Index

Search by: Hadeeth  

الرواة المعصومين متن الحديث
" قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: معاشر الناس أحبوا موالينا مع حبكم لآلنا هذا زيد بن حارثة وابنه أسامة من خواص موالينا فأحبوهما، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لينفعكم حبهما "". قالوا: وكيف ينفعنا حبهما؟ قال: إنهما يأتيان يوم القيامة عليا عليه ‌السلام بخلق عظيم من محبيها أكثر من ربيعة ومضر بعدد كل واحد منهم، فيقولان: يا أخا رسول الله هؤلاء أحبونا بحب محمد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وبحبك، فيكتب لهم علي عليه ‌السلام جوازا على الصراط، فيعبرون عليه ويردون الجنة سالمين. وذلك أن أحدا لا يدخل الجنة من سائر امة محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله إلا بجواز من علي عليه ‌السلام فان أردتم الجواز على الصراط سالمين، ودخول الجنان غانمين، فأحبوا بعد حب محمد وآله مواليه، ثم إن أردتم أن يعظم محمد وعلي عند الله تعالى منازلكم فأحبوا شيعة محمد وعلي، وجدوا في قضاء حوائج إخوانكم المؤمنين، فان الله تعالى إذا أدخلكم الجنة معاشر شيعتنا ومحبينا نادى مناديه في تلك الجنان: قد دخلتم ياعبادي الجنة برحمتي، فتقاسموها على قدر حبكم لشيعة محمد وعلي عليهما ‌السلام، وقضائكم لحقوق إخوانكم المؤمنين. فأيهم كان للشيعة أشد حبا، ولحقوق إخوانه المؤمنين أحسن قضاء أكانت درجاته في الجنان أعلى حتى أن فيهم من يكون أرفع من الآخر بمسيرة مائة ألف سنة ترابيع قصور وجنان. قوله عزوجل: "" قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا بما قدمت أيديهم والله عليم يالظالمين ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمرو الله بصير بما يعملون "": 96 " Details      
" فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أما ماأكلت وما ادخرت فاخبرك به، وأخبرك بما فعلته في خلال أكلك، وما فعلته بعد أكلك، وهذا يوم يفضحك الله عزوجل فيه باقتراحك فان آمنت بالله لم تضرك هذه الفضيحة، وإن أصررت على كفرك أضيف لك إلى فضيحة الدنيا وخزيها خزي الآخرة الذي لايبيد ولا ينفد ولا يتناهى. قال: وما هو؟ قال رسول الله قعدت يا أبا جهل تتناول من دجاجة مسمنة أسمطتها فلما وضعت يدك عليها استأذن عليك أخوك أبو البختري بن هشام، فأشفقت عليه أن يأكل منها وبخلت، فوضعتها تحت ذيلك، وأرخيت عليها ذيلك حتى انصرف عنك. فقال أبوجهل: كذبت يا محمد، ما من هذا قليل ولا كثير، ولا أكلت من دجاجة ولا ادخرت منه شيئا، فما الذي فعلته بعد أكلي الذي زعمته؟ قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: كان عندك ثلاثمائة دينار لك، وعشرة آلاف دينار ودائع الناس عندك: المائة، والمائتان، والخمسائة، والسبعمائة، والالف، ونحو ذلك إلى تمام عشرة آلاف، مال كل واحد في صرة، وكنت قد عزمت على أن تختانهم وقد كنت جحدتهم ومنعتهم، واليوم لما أكلت من هذه الدجاجة أكلت زورها وادخرت الباقي، ودفنت هذا المال أجمع مسرورا فرحا باختيانك عباد الله، واثقا بأنه قد حصل لك، وتدبير الله في ذلك خلاف تدبيرك. فقال أبوجهل: وهذا أيضا يا محمد، فما أصبت منه قليلا ولا كثيرا، وما دفنت شيئا، ولقد سرقت تلك العشرة آلاف دينار الودائع التي كانت عندي. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا أبا جهل ما هذا من تلقائي فتكذبني، وإنما هذا جبرئيل الروح الامين يخبرني به عن رب العالمين، وعليه تصحيح شهادته وتحقيق مقالته. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: هلم يا جبرئيل بالدجاجة التي أكل منها. فاذا الدجاجة بين يدي رسول الله. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أتعرفها يا أبا جهل؟ فقال أبوجهل: ما أعرفها وما اخبرت عن شئ، ومثل هذه الدجاجة المأكول بعضها في الدنيا كثير. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا أيتها الدجاجة إن أبا جهل قد كذب محمدا على جبرئيل، وكذب جبرئيل على رب العالمين، فاشهدي لمحمد بالتصديق، وعلى أبي جهل بالتكذيب، فنطقت وقالت: أشهد يا محمد أنك رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين، وأن أبا جهل هذا عدو الله المعاند الجاحد للحق الذي يعلمه، أكل مني هذا الجانب، وادخر الباقي وقد أخبرته بذلك، وأحضرتنيه فكذب به، فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين فانه مع كفره بخيل، استأذن عليه أخوه فوضعني تحت ذيله إشفاقا من أن يصيب مني أخوه، فأنت يا رسول الله أصدق الصادق من الخلق أجمعين، وأبوجهل الكذاب المفتري اللعين. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أما كفاك ما شاهدت؟ ! آمن لتكون آمنا من عذاب الله عزوجل، قال أبوجهل: إني لاظن أن هذا تخييل وإيهام. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فهل تفرق بين مشاهدتك لهذا وسماعك لكلامها، وبين مشاهدتك لنفسك ولسائر قريش والعرب وسماعك لكلامهم؟ قال أبوجهل: لا. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: فما يدريك أن جميع ما تشاهد وتحس بحواسك تخييل؟ قال أبوجهل: ماهو تخييل. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: ولا هذا تخييل، وإلا فكيف تصحح أنك ترى في العالم شيئا أوثق منه؟ قال: ثم وضع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله يده على الموضع المأكول من الدجاجة، فمسح يده عليها، فعاد اللحم عليه أوفر ما كان. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا أبا جهل أرأيت هذه الآية؟ قال: يا محمد قد توهمت شيئا، ولا اوقته. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: يا جبرئيل فأتنا بالاموال التي دفنها هذا المعاند للحق لعله يؤمن. فاذا هو بالصرر بين يديه كلها في كل صرة ما كان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله قاله إلى تمام عشرة آلاف دينار وثلاثمائة دينار. فأخذ رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله - وأبوجهل ينظر إليه - صرة منها فقال: ائتوني بفلان بن فلان. فاتي به - وهو صاحبها - فقال صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: هاكها يا فلان هذا ماقد اختانك فيه أبوجهل. فرد عليه ماله، ودعا بآخر، ثم بآخر حتى رد العشرة آلاف كلها على أربابها، وفضح عندهم أبوجهل، وبقيت الثلاثمائة دينار بين يدي رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله. فقال رسول الله: الآن آمن لتأخذ الثلاثمائة دينار، ويبارك الله لك فيها حتى تصير أيسر قريش. فقال: لا اومن، ولكن آخذها وهي مالي، فلما ذهب ليأخذها صاح النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بالدجاجة: دونك أبا جهل، فكفيه عن الدنانير، وخذيه. فوثبت الدجاجة على أبي جهل، فتناولته بمخالبها ورفعته في الهواء، وطارت به إلى سطح لبيته فوضعته عليه، ودفع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله تلك الدنانير إلى بعض فقراء المؤمنين ثم نظر رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله إلى أصحابه فقال لهم: معاشر أصحاب محمد هذه أية أظهرها ربنا عزوجل لابي جهل، فعاند، وهذا الطير الذي حيي يصير من طيور الجنة الطيارة عليكم فيها، فان فيها طيورا كالبخاتي عليها من جميع أنواع المواشي تطير بين سماء الجنة وأرضها، فاذا تمنى مؤمن محب للنبي وآله الاكل من شئ منها، وقع ذلك بعينه بين يديه، فتناثر ريشه وانسمط وانشوى وانطبخ، فأكل من جانب منه قديدا ومن جانب منه مشويا بلا نار فاذا قضى شهوته ونهمته وقال: الحمد لله رب العالمين، عادت كما كانت، فطارت في الهواء، وفخرت على سائر طيور الجنة، تقول: "" من مثلي وقد أكل مني ولي الله عن أمر الله "". ‏" Details      
