الكتاب | الباب | الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|---|---|
كتاب الحج | باب حج إبراهيم وإسماعيل وبنائهما البيت ومن ولي البيت بعدهما عليهماالسلام | علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن إبراهيم عليه السلام لما خلف إسماعيل بمكة ، عطش الصبي ، فكان فيما بين الصفا والمروة شجر ، فخرجت أمه حتى قامت على الصفا ، فقالت : هل بالبوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد ، فمضت حتى انتهت إلى المروة ، فقالت : هل بالبوادي من أنيس؟ فلم تجب ، ثم رجعت إلى الصفا ، وقالت ذلك حتى صنعت ذلك سبعا ، فأجرى الله ذلك سنة ، وأتاها جبرئيل ، فقال لها : من أنت؟ فقالت : أنا أم ولد إبراهيم ، قال لها : إلى من ترككم ؟ فقالت : أما لئن قلت ذاك لقد قلت له حيث أراد الذهاب : يا إبراهيم إلى من تركتنا؟ فقال : إلى الله عز وجل ، فقال جبرئيل عليه السلام : لقد وكلكم إلى كاف ». قال : « وكان الناس يجتنبون الممر إلى مكة لمكان الماء ، ففحص الصبي برجله ، فنبعت زمزم ». قال « فرجعت من المروة إلى الصبي وقد نبع الماء ، فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء ، ولو تركته لكان سيحا ». قال « فلما رأت الطير الماء حلقت عليه ، فمر ركب من اليمن يريد السفر ، فلما رأوا الطير قالوا : ما حلقت الطير إلا على ماء ، فأتوهم ، فسقوهم من الماء ، فأطعموهم الركب من الطعام ، وأجرى الله - عز وجل - لهم بذلك رزقا ، وكان الناس يمرون بمكة ، فيطعمونهم من الطعام ، ويسقونهم من الماء ». | Details | ||
كتاب الحج | باب حج إبراهيم وإسماعيل وبنائهما البيت ومن ولي البيت بعدهما عليهماالسلام | وفي حديث آخر عنه أيضا ، قال : « فلما ولى إبراهيم ، قالت هاجر : يا إبراهيم ، إلى من تدعنا؟ قال : أدعكما إلى رب هذه البنية » قال « فلما نفد الماء وعطش الغلام ، خرجت حتى صعدت على الصفا ، فنادت : هل بالبوادي من أنيس؟ ثم انحدرت حتى أتت المروة ، فنادت مثل ذلك ، ثم أقبلت راجعة إلى ابنها ، فإذا عقبه يفحص في ماء ، فجمعته ، فساخ ولو تركته لساح ». | Details | ||
كتاب الحج | باب حج إبراهيم وإسماعيل وبنائهما البيت ومن ولي البيت بعدهما عليهماالسلام | علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ والحسين بن محمد ، عن عبدويه بن عامر وغيره ؛ ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي العباس : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « لما ولد إسماعيل ، حمله إبراهيم وأمه على حمار ، وأقبل معه جبرئيل حتى وضعه في موضع الحجر ، ومعه شيء من زاد ، وسقاء فيه شيء من ماء ، والبيت يومئذ ربوة حمراء من مدر ، فقال إبراهيم لجبرئيل عليهماالسلام : هاهنا أمرت ؟ قال : نعم » قال : « ومكة يومئذ سلم وسمر ، وحول مكة يومئذ ناس من العماليق ». | Details | ||
كتاب الحج | باب ابتلاء الخلق واختبارهم بالكعبة | وروي أن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - قال في خطبة له : « ولو أراد الله - جل ثناؤه - بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ، ومعادن العقيان ، ومغارس الجنان ، وأن يحشر طير السماء ووحش الأرض معهم ، لفعل ، ولو فعل لسقط البلاء ، وبطل الجزاء ، واضمحل الابتلاء ، ولما وجب للقائلين أجور المبتلين ، ولالحق المؤمنين ثواب المحسنين ، ولالزمت الأسماء أهاليها على معنى مبين ، ولذلك لو أنزل الله من السماء آية ، فظلت أعناقهم لها خاضعين ، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس أجمعين. ولكن الله - جل ثناؤه - جعل رسله أولي قوة في عزائم نياتهم ، وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم ، من قناعة تملأ القلوب والعيون غناؤه ، وخصاصة تملأ الأسماع والأبصار أذاؤه ، ولو كانت الأنبياء أهل قوة لاترام ، وعزة لاتضام ، وملك يمد نحوه أعناق الرجال ، ويشد إليه عقد الرحال ، لكان أهون على الخلق في الاختبار ، وأبعد لهم في الاستكبار ، ولآمنوا عن رهبة قاهرة لهم ، أو رغبة مائلة بهم ، فكانت النيات مشتركة ، والحسنات مقتسمة. و لكن الله أراد أن يكون الاتباع لرسله ، والتصديق