Details
Root
الجذر هو اصل الكلمة ، ويتكون عادة من ثلاث حروف أو أربعة أو خمسة. سجلت الجذور بحذف الألف في بداية الكلة كما في
اله و اجل و امن. ولم تحذف في وسط و نهاية الكلمة كما في
سأل و قرأ.
الجذر : قول
ورد الجذر
في 61 موضع في كتاب الكافي و 69 مرة في القرآن الكريم
في القرآن الكريم
-
( الآية )
ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون (البقرة , 2)
-
( الآية )
ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين (البقرة , 2)
-
( الآية )
قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم (البقرة , 2)
-
( الآية )
قال يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (البقرة , 2)
-
( الآية )
فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين (البقرة , 2)
-
( الآية )
قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين (البقرة , 2)
-
( الآية )
فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فان لكم ما سالتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (البقرة , 2)
-
( الآية )
ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قال موسى لقومه ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين (البقرة , 2)
-
( الآية )
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون (البقرة , 2)
-
( الآية )
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين (البقرة , 2)
-
( الآية )
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون (البقرة , 2)
-
( الآية )
قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون (البقرة , 2)
-
( الآية )
فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون (البقرة , 2)
-
( الآية )
فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يامركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين (البقرة , 2)
-
( الآية )
قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين (البقرة , 2)
-
( الآية )
قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين (البقرة , 2)
-
( الآية )
واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والارض كل له قانتون (البقرة , 2)
-
( الآية )
بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تاتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون (البقرة , 2)
-
( الآية )
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير (البقرة , 2)
-
( الآية )
اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين (البقرة , 2)
-
( الآية )
ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحق الها واحدا ونحن له مسلمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين (البقرة , 2)
-
( الآية )
قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون (البقرة , 2)
-
( الآية )
ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى قل اانتم اعلم ام الله ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون (البقرة , 2)
-
( الآية )
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم (البقرة , 2)
-
( الآية )
ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون (البقرة , 2)
-
( الآية )
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون (البقرة , 2)
-
( الآية )
وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرا منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (البقرة , 2)
-
( الآية )
انما يامركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا اولو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون (البقرة , 2)
-
( الآية )
يسالونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون (البقرة , 2)
-
( الآية )
فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق (البقرة , 2)
-
( الآية )
ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار (البقرة , 2)
-
( الآية )
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام (البقرة , 2)
-
( الآية )
واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد (البقرة , 2)
-
( الآية )
ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب (البقرة , 2)
-
( الآية )
يسالونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فان الله به عليم (البقرة , 2)
-
( الآية )
يسالونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون (البقرة , 2)
-
( الآية )
يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون (البقرة , 2)
-
( الآية )
في الدنيا والاخرة ويسالونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم ان الله عزيز حكيم (البقرة , 2)
-
( الآية )
ويسالونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (البقرة , 2)
في كتاب الكافي
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الأعلى بن أعين ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « قد ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أعلم كتاب الله ، وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر الجنة وخبر النار ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي ، إن الله يقول : فيه تبيان كل شيء » .
-
( الرواية )
أبو عبد الله الأشعري ، عن بعض أصحابنا رفعه ، عن هشام بن الحكم ، قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : « يا هشام ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ بشر أهل العقل والفهم في كتابه ، فقال : ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) . يا هشام ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أكمل للناس الحجج بالعقول ، ونصر النبيين بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالأدلة ، فقال : ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف ) ( الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) . يا هشام ، قد جعل الله ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا ، فقال : ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وقال : ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون ) وقال : ( إن اختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح ) ( آيات لقوم يعقلون ) وقال : ( يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) وقال : ( وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وقال : ( ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وقال : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) وقال : ( هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون ) . يا هشام ، ثم وعظ أهل العقل ، ورغبهم في الآخرة ، فقال : ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ) . يا هشام ، ثم خوف الذين لايعقلون عقابه ، فقال عز وجل : ( ثم دمرنا الآخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ) وقال : ( إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون ) . يا هشام ، إن العقل مع العلم ، فقال : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) . يا هشام ، ثم ذم الذين لايعقلون ، فقال : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) وقال : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) وقال : ( ومنهم من يستمعون ) ( إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ) وقال : ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) وقال : ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) وقال : ( وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) يا هشام ، ثم ذم الله الكثرة ، فقال : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) وقال : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) وقال : ( ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) . يا هشام ، ثم مدح القلة ، فقال : ( وقليل من عبادي الشكور ) وقال : ( وقليل ما هم ) وقال : ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ) وقال : ( ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) وقال : ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) وقال : ( وأكثرهم لا يعقلون ) وقال : ( واكثرهم لا يشعرون ) . يا هشام ، ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر ، وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) وقال : ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) وقال : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) وقال : ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب ) وقال : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) وقال : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) وقال : ( ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب ) وقال : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) . يا هشام ، إن الله تعالى يقول في كتابه : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) يعني عقل ، وقال : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) قال : الفهم والعقل. يا هشام ، إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، وإن الكيس لدى الحق يسير ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكل ، وقيمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكانها الصبر. يا هشام ، إن لكل شيء دليلا ، ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ؛ ولكل شيء مطية ، ومطية العقل التواضع ؛ وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه. يا هشام ، ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا ، وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة. يا هشام ، إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة ، وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول. يا هشام ، إن العاقل ، الذي لايشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره. يا هشام ، من سلط ثلاثا على ثلاث ، فكأنما أعان على هدم عقله : من أظلم نور تفكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه ، فكأنما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم عقله ، أفسد عليه دينه ودنياه. يا هشام ، كيف يزكو عند الله عملك ، وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك ، وأطعت هواك على غلبة عقلك؟! يا هشام ، الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله ، اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند الله ، وكان الله أنسه في الوحشة ، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزه من غير عشيرة. يا هشام ، نصب الحق لطاعة الله ، ولا نجاة إلا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلا من عالم رباني ، ومعرفة العلم بالعقل. يا هشام ، قليل العمل من العالم مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود. يا هشام ، إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ؛ فلذلك ربحت تجارتهم. يا هشام ، إن العقلاء تركوا فضول الدنيا ، فكيف الذنوب ، وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض. يا هشام ، إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها ، فعلم أنها لاتنال إلا بالمشقة ، ونظر إلى الآخرة ، فعلم أنها لاتنال إلا بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما. يا هشام ، إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة ؛ لأنهم علموا أن الدنيا طالبة مطلوبة ، و الآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة ، طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا ، طلبته الآخرة ، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته. يا هشام ، من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين ، فليتضرع إلى الله ـ عز وجل ـ في مسألته بأن يكمل عقله ؛ فمن عقل ، قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه ، استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه ، لم يدرك الغنى أبدا. يا هشام ، إن الله حكى عن قوم صالحين أنهم قالوا : « ( ربنا لا تزغ ) ( قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها ؛ إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله ، لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا ، وسره لعلانيته موافقا ؛ لأن الله ـ تبارك اسمه ـ لم يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه. يا هشام ، كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : ما عبد الله بشيء أفضل من العقل ، وما تم عقل امرى حتى يكون فيه خصال شتى : الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، ونصيبه من الدنيا القوت ، لا يشبع من العلم دهره ، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره ، والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثير المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلهم خيرا منه ، وأنه شرهم في نفسه ، وهو تمام الأمر. يا هشام ، إن العاقل لايكذب وإن كان فيه هواه. يا هشام ، لادين لمن لا مروءة له ، ولا مروءة لمن لاعقل له ، وإن أعظم الناس قدرا الذي لايرى الدنيا لنفسه خطرا ، أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها. يا هشام ، إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول : إن من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث خصال : يجيب إذا سئل ، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي يكون فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلاث شيء ؛ فهو أحمق ؛ إن أمير المؤمنين عليه السلام قال : لايجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه هذه الخصال الثلاث ، أو واحدة منهن ، فمن لم يكن فيه شيء منهن فجلس ، فهو أحمق. وقال الحسن بن علي عليهماالسلام : إذا طلبتم الحوائج ، فاطلبوها من أهلها ، قيل : يا ابن رسول الله ، ومن أهلها؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم ، فقال : ( إنما يتذكر أولوا الألباب ) قال : هم أولو العقول. وقال علي بن الحسين عليهماالسلام : مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ، وإدآب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولاة العدل تمام العز ، واستثمار المال تمام المروءة ، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الأذى من كمال العقل ، وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا. يا هشام ، إن العاقل لايحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لايقدر عليه ، ولا يرجو ما يعنف برجائه ، ولا يقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه » .
-
( الرواية )
الحسين بن محمد ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن أبي يعقوب البغدادي ، قال : قال ابن السكيت لأبي الحسن عليه السلام : لماذا بعث الله موسى بن عمران عليه السلام بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر ، وبعث عيسى عليه السلام بآلة الطب ، وبعث محمدا ـ صلى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء ـ بالكلام والخطب؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : « إن الله لما بعث موسى عليه السلام كان الغالب على أهل عصره السحر ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله ، وما أبطل به سحرهم ، وأثبت به الحجة عليهم ؛ وإن الله بعث عيسى عليه السلام في وقت قد ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس إلى الطب ، فأتاهم من عند الله تعالى بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى ، وأثبت به الحجة عليهم ؛ وإن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام ـ وأظنه قال : الشعر ـ فأتاهم من عند الله تعالى من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم ، وأثبت به الحجة عليهم ». قال : فقال ابن السكيت : تالله ، ما رأيت مثلك قط ، فما الحجة على الخلق اليوم؟ قال : فقال عليه السلام : « العقل ؛ يعرف به الصادق على الله فيصدقه ، والكاذب على الله فيكذبه ». قال : فقال ابن السكيت : هذا والله هو الجواب .
-
( الرواية )
محمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نجران ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « لما خلق الله العقل ، قال له : أقبل ، فأقبل ، ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك ، إياك آمر ، وإياك أنهى ، وإياك أثيب ، وإياك أعاقب » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن خالد ، عن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : الرجل آتيه وأكلمه ببعض كلامي ، فيعرفه كله ؛ ومنهم من آتيه فأكلمه بالكلام ، فيستوفي كلامي كله ، ثم يرده علي كما كلمته ؛ ومنهم من آتيه فأكلمه ، فيقول : أعد علي؟ فقال : « يا إسحاق ، وما تدري لم هذا؟ » قلت : لا ، قال : « الذي تكلمه ببعض كلامك ، فيعرفه كله ، فذاك من عجنت نطفته بعقله ؛ وأما الذي تكلمه ، فيستوفي كلامك ، ثم يجيبك على كلامك ، فذاك الذي ركب عقله فيه في بطن أمه ؛ وأما الذي تكلمه بالكلام ، فيقول : أعد علي ، فذاك الذي ركب عقله فيه بعد ما كبر ، فهو يقول لك : أعد علي » .
-
( الرواية )
علي بن محمد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « تفقهوا في الدين ؛ فإنه من لم يتفقه منكم في الدين ، فهو أعرابي ؛ إن الله تعالى يقول في كتابه : ( ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) .
-
( الرواية )
علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عمن رواه : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال له رجل : جعلت فداك ، رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه؟ قال : فقال : « كيف يتفقه هذا في دينه؟! » .
