Index

Search by: Hadeeth  

الرواة المعصومين متن الحديث
" ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا عباد الله هذا سعد بن معاذ من خيار عباد الله آثر رضى الله على سخط قراباته وأصهاره من اليهود، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وغضب لمحمد رسول الله، ولعلي ولي الله ووصي رسول الله، أن يخاطبا بما لا يليق بجلالتهما، فشكر الله له تعصبه لمحمد وعلي، وبوأه في الجنة منازل كريمة، وهيأ له فيها خيرات واسعة لا تأتي الالسن على وصفها، ولا القلوب على توهمها والفكر فيها، ولسلكة من مناديل موائده في الجنة خير من الدنيا بما فيها من زينتها ولجينها وجواهرها، وسائر أموالها ونعيمها. فمن أراد أن يكون فيها رفيقه وخليطه، فليتحمل غضب الاصدقاء والقرابات وليؤثر عليهم رضى الله في الغضب لرسول الله محمد. وليغضب إذا رأى الحق متروكا، ورأى الباطل معمولا به، وإياكم والتهون فيه مع التمكن القدرة وزوال التقية، فان الله تعالى لا يقبل لكم عذرا عند ذلك. ‏" Details      
" قال الامام عليه ‌السلام: قال موسى بن جعفر عليهما ‌السلام: إن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لما قدم المدينة كثر حوله المهاجرون والانصار، وكثرت عليه المسائل، وكانوا يخاطبونه بالخطاب الشريف العظيم الذي يليق به صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، وذلك أن الله تعالى كان قال لهم:(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون). وكان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بهم رحيما، وعليهم عطوفا، وفي إزالة الآثام عنهم مجتهدا حتى أنه كان ينظر إلى كل من يخاطبه، فيعمل على أن يكون صوته صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله مرتفعا على صوته ليزيل عنه ما توعده الله به من إحباط أعماله، حتى أن رجلا أعرابيا ناداه يوما وهو خلف حائط بصوت له جهوري: يا محمد، فأجابه بأرفع من صوته، يريد أن لا يأثم الاعرابي بارتفاع صوته فقال له الاعرابي: أخبرني عن التوبة إلى متى تقبل؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا أخا العرب إن بابها مفتوح لابن آدم لا يسد حتى تطلع الشمس من مغربها، وذلك قوله تعالى:(هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك - وهو طلوع الشمس من مغربها - لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا). وقال موسى بن جعفر عليهما ‌السلام: وكانت هذه اللفظة:(راعنا) من ألفاظ المسلمين الذين يخاطبون بها رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يقولون: راعنا، أي إرع أحوالنا، واسمع منا كما نسمع منك. وكان في لغة اليهود معناها: اسمع.لا سمعت. فلما سمع اليهود، المسلمين يخاطبون بها رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يقولون: راعنا ويخاطبون بها، قالوا: إنا كنا نشتم محمدا إلى الآن سرا، فتعالوا الآن نشتمه جهرا. وكانوا يخاطبون رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ويقولون: راعنا، ويريدون شتمه. ففطن لهم سعد بن معاذ الانصاري، فقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله، أراكم تريدون سب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وتوهمونا أنكم تجرون في مخاطبته مجرانا، والله لاسمعتها من أحد منكم إلا ضربت عنقه، ولو لا أني أكره أن أقدم عليكم قبل التقدم والاستيذان له ولاخيه ووصيه على بن أبي طالب عليه ‌السلام القيم بامور الامة نائبا عنه فيها، لضربت عنق من قد سمعته منكم يقول هذا. فأنزل الله: يا محمد(من الذين هادوا يحرقون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين - إلى قوله - فلا يؤمنون إلا قليلا). وأنزل(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا) يعنى فانها لفظة يتوصل بها أعداؤكم من اليهود إلى شتم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وشتمكم. وقولوا:(انظرنا)، أي قولوا بهذه اللفظة، لا بلفظة راعنا، فأنه ليس فيها ما في قولكم: راعنا، ولا يمكنهم أن يتوصلوا بها إلى الشتم كما يمكنهم بقولهم راعنا(واسمعوا) إذا قال لكم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله قولا وأطيعوا. (وللكافرين) يعنى اليهود الشاتمين لرسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله(عذاب أليم) وجيع في الدنيا إن عادوا بشتمهم، وفي الآخرة بالخلود في النار. ‏" Details      