بكتبه ، والخشوع لوجهه ، والاستكانة لأمره ، والاستسلام إليه أمورا له خاصة ، لايشوبها من غيرها شائبة ، وكلما كانت البلوى والاختبار أعظم ، كانت المثوبة والجزاء أجزل ألاترون أن الله - جل ثناؤه - اختبر الأولين من لدن آدم إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار ما تضر ولاتنفع ، ولا تبصر ولاتسمع ، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما ، ثم جعله بأوعر بقاع الأرض حجرا ، وأقل نتائق الدنيا مدرا ، وأضيق بطون الأودية معاشا ، وأغلظ محال المسلمين مياها ، بين جبال خشنة ، ورمال دمثة ، وعيون وشلة ، وقرى منقطعة ، وأثر من مواضع قطر السماء داثر ، ليس يزكو به خف ولاظلف ولا حافر ، ثم أمر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه ، فصار مثابة لمنتجع أسفارهم ، وغاية لملقى رحالهم ، تهوي إليه ثمار الأفئدة ، من مفاوز قفار متصلة ، وجزائر بحار منقطعة ، ومهاوي فجاج عميقة حتى يهزوا مناكبهم ذللا يهللون لله حوله ، ويرملون على أقدامهم شعثا غبرا له ، قد نبذوا القنع والسرابيل وراء ظهورهم ، وحسروا بالشعور حلقا عن رؤوسهم ، ابتلاء عظيما ، واختبارا كبيرا ، وامتحانا شديدا ، وتمحيصا بليغا ، وقنوتا مبينا ، جعله الله سببا لرحمته ، و وصلة ووسيلة إلى جنته ، وعلة لمغفرته ، وابتلاء للخلق برحمته. ولو كان الله تبارك وتعالى - وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وأنهار ، وسهل وقرار ، جم الأشجار ، داني الثمار ، ملتف النبات ، متصل القرى ، من برة سمراء ، وروضة خضراء ، وأرياف محدقة ، وعراص مغدقة ، وزروع ناضرة ، وطرق عامرة ، وحدائق كثيرة ، لكان قد صغر الجزاء ، على حسب ضعف البلاء. ثم لو كانت الأساس المحمول عليها ، والأحجار المرفوع بها ، بين زمردة خضراء ، وياقوتة حمراء ، ونور وضياء ، لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور ، ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب ، ولنفى معتلج الريب من الناس ، ولكن الله - عز وجل - يختبر عبيده بأنواع الشدائد ، ويتعبدهم بألوان المجاهد ، ويبتليهم بضروب المكاره ؛ إخراجا للتكبر من قلوبهم ، وإسكانا للتذلل في أنفسهم ، وليجعل ذلك أبوابا إلى فضله ، وأسبابا ذللا لعفوه وفتنته ، كما قال : ( الم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) ». | Details | ||
كتاب الحج | باب ابتلاء الخلق واختبارهم بالكعبة | محمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن أبي يسر ، عن داود بن عبد الله ، عن عمرو بن محمد ، عن عيسى بن يونس ، قال : كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري ، فانحرف عن التوحيد ، فقيل له : تركت مذهب صاحبك ، ودخلت فيما لا أصل له ولاحقيقة؟ فقال : إن صاحبي كان مخلطا ، كان يقول طورا بالقدر ، وطورا بالجبر ، وما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه ، وقدم مكة متمردا وإنكارا على من يحج ، وكان يكره العلماء مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره ، فأتى أبا عبد الله عليه السلام ، فجلس إليه في جماعة من نظرائه ، فقال : يا أبا عبد الله ، إن المجالس أمانات ، ولابد لكل من به سعال أن يسعل ، أفتأذن في الكلام؟ فقال : « تكلم ». فقال : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المعمور بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر؟ إن من فكر في هذا وقدر ، علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولاذي نظر ، فقل ؛ فإنك رأس هذا الأمر وسنامه ، وأبوك أسه وتمامه فقال أبو عبد الله عليه السلام : « إن من أضله الله وأعمى قلبه ، استوخم الحق ، ولم يستعذ به ، وصار الشيطان وليه وربه وقرينه ، يورده مناهل الهلكة ، ثم لا يصدره ، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله محل أنبيائه وقبلة للمصلين إليه ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجمع العظمة والجلال ، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام ، فأحق من أطيع فيما أمر ، وانتهي عما نهى عنه وزجر ، الله منشئ الأرواح والصور ». | Details |