" قال: ثم جاء‌ت الفرقة الثالثة باكين يقولون: نشهد يا محمد إنك رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين، وأن عليا أفضل الوصيين، وأن آلك أفضل آل النبيين، وصحابتك خير صحابة المرسلين، وأن أمتك خير الامم أجمعين، رأينا من آياتك مالا محيص لنا عنها، ومن معجزاتك مالا مذهب لنا سواها. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: وما الذي رأيتم؟ قالوا: كنا قعودا في ظل الكعبة نتذاكر أمرك، ونستهزئ بخبرك، وأنك ذكرت أن لك مثل آية موسى، فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت الكعبة عن موضعها وصارت فوق رؤوسنا فركدنا في مواضعنا ولم نقدر أن نريمها. فجاء عمك حمزة فتناول بزج رمحه - هكذا - تحتها، فتناولها واحتبسها - على عظمها - فوقنا في الهواء. ثم قال لنا: اخرجوا. فخرجنا من تحتها، فقال: ابدوا. فبعدنا عنها، ثم أخرج سنان الرمح من تحتها، فنزلت إلى موضعها واستقرت، فجئنا لذلك مسلمين. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لابي جهل: هذه الفرقة الثالثة قد جاء‌تك وأخبرتك بما شاهدت. فقال أبوجهل: لا أدري أصدق هؤلاء أم كذبوا، أم حقق لهم، أم خيل إليهم فان رأيت أنا ما اقترحه عليك من نحو آيات عيسى بن مريم فقد لزمني الايمان بك وإلا فليس يلزمني تصديق هؤلاء. فقال رسول الله صلى الله عليه آله: يا أبا جهل فان كان لا يلزمك تصديق هؤلاء على كثرتهم وشدة تحصيلهم، فكيف تصدق بمآثر آبائك وأجدادك، ومساوئ أسلاف أعدائك؟ وكيف تصدق عن الصين والعراق والشام إذا حدثت عنها؟ هل المخبرون عنها إلا دون هؤلاء المخبرين لك عن هذه الآيات مع سائر من شاهدها منهم من الجمع الكثيف الذين لا يجتمعون على باطل يتخرصونه إلا كان بازائهم من يكذبهم ويخبر بضد إخبارهم؟ ألا وكل فرقة من هؤلاء محجوجون بما شاهدوا، وأنت يا أباجهل محجوج بما سمعت ممن شاهد. ثم أقبل رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله على الفرقة الثالثة فقال لهم: هذا حمزة عم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، بلغه الله تعالى المنازل الرفيعة والدرجات العالية، وأكرمه بالفضائل لشدة حبه لمحمد وعلي بن أبي طالب، أما إن حمزة(عم محمد) لينحي جهنم يوم القيامة عن محبيه كما نحى عنكم اليوم الكعبة أن تقع عليكم. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: إنه ليرى يوم القيامة إلى جانب الصراط جم كثير من الناس لا يعرف عددهم إلا الله تعالى، هم كانوا محبي حمزة، وكثير منهم أصحاب الذنوب والآثام، فتحول حيطان النار بينهم وبين سلوك الصراط والعبور إلى الجنة فيقولون: يا حمزة قد ترى ما نحن فيه ! فيقول حمزة لرسول الله ولعلي بن أبي طالب عليه ‌السلام: قد تريان أوليائي كيف يستغيثون بي ! فيقول محمد رسول الله لعلي ولي الله: يا علي أعن عمك على إغاثة أوليائه واستنقاذهم من النار، فيأتي علي بن أبي طالب عليه ‌السلام بالرمح الذي كان يقاتل به حمزة أعداء الله تعالى في الدنيا، فيناوله إياه، ويقول: يا عم رسول الله وعم أخي رسول الله، ذد الجحيم عن أوليائك برمحك هذا(الذي كنت) تذود به عن أولياء الله في الدنيا أعداء الله. فيناول حمزة الرمح بيده، فيضع زجه في حيطان النار الحائلة بين أوليائه وبين العبور إلى الجنة على الصراط، ويدفعها دفعة فينحيها مسيرة خمسمائة عام، ثم يقول لاوليائه و المحبين الذي كانوا له في الدنيا: اعبروا. فيعبرون على الصراط آمنين سالمين، قد انزاحت عنهم النيران، وبعدت عنهم الاهوال، ويردون الجنة غانمين ظافرين. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لابي جهل: يا أبا جهل هذه الفرقة الثالثة قد شاهدت آيات الله ومعجزات رسول الله وبقي الذي لك، فأي آية تريد؟ قال أبوجهل: آية عيسى بن مريم كما زعمت أنه كان يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، فأخبرني بما أكلت اليوم، وما ادخرته في بيتي، وزدني على ذلك بأن تحدثني بما صنعته بعد أكلي لما أكلت، كما زعمت أن الله زادك في المرتبة فوق عيسى. ‏" Details      
