Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد ، عن محمد بن فلان الواقفي ، قال : كان لي ابن عم يقال له : الحسن بن عبد الله ، و كان زاهدا ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان يتقيه السلطان ؛ لجده في الدين واجتهاده ، وربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه ، ويأمره بالمعروف ، وينهاه عن المنكر ، وكان السلطان يحتمله ؛ لصلاحه ، فلم تزل هذه حالته حتى كان يوم من الأيام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى عليه‌ السلام - وهو في المسجد - فرآه ، فأومأ إليه ، فأتاه ، فقال له : « يا أبا علي ، ما أحب إلي ما أنت فيه وأسرني ، إلا أنه ليست لك معرفة ، فاطلب المعرفة ». قال : جعلت فداك ، وما المعرفة؟ قال : « اذهب فتفقه ، واطلب الحديث ». قال : عمن؟ قال : « عن فقهاء أهل المدينة ، ثم اعرض علي الحديث ». قال : فذهب ، فكتب ، ثم جاءه ، فقرأه عليه فأسقطه كله ، ثم قال له : « اذهب فاعرف المعرفة ». وكان الرجل معنيا بدينه ، قال : فلم يزل يترصد أبا الحسن عليه‌ السلام حتى خرج إلى ضيعة له ، فلقيه في الطريق ، فقال له : جعلت فداك ، إني أحتج عليك بين يدي الله ، فدلني على المعرفة ، قال : فأخبره بأمير المؤمنين عليه‌ السلام ، وما كان بعد رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وأخبره بأمر الرجلين فقبل منه. ثم قال له : فمن كان بعد أمير المؤمنين عليه‌ السلام؟ قال : « الحسن ثم الحسين عليهما‌السلام ». حتى انتهى إلى نفسه ، ثم سكت. قال : فقال له : جعلت فداك ، فمن هو اليوم؟ قال : « إن أخبرتك ، تقبل؟ » قال : بلى جعلت فداك ، قال : « أنا هو ». قال : فشيء أستدل به؟ قال : « اذهب إلى تلك الشجرة - وأشار إلى أم غيلان - فقل لها : يقول لك موسى بن جعفر : أقبلي ». قال : فأتيتها ، فرأيتها والله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه ، ثم أشار إليها ، فرجعت ، قال : فأقر به ثم لزم الصمت والعبادة ، فكان لايراه أحد يتكلم بعد ذلك. ‌ محمد بن يحيى وأحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، مثله.


   Back to List