الكتاب | الباب | الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|---|---|
كتاب الحجة | باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة | محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد أو غيره ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن عمر بن يزيد ، قال : دخلت على الرضا عليه السلام - وأنا يومئذ واقف ، وقد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل ، فأجابه في ست وأمسك عن السابعة - فقلت : والله ، لأسألنه عما سأل أبي أباه ، فإن أجاب بمثل جواب أبيه ، كانت دلالة ، فسألته ، فأجاب بمثل جواب أبيه أبي في المسائل الست ، فلم يزد في الجواب واوا ولاياء ، وأمسك عن السابعة. وقد كان أبي قال لأبيه : إني أحتج عليك عند الله يوم القيامة أنك زعمت أن عبد الله لم يكن إماما ، فوضع يده على عنقه ، ثم قال له : « نعم احتج علي بذلك عند الله عز وجل ، فما كان فيه من إثم ، فهو في رقبتي ». فلما ودعته ، قال : « إنه ليس أحد من شيعتنا يبتلى ببلية أو يشتكي ، فيصبر على ذلك ، إلا كتب الله له أجر ألف شهيد ». فقلت في نفسي : والله ، ما كان لهذا ذكر ، فلما مضيت وكنت في بعض الطريق ، خرج بي عرق المديني ، فلقيت منه شدة. فلما كان من قابل ، حججت ، فدخلت عليه وقد بقي من وجعي بقية ، فشكوت إليه ، وقلت له : جعلت فداك ، عوذ رجلي - وبسطتها بين يديه - فقال لي : « ليس على رجلك هذه بأس ، ولكن أرني رجلك الصحيحة ». فبسطتها بين يديه ، فعوذها ، فلما خرجت لم ألبث إلا يسيرا حتى خرج بي العرق ، وكان وجعه يسيرا. | Details | ||
كتاب الحجة | باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة | محمد بن يحيى وأحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمد بن الطيب ، عن عبد الوهاب بن منصور ، عن محمد بن أبي العلاء ، قال : سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء - بعد ما جهدت به وناظرته وحاورته وواصلته وسألته عن علوم آل محمد - فقال : بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، فرأيت محمد بن علي الرضا عليهماالسلام يطوف به ، فناظرته في مسائل عندي ، فأخرجها إلي ، فقلت له : والله ، إني أريد أن أسألك مسألة ، وإني والله ، لأستحيي من ذلك ، فقال لي : « أنا أخبرك قبل أن تسألني ، تسألني عن الإمام ». فقلت : هو والله هذا ، فقال : « أنا هو ». فقلت : علامة ؟ فكان في يده عصا ، فنطقت ، وقالت : إن مولاي إمام هذا الزمان ، وهو الحجة. | Details | ||
كتاب الحجة | باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة | علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد ، عن محمد بن فلان الواقفي ، قال : كان لي ابن عم يقال له : الحسن بن عبد الله ، و كان زاهدا ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان يتقيه السلطان ؛ لجده في الدين واجتهاده ، وربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه ، ويأمره بالمعروف ، وينهاه عن المنكر ، وكان السلطان يحتمله ؛ لصلاحه ، فلم تزل هذه حالته حتى كان يوم من الأيام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى عليه السلام - وهو في المسجد - فرآه ، فأومأ إليه ، فأتاه ، فقال له : « يا أبا علي ، ما أحب إلي ما أنت فيه وأسرني ، إلا أنه ليست لك معرفة ، فاطلب المعرفة ». قال : جعلت فداك ، وما المعرفة؟ قال : « اذهب فتفقه ، واطلب الحديث ». قال : عمن؟ قال : « عن فقهاء أهل المدينة ، ثم اعرض علي الحديث ». قال : فذهب ، فكتب ، ثم جاءه ، فقرأه عليه فأسقطه كله ، ثم قال له : « اذهب فاعرف المعرفة ». وكان الرجل معنيا بدينه ، قال : فلم يزل يترصد أبا الحسن عليه السلام حتى خرج إلى ضيعة له ، فلقيه في الطريق ، فقال له : جعلت فداك ، إني أحتج عليك بين يدي الله ، فدلني على المعرفة ، قال : فأخبره بأمير المؤمنين عليه السلام ، وما كان بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأخبره بأمر الرجلين فقبل منه. ثم قال له : فمن كان بعد أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال : « الحسن ثم الحسين عليهماالسلام ». حتى انتهى إلى نفسه ، ثم سكت. قال : فقال له : جعلت فداك ، فمن هو اليوم؟ قال : « إن أخبرتك ، تقبل؟ » قال : بلى جعلت فداك ، قال : « أنا هو ». قال : فشيء أستدل به؟ قال : « اذهب إلى تلك الشجرة - وأشار إلى أم غيلان - فقل لها : يقول لك موسى بن جعفر : أقبلي ». قال : فأتيتها ، فرأيتها والله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه ، ثم أشار إليها ، فرجعت ، قال : فأقر به ثم لزم الصمت والعبادة ، فكان لايراه أحد يتكلم بعد ذلك. محمد بن يحيى وأحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، مثله. | Details | ||