" وجاء‌ت الفرقة الثانية يبكون ويقولون: نشهد إنك رسول رب العالمين، وسيد الخلق أجمعين، مضينا إلى صحراء ملساء، ونحن نتذاكر بيننا قولك، فنظرنا إلى السماء قد تشققت بجمر النيران تتناثر عنها، ورأينا الارض قد تصدعت ولهب النيران يخرج منها. فما زالت كذلك حتى طبقت الارض وملاتها، ومسنا من شدة حرها حتى سمعنا لجلودنا نشيشا من شدة حرها، وأيقنا بالاشتواء والاحتراق وعجبنا بتأخر رؤيتنا بتلك النيران. فبينا نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خمارها، فتدلى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا، وإذا مناد من السماء ينادينا: إن أردتم النجاة فتمسكوا ببعض أهداب هذا الخمار. فتعلق كل واحد منا بهدبة من أهداب ذلك الخمار، فرفعتنا في الهواء ونحن نشق جمر النيران ولهبها لا يمسنا شررها ولا يؤذينا جمرها ولا نثقل على الهدبة التي تعلقنا بها، ولا تنقطع الاهداب في أيدينا على دقتها. فما زالت كذلك حتى جازت بنا تلك النيران، ثم وضع كل واحد منا في صحن داره سالما معافي، ثم خرجنا فالتقينا، فجئناك عالمين بأنه لا محيص عن دينك، ولا معدل عنك، وأنت أفضل من لجئ إليه، واعتمد بعد الله عليه، صادق في أقوالك حكيم في أفعالك. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لابي جهل: هذه الفرقة الثانية قد أراهم الله آياته. قال أبوجهل: حتى أنظر الفرقة الثالثة وأسمع مقالتها. قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله لهذه الفرقة الثانية لما آمنوا: يا عباد الله إن الله أغاثكم بتلك المرأة أتدرون من هي؟ قالوا: لا. قال: تلك تكون ابنتي فاطمة، وهي سيدة نساء العالمين. إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الاولين والآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين على الصراط. فيغض الخلائق كلهم أبصارهم، فتجوز فاطمة على الصراط لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرون من أولادهم فانهم محارمها فاذا دخلت الجنة بقي مرطها ممدودا على الصراط، طرف منه بيدها وهي في الجنة، وطرف في عرصات القيامة. فينادي منادي ربنا: يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين، فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها، حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئام واحد يا رسول الله؟ قال: ألف ألف من الناس. ‏" Details      
" فذهبت الفرقة الاولى إلى حضرة جبل أبي قبيس، فلما صاروا في الارض إلى جانب الجبل نبع الماء من تحتهم، ونزل من السماء الماء من فوقهم من غير غمامة ولا سحاب، وكثر حتى بلغ أفواههم فألجمها، وألجأهم إلى صعود الجبل إذ لم يجدوا ملجأ سواه، فجعلوا يصعدون الجبل والماء يعلو من تحتهم إلى أن بلغوا ذروته، وارتفع الماء حتى ألجمهم وهم على قلة الجبل، وأيقنوا بالغرق إذ لم يكن لهم مفر. فرأوا عليا عليه ‌السلام واقفا على متن الماء فوق قلة الجبل، وعن يمينه طفل وعن يساره طفل، فناداهم علي عليه ‌السلام. خذوا بيدي انجيكم، أو بيد من شئتم من هذين الطفلين، فلم يجدوا بدا من ذلك فبعضهم أخذ بيد علي عليه ‌السلام، وبعضهم أخذ بيد أحد الطفلين، وبعضهم أخذ بيد الطفل الآخر، وجعلوا ينزلون بهم من الجبل والماء ينزل وينحط من بين أيديهم حتى أوصلوهم إلى القرار، والماء يدخل بعضه في الارض، ويرتفع بعضه إلى السماء حتى عادوا كهيئتهم إلى قرار الارض. فجاء على عليه ‌السلام بهم إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وهم يبكون ويقولون: نشهد إنك سيد المرسلين، وخير الخلق أجمعين، رأينا مثل طوفان نوح وخلصنا هذاوطفلان كانا معه لسنا نراهما الآن. فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أما إنهما سيكونان، هما الحسن والحسين سيولدان لاخي هذا، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما، اعلموا أن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها خلق كثير، وأن سفينة نجاتها آل محمد: علي هذا وولداه اللذان رأيتموهما سيكونان وسائر أفاضل أهلي فمن ركب هذه السفينة نجا، ومن تخلف عنها غرق. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: وكذلك الآخرة جنتها ونارها كالبحر، وهؤلاء سفن امتي يعبرون بمحبيهم وأوليائهم إلى الجنة. ثم قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله: أسمعت هذا يا أبا جهل؟ قال: بلى حتى أنظر إلى الفرقة الثانية والثالثة. ‏" Details