-
( الرواية )
محمد بن الحسن وعلي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن درست الواسطي ، عن إبراهيم بن عبد الحميد : عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : « دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد ، فإذا جماعة قد أطافوا برجل ، فقال : ما هذا؟ فقيل : علامة ، فقال : وما العلامة؟ فقالوا له : أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والأشعار والعربية ». قال : « فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ذاك علم لايضر من جهله ، ولا ينفع من علمه ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إنما العلم ثلاثة : آية محكمة ، أو فريضة عادلة ، أو سنة قائمة ، وما خلاهن فهو فضل » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « من علم خيرا ، فله مثل أجر من عمل به ». قلت : فإن علمه غيره ، يجري ذلك له؟ قال : « إن علمه الناس كلهم ، جرى له ». قلت : فإن مات؟ قال : « وإن مات » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « من تعلم العلم وعمل به وعلم لله ، دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل : تعلم لله ، وعمل لله ، وعلم لله » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة النصري : عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) قال : « يعني بالعلماء من صدق فعله قوله ، ومن لم يصدق فعله قوله ، فليس بعالم » .
-
( الرواية )
وبهذا الإسناد ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان رفعه ، قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : « يا معشر الحواريين ، لي إليكم حاجة اقضوها لي ، قالوا : قضيت حاجتك يا روح الله ، فقام ، فغسل أقدامهم ، فقالوا : كنا نحن أحق بهذا يا روح الله ، فقال : إن أحق الناس بالخدمة العالم ، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ». ثم قال عيسى عليه السلام : « بالتواضع تعمر الحكمة ، لابالتكبر ؛ وكذلك في السهل ينبت الزرع ، لافي الجبل » .
-
( الرواية )
علي بن محمد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عمن ذكره : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولا تأخذ بثوبه ، وإذا دخلت عليه ـ وعنده قوم ـ فسلم عليهم جميعا ، وخصه بالتحية دونهم ، واجلس بين يديه ، ولا تجلس خلفه ، ولا تغمز بعينك ، ولا تشر بيدك ، ولا تكثر من قول : قال فلان وقال فلان خلافا لقوله ، ولا تضجر بطول صحبته ؛ فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها متى يسقط عليك منها شيء ، و العالم أعظم أجرا من الصائم القائم ، الغازي في سبيل الله » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عمن ذكره ، عن جابر : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « كان علي بن الحسين عليه السلام يقول : إنه يسخي نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله عزوجل : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) وهو ذهاب العلماء » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس رفعه ، قال : قال لقمان لابنه : « يا بني ، اختر المجالس على عينك ، فإن رأيت قوما يذكرون الله جل وعز ، فاجلس معهم ؛ فإن تكن عالما ، نفعك علمك ، وإن تكن جاهلا ، علموك ، ولعل الله أن يظلهم برحمته ؛ فتعمك معهم ، وإذا رأيت قوما لايذكرون الله ، فلا تجلس معهم ؛ فإن تكن عالما ، لم ينفعك علمك ، وإن كنت جاهلا ، يزيدوك جهلا ، ولعل الله أن يظلهم بعقوبة ؛ فتعمك معهم » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قالت الحواريون لعيسى : يا روح الله ، من نجالس؟ قال : من تذكركم الله رؤيته ، ويزيد في علمكم منطقه ، ويرغبكم في الآخرة عمله » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن مجدور أصابته جنابة ، فغسلوه ، فمات ، قال : « قتلوه ، ألا سألوا ؛ فإن دواء العي السؤال » .
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ومحمد بن مسلم وبريد العجلي ، قالوا : قال أبو عبد الله عليه السلام لحمران بن أعين في شيء سأله : « إنما يهلك الناس ؛ لأنهم لا يسألون » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي جعفر الأحول : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « لا يسع الناس حتى يسألوا ، و يتفقهوا ويعرفوا إمامهم ، ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقية » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله ـ عز وجل ـ يقول : تذاكر العلم بين عبادي مما تحيا عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري » .
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : « رحم الله عبدا أحيا العلم ». قال : قلت : وما إحياؤه؟ قال : « أن يذاكر به أهل الدين وأهل الورع » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد : عن أبي عبد الله عليه السلام في هذه الآية : ( ولا تصعر ) ( خدك للناس ) قال : « ليكن الناس عندك في العلم سواء » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عمن ذكره : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « قام عيسى بن مريم عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل ، فقال : يا بني إسرائيل ، لاتحدتوا الجهال بالحكمة ؛ فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها ؛ فتظلموهم » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان الأحمر ، عن زياد بن أبي رجاء : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ؛ إن الرجل لينتز ع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض » .
-
( الرواية )
محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن محمد بن مسلم : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « للعالم ـ إذا سئل عن شيء وهو لايعلمه ـ أن يقول : الله أعلم ، وليس لغير العالم أن يقول ذلك » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن محمد بن مسلم : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إذا سئل الرجل منكم عما لايعلم ، فليقل : لا أدري ، ولا يقل : الله أعلم ؛ فيوقع في قلب صاحبه شكا ، وإذا قال المسؤول : لا أدري ، فلا يتهمه السائل » .
-
( الرواية )
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن أسباط ، عن جعفر بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن زرارة بن أعين ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام : ما حق الله على العباد؟ قال : « أن يقولوا ما يعلمون ، ويقفوا عند ما لايعلمون » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن الله خص عباده بآيتين من كتابه : أن لايقولوا حتى يعلموا ، ولا يردوا ما لم يعلموا ، وقال عز وجل : ( ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ) وقال : ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، قال : جاء رجل إلى علي بن الحسين عليه السلام ، فسأله عن مسائل فأجاب ، ثم عاد ليسأل عن مثلها ، فقال علي بن الحسين عليه السلام : « مكتوب في الإنجيل : لاتطلبوا علم ما لاتعلمون ولما تعملوا بما علمتم ؛ فإن العلم إذا لم يعمل به ، لم يزدد صاحبه إلا كفرا ، ولم يزدد من الله إلا بعدا » .
