Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الحسن بن على عليهما ‌السلام: فلما قال ذلك رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله في سلمان والمقداد، سر به المؤمنون وانقادوا، وساء ذلك المنافقين فعاندوا وعابوا، وقالوا: يمدح محمد الاباعد ويترك الادنين من أهله لا يمدحهم ولا يذكرهم. فاتصل ذلك برسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، فقال: ما لهم - لحاهم الله يبغون للمسلمين السوء؟ وهل نال أصحابي ما نالوه من درجات الفضل إلا بحبهم لي ولاهل بيتي؟ والذي بعثني بالحق نبيا إنكم لن تؤمنوا حتى يكون محمد وآله أحب إليكم من أنفسكم وأهليكم وأموالكم ومن في الارض جميعا.ثم دعا بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فغمتهم بعباء‌ته القطوانية. ثم قال: هؤلاء خمسة لاسادس لهم من البشر. ثم قال: أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالهم. فقالت أم سملة ورفعت جانب العباء لتدخل، فكفها رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وقال: لست هناك وإن كنت في خير وإلى خير.فانقطع عنها طمع البشر. وكان جبرئيل معهم، فقال: يا رسول الله وأنا سادسكم؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: نعم أنت سادسنا. فارتقى السماوات، وقد كساه الله من زيادة الانوار ماكادت الملائكة لا تبينه حتى قال: بخ بخ من مثلي؟ أنا جبرئيل سادس محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام. وذلك مافضل الله به جبرئيل على سائر الملائكة في الارضين والسماوات. قال: ثم تناول رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله الحسن بيمينه والحسين بشماله، فوضع هذا على كاهله الايمن، وهذا على كاهله الايسر، ثم وضعهما على الارض، فمشى بعضهما إلى بعض يتجاذبان، ثم اصطرعا، فجعل رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يقول للحسن: "" إيها يا أبا محمد "" فيقوى الحسن، ويكاد يغلب الحسين ثم يقوى الحسين عليه ‌السلام فيقاومه. فقالت فاطمة عليها‌السلام: يا رسول الله أتشجع الكبير على الصغير؟ فقال لها رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا فاطمة أما إن جبرئيل وميكائيل كما قلت للحسن: "" إيها يا أبا محمد "" قالا للحسين: "" إيها يا أبا عبدالله "" فلذلك تقاوما وتساويا - أما إن الحسن والحسين حين كان يقول رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله للحسن: "" إيها أبا محمد "" ويقول جبرئيل: "" إيها أبا عبدالله "" لو رام كل واحد منهما حمل الارض بما عليها من جبالها وبحارها وتلالها، وسائر ما على ظهرها لكان أخف عليهما من شعرة على أبدانهما، وإنما تقاوما لان كل واحد منهما نظير الآخر - هذان قرتا عيني، هذان ثمرتا فؤادي، هذان سندا ظهري، هذان سيدا شباب أهل الجنة من الاولين والآخرين وأبوهما خير منهما، وجدهما رسول الله خيرهم أجمعين. فلما قال ذلك رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله قالت اليهود والنواصب: إلى الآن كنا نبغض جبرئيل وحده، والآن قد صرنا نبغض ميكائيل أيضا لادعائهما لمحمد وعلي إياهما ولولديه. فقال الله عزوجل:(من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين "". قوله عزوجل: "" ولقد أنزلنا اليك آيات بينات ومايكفر بها الا الفاسقون "": 99 . "


   Back to List