Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: قال موسى بن جعفر عليهما ‌السلام: إن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لما قدم المدينة كثر حوله المهاجرون والانصار، وكثرت عليه المسائل، وكانوا يخاطبونه بالخطاب الشريف العظيم الذي يليق به صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، وذلك أن الله تعالى كان قال لهم:(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون). وكان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بهم رحيما، وعليهم عطوفا، وفي إزالة الآثام عنهم مجتهدا حتى أنه كان ينظر إلى كل من يخاطبه، فيعمل على أن يكون صوته صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله مرتفعا على صوته ليزيل عنه ما توعده الله به من إحباط أعماله، حتى أن رجلا أعرابيا ناداه يوما وهو خلف حائط بصوت له جهوري: يا محمد، فأجابه بأرفع من صوته، يريد أن لا يأثم الاعرابي بارتفاع صوته فقال له الاعرابي: أخبرني عن التوبة إلى متى تقبل؟ فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا أخا العرب إن بابها مفتوح لابن آدم لا يسد حتى تطلع الشمس من مغربها، وذلك قوله تعالى:(هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك - وهو طلوع الشمس من مغربها - لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا). وقال موسى بن جعفر عليهما ‌السلام: وكانت هذه اللفظة:(راعنا) من ألفاظ المسلمين الذين يخاطبون بها رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يقولون: راعنا، أي إرع أحوالنا، واسمع منا كما نسمع منك. وكان في لغة اليهود معناها: اسمع.لا سمعت. فلما سمع اليهود، المسلمين يخاطبون بها رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يقولون: راعنا ويخاطبون بها، قالوا: إنا كنا نشتم محمدا إلى الآن سرا، فتعالوا الآن نشتمه جهرا. وكانوا يخاطبون رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ويقولون: راعنا، ويريدون شتمه. ففطن لهم سعد بن معاذ الانصاري، فقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله، أراكم تريدون سب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وتوهمونا أنكم تجرون في مخاطبته مجرانا، والله لاسمعتها من أحد منكم إلا ضربت عنقه، ولو لا أني أكره أن أقدم عليكم قبل التقدم والاستيذان له ولاخيه ووصيه على بن أبي طالب عليه ‌السلام القيم بامور الامة نائبا عنه فيها، لضربت عنق من قد سمعته منكم يقول هذا. فأنزل الله: يا محمد(من الذين هادوا يحرقون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين - إلى قوله - فلا يؤمنون إلا قليلا). وأنزل(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا) يعنى فانها لفظة يتوصل بها أعداؤكم من اليهود إلى شتم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وشتمكم. وقولوا:(انظرنا)، أي قولوا بهذه اللفظة، لا بلفظة راعنا، فأنه ليس فيها ما في قولكم: راعنا، ولا يمكنهم أن يتوصلوا بها إلى الشتم كما يمكنهم بقولهم راعنا(واسمعوا) إذا قال لكم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله قولا وأطيعوا. (وللكافرين) يعنى اليهود الشاتمين لرسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله(عذاب أليم) وجيع في الدنيا إن عادوا بشتمهم، وفي الآخرة بالخلود في النار. ‏"


   Back to List