Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ، قال : كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه‌ السلام أنا وصاحب الطاق ، والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه ، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق ، والناس عنده ، وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليه‌ السلام أنه قال : « إن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة ». فدخلنا عليه نسأله عما كنا‌ ....نسأل عنه أباه ، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال : في مائتين خمسة ، فقلنا : في مائة؟ فقال : درهمان ونصف ، فقلنا : والله ما تقول المرجئة هذا ، قال : فرفع يده إلى السماء ، فقال : والله ، ما أدري ما تقول المرجئة. قال : فخرجنا من عنده ضلالا لاندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول ، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لاندري إلى أين نتوجه ، ولا من نقصد ، نقول : إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الزيدية؟ إلى المعتزلة؟ إلى الخوارج؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه ، يومئ إلي بيده ، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور ، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر عليه‌ السلام عليه ، فيضربون عنقه ، فخفت أن يكون منهم ، فقلت للأحول : تنح ؛ فإني خائف على نفسي وعليك ، وإنما يريدني لايريدك ، فتنح عني لا تهلك ، وتعين على نفسك ، فتنحى غير بعيد ، وتبعت الشيخ - وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه - فما زلت أتبعه ، وقد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن عليه‌ السلام ، ثم خلاني ومضى. فإذا خادم بالباب ، فقال لي : ادخل رحمك الله ، فدخلت ، فإذا أبو الحسن موسى عليه‌ السلام ، فقال لي - ابتداء منه - : « لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى الزيدية ، ولا إلى المعتزلة ، ولا إلى الخوارج ، إلي إلي ». فقلت : جعلت فداك ، مضى أبوك؟ قال : « نعم ». قلت : مضى موتا؟ قال : « نعم ». قلت : فمن لنا من بعده؟ فقال : « إن شاء الله أن يهديك ، هداك ». قلت : جعلت فداك ، إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه؟ قال : « يريد عبد الله أن لا يعبد الله ». قال : قلت : جعلت فداك ، فمن لنا من بعده؟ قال : « إن شاء الله أن يهديك ، هداك ». قال : قلت : جعلت فداك ، فأنت هو؟ قال : « لا ، ما أقول ذلك ». قال : فقلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة . ثم قلت له : جعلت فداك ، عليك إمام؟ قال : « لا ». فداخلني شيء لايعلمه إلا الله - عز وجل - إعظاما له وهيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه. ثم قلت له : جعلت فداك ، أسألك كما كنت أسأل أباك؟ فقال : « سل تخبر ، ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح » قال : فسألته ، فإذا هو بحر لاينزف . قلت : جعلت فداك ، شيعتك وشيعة أبيك ضلال ، فألقي إليهم وأدعوهم إليك ، فقد أخذت علي الكتمان؟ قال : « من آنست منه رشدا فألق إليه ، وخذ عليه الكتمان ، فإن أذاعوا فهو الذبح » وأشار بيده إلى حلقه. قال : فخرجت من عنده ، فلقيت أبا جعفر الأحول ، فقال لي : ما وراءك ؟ قلت : الهدى ، فحدثته بالقصة ، قال : ثم لقينا الفضيل وأبا بصير ، فدخلا عليه ، وسمعا كلامه ، وساءلاه ، وقطعا عليه بالإمامة. ثم لقينا الناس أفواجا ، فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار وأصحابه ، وبقي عبد الله لايدخل إليه إلا قليل من الناس ، فلما رأى ذلك ، قال : ما حال الناس؟ فأخبر أن هشاما صد عنك الناس. قال هشام : فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.


   Back to List