الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" فقيل لامير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين فهذه آية موسى في رفعه الجبل فوق رؤوس الممتنعين عن قبول ما امروا به، فهل كان لمحمد آية مثلها؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إي والذي بعثه بالحق نبيا، ما من آية كانت لاحد من الانبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله إلا وقد كان لمحمد مثلها وأفضل منها، ولقد كان لرسول الله صلى الله عليه وآله نظير هذه الآية إلى آيات اخر ظهرت له. وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أظهر بمكة دعوته، وأبان - عن الله عزوجل - مراده، رمته العرب عن قسي عداوتها بضروب إمكانهم ولقد قصدته يوما - وإني كنت أول الناس إسلاما، بعث يوم الاثنين، وصليت معه يوم الثلاثاء: وبقيت معه اصلي سبع سنين حتى دخل نفر في الاسلام وأيد الله تعالى دينه من بعد - فجاءه قوم من المشركين فقالوا له: يا محمد تزعم أنك رسول رب العالمين ثم أنك لا ترضى بذلك حتى تزعم أنك سيدهم وأفضلهم، ولئن كنت نبيأ فأتنا بآية كما تذكره عن الانبياء قبلك: مثال نوح الذي جاء بالغرق، ونجا في سفينته مع المؤمنين. وإبراهيم الذي ذكرت أن النار جعلت عليه بردا وسلاما. وموسى الذي زعمت أن الجبل رفع فوق رؤوس أصحابه حتى انقادوا لما دعاهم إليه صاغرين داخرين. وعيسى الذي كان ينبئه بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم. وصار هؤلاء المشركون فرقا أربعة: هذه تقول: أظهر لنا آية نوح عليه السلام. وهذه تقول: أظهر لنا آية موسى عليه السلام. وهذه تقول: أظهر لنا آية إبراهيم عليه السلام. وهذه تقول: أظهر لنا آية عيسى عليه السلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما أنا نذير مبين، آتيتكم بآية مبينة: هذا القرآن الذي تعجزون أنتم والامم وسائر العرب عن معارضته، وهو بلغتكم فهو حجة بينة عليكم وما بعد ذلك فليس لي الاقتراح على ربي، فما على الرسول إلا البلاغ المبين إلى المقرين بحجة صدقه، وآية حقه، وليس عليه أن يقترح بعد قيام الحجة على ربه مايقترحه عليه المقترحون الذين لا يعلمون هل الصلاح أو الفساد فيا يقترحون؟ فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام، ويقول: إني ساظهر لهم هذه الآيات، وإنهم يكفرون بها إلا من أعصمه منهم، ولكني اريهم زيادة في الاعذار والايضاح لحججك. فقل لهؤلاء المقترحين لاية نوح: امضوا إلى جبل أبي قبيس، فاذا بلغتم سفحه فسترون آية نوح، فاذا غشيكم الهلاك فاعتصموا بهذا وبطفلين يكونان بين يديه. وقل للفريق الثانى المقترحين لآية إبراهيم عليه السلام: امضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة، فسترون آية إبراهيم في النار، فاذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء امرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة، وترد عنكم النار. وقل للفريق الثالث: وأنتم المقترحين لآية موسى، امضوا إلى ظل الكعبة فسترون آية موسى عليه السلام، وسينجيكم هناك عمي حمزة. وقل للفريق الرابع ورئيسهم أبوجهل: وأنت يا أبا جهل فاثبت عندي ليتصل بك أخبار هؤلاء الفرق الثلاثة، فان الآية التي اقترحتها أنت تكون بحضرتي. فقال أبوجهل للفرق الثلاثة: قوموا فتفرقوا ليتبين لكم باطل قول محمد. " | Details | ||
" فأمر الله تعالى جبرئيل، فقطع بجناح من أجنحته من جبل من جبال فلسطين على قدر معسكر موسى عليه السلام وكان طوله في عرضه فرسخا في فرسخ. ثم جاء به فوقه على رؤوسهم، وقال: إما أن تقبلوا ما أتاكم به موسى عليه السلام، وإما وضعت عليكم الجبل فطحطحتكم تحته. فلحقهم من الجزع والهلع ما يلحق أمثالهم ممن قوبل هذه المقابلة، فقالوا: يا موسى كيف نصنع؟ قال موسى: اسجدوا لله على جباهكم، ثم عفروا خدودكم اليمنى ثم اليسرى في التراب، وقولوا: يا ربنا سمعنا وأطعنا وقبلنا واعترفنا وسلمنا ورضينا "". قال: ففعلوا هذا الذي قال لهم موسى قولا وفعلا، غير أن كثيرا منهم خالف قلبه ظاهر أفعاله وقال بقلبه "" سمعنا وعصينا "" مخالفا لما قاله بلسانه، وعفروا خدودهم اليمنى بالتراب وليس قصدهم التذلل لله عزوجل، والندم على ما كان منهم من الخلاف ولكنهم فعلوا ذلك ينظرون هل يقع عليهم الجبل أم لا، ثم عفروا خدودهم اليسرى ينظرون كذلك، ولم يفعلوا ذلك كما امروا. فقال جبرئيل لموسى عليه السلام أما إن أكثرهم لله تعالى عاصون، ولكن الله عزوجل أمرني أن اازيل عنهم هذا الجبل عند ظاهر اعترافهم في الدنيا، فان الله تعالى إنما يطالبهم في الدنيا بظواهرهم لحقن دمائهم، وإبقاء الذمة لهم، وإنما أمرهم إلى الله في الآخرة يعذبهم على عقودهم وضمائرهم. فنظر القوم إلى الجبل وقد صار قطعتين: قطعة منه صارت لؤلؤة بيضاء فجعلت تصعد وترقى حتى خرقت السماوات، وهم ينظرون إليها إلى أن صارت إلى حيث لا تلحقها أبصارهم، وقطعة صارت نارا ووقعت على الارض بحضرتهم، فخرقتها ودخلتها وغابت عن عيونهم. فقالوا: ماهذان المفترقان من الجبل؟ فرق صعد لؤلؤا وفرق انحط نارا؟ قال لهم موسى: أما القطعة التى صعدت في الهواء فانها وصلت إلى السماء وخرقتها إلى أن لحقت بالجنة. فاضعفت أضعافا كثيرة لا يعلم عددها إلا الله، وأمر الله أن تبنى منها للمؤمنين بما في هذا الكتاب قصور ودور ومنازل ومساكن مشتملة على أنواع النعم التي وعد بها المتقين من عباده، من الاشجار والبساتين والثمار، والحور الحسان، والمخلدين من الولدان كاللالئ المنثورة وسائر نعيم الجنة وخيراتها. وأما القطعة التى انحطت إلى الارض فخرقتها ثم التي تليها إلى أن لحقت بجهنم فاضعفت أضعافا كثيرة، وأمر الله تعالى أن تبنى منها للكافرين بما في هذا الكتاب، قصور ودور ومساكن ومنازل مشتملة على أنواع العذاب التي وعدها للكافرين من عباده من بحار نيرانها، وحياض غسلينها وغساقها، وأودية قيحها ودمائها وصديدها، وزبانيتها بمرزباتها، وأشجار زقومها، وضريعها وحياتها وعقاربها وأفاعيها، وقيودها وأغلالها وسلاسلها وأنكالها وسائر أنواع البلايا والعذاب المعد فيها. ثم قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله لبني إسرائيل: أفلا تخافون عقاب ربكم في جحدكم لهذه الفضائل التي اختص بها محمدا وعليا وآلهما الطيبين؟ " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله تعالى ذكر بني إسرائيل في عصر محمد صلى الله عليه وآله أحوال آبائهم الذين كانوا في أيام موسى عليه السلام كيف أخذ عليهم العهد والميثاق لمحمد وعلي وآلهما الطيبين المنتجبين للخلافة على الخلائق ولاصحابهما وشيعتهما وسائر امة محمد صلى الله عليه وآله فقال:(وإذ أخذنا ميثاقكم) اذكروا إذ أخذنا ميثاق آبائكم(ورفعنا فوقكم الطور) الجبل لما أبوا قبول ما اريد منهم والاعتراف به(خذوا ما آتيناكم) أعطيناكم(بقوة) يعني بالقوة التي أعطيناكم تصلح لكم لذلك(واسمعوا) أي أطيعوا فيه. (قالوا سمعنا) بآذاننا(وعصينا) بقلوبنا. فأما في الظاهر فأعطوا كلهم الطاعة داخرين صاغرين، ثم قال:(واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم) عرضوا لشرب العجل الذي عبدوه حتى وصل ما شربوه من ذلك إلى قلوبهم. وقال: إن بني إسرائيل لما رجع إليهم موسى - وقد عبدوا العجل - تلقوه بالرجوع عن ذلك، فقال لهم موسى: من الذي عبده منكم حتى انفذ فيه حكم الله؟ خافوا من حكم الله الذي ينفذه فيهم، فجحدوا أن يكونوا عبدوه، وجعل كل واحد منهم يقول: أنا لم أعبده وإنما عبده غيري ووشى بعضهم ببعض. - فكذلك ماحكى الله عزوجل عن موسى من قوله للسامري:(وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا) - فأمره الله، فبرده بالمبارد، وأخذ سحالته فذرأها في البحر العذب، ثم قال لهم: اشربوا منه. فشربوا، فكل من كان عبده اسودت شفتاه وأنفه(ممن كان أبيض اللون ومن كان منهم أسود اللون) ابيضت شفتاه وأنفه، فعند ذلك أنفذ فيهم حكم الله. ثم قال الله تعالى للموجودين من بني إسرائيل في عصر محمد صلى الله عليه وآله على لسانه:(قل) يا محمد لهؤلاء المكذبين بك بعد سماعهم ما اخذ على أوائلهم لك ولاخيك علي ولآلكما ولشيعتكما:(بئسما يأمركم به إيمانكم) أن تكفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وتستخفوا بحق علي وآله وشيعته(إن كنتم مؤمنين) كما تزعمون بموسى عليه السلام والتوراة. قال عليه السلام: وذلك أن موسى عليه السلام كان وعد بني إسرائيل أنه يأتيهم من عند الله بكتاب يشتمل على أوامره ونواهيه وحدوده وفرائضه بعد أن ينجيهم الله تعالى من فرعون وقومه، فلما نجاهم الله وصاروا بقرب الشام، جاءهم بالكتاب من عند الله كما وعدهم وكان فيه: "" إني لا أتقبل عملا ممن لم يعظم محمدا وعليا وآلهما الطيبين ولم يكرم أصحابهما وشيعتهما ومحبيهما؟؟؟ حق تكريمهم، يا عبادى ألا فاشهدوا بأن محمدا خير خليقتي، وأفضل بريتي، وأن عليا أخوه وصفيه ووراث علمه، خليفته في امته وخير من يخلفه بعده، وأن آل محمد أفضل آل النبيين، وأصحاب محمد صلى الله عليه وآله أفضل أصحاب المرسلين، وامة محمد صلى الله عليه وآله خير الامم أجمعين "". فقال بنو اسرائيل: لا نقبل هذا يا موسى، هذا عظيم، ثقيل علينا، بل نقبل من هذه الشرائع ما يخف علينا، وإذا قبلناها قلنا: إن نبينا أفضل نبي، وآله أفضل آل وصحابته أفضل صحابة، ونحن امته أفضل من امة محمد، ولسنا نعترف لقوم بالفضل لانراهم ولا نعرفهم. " | Details | ||
" قوله عزوجل: "" واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين "": 93 قال الامام عليه السلام: قال الله عزوجل: واذكروا إذ فعلنا ذلك بأسلافكم لما أبوا قبول ماجاءهم به موسى عليه السلام: من دين الله وأحكامه، ومن الامر بتفضيل محمد وعلي صلوات الله عليهما وخلفائهما على سائر الخلق(خذوا ما آتيناكم) قلنا لهم: خذوا ما آتيناكم من هذه الفرائض(بقوة) قد جعلناها لكم، مكناكم بها، وأزحنا عللكم في تركيبها فيكم (واسمعوا) مايقال لكم و ما تؤمرون به. (قالوا سمعنا) قولك(وعصينا) أمرك، أي إنهم عصوا بعد، وأضمروا في الحال أيضا العصيان(واشربوا في قلوبهم العجل) امروا بشرب العجل الذي كان قد ذرأت سحالته في الماء الذي اامروا بشربه ليتبين من عبده ممن لم يعبده(بكفرهم) لاجل كفرهم امروا بذلك. (قل) يا محمد:(بئسما يأمركم به إيمانكم) بموسى كفركم بمحمد وعلي وأولياء الله من أهلهما(إن كنتم مؤمنين) بتوراة موسى، ولكن معاذ الله لا يأمركم إيمانكم بالتوراة الكفر بمحمد وعلي عليهما السلام. " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: وأما نظيره لعلي بن أبي طالب فان رجلا من محبيه كتب إليه من الشام: يا أمير المؤمنين أنا بعيالي مثقل وعليهم إن خرجت خائف وبأموالي التي - اخلفها إن خرجت - ضنين، واحب اللحاق بك، والكون في جملتك، والحفوف في خدمتك، فجد لي يا أمير المؤمنين. فبعث إليه علي عليه السلام: إجمع أهلك وعيالك وحصل عندهم مالك، وصل على ذلك كله على محمد وآله الطيبين، ثم قل: "" اللهم هذه كلها ودائعي عندك بأمر عبدك ووليك علي بن أبي طالب "" ثم قم وانهض إلي. ففعل الرجل ذلك، واخبر معاوية بهربه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فأمر معاوية أن يسبى عياله ويسترقوا، وأن ينهب ماله. فذهبوا، فألقى الله تعالى عليهم شبه عيال معاوية، وشبه أخص حاشية ليزيد ابن معاوية يقولون: نحن أخذنا هذا المال وهو لنا، وأما عياله فقد استرققناهم وبعثناهم إلى السوق. فكفوا لما رأوا ذلك. وعرف الله عياله أنه قد ألقى عليهم شبه عيال معاوية وعيال خاصة يزيد، فأشفقوا من أموالهم أن يسرقها اللصوص، فمسخ الله المال عقارب وحيات، كلما قصد اللصوص ليأخذوا منه لدغوا ولسعوا، فمات منهم قوم، وضني آخرون، ودفع الله عن ماله بذلك إلى أن قال علي عليه السلام يوما للرجل: أتحب أن يأتيك عيالك ومالك؟ قال: بلى. قال على عليه السلام: اللهم ائت بهم. فاذا هم بحضرة الرجل لا يفقد من جميع عياله وماله شيئا. فأخبروه بما ألقى الله تعالى من شبه عيال معاوية وخاصته وحاشية يزيد عليهم وبما مسخه من أموله عقارب وحيات تلسع اللص الذي يريد أخذ شئ منه. قال على على السلام: إن الله ربما أظهر آية لبعض المؤمنين ليزيد في بصيرته، ولبعض الكافرين ليبالغ في الاعذار إليه. " | Details |