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قلت له : بم يعرف الناجي؟ قال : « من كان فعله لقوله موافقا ، فأثبت له الشهادة ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا ، فإنما ذلك مستودع » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه رفعه ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له خطب به على المنبر : « أيها الناس ، إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون ؛ إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لايستفيق عن جهله ، بل قد رأيت أن الحجة عليه أعظم ، والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه منها على هذا الجاهل المتحير في جهله ، وكلاهما حائر بائر ، لاترتابوا فتشكوا ، ولا تشكوا فتكفروا ، ولا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا ، ولا تدهنوا في الحق فتخسروا ، وإن من الحق أن تفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغتروا ، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ، وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، ومن يطع الله يأمن ويستبشر ، ومن يعص الله يخب ويندم » .
-
( الرواية )
علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول الله ، وما دخولهم في الدنيا؟ قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك ، فاحذروهم على دينكم » .
-
( الرواية )
علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح : عن أبي عبد الله عليه السلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : « جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما العلم ؟ قال : الإنصات ، قال : ثم مه ؟ قال : الاستماع ، قال : ثم مه؟قال : الحفظ؟ قال : ثم مه؟ قال : العمل به ، قال : ثم مه يا رسول الله؟ قال : نشره » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم : رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « طلبة العلم ثلاثة ، فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم : صنف يطلبه للجهل والمراء ، وصنف يطلبه للاستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل ، فصاحب الجهل والمراء موذ ، ممار ، متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم ، قد تسربل بالخشوع ، وتخلى من الورع ، فدق الله من هذا خيشومه ، وقطع منه حيزومه ؛ وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق ، يستطيل على مثله من أشباهه ، ويتواضع للأغنياء من دونه ، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى الله على هذا خبره ، وقطع من آثار العلماء أثره ؛ وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنك في برنسه ، وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، مستوحشا من أوثق إخوانه ، فشد الله من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه ». وحدثني به محمد بن محمود أبو عبد الله القزويني ، عن عدة من أصحابنا منهم جعفر بن محمد الصيقل بقزوين ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن عباد بن صهيب البصري ، عن أبي عبد الله عليه السلام.
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن زيد الشحام : عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل : ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) قال : قلت : ما طعامه؟ قال : « علمه الذي يأخذه ، عمن يأخذه؟ » .
-
( الرواية )
محمد ، عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن حمزة بن الطيار : أنه عرض على أبي عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه ، حتى إذا بلغ موضعا منها ، قال له : « كف واسكت ». ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : « لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لاتعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلوا عنكم فيه العمى ، ويعرفوكم فيه الحق ، قال الله تعالى : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما حق الله على خلقه؟ فقال : « أن يقولوا ما يعلمون ، ويكفوا عما لايعلمون ، فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه » .
-
( الرواية )
الحسين بن الحسن ، عن محمد بن زكريا الغلابي ، عن ابن عائشة البصري رفعه : أن أمير المؤمنين عليه السلام قال في بعض خطبه : « أيها الناس ، اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه ؛ الناس أبناء ما يحسنون ، وقدر كل امرئ ما يحسن ، فتكلموا في العلم ؛ تبين أقداركم » .
-
( الرواية )
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن سليمان ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الأعمى ، وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار. فقال أبو جعفر عليه السلام : « فهلك إذن مؤمن آل فرعون ، ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا ، فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قول الله جل ثناؤه : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) ؟ قال : « هو الرجل يسمع الحديث ، فيحدث به كما سمعه ، لايزيد فيه ولا ينقص منه » .
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أسمع الحديث منك ، فأزيد وأنقص؟ قال : « إن كنت تريد معانيه ، فلا بأس » .
-
( الرواية )
وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن داود بن فرقد ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني أسمع الكلام منك ، فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجيء ؟ قال : « فتتعمد ذلك؟ ». قلت : لا ، فقال : « تريد المعاني؟ ». قلت : نعم ، قال : « فلا بأس » .
-
( الرواية )
وعنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك ، أو أسمعه من أبيك أرويه عنك؟ قال : « سواء ، إلا أنك ترويه عن أبي أحب إلي ». وقال أبو عبد الله عليه السلام لجميل : « ما سمعت مني فاروه عن أبي » .
-
( الرواية )
وعنه ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : يجيئني القوم ، فيستمعون مني حديثكم ، فأضجر ولا أقوى؟ قال : « فاقرأ عليهم من أوله حديثا ، ومن وسطه حديثا ، ومن آخره حديثا » .
-
( الرواية )
عنه بإسناده ، عن أحمد بن عمر الحلال ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ، ولا يقول : اروه عني ، يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال : فقال : « إذا علمت أن الكتاب له ، فاروه عنه » .
-
( الرواية )
علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره ، قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول : « حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحديث رسول الله قول الله عز وجل » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة ، قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام : جعلت فداك ، إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام وكانت التقية شديدة ، فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم ، فلما ماتوا ، صارت الكتب إلينا ، فقال : « حدثوا بها ؛ فإنها حق » .
-
( الرواية )
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عبد الله بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قلت له : ( اتخذوا أحبارهم ) ( ورهبانهم ) ( أربابا من دون الله ) ؟فقال : « أما والله ، ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا ، فعبدوهم من حيث لايشعرون » .
-
( الرواية )
علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن محمد الهمذاني ، عن محمد بن عبيدة ، قال : قال لي أبو الحسن عليه السلام : « يا محمد ، أنتم أشد تقليدا أم المرجئة؟ » قال : قلت : قلدنا وقلدوا ، فقال : « لم أسألك عن هذا ». فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأول ، فقال أبو الحسن عليه السلام : « إن المرجئة نصبت رجلا لم تفرض طاعته وقلدوه ، وأنتم نصبتم رجلا وفرضتم طاعته ثم لم تقلدوه ، فهم أشد منكم تقليدا » .
-
( الرواية )
محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) فقال : « والله ، ما صاموا لهم ولا صلوا لهم ، ولكن أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا ، فاتبعوهم » .
-
( الرواية )
وبهذا الإسناد ، عن محمد بن جمهور رفعه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة » قيل : يا رسول الله ، وكيف ذلك ؟ قال : « إنه قد أشرب قلبه حبها » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حكيم ، قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام : جعلت فداك ، فقهنا في الدين ، وأغنانا الله بكم عن الناس ، حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة و يحضره جوابها فيما من الله علينا بكم ، فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شيء ، فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا ، وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم ، فنأخذ به؟ فقال : « هيهات هيهات ، في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم ». قال : ثم قال : « لعن الله أبا حنيفة ؛ كان يقول : قال علي وقلت ». قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم : والله ، ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس .
-
( الرواية )
محمد بن أبي عبد الله رفعه ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام : بما أوحد الله عز وجل؟ فقال : « يا يونس ، لاتكونن مبتدعا ، من نظر برأيه هلك ، ومن ترك أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ضل ، ومن ترك كتاب الله وقول نبيه كفر » .
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنة ، فننظر فيها؟ فقال : « لا ، أما إنك إن أصبت ، لم تؤجر ؛ وإن أخطأت ، كذبت على الله عز وجل » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن سماعة بن مهران : عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : قلت : أصلحك الله ، إنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا ، فلا يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء مسطر ، وذلك مما أنعم الله به علينا بكم ، ثم يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه شيء ، فينظر بعضنا إلى بعض وعندنا ما يشبهه ، فنقيس على أحسنه؟ فقال : « و ما لكم وللقياس ؟ إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ». ثم قال : « إذا جاءكم ما تعلمون ، فقولوا به ، وإن جاءكم ما لاتعلمون ، فها » وأهوى بيده إلى فيه ، ثم قال : « لعن الله أبا حنيفة ؛ كان يقول : قال علي وقلت أنا ، وقالت الصحابة وقلت » ثم قال : « أكنت تجلس إليه؟ » فقلت : لا ، ولكن هذا كلامه. فقلت : أصلحك الله ، أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس بما يكتفون به في عهده؟ فقال : « نعم ، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة ». فقلت : فضاع من ذلك شيء؟ فقال : « لا ، هو عند أهله » .
-
( الرواية )
عنه ، عن محمد ، عن يونس ، عن أبان ، عن أبي شيبة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « ضلعلم ابن شبرمة عند الجامعة ـ إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده ـ إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما ، فيها علم الحلال والحرام ، إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس ، فلم يزدادوا من الحق إلا بعدا ؛ إن دين الله لايصاب بالقياس » .
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن الحسين بن مياح ، عن أبيه : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن إبليس قاس نفسه بآدم ، فقال : ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) ، فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار ، كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبد الله العقيلي ، عن عيسى بن عبد الله القرشي ، قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه السلام ، فقال له : « يا أبا حنيفة ، بلغني أنك تقيس؟ » قال : نعم ، قال : « لا تقس ؛ فإن أول من قاس إبليس حين قال : ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس نورية آدم بنورية النار ، عرف فضل ما بين النورين ، وصفاء أحدهما على الآخر » .
-
( الرواية )
علي ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن قتيبة ، قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن مسألة ، فأجابه فيها ، فقال الرجل : أرأيت إن كان كذا وكذا ، ما كان يكون القول فيها؟ فقال له : « مه ، ما أجبتك فيه من شيء ، فهو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لسنا من « أرأيت » في شيء » .
-
( الرواية )
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن حديد، عن مرازم : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أنزل في القرآن تبيان كل شيء ، حتى والله ، ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لايستطيع عبد يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن إلا وقد أنزله الله فيه » .
-
( الرواية )
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي الجارود ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : « إذا حدثتكم بشيء ، فاسألوني من كتاب الله ». ثم قال في بعض حديثه : « إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال » فقيل له : يا ابن رسول الله ، أين هذا من كتاب الله؟ قال : « إن الله ـ عز وجل ـ يقول : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) وقال : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) وقال : ( لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) .
عدد الروايات في كتاب تفسير الإمام العسكري عليه السلام 18 رواية
-
( الرواية )
" حدثني أبي علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه الباقر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد المستشهدين عن أبيه أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وخليفة رسول رب العالمين، وفاروق الامة، وباب مدينة الحكمة، ووصي رسول الرحمة "" علي بن أبي طالب "" صلوات الله عليهم عن رسول رب العالمين، وسيد المرسلين، وقائد الغر المحجلين والمخصوص بأشرف الشفاعات في يوم الدين صلى الله عليه وآله أجمعين قال: حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، المقربون عند الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله ويدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، وعن قارئه بلوى الآخرة. والذى نفس محمد بيده، لسامع آية من كتاب الله عزوجل - وهو معتقد أن المورد له عن الله تعالى: محمد، الصادق في كل أقواله، الحكيم في كل أفعاله المودع ما أودعه الله تعالى: من علومه أمير المؤمنين عليا عليه السلام، المعتقد للانقياد له فيما يأمر ويرسم - أعظم أجرا من ثبير ذهب يتصدق به من لا يعتقد هذه الامور بل تكون صدقته وبالا عليه. ولقارى آية من كتاب الله - معتقدا لهذ ه الامور - أفضل مما دون العرش إلى أسفل التخوم يكون لمن لا يعتقد هذا الاعتقاد، فيتصدق به، بل ذلك كله وبال على هذا المتصدق به. ثم قال: أتدرون متي يتوفر على هذا المستمع وهذا القارئ هذه المثوبات العظيمات؟ إذا لم يغل في القرآن إنه كلام مجيد ولم يجف عنه، ولم يستأكل به ولم يراء به. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالقرآن فانه الشفاء النافع، والدواء المبارك و عصمة لمن تمسك به،ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيشعب ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد. و اتلوه فان الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: "" الم "" عشر، ولكن أقول "" الالف "" عشر، و "" اللام "" عشر، و "" الميم "" عشر. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتدرون من المتمسك الذي(بتمسكه ينال) هذا الشرف العظيم؟ هو الذي أخذ القرآن وتأويله عنا أهل البيت، أو عن وسائطنا السفراء عنا إلى شيعتنا، لاعن آراء المجادلين وقياس القائسين. فاما من قال في القرآن برأيه، فان اتفق له مصادفة صواب، فقد جهل في أخذه عن غير أهله، وكان كمن سلك طريقا مسبعا من غير حفاظ يحفظونه فان اتفقت له السلامة، فهو لا يعدم من العقلاء والفضلاء الذم والعذل والتوبيخ وإن اتفق له افتراس السبع له فقد جمع إلى هلاكه سقوطه عند الخيرين الفاضلين وعند العوام الجاهلين. وإن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار، وكان مثله كمثل من ركب بحرا هائجا بلا ملاح، ولا سفينة صحيحة، لا يسمع بهلاكه أحد إلا قال: هو أهل لما لحقه، ومستحق لما أصابه. وقال صلى الله عليه وآله: ما أنعم الله عزوجل على عبد بعد الايمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله والمعرفة بتأويله. ومن جعل الله له في ذلك حظا، ثم ظن أن أحدا - لم يفعل به ما فعل به - قد فضل عليه فقد حقر(نعم الله) عليه. فضل العالم بتأويل القرآن والعالم برحمته . "
-
( الرواية )
" وقال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله تعالى: "" يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "" قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "" فضل الله عزوجل "" القرآن والعلم بتأويله "" ورحمته "" توفيقه لموالاة محمد وآله الطيبين، ومعاداة أعدائهم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون، وهو ثمن الجنة ونعيمها، فانه يكتسب بها رضوان الله تعالى الذي هو أفضل من الجنة ويستحق بها الكون بحضرة محمد وآله الطيبين الذي هو أفضل من الجنة. و إن محمدا وآله الطيبين أشرف زينة في الجنان. ثم قال صلى الله عليه وآله: يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله، وبموالاتنا أهل البيت والتبري من أعدائنا أقواما، فيجعلهم في الخير قادة، تقص آثارهم، وترمق أعمالهم ويقتدى بفعالهم، وترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلواتها تبارك عليهم، و تستغفر لهم حتى كل رطب ويابس يستغفر لهم حتى حيتان البحر وهو امه سباع الطير وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها "
-
( الرواية )
" ثم قال الحسن أبومحمد الامام عليه السلام: أما قوله الذي ندبك الله إليه، وأمرك به عند قراءة القرآن: "" أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم "" فان أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن قوله: "" أعوذ بالله "" أي أمتنع بالله، "" السميع "" لمقال الاخيار والاشرار ولكل المسموعات من الاعلان والاسرار "" العليم "" بأفعال الابرار والفجار، وبكل شئ مما كان ومايكون ومالا يكون أن لو كان كيف كان يكون "" من الشيطان الرجيم ""(والشيطان) هو البعيد من كل خير "" الرجيم "" المرجوم باللعن، المطرود من بقاع الخير والاستعاذة هي م ما قد أمر الله به عباده عند قراءتهم القرآن، فقال: "" فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون . انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون "" ومن تأدب بأدب الله عزوجل أداه إلى الفلاج الدائم، ومن استوصى بوصية الله كان له خير الدراين. "
-
( الرواية )
" ألا انبئكم ببعض أخبارنا؟ قالوا: بلى يابن أمير المؤمنين. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما بنى مسجده بالمدينة وأشرع فيه بابه، وأشرع المهاجرون والانصار(أبوابهم) أراد الله عزوجل إبانة محمد وآله الافضلين بالفضيلة، فنزل جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى بأن سدوا الابواب عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل بكم العذاب. فأول من بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وآله يأمره بسد الابواب العباس بن عبدالمطلب فقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله، وكان الرسول معاذ بن جبل. ثم مر العباس بفاطمة عليهاالسلام فرآها قاعدة على بابها، وقد أقعدت الحسن والحسين عليهما السلام، فقال لها: ما بالك قاعدة؟ انظروا إليها كأنها لبوة بين يديها جرواها تظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج عمه، ويدخل ابن عمه. فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: ما بالك قاعدة؟ قالت: أنتظر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الابواب. فقال لها: إن الله تعالى أمرهم بسد الابواب، واستثنى منهم رسوله إنما أنتم نفس رسول الله ثم إن عمر بن الخطاب جاء فقال: إني أحب النظر إليك يا رسول الله إذا مررت إلى مصلاك، فاذن لي في فرجة أنظر إليك منها؟ فقال صلى الله عليه وآله: قد أبي الله عزوجل ذلك. قال: فمقدار ما أضع عليه وجهي. قال: قد أبى الله ذلك. قال: فمقدار ما أضع عليه إحدى عيني. قال: قد أبى الله ذلك، ولو قلت: قدر طرف إبرة لم آذن لك، والذي نفسي بيده ما أنا أخرجتكم ولا أدخلتهم، ولكن الله أدخلهم وأخرجكم. ثم قال صلى الله عليه وآله: لا ينبغي لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت في هذا المسجد جنبا إلا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم، الطيبون من أولادهم. قال عليه السلام: فأما المؤمنون فقد رضوا وسلموا، وأما المنافقون فاغتاظوا لذلك وأنفوا، ومشى بعضهم إلى بعض يقولون فيما بينهم : ألا ترون محمدا لا يزال يخص بالفضائل ابن عمه ليخرجنا منها صفرا؟ والله لئن أنفذنا له في حياته لنأبين عليه بعد وفاته ! وجعل عبدالله بن أبي يصغي إلى مقالتهم، ويغضب تارة، ويسكن أخرى ويقول لهم: إن محمدا صلى الله عليه وآله لمتأله، فاياكم ومكاشفته، فان من كاشف المتأله انقلب خاسئا حسيرا، وينغص عليه عيشه وإن الفطن اللبيب من تجرع على الغصة لينتهز الفرصة. فبيناهم كذلك إذ طلع علهيم رجل من المؤمنين يقال له زيد بن أرقم، فقال لهم: يا أعداء الله أبالله تكذبون، وعلى رسوله تطعنون ودينه تكيدون؟ والله لاخبرن رسول الله صلى الله عليه وآله بكم. فقال عبدالله بن أبي والجماعة: والله لئن أخبرته بنا لنكذ بنك، ولنحلفن له فانه إذا يصد قنا، ثم والله لنقيمن عليك من يشهد عليك عنده بما يوجب قتلك أو قطعك أو حدك. قال عليه السلام: فأتى زيد رسول الله صلى الله عليه وآله فأسر إليه ما كان من عبدالله بن أبي وأصحابه فأنزل الله عزوجل: (ولا تطع الكافرين) المجاهرين لك يا محمد فيما دعوتهم إليه من الايمان بالله، والموالاة لك ولاوليائك والمعاداة لاعدائك. (والمنافقين) الذين يطيعونك في الظاهر، ويخالفونك في الباطن(ودع أذاهم) بما يكون منهم من القول السئ فيك وفي ذويك(وتوكل على الله) في إتمام أمرك وإقامة حجتك. فان المؤمن هو الظاهر بالحجة وإن غلب في الدنيا، لان العاقبة له لان غرض المؤمنين في كدحهم في الدنيا إنما هو الوصول إلى نعيم الابد في الجنة، وذلك حاصل لك ولآلك ولاصحابك وشيعتهم. ثم ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلتفت إلى ما بلغه عنهم، وأمر زيدا فقال له : إن أردت أن لا يصيبك شرهم ولا ينالك مكرهم فقل إذا أصبحت: "" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "" فان الله يعيذك من شرهم، فانهم شياطين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. وإذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت: "" بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله "" بسم الله "" ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله "" بسم الله "" ما شاء الله، ما يكون من نعمة فمن الله، "" بسم الله "" ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "" بسم الله "" ما شاء الله و صلى الله على محمد وآله الطيبين "". فان من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يمسي. ومن قالها ثلاثا إذا أمسى أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يصبح وإن الخضر وإلياس عليهما السلام يلتقيان في كل موسم، فاذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات.وإن ذلك شعار شيعتي، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم صلى الله عليه وآله. قال الباقر عليه السلام: لما أمر العباس بسد الابواب، وأذن لعلي عليه السلام في ترك بابه جاء العباس وغيره من آل محمد صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله ما بال علي يدخل ويخرج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذلك إلى الله فسلموا له تعالى حكمه، هذا جبرئيل جاءني عن الله عزوجل بذلك. ثم أخذه ما كان يأخذه إذا نزل عليه الوحي ثم سرى عنه فقال: يا عباس يا عم رسول الله إن جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أن عليا لم يفارقك في وحدتك، وأنسك في وحشتك، فلا تفارقه في مسجدك لو رأيت عليا - وهو يتضور على فراش محمد صلى الله عليه وآله واقيا روحه بروحه، متعرضا لاعدائه، مستسلما لهم أن يقتلوه شر قتلة - لعلمت أنه يستحق من محمد الكرامة والتفضيل، ومن الله تعالى التعظيم والتبجيل - إن عليا قد انفرد عن الخلق في البيتوتة على فراش محمد ووقاية روحه بروحه فأفرده الله تعالى دونهم بسلو كه في مسجده - لو رأيت عليا - يا عم رسول الله - وعظيم منزلته عند رب العالمين، وشريف محله عند ملائكته المقربين، وعظيم شأنه في أعلى عليين لاستقللت ما تراه له ههنا.إياك يا عم رسول الله وأن تجد له في قلبك مكروها فتصير كأخيك أبي لهب فانكما شقيقان. يا عم رسول الله لو أبغض عليا أهل السماوات والارضين لاهلكهم الله ببغضه، ولو أحبه الكفار أجمعون لاثابهم الله عن محبته بالخاتمة المحمودة بأن يوفقهم للايمان ثم يدخلهم الجنة برحمته. يا عم رسول الله إن شأن علي عظيم، إن حال علي جليل، إن وزن علي ثقيل و ما وضع حب علي في ميزان أحد إلا رجح على سيئاته، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته. فقال العباس: قد سلمت ورضيت يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عم انظر إلى السماء. فنظر العباس، فقال: ماذا ترى يا عباس؟ فقال: أرى شمسا طالعة نقية من سماء صافية جلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عم رسول الله إن حسن تسليمك لما وهب الله عزوجل لعلي من الفضيلة أحسن من هذه الشمس في هذه السماء، وعظم بركة هذا التسليم عليك أعظم وأكثر من عظم بركة هذه الشمس على النبات والحبوب والثمار حيث تنضجها وتنميها وتربيها ، واعلم أنه قد صافاك بتسليمك لعلي قبيلة من الملائكة المقربين أكثر عددا من قطر المطر وورق الشجر ورمل عالج، وعدد شعور الحيوانات وأصناف النباتات، وعدد خطى بني آدم وأنفاسهم وألفاظهم وألحاظهم كل يقولون: اللهم صل على العباس عم نبيك في تسليمه لنبيك فضل أخيه علي. فاحمد الله واشكره، فلقد عظم ربحك، وجلت رتبتك في ملكوت السماوات. "
-
( الرواية )
"قوله عزوجل: "" بسم الله الرحمن الرحيم "" . قال الامام عليه السلام: "" الله "" هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق و عند انقطاع الرجاء من كل من دونه وتقطع الاسباب من جميع من سواه فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي. "
-
( الرواية )
" قال الامام عليه السلام وهو ما قال رجل للصادق عليه السلام: يابن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر المجادلون علي وحيروني. فقال له : يا عبدالله هل ركبت سفينة قط؟ قال: بلى. فقال: هل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: بلى. قال: فهل تعلق قلبك هنا لك أن شيئا من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال: بلى. قال الصادق عليه السلام: فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حين لامنجي، وعلى الاغاثة حين لا مغيث. "
-
( الرواية )
" وقال الصادق عليه السلام: ولربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا "" بسم الله الرحمن الرحيم "" فيمتحنه الله بمكروه، لينبهه على شكر الله تعالى والثناء عليه، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه قول "" بسم الله الرحمن الرحيم . لقد دخل عبدالله بن يحيى على أمير المؤمنين عليه السلام وبين يديه كرسي فأمره بالجلوس، فجلس عليه، فمال به حتى سقط على رأسه، فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم فأمر أمير المؤمينن عليه السلام بماء، فغسل عنه ذلك الدم. ثم قال: أدن مني فدنا منه، فوضع يده على موضحته - وقد كان يجد من ألمها ما لا صبر له معه - ومسح يده عليها، وتفل فيها فما هو إلا أن فعل ذلك حتى اندمل وصار كأنه لم يصبه شئ قط. ثم قال أمير المؤمينن عليه السلام: يا عبدالله، الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم لتسلم لهم طاعاتهم ويستحقوا عليها ثوابها. فقال عبدالله بن يحيى: يا أمير المؤمنين ! و إنا لا نجازى بذنوبنا إلا في الدنيا؟ قال: نعم أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وآله: الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر؟ يطهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما يبتليهم به من المحن، وبما يغفره لهم، فان الله إن الله تعالى يقول:(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) حتى إذا وردوا القيامة، تو فرت عليهم طاعاتهم وعباداتهم. وان أعداء محمد وأعداءنا يجازيهم على طاعة تكون منهم في الدنيا - وإن كان لا وزن لها لانه لا إخلاص معها - حتى إذا وافوا القيامة، حملت عليهم ذنوبهم وبغضهم لمحمد صلى الله عليه وآله وخيار أصحابه، فقذفوا لذلك في النار. ولقد سمعت محمدا صلى الله عليه وآله يقول: إنه كان فيما مضى قبلكم رجلان أحدهما مطيع لله مؤمن والآخر كافر به مجاهر بعداوة أوليائه وموالاة أعدائه، ولكل واحد منهما ملك عظيم في قطر من الارض، فمرض الكافر فاشتهى سمكة في غير أوانها، لان ذلك الصنف من السمك كان في ذلك الوقت في اللجج حيث لا يقد رعليه، فآيسته الاطباء من نفسه وقالوا له : استخلف على ملكك من يقوم به، فلست بأخلد من أصحاب القبور، فان شفاءك في هذه السمكة التي اشتهيتها، ولا سبيل إليها. فبعث الله ملكا وأمره أن يزعج البحر ب تلك السمكة إلى حيث يسهل أخذها فاخذت له تلك السمكة فأكلها، فبرء من مرضه، وبقي في ملكه سنين بعدها. ثم ان ذلك المؤمن مرض في وقت كان جنس ذلك السمك بعينه لا يفارق الشطوط التي يسهل أخذه منها، مثل علة الكافر، واشتهى تلك السمكة، ووصفها له الاطباء. فقالوا: طب نفسا، فهذا أوانها تؤخذ لك فتأكل منها، وتبرأ. فبعث الله ذلك الملك وأمره أن يزعج جنس تلك السمكة كله من الشطوط إلى اللجج لئلا يقدر عليه فيؤخذ حتى مات المؤمن من شهوته، لعدم دوائه. فعجب من ذلك ملائكة السماء وأهل ذلك البلد في الارض حتى كادوا يفتنون لان الله تعالى سهل على الكافر ما لا سبيل إليه، وعسر على المؤمن ما كان السبيل إليه سهلا. فأوحى الله عزوجل إلى ملائكة السماء وإلى نبي ذلك الزمان في الارض: إني أنا الله الكريم المتفضل القادر، لا يضرني ما أعطي، ولا ينفعني ما أمنع، ولا أظلم أحدا مثقال ذرة، فأما الكافر فانما سهلت له أخذ السمكة في غير أوانها، ليكون جزاء على حسنة كان عملها، إذ كان حقا علي أن لا أبطل لاحد حسنة حتى يرد القيامة ولا حسنة في صحيفته، ويدخل النار بكفره. ومنعت العابد تلك السمكة بعينها، لخطيئة كانت منه أردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة، إعدام ذلك الدواء، ليأتين ولا ذنب عليه، فيدخل الجنة. فقال عبد الله بن يحيى: يا أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني، فان رأيت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا الملجس، حتى لا أعود إلى مثله. قال: تركك حين جلست أن تقول: "" بسم الله الرحمن الرحيم "" فجعل الله ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصا بما أصابك. أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني عن الله عزوجل أنه قال: كل أمر ذي بال لم يذكر "" بسم الله"" فيه فهو أبتر. فقلت: بلى بأبي أنت وأمي لا أتركها بعدها. قال: إذا تحصن بذلك وتسعد. ثم قال عبدالله بن يحيى: يا أمير المؤمنين ما تفسير "" بسم الله الرحمن الرحيم ""؟ قال: إن العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملا و يقول: بسم الله أي: بهذا الاسم أعمل هذا العمل. فكل أمر يعمله يبدأ فيه ب "" بسم الله الرحمن الرحيم "" فانه يبارك له فيه. "
-
( الرواية )
" قال الامام محمد بن على الباقر عليه السلام: دخل محمد بن على بن مسلم بن شهاب الزهري على علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام وهو كئيب حزين فقال له زين العابدين عليه السلام: ما بالك مهموما مغموما؟ قال: يا بن رسول الله هموم وغموم تتوالى علي لما امتحنت به من جهة حساد(نعمتي، والطامعين) في، وممن أرجوