الكتاب | الباب | الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|---|---|
كتاب الحجة | باب في شأن ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) وتفسيرها | و عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « لقد خلق الله ـ جل ذكره ـ ليلة القدر أول ما خلق الدنيا ؛ ولقد خلق فيها أول نبي يكون ، وأول وصي يكون ؛ ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة ؛ من جحد ذلك ، فقد رد على الله ـ عز وجل ـ علمه ؛ لأنه لايقوم الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل عليه السلام ». قلت : والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة عليهمالسلام؟ قال : « أما الأنبياء والرسل ـ صلى الله عليهم ـ فلا شك ، ولابد لمن سواهم ـ من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا ـ أن يكون على أهل الأرض حجة ، ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده . وايم الله ، لقد نزل الروح والملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم ؛ وايم الله ، ما مات آدم إلا وله وصي ، وكل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها ، ووضع لوصيه من بعده. وايم الله ، إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم : أن أوص إلى فلان ، ولقد قال الله ـ عز وجل ـ في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاصة : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) إلى قوله : ( فأولئك هم الفاسقون ) يقول : أستخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) يقول : يعبدونني بإيمان لانبي بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن قال غير ذلك ( فأولئك هم الفاسقون ). فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم ، ونحن هم ؛ فاسألونا ، فإن صدقناكم فأقروا ، وما أنتم بفاعلين ؛ أما علمنا فظاهر ؛ وأما إبان أجلنا ـ الذي يظهر فيه الدين منا حتى لايكون بين الناس اختلاف ـ فإن له أجلا من ممر الليالي والأيام إذا أتى ظهر ، وكان الأمر واحدا. وايم الله ، لقد قضي الأمر أن لايكون بين المؤمنين اختلاف ، ولذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد صلى الله عليه وآله وسلم علينا ، ولنشهد على شيعتنا ، ولتشهد شيعتنا على الناس ، أبى الله ـ عز وجل ـ أن يكون في حكمه اختلاف ، أو بين أهل علمه تناقض ». ثم قال أبو جعفر عليه السلام : « فضل إيمان المؤمن بجملة ( إنا أنزلناه ) وبتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها كفضل الإنسان على البهائم ، وإن الله ـ عز وجل ـ ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا ـ لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ـ ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين ، ولا أعلم أن في هذا الزمان جهادا إلا الحج والعمرة والجوار ». | Details | ||
كتاب الحجة | باب في شأن ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) وتفسيرها | و عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « يا معشر الشيعة ، خاصموا بسورة ( إنا أنزلناه ) تفلجوا ، فو الله ، إنها لحجة الله ـ تبارك وتعالى ـ على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنها لسيدة دينكم ، وإنها لغاية علمنا . يا معشر الشيعة ، خاصموا ب ( حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. يا معشر الشيعة ، يقول الله تبارك وتعالى : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) » . قيل : يا أبا جعفر ، نذيرها محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : « صدقت ، فهل كان نذير ـ وهو حي ـ من البعثة فيأقطار الأرض؟ » فقال السائل : لا ، قال أبو جعفر عليه السلام : « أرأيت بعيثه ، أليس نذيره ، كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعثته من الله ـ عز وجل ـ نذير؟ » فقال : بلى ، قال : « فكذلك لم يمت محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا وله بعيث نذير ». قال : « فإن قلت : لا ، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من في أصلاب الرجال من أمته ». قال : وما يكفيهم القرآن؟ قال : « بلى ، إن وجدوا له مفسرا ». قال : وما فسره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال : « بلى ، قد فسره لرجل واحد ، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ». قال السائل : يا أبا جعفر ، كأن هذا أمر خاص لايحتمله العامة؟ قال : « أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه ، كما أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع خديجة مستترا حتى أمر بالإعلان ». قال السائل : ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم؟ قال : « أوما كتم علي بن أبي طالب عليه السلام يوم أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ظهر أمره؟ » قال : بلى ، قال : « فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله ». | Details | ||
كتاب الحجة | باب في شأن ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) وتفسيرها | وعن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كان علي عليه السلام كثيرا ما يقول : اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقرأ ( إنا أنزلناه ) بتخشع وبكاء ، فيقولان : ما أشد رقتك لهذه السورة! فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لما رأت عيني ، ووعى قلبي ، ولما يرى قلب هذا من بعدي. فيقولان : وما الذي رأيت؟ وما الذي يرى؟ قال : فيكتب لهما في التراب : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) قال : ثم يقول : هل بقي شيء بعد قوله عز وجل : ( كل أمر )؟ فيقولان : لا ، فيقول : هل تعلمان من المنزل إليه بذلك؟ فيقولان : أنت يا رسول الله ، فيقول : نعم. فيقول : هل تكون ليلة القدر من بعدي؟ فيقولان : نعم ، قال : فيقول : فهل ينزل ذلك الأمر فيها؟ فيقولان : نعم ، قال : فيقول : إلى من؟ فيقولان : لاندري ، فيأخذ برأسي ويقول : إن لم تدريا فادريا ، هو هذا من بعدي. قال : فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شدة ما يداخلهما من الرعب ». | Details | ||
كتاب الحجة | باب في شأن ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) وتفسيرها | وبهذا الإسناد : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كان علي بن الحسين ـ صلوات الله عليه ـ يقول : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) صدق الله عز وجل ، أنزل الله القرآن في ليلة القدر ( وما أدراك ما ليلة القدر ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا أدري . قال الله عز وجل : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) ليس فيها ليلة القدر ، قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وهل تدري لم هي خير من ألف شهر؟ قال : لا ، قال : لأنها ( تنزل الملائكة والروح فيها ) ( بإذن ربهم من كل أمر ) وإذا أذن الله ـ عز وجل ـ بشيء ، فقد رضيه. ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) يقول : تسلم عليك يا محمد ، ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر. ثم قال في بعض كتابه : ( واتقوا فتنة لا تصيبن ) ( الذين ظلموا منكم خاصة ) في ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ، وقال في بعض كتابه ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) . يقول في الآية الأولى : إن محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل : مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فهذه فتنة أصابتهم خاصة ، وبها ارتدوا على أعقابهم ؛ لأنهم إن قالوا : لم تذهب ، فلا بد أن يكون لله ـ عز وجل ـ فيها أمر ، وإذا أقروا بالأمر ، لم يكن له من صاحب بد ». | Details | ||
كتاب الحجة | باب في شأن ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) وتفسيرها | وبهذا الإسناد : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « قال الله ـ عز وجل ـ في ليلة القدر : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) يقول : ينزل فيها كل أمر حكيم . والمحكم ليس بشيئين ، إنما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف ، فحكمه من حكم الله عز وجل ؛ ومن حكم بأمر فيه اختلاف ، فرأى أنه مصيب ، فقد حكم بحكم الطاغوت ؛ إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ، وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله ـ عز وجل ـ الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ». ثم قرأ : ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ) . | Details |