" قال الامام عليه ‌السلام: قال الصادق عليه ‌السلام:(ولما جاء‌هم) جاء هؤلاء اليهود ومن يليهم من النواصب(رسول من عند الله مصدق لما معهم) القرآن مشتملا على وصف فضل محمد وعلي، وإيجاب ولايتهما، وولاية أوليائهما، وعداوة أعدائهما(نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله) اليهود التوراة وكتب أنبياء الله عليهم‌السلام (وراء ظهورهم) وتركوا العمل بما فيها وحسدوا محمدا على نبوته، وعليا على وصيته، وجحدوا على ما وقفوا عليه من فضائلهما(كأنهم لا يعلمون) فعلوا من جحد ذلك والرد له فعل من لا يعلم، مع علمهم بأنه حق. (واتبعوا) هؤلاء اليهود والنواصب(ما تتلوا) ما تقرأ(الشياطين على ملك سليمان) وزعموا أن "" سليمان "" بذلك السحر والنيرنجات نال ماناله من الملك العظيم قصدوهم به عن كتاب الله، وذلك أن اليهود الملحدين والنواصب المشاركين لهم في إلحادهم لما سمعوا من رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله فضائل علي بن أبي طالب عليه ‌السلام، وشاهدوا منه ومن علي عليه ‌السلام المعجزات التي أظهرها الله تعالى لهم على أيديهما، أفضى بعض اليهود والنصاب إلى بعض وقالوا: ما محمد إلا طالب دنيا بحيل ومخاريق وسحر ونيرنجات تعلمها، وعلم عليا عليه ‌السلام بعضها، فهو يريد أن يتملك علينا في حياته، ويعقد الملك لعلي بعده، وليس مايقوله عن الله تعالى بشئ، إنما هو قوله فيعقد علينا وعلى ضعفاء عباد الله بالسحر والنيرنجات التي يستعملها، وأوفر الناس كان حظا من هذا السحر "" سليمان بن داود "" الذي ملك بسحره الدنيا كلها من الجن والانس والشياطين، ونحن إذا تعلمنا بعض ماكان تعلمه سليمان، تمكنا من إظهار مثل ما يظهره محمد وعلي، وادعينا لانفسنا ما يجعله محمد لعلي، وقد استغنينا عن الانقياد لعلي. فحينئذ ذم الله تعالى الجميع من اليهود والنواصب فقال الله عزوجل:(نبذوا كتاب الله) الآمر بولاية محمد وعلي(وراء ظهورهم) فلم يعملوا به(واتبعوا ما تتلوا) كفرة(الشياطين) من السحر والنيرنجات(على ملك سليمان) الذين يزعمون أن سليمان به ملك ونحن أيضا به نظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس ونستغني عن الانقياد لعلي عليه ‌السلام. قالوا: وكان سليمان كافرا ساحرا ماهرا، بسحره ملك ماملك، وقدر على ماقدر فرد الله تعالى عليهم فقال:(وما كفر سليمان) ولا استعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون(ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) أي بتعليمهم الناس السحر الذي نسبوه إلى سليمان كفروا، ثم قال:(وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) قال: كفر الشياطين بتعليمهم الناس السحر، وبتعليمهم إياهم بما أنزل الله على الملكين ببال هاروت وماروت - اسم الملكين -. قال الصادق عليه ‌السلام: وكان بعد نوح عليه ‌السلام قد كثر السحرة والمموهون، فبعث الله تعالى ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكرما يسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم. فتلقاه النبي عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله، وأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه، ونهاهم أن يسحروا به الناس. وهذا كما يدل على السم ماهو، وعلى مايدفع به غائلة السم، ثم يقال للمتعلم ذلك: هذا السم، فمن رأيته سم فادفع غائلته بكذا، وإياك أن تقتل بالسم أحدا. ثم قال:(وما يعلمان من أحد) وهو أن ذلك النبى أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين ويعلمانهم ما علمهما الله تعالى من ذلك ويعظاهم فقال الله تعالى:(وما يعلمان من أحد) ذلك السحر وإبطاله(حتى يقولا) للمتعلم:(إنما نحن فتنة): إمتحان. للعباد ليطيعوا الله عزوجل فيما يتعلمون من هذا، ويبطلوا به كيد الساحر، ولا يسحروا لهم. (فلا تكفر) باستعمال هذا السحر وطلب الاضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا