Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحج

اسم الباب : باب ابتلاء الخلق واختبارهم بالكعبة

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
محمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن أبي يسر ، عن داود بن عبد الله ، عن عمرو بن محمد ، عن عيسى بن يونس ، قال : كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري ، فانحرف عن التوحيد ، فقيل له : تركت مذهب صاحبك ، ودخلت فيما لا أصل له ولاحقيقة؟ فقال : إن صاحبي كان مخلطا ، كان يقول طورا بالقدر ، وطورا بالجبر ، وما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه ، وقدم مكة متمردا وإنكارا على من يحج ، وكان يكره العلماء مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره ، فأتى أبا عبد الله عليه‌ السلام ، فجلس إليه في جماعة من نظرائه ، فقال : يا أبا عبد الله ، إن المجالس أمانات ، ولابد لكل من به سعال أن يسعل ، أفتأذن في الكلام؟ فقال : « تكلم ». فقال : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المعمور بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر؟ إن من فكر في هذا وقدر ، علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولاذي نظر ، فقل ؛ فإنك رأس هذا الأمر وسنامه ، وأبوك أسه وتمامه فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « إن من أضله الله وأعمى قلبه ، استوخم الحق ، ولم يستعذ به ، وصار الشيطان وليه وربه وقرينه ، يورده مناهل الهلكة ، ثم لا يصدره ، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله محل أنبيائه وقبلة للمصلين إليه ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجمع العظمة والجلال ، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام ، فأحق من أطيع فيما أمر ، وانتهي عما نهى عنه وزجر ، الله منشئ الأرواح والصور ».


   Back to List