كتاب الحجة | باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة | محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ، قال : كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام أنا وصاحب الطاق ، والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه ، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق ، والناس عنده ، وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : « إن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة ». فدخلنا عليه نسأله عما كنا ....نسأل عنه أباه ، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال : في مائتين خمسة ، فقلنا : في مائة؟ فقال : درهمان ونصف ، فقلنا : والله ما تقول المرجئة هذا ، قال : فرفع يده إلى السماء ، فقال : والله ، ما أدري ما تقول المرجئة. قال : فخرجنا من عنده ضلالا لاندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول ، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لاندري إلى أين نتوجه ، ولا من نقصد ، نقول : إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الزيدية؟ إلى المعتزلة؟ إلى الخوارج؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه ، يومئ إلي بيده ، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور ، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر عليه السلام عليه ، فيضربون عنقه ، فخفت أن يكون منهم ، فقلت للأحول : تنح ؛ فإني خائف على نفسي وعليك ، وإنما يريدني لايريدك ، فتنح عني لا تهلك ، وتعين على نفسك ، فتنحى غير بعيد ، وتبعت الشيخ - وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه - فما زلت أتبعه ، وقد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن عليه السلام ، ثم خلاني ومضى. فإذا خادم بالباب ، فقال لي : ادخل رحمك الله ، فدخلت ، فإذا أبو الحسن موسى عليه السلام ، فقال لي - ابتداء منه - : « لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى الزيدية ، ولا إلى المعتزلة ، ولا إلى الخوارج ، إلي إلي ». فقلت : جعلت فداك ، مضى أبوك؟ قال : « نعم ». قلت : مضى موتا؟ قال : « نعم ». قلت : فمن لنا من بعده؟ فقال : « إن شاء الله أن يهديك ، هداك ». قلت : جعلت فداك ، إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه؟ قال : « يريد عبد الله أن لا يعبد الله ». قال : قلت : جعلت فداك ، فمن لنا من بعده؟ قال : « إن شاء الله أن يهديك ، هداك ». قال : قلت : جعلت فداك ، فأنت هو؟ قال : « لا ، ما أقول ذلك ». قال : فقلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة . ثم قلت له : جعلت فداك ، عليك إمام؟ قال : « لا ». فداخلني شيء لايعلمه إلا الله - عز وجل - إعظاما له وهيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه. ثم قلت له : جعلت فداك ، أسألك كما كنت أسأل أباك؟ فقال : « سل تخبر ، ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح » قال : فسألته ، فإذا هو بحر لاينزف . قلت : جعلت فداك ، شيعتك وشيعة أبيك ضلال ، فألقي إليهم وأدعوهم إليك ، فقد أخذت علي الكتمان؟ قال : « من آنست منه رشدا فألق إليه ، وخذ عليه الكتمان ، فإن أذاعوا فهو الذبح » وأشار بيده إلى حلقه. قال : فخرجت من عنده ، فلقيت أبا جعفر الأحول ، فقال لي : ما وراءك ؟ قلت : الهدى ، فحدثته بالقصة ، قال : ثم لقينا الفضيل وأبا بصير ، فدخلا عليه ، وسمعا كلامه ، وساءلاه ، وقطعا عليه بالإمامة. ثم لقينا الناس أفواجا ، فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار وأصحابه ، وبقي عبد الله لايدخل إليه إلا قليل من الناس ، فلما رأى ذلك ، قال : ما حال الناس؟ فأخبر أن هشاما صد عنك الناس. قال هشام : فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني. | Details | ||
كتاب الحجة | باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة | الحسين بن محمد ، عن المعلى بن محمد ، عن محمد بن علي ، قال : أخبرني سماعة بن مهران ، قال : أخبرني الكلبي النسابة ، قال : دخلت المدينة ولست أعرف شيئا من هذا الأمر ، فأتيت المسجد ، فإذا جماعة من قريش ، فقلت : أخبروني عن عالم أهل هذا البيت ، فقالوا : عبد الله بن الحسن. فأتيت منزله ، فاستأذنت ، فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام له ، فقلت له : استأذن لي على مولاك ، فدخل ، ثم خرج ، فقال لي : ادخل ، فدخلت ، فإذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد ، فسلمت عليه ، فقال لي : من أنت؟ فقلت : أنا الكلبي النسابة ، فقال : ما حاجتك؟ فقلت : جئت أسألك ، فقال : أمررت بابني محمد؟ قلت : بدأت بك ، فقال : سل ، فقلت : أخبرني عن رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ، فقال : تبين برأس الجوزاء ، والباقي وزر عليه وعقوبة ، فقلت في نفسي : واحدة ، فقلت : ما يقول الشيخ في المسح على الخفين؟ فقال : قد مسح قوم صالحون ، ونحن - أهل البيت - لانمسح ، فقلت في نفسي : ثنتان ، فقلت : ما تقول في أكل الجري ؟ أحلال هو أم حرام؟ فقال : حلال ، إلا أنا - أهل البيت - نعافه ، فقلت في نفسي : ثلاث ، فقلت : فما تقول في شرب النبيذ؟ فقال : حلال ، إلا أنا - أهل البيت - لانشربه ، فقمت ، فخرجت من عنده وأنا أقول : هذه العصابة تكذب على أهل هذا البيت. فدخلت المسجد ، فنظرت إلى جماعة من قريش و غيرهم من الناس ، فسلمت عليهم ، ثم قلت لهم : من أعلم أهل هذا البيت؟ فقالوا : عبد الله بن الحسن ، فقلت : قد أتيته ، فلم أجد عنده شيئا ، فرفع رجل من القوم رأسه ، فقال : ائت جعفر بن محمد عليهماالسلام ؛ فهو أعلم أهل هذا البيت ، فلامه بعض من كان بالحضرة - فقلت : إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد - فقلت له : ويحك ، إياه أردت. فمضيت حتى صرت إلى منزله ، فقرعت الباب ، فخرج غلام له ، فقال : ادخل يا أخا كلب ؛ فو الله لقد أدهشني ، فدخلت وأنا مضطرب ، ونظرت فإذا شيخ على مصلى بلا مرفقة ولابردعة ، فابتدأني بعد أن سلمت عليه ، فقال لي : « من أنت؟ » فقلت في نفسي : يا سبحان الله! غلامه يقول لي بالباب : « ادخل يا أخا كلب » ويسألني المولى : « من أنت؟ » فقلت له : أنا الكلبي النسابة ، فضرب بيده على جبهته ، وقال : « كذب العادلون بالله ، وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا ( خسرانا مبينا ) ؛ يا أخا كلب ، إن الله - عز وجل - يقول : ( وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ) أفتنسبها أنت؟ » فقلت : لا ، جعلت فداك ، فقال لي : « أفتنسب نفسك؟ » قلت : نعم ، أنا فلان بن فلان بن فلان ، حتى ارتفعت ، فقال لي : « قف ؛ ليس حيث تذهب ويحك ، أتدري من فلان بن فلان؟ » قلت : نعم ، فلان بن فلان ، قال : « إن فلان بن فلان ابن فلان الراعي الكردي إنما كان فلان الراعي الكردي على جبل آل فلان ، فنزل إلى فلانة امرأة فلان من جبله الذي كان يرعى غنمه عليه ، فأطعمها شيئا وغشيها ، فولدت فلانا ، وفلان بن فلان من فلانة وفلان بن فلان ». ثم قال : « أتعرف هذه الأسامي؟ » قلت : لاو الله جعلت فداك ، فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت ، فقال : « إنما قلت فقلت ». فقلت : إني لا أعود ، قال : « لا نعود إذا ، واسأل عما جئت له ». فقلت له : أخبرني عن رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء ، فقال : « ويحك ، أما تقرأ سورة الطلاق؟ » قلت : بلى ، قال : « فاقرأ » ، فقرأت : ( فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ) قال : « أترى هاهنا نجوم السماء؟ » قلت : لا. قلت : فرجل قال لامرأته : أنت طالق ثلاثا؟ قال : « ترد إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ». ثم قال : « لا طلاق إلا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين ». فقلت في نفسي : واحدة. ثم قال : « سل » ، قلت : ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم ، ثم قال : « إذا كان يوم القيامة ، ورد الله كل شيء إلى شيئه ، ورد الجلد إلى الغنم ، فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم؟ » فقلت في نفسي : ثنتان. ثم التفت إلي ، فقال : « سل » ، فقلت : أخبرني عن أكل الجري ، فقال : « إن الله - عز وجل - مسخ طائفة من بني إسرائيل ؛ فما أخذ منهم بحرا ، فهو الجري والزمار والمارماهي وما سوى ذلك ؛ وما أخذ منهم برا ، فالقردة والخنازير والوبر والورل وما سوى ذلك ». فقلت في نفسي : ثلاث ثم التفت إلي ، فقال : « سل وقم » فقلت : ما تقول في النبيذ؟ فقال : « حلال ».فقلت : إنا ننبذ فنطرح فيه العكر وما سوى ذلك ، ونشربه ؟ فقال : « شه شه ، تلك الخمرة المنتنة ». فقلت : جعلت فداك ، فأي نبيذ تعني؟ فقال : « إن أهل المدينة شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تغيير الماء وفساد طبائعهم ، فأمرهم أن ينبذوا ، فكان الرجل يأمر خادمه أن ينبذ له ، فيعمد إلى كف من التمر ، فيقذف به في الشن ، فمنه شربه ، ومنه طهوره ». فقلت : وكم كان عدد التمر الذي كان في الكف؟ فقال : « ما حمل الكف ». فقلت : واحدة أو ثنتان؟ فقال : « ربما كانت واحدة ، وربما كانت ثنتين ». فقلت : وكم كان يسع الشن ؟ فقال : « ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك ». فقلت : بالأرطال؟ فقال : « نعم ، أرطال بمكيال العراق ». قال سماعة : قال الكلبي : ثم نهض عليه السلام ، وقمت ، فخرجت وأنا أضرب بيدي على الأخرى ، وأنا أقول : إن كان شيء فهذا. فلم يزل الكلبي يدين الله بحب آل هذا البيت حتى مات. | Details |