بك أنك به تحيي وتميت، وتفعل مالا يقدر عليه إلا الله تعالى، فان ذلك كفر. قال الله تعالى:(فيتعلمون) يعنى طالبي السحر(منهما) يعنى مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النيرنجات، وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، يتعلمون من هذين الصنفين. (ما يفرقون به بين المرء وزوجه) هذا من يتعلم للاضرار بالناس، يتعلمون التفريق بضروب الحيل والتمائم والايهام أنه قد دفن كذا وعمل كذا ليجلب قلب المرأة عن الرجل، وقلب الرجل عن المرأة، ويؤدي إلى الفراق بينهما. ثم قال الله عزوجل:(وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله) أي ما المتعلمون لذلك بضارين به من أحد إلا باذن الله، بتخلية الله وعلمه، فانه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر. ثم قال:(ويتعلمون مايضرهم ولا ينفعهم) لانهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضروا، فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه، بل ينسلخون عن دين الله بذلك. (ولقد علموا) هؤلاء المتعلمون(لمن اشتريه) بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه(ماله في الآخرة من خلاق) من نصيب في ثواب الجنة(ولبئس ما شروا به أنفسهم) ورهنوها بالعذاب(لو كانوا يعلمون) أي لو كانوا يعلمون أنهم قد باعوا الآخرة، وتركوا نصيبهم من الجنة، لان المتعلمين لهذا السحر هم الذين يعتقدون أن لا رسول، ولا إله، ولا بعث، ولا نشور. فقال:(ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق) لانهم يعتقدون أن لا آخرة، فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وإن كان بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لاخلاق لهم فيها. ثم قال:(ولبئس ماشروا به أنفسهم) باعوا به أنفسهم بالعذاب، إذا باعوا الآخرة بالدنيا ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم(لو كانوا يعلمون) أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب ولكن لا يعلمون ذلك لكفرهم به. فلما تركوا النظر في حجج الله حتى يعلموا، عذبهم على اعتقادهم الباطل وجحدهم الحق. قال أبويعقوب وأبوالحسن: قلنا للحسن أبي القائم عليه ‌السلام: فان قوما عندنا يزعمون أن هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم، وأنزلهما الله مع ثالث لهما إلى الدنيا، وأنهما افتتنا بالزهرة، وأرادا الزنا بها، وشربا الخمر، وقتلا النفس المحرمة، وأن الله تعالى يعذبهما ببابل، وأن السحرة منهما يتعلمون السحر وأن الله تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو الزهرة. فقال الامام عليه ‌السلام: معاذ الله من ذلك، إن ملائكة الله تعالى معصومون من الخطأ محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى، فقال الله عزوجل فيهم:(لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون) وقال تعالى:(وله من في السموات والارض ومن عنده - يعني الملائكة - لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون).وقال في الملائكة(بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) إلى قوله(وهم من خشيته مشفقون). ثم قال: لو كان كما يقولون، كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاء‌ه على الارض وكانوا كالانبياء في الدنيا وكالائمة، فيكون من الانبياء والائمة قتل النفس وفعل الزنا !؟ ثم قال: أو لست تعلم أن الله تعالى لم يخل الدنيا قط من نبي أو إمام من البشر؟ أو ليس الله يقول:(وما أرسلنا من قبلك - يعني إلى الخلق - إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) فأخبر الله أنه لم يبعث الملائكة إلى الارض ليكونوا أئمة وحكاما، وإنما ارسلو إلى أنبياء الله. قالا: قلنا له عليه ‌السلام: فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا؟ فقال: لا، بل كان من الجن، أما تسمعان أن الله تعالى يقول:(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن). فأخبر أنه كان من الجن، وهو الذي قال الله تعالى:(والجان خلقناه من قبل من نار السموم). وقال الامام عليه ‌السلام: حدثني أبي، عن جدي، عن الرضا، عن آبائه عليهم‌السلام، عن علي عليه ‌السلام، عن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أن الله اختارنا معاشر آل محمد، واختار النبيين واختار الملائكة المقربين، وما اختارهم إلا على علم منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به عن عصمته، وينضمون به إلى المستحقين لعذابه ونقمته. قالا: فقلنا له: فقد روي لنا أن عليا عليه ‌السلام لما نص عليه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بالولاية والامامة، عرض الله في السماوات ولايته على فئام وفئام من الملائكة، فأبوها فمسخهم الله ضفادع. فقال: معاذ الله هؤلاء المكذبون لنا، المفترون علينا، الملائكة هم رسل الله فهم كسائر أنبياء الله إلى الخلق، أفيكون منهم الكفر بالله؟ قلنا: لا. قال: فكذلك الملائكة، إن شأن الملائكة عظيم، وإن خطبهم لجليل. قوله عزوجل "" يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم "": 104 . " Details      
" هذه وصية رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لكل أصحابه، وبها أوصى حين صار إلى الغار. فان الله تعالى قد أوحى إليه: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن أبا جهل والملا من قريش قد دبروا يريدون قتلك، وآمرك أن تبيت عليا في موضعك، وقال لك: إن منزلته منزلة إسماعيل الذبيح من إبراهيم الخليل يجعل نفسه لنفسك فداء‌ا، وروحه لروحك وقاء‌ا، وآمرك أن تستصحب أبا بكر، فانه إن آنسك وساعدك ووازرك وثبت على مايعاهدك ويعاقدك، كان في الجنة من رفقائك، وفي غرفاتها من خلصائك. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لعلي عليه ‌السلام: أرضيت أن اطلب فلا اوجد وتوجد، فلعله أن يبادر اليك الجهال فيقتلوك؟ قال: بلى يا رسول الله رضيت أن تكون روحي لروحك وقاء‌ا، ونفسي لنفسك فداء‌ا، بل قد رضيت أن تكون روحي ونفسي فداء‌ا لاخ لك أو قريب أو لبعض الحيوانات تمتهنها وهل أحب الحياة إلا لخدمتك والتصرف بين أمرك ونهيك ولمحبة أوليائك، ونصرة أصفيائك، ومجاهدة أعدائك؟ لو لا ذلك لما أحببت أن أعيش في هذه الدنيا ساعة واحدة. فأقبل رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله على علي عليه ‌السلام وقال له: يا أبا حسن قد قرأ علي كلامك هذا الموكلون باللوح المحفوظ، وقرأوا علي ما أعد الله به لك من ثوابه في دار القرار مالم يسمع بمثله السامعون، ولا أرى مثله الراؤون، ولا خطر مثله ببال المتفكرين. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لابى بكر: أرضيت أن تكون معي يا أبابكر تطلب كما اطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ماأدعيه، فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبوبكر: يا رسول الله أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل علي موت مريح، ولا فرج متيح وكان في ذلك محبتك لكان ذلك أحب إلي من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع ممالك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداؤك؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: لا جرم إن اطلع الله على قلبك ووجد ما فيه موافقا لما جرى على لسانك، جعلك مني بمنزلة السمع والبصر والرأس من الجسد، وبمنزلة الروح من البدن، كعلي الذي هو مني كذلك، وعلي فوق ذلك لزيادة فضائله وشريف خصاله. يا أبابكر إن من عاهد الله ثم لم ينكث ولم يغير، ولم يبدل ولم يحسد من قد أبانه الله بالتفضيل فهو معنا في الرفيق الاعلى، وإذا أنت مضيت على طريقة يحبها منك ربك، ولم تتبعها بما يسخطه، ووافيته بها إذا بعثك بين يديه، كنت لولاية الله مستحقا، ولمرافقتنا في تلك الجنان مستوجبا. انظر أبابكر فنظر في آفاق السماء، فرأى أملاكا من نار على أفراس من نار، بأيديهم رماح من نار، كل ينادي: يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك و مخالفيك نطحطحهم. ثم قال: تسمع على الارض. فتسمع فاذا هي تنادي: يا محمد مرني بأمرك في أعدائك أمتثل أمرك. ثم قال: تسمع على الجبال، فتسمعها تنادي: يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نهلكهم. ثم قال: تسمع على البحار، فاحضرت البحار بحضرته، وصاحت أمواجها تنادي: يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نمتثله. ثم سمع السماء والارض والجبال والبحار كل يقول: يا محمد ما أمرك ربك بدخول الغار لعجزك عن الكفار، ولكن إمتحانا وابتلاء‌ا ليتخلص الخبيث من الطيب من عباده وإمائه بأناتك وصبرك وحلمك عنهم. يا محمد من وفى بعهدك فهو من رفقائك في الجنان، ومن نكث فعلى نفسه ينكث وهو من قرناء إبليس اللعين في طبقات النيران. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لعلي عليه ‌السلام: يا علي أنت مني بمنزلة السمع والبصر والرأس من الجسد، والروح من البدن، حببت إلي كالماء البارد إلى ذي الغلة الصادي. ثم قال له: يا أبا حسن تغش ببردتي، فاذا أتاك الكافرون يخاطبونك، فان الله يقرن بك توفيقه، وبه تجيبهم. فلما جاء أبوجهل، والقوم شاهرون سيوفهم، قال لهم أبوجهل: لا تقعوا به وهو نائم لا يشعر، ولكن ارموه بالاحجار لينتبه بها، ثم اقتلوه، فرموه بأحجار ثقال صائبة. فكشف عن رأسه، فقال: ماذا شأنكم؟ وعرفوه، فاذا هو علي عليه ‌السلام. فقال لهم أبوجهل: أما ترون محمدا كيف أبات هذا ونجا بنفسه لتشتغلوا به وينجو محمد، لا تشتغلوا بعلي المخدوع لينجو بهلاكه محمد، وإلا فما منعه أن يبيت في موضعه إن كان ربه بمنع عنه كما يزعم؟ فقال علي عليه ‌السلام: ألي تقول هذا يا أبا جهل؟ بل الله تعالى قد أعطاني من العقل مالو قسم على جميع حمقاء الدنيا ومجانينها لصاروا به عقلاء، ومن القوة مالو قسم على جميع ضعفاء الدنيا لصاروا به أقوياء، ومن الشجاعة مالو قسم على جميع جبناء الدنيا لصاروا به شجعانا، ومن الحلم ما لو قسم على جميع سفهاء الدنيا لصاروا به حلماء. ولو لا أن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أمرني أن لا أحدث حدثا حتى ألقاه لكان لي ولكم شأن، ولا قتلنكم قتلا. ويلك يا أبا جهل - عليك اللعنة - إن محمدا صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله قد استأذنه في طريقه السماء والارض والبحار والجبال في إهلاككم فأبى إلا أن يرفق بكم، ويداريكم؟؟ ليؤمن من في علم الله أنه يؤمن منكم، ويخرج مؤمنون من أصلاب وأرحام كافرين وكافرات أحب الله تعالى أن لا يقطعهم عن كرامته باصطلامهم. ولو لا ذلك لاهلككم ربكم، إن الله هو الغني، وأنتم الفقراء، لا يدعوكم إلى طاعته وأنتم مضطرون، بل مكنكم مما كلفكم فقطع معاذيركم. فغضب أبوالبختري بن هشام فقصده بسيفه، فرأى الجبال قد أقبلت لتقع عليه والارض قد انشقت لتخسف به، ورأى أمواج البحار نحوه مقبلة لتغرقه في البحر ورأى السماء انحطت لتقع عليه، فسقط سيفه وخر مغشيا عليه واحتمل، ويقول أبوجهل: دير به لصفراء هاجت به. يريد أن يلبس على من معه أمره. فلما التقى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله مع علي عليه ‌السلام قال: يا علي إن الله رفع صوتك في مخاطبتك أباجهل إلى العلو، وبلغه إلى الجنان، فقال من فيها من الخزان والحور الحسان: من هذا المتعصب لمحمد إذ قد كذبوه وهجروه؟ قيل لهم: هذا النائب عنه، والبائت على فراشه يجعل نفسه لنفسه وقاء‌ا، وروحه لروحه فداء‌ا. فقال الخزان والحور الحسان: يا ربنا فاجعلنا خزانه. وقالت الحور: فاجعلنا نساء‌ه. فقال الله تعالى لهم: أنتم له، ولمن يختاره هو من أوليائه ومحبيه يقسمكم عليهم - بأمر الله - على من هو أعلم به من الصلاح، أرضيتم؟ قالوا: بلى ربنا وسيدنا. قوله عزوجل: "" ولما جاء‌هم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ولبئس ماشروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون . ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون "" 102. " Details      
" قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: اتقوا الله عباد الله، واثبتوا على ما أمركم به رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله من توحيد الله، ومن الايمان بنبوة محمد رسول الله، ومن الاعتقاد بولاية علي ولي الله، ولا يغرنكم صلاتكم وصيامكم وعبادتكم السالفة، إنها لا تنفعكم إن خالفتم العهد والميثاق فمن وفى وفي له، وتفضل بالجلال و بالافضال عليه، ومن نكث فانما ينكث على نفسه، والله ولي الانتقام منه، وإنما الاعمال بخواتيمها. ‏" Details