بقيت واحدة، وهي المسألة الكبرى والغرض الاقصى: من الذي يخلفك بعدك، ويقضي ديونك، وينجز عداتك، ويؤدي أماناتك ويوضح عن آياتك وبيناتك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أولئك أصحابي قعود، فامض إليهم فسيدلك النور الساطع في دائرة غرة ولي عهدي وصفحة خديه، وسينطق طومارك بأنه هو الوصي، وستشهد جوارحك بذلك فصار عبدالله إلى القوم فرأى عليا عليه السلام يسطع من وجهه نور يبهر نور الشمس ونطق طوماره وأعضاء بدنه كل يقول: يابن سلام هذا علي بن أبي طالب عليه السلام المالئ جنان الله بمحبيه، ونيرانه بشانئيه، الباث دين الله في أقطار الارض وآفاقها، والنافي للكفر عن نواحيها وأرجائها.فتمسك بولايته تكن سعيدا، واثبت على التسليم له تكن رشيدا. فقال عبدالله بن سلام: يا رسول الله هذا وصيك الذي وعد في التوراة أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى، وأمينه المرتضى، وأميره على جميع الورى، وأشهد أن عليا أخوه وصفيه، ووصيه القائم بأمره المنجز لعداته، المؤدي لاماناته، الموضح لآياته وبيناته والدافع للاباطيل بدلائله ومعجزاته، وأشهد أنكما اللذان بشر بكما موسى ومن قبله من الانبياء ودل عليكما المختارون من الاصفياء. ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: قد تمت الحجج، وانزاحت العلل، وانقطعت المعاذير فلا عذر لي إن تأخرت عنك، ولا خير في إن تركت التعصب لك. ثم قال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإنهم إن سمعوا باسلامي(وقعوا في) فاخبأني عندك فاطلبهم فاذا جاءوك فاسألهم عن حالي ورتبتي بينهم لتسمع قولهم في قبل أن يعلموا باسلامي، وبعده لتعلم أحوالهم. فخبأه رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته، ثم دعا قوما من اليهود، فحضروه وعرض عليهم أمره فأبوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بمن ترضون حكما بيني وبينكم؟ قالوا: بعبدالله بن سلام. قال: وأي رجل هو؟ قالوا: رئيسنا وابن رئيسنا، وسيدنا وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا، وورعنا وابن ورعنا، وزاهدنا وابن زاهدنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرأيتم إن آمن بي أتؤمنون؟ قالوا: قد أعاذه الله من ذلك ثم أعادها، فأعادوها، فقال: اخرج عليهم يا عبدالله بن سلام وأظهر ما قد أظهره الله لك من أمر محمد. فخرج عليهم وهو يقول: أشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد وأن محمدا عبده ورسوله المذكور في التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب الله، المدلول فيها عليه وعلى أخيه علي بن أبي طالب عليه السلام. فلما سمعوه يقول ذلك قالوا: يا محمد، سفيهنا وابن سفيهنا، وشرنا وابن شرنا وفاسقنا وابن فاسقنا، وجاهلنا وابن جاهلنا، كان غائبا عنا، فكرهنا أن نغتابه. فقال عبدالله: فهذا الذي كنت أخافه يا رسول الله. ثم إن عبدالله حسن إسلامه ولحقه القصد الشديد من جيرانه من اليهود، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في حمارة القيظ في مسجده يوما إذ دخل عليه عبدالله بن سلام. و قد كان بلال أذن للصلاة والناس بين قائم وقاعد وراكع وساجد، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى وجه عبدالله فرآه متغيرا، وإلى عينيه دامعتين، فقال: مالك يا عبدالله؟. فقال يا رسول الله قصدتني اليهود، وأساءت جواري وكل ماعون لي استعاروه مني كسروه وأتلفوه، وما استعرت منهم منعونيه، ثم زاد أمرهم بعد هذا، فقد اجتمعوا وتواطؤوا وتحالفوا على أن لا يجالسني أحد منهم، ولا يبايعني ولا يشاورني ولا يكلمني ولا يخالطني، وقد تقدموا بذلك إلى من في منزلي، فليس يكلمني أهلي وكل جيراننا يهود، وقد استوحشت منهم، فليس لي من أنس بهم، والمسافة ما بيننا وبين مسجدك هذا ومنزلك بعيدة، فليس يمكنني في كل وقت يلحقني ضيق صدر منهم أن أقصد مسجدك أو منزلك. فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله غشيه ما كان يغشاه عند نزول الوحي عليه من تعظيم أمر الله تعالى، ثم سري عنه وقد انزل عليه: (أنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزن الله هم الغالبون). قال: يا عبدالله بن سلام(إنما وليكم الله) ناصركم الله على اليهود القاصدين بالسوء لك(ورسوله) انما وليك وناصرك(والذين آمنوا الذين - صفتهم أنهم - يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) أي وهم في ركوعهم. ثم قال: يا عبدالله بن سلام(ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا) من يتولاهم، ووالى أولياءهم، وعادى أعداءهم، ولجأ عند المهمات إلى الله ثم إليهم(فان حزب الله) جنده(هم الغالبون) لليهود وسائر الكافرين، أي فلا يهمنك يابن سلام، فان الله تعالى هو ناصرك وهؤلاء أنصارك، وهو كافيك شرور أعدائك وذائد عنك مكايدهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عبدالله بن سلام أبشر، فقد جعل الله لك أولياء خيرا منهم: الله، ورسوله، والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، وهم راكعون. فقال عبدالله بن سلام: يا رسول الله من هؤلاء الذين آمنوا؟ فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى سائل، فقال: هل أعطاك أحد شيئا الآن؟ قال: نعم ذلك المصلي، أشار إلى بأصبعه: أن خذ الخاتم. فأخذته فنظرت إليه والى الخاتم، فاذا هو خاتم علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر، هذا وليكم بعدي وأولى الناس بالناس بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: ثم لم يلبث عبدالله إلا يسيرا حتى مرض بعض جيرانه، وافتقر وباع داره، فلم يجد لها مشتريا غير عبدالله، واسر آخر من جيرانه فالجئ إلي بيع داره، فلم يجد لها مشتريا غير عبدالله، ثم لم يبق من جيرانه من اليهود أحد إلا دهته داهية، واحتاج - من أجلها - إلى بيع داره، فملك عبدالله تلك المحلة، وقلع الله شأفة اليهود، وحول عبدالله إلى تلك الدور قوما من خيار المهاجرين، وكانوا له أناسا وجلاسا، ورد الله كيد اليهود في نحورهم، وطيب الله عيش عبدالله بايمانه برسول الله وموالاته لعلي ولي الله، عليهما الصلاة والسلام.قوله عزوجل: "" أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون "": 100 " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام قال الله تعالى:(ولقد أنزلنا إليك) يا محمد(آيات بينات) دالات على صدقك في نبوتك، مبينات عن إمامة علي أخيك ووصيك وصفيك موضحات عن كفر من شك فيك أو في أخيك، أو قابل أمر كل واحد منكما بخلاف القبول والتسليم. ثم قال:(وما يكفر بها) بهذه الآيات الدالات على تفضيلك وتفضيل علي بعدك على جميع الورى(إلا الفاسقون) الخارجون عن دين الله وطاعته، من اليهود الكاذبين، والنواصب المتسمين بالمسلمين. " | Details | ||
" قال الحسن بن على عليهما السلام: فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله في سلمان والمقداد، سر به المؤمنون وانقادوا، وساء ذلك المنافقين فعاندوا وعابوا، وقالوا: يمدح محمد الاباعد ويترك الادنين من أهله لا يمدحهم ولا يذكرهم. فاتصل ذلك برسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: ما لهم - لحاهم الله يبغون للمسلمين السوء؟ وهل نال أصحابي ما نالوه من درجات الفضل إلا بحبهم لي ولاهل بيتي؟ والذي بعثني بالحق نبيا إنكم لن تؤمنوا حتى يكون محمد وآله أحب إليكم من أنفسكم وأهليكم وأموالكم ومن في الارض جميعا.ثم دعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام فغمتهم بعباءته القطوانية. ثم قال: هؤلاء خمسة لاسادس لهم من البشر. ثم قال: أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالهم. فقالت أم سملة ورفعت جانب العباء لتدخل، فكفها رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: لست هناك وإن كنت في خير وإلى خير.فانقطع عنها طمع البشر. وكان جبرئيل معهم، فقال: يا رسول الله وأنا سادسكم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم أنت سادسنا. فارتقى السماوات، وقد كساه الله من زيادة الانوار ماكادت الملائكة لا تبينه حتى قال: بخ بخ من مثلي؟ أنا جبرئيل سادس محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام. وذلك مافضل الله به جبرئيل على سائر الملائكة في الارضين والسماوات. قال: ثم تناول رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن بيمينه والحسين بشماله، فوضع هذا على كاهله الايمن، وهذا على كاهله الايسر، ثم وضعهما على الارض، فمشى بعضهما إلى بعض يتجاذبان، ثم اصطرعا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول للحسن: "" إيها يا أبا محمد "" فيقوى الحسن، ويكاد يغلب الحسين ثم يقوى الحسين عليه السلام فيقاومه. فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا رسول الله أتشجع الكبير على الصغير؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة أما إن جبرئيل وميكائيل كما قلت للحسن: "" إيها يا أبا محمد "" قالا للحسين: "" إيها يا أبا عبدالله "" فلذلك تقاوما وتساويا - أما إن الحسن والحسين حين كان يقول رسول الله صلى الله عليه وآله للحسن: "" إيها أبا محمد "" ويقول جبرئيل: "" إيها أبا عبدالله "" لو رام كل واحد منهما حمل الارض بما عليها من جبالها وبحارها وتلالها، وسائر ما على ظهرها لكان أخف عليهما من شعرة على أبدانهما، وإنما تقاوما لان كل واحد منهما نظير الآخر - هذان قرتا عيني، هذان ثمرتا فؤادي، هذان سندا ظهري، هذان سيدا شباب أهل الجنة من الاولين والآخرين وأبوهما خير منهما، وجدهما رسول الله خيرهم أجمعين. فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله قالت اليهود والنواصب: إلى الآن كنا نبغض جبرئيل وحده، والآن قد صرنا نبغض ميكائيل أيضا لادعائهما لمحمد وعلي إياهما ولولديه. فقال الله عزوجل:(من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين "". قوله عزوجل: "" ولقد أنزلنا اليك آيات بينات ومايكفر بها الا الفاسقون "": 99 . " | Details | ||
" وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في بعض أحاديثه: إن الملائكة أشرفها عند الله أشدها لعلي بن أبي طالب عليه السلام حبا، وإن قسم الملائكة فيما بينهم: والذي شرف عليا عليه السلام على جميع الورى بعد محمد المصطفى"". ويقول مرة أخرى: "" إن ملائكة السماوات والحجب ليشتاقون إلى رؤية علي ابن أبي طالب عليه السلام كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البار الشفيق آخر من بقي عليها بعد عشرة دفنتهم "" فكان هولاء النصاب يقولون: إلى متى يقول محمد: جبرئيل وميكائيل والملائكة كل ذلك تفخيم لعلي وتعظيم لشأنه؟ ويقول الله تعالى لعلي خاص من دون سائر الخلق؟ برئنا من رب ومن ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعلي بعد محمد مفضلون.وبرئنا من رسل الله الذين هم لعلي بن أبي طالب بعد محمد مفضلون. وأما ما قاله اليهود، فهو أن اليهود - أعداء الله - لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة أتوه بعبدالله بن صوريا، فقال: يا محمد كيف نومك؟ فانا قد اخبرنا عن نوم النبى الذي يأتي في آخر الزمان. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تنام عيني وقلبي يقظان، قال: صدقت يا محمد. قال: وأخبرني يا محمد الولد يكون من الرجل أو من المرأة؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما العظام والعصب والعروق فمن الرجل، وأما اللحم والدم والشعر فمن المرأة، قال: صدقت يا محمد، ثم قال: فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شئ، ويشبه أخواله ليس فيه من شبه أعمامه شئ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أيهما علا ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له. قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عمن لا يولد له ومن يولد له؟ فقال: إذا مغرت النطفة لم يولد له - أي إذا احمرت وكدرت - فاذا كانت صافية ولد له. فقال: أخبرني عن ربك ما هو؟ فنزلت(قل هو الله أحد) إلى آخرها. فقال ابن صوريا: صدقت يا محمد خصلة بقيت إن قلتها آمنت بك واتبعتك: أي ملك يأتيك بما تقوله عن الله؟ قال: جبرئيل. قال ابن صوريا: ذلك عدونا من بين الملائكة، ينزل بالقتال والشدة والحرب ورسولنا ميكائيل يأتي بالسرور والرخاء، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك آمنا بك لانه كان يشدد ملكنا، وجبرئيل كان يهلك ملكنا فهو عدونا لذلك. فقال له سلمان الفارسىرضياللهعنه: وما بدء عداوته لكم؟ قال: نعم يا سلمان عادانا مرارا كثيرة، وكان من أشد ذلك علينا أن الله أنزل على أنبيائه أن بيت المقدس يخرب على يد رجل يقال له: "" بخت نصر "" وفى زمانه اخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، والله يحدث الامر بعد الامر فيمحو مايشاء ويثبت. فلما بلغ ذلك الحين الذي يكون فيه هلاك بيت المقدس بعث أوائلنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل وأفاضلهم - كان يعد من أنبيائهم - يقال له "" دانيال "" في طلب "" بخت نصر "" ليقتله. فحمل معه وقر مال لينفعه في ذلك، فلما انطلق في طلبه لقيه ببابل غلاما ضعيفا مسكينا ليس له قوة ولا منعة، فأخذه صاحبنا ليقتله، فدفع عنه جبرئيل وقال لصاحبنا: إن كان ربكم هو الذي أمره بهلاككم، فان الله لا يسلطك عليه، وإن لم يكن هذا فعلى أي شئ تقتله؟ فصدقه صاحبنا، وتركه ورجع إلينا فأخبرنا بذلك، وقوي "" بخت نصر "" وملك وغزانا وخرب بيت المقدس، فلهذا نتخذه عدوا، وميكائيل عدو لجبرئيل. فقال سلمان: يا ابن صوريا بهذا العقل المسلوك به غير سبيله ضللتم، أرأيتم أوائلكم كيف بعثوا من يقتل "" بخت نصر "" وقد أخبر الله تعالى في كتبه على ألسنة رسله أنه يملك ويخرب بيت المقدس؟ وأرادوا تكذيب أنبياء الله في أخبارهم واتهموهم في أخبارهم أو صدقوهم في الخبر عن الله، ومع ذلك أرادوا مغالبة الله، هل كان هؤلاء ومن وجهوه إلا كفارا بالله؟ وأي عداوة يجوز أن يعتقد لجبرئيل وهو يصد عن مغالبة الله عزوجل، وينهى عن تكذيب خبر الله تعالى؟ فقال ابن صوريا: قد كان الله تعالى أخبر بذلك على ألسن أنبيائه، ولكنه يمحو ما يشاء ويثبت. قال سلمان: فاذا لا تثقوا بشئ مما في التوراة من الاخبار عما مضى وما يستأنف فان الله يمحو ما يشاء ويثبت، وإذا لعل الله قد كان عزل موسى وهارون عن النبوة وأبطلا في دعواهما لان الله يمحو ما يشاء ويثبت، ولعل كل ما أخبراكم أنه يكون لا يكون، وما أخبراكم أنه لا يكون يكون، وكذلك ما أخبراكم عما كان لعله لم يكن، وما أخبراكم أنه لم يكن لعله كان، ولعل ما وعده من الثواب يمحوه ولعل ما توعده من العقاب يمحوه، فانه يمحو ما يشاء ويثبت، إنكم جهلتم معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت.فلذلك أنتم بالله كافرون ولاخباره عن الغيوب مكذبون، وعن دين الله منسلخون. ثم قال سلمان: فاني أشهد أن من كان عدوا لجبرئيل، فانه عدو لميكائيل، وإنهما جميعا عدوان لمن عاداهما، سلمان لمن سالمهما. فأنزل الله عزوجل عند ذلك موافقا لقول سلمان(ره)(قل من كان عدوا لجبريل) في مظاهرته لاولياء الله على أعداء الله، ونزوله بفضائل علي ولي الله من عند الله(فانه نزله) فان جبرئيل نزل هذا القرآن(على قلبك باذن الله) بأمر الله(مصدقا لما بين يديه) من سائر كتب الله(وهدى) من الضلالة(وبشرى للمؤمنين) بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وولاية علي عليه السلام ومن بعده من الائمة بأنهم أولياء الله حقا إذا ماتوا على موالاتهم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان إن الله صدق قيلك ووثق رأيك، وإن جبرئيل عن الله تعالى يقول: يا محمد، سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك، وهما في أصحابك كجبرئيل وميكائيل في الملائكة عدوان لمن أبغض أحدهما، ووليان لمن والاهما، ووالى محمدا وعليا و عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياءهما ولو أحب أهل الارض سلمان والمقداد كما يحبهما ملائكة السماوات والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما لمحمد وعلي وموالاتهما لاوليائهما ومعاداتهما لاعدائهما لما عذب الله تعالى أحدا منهم بعذاب البتة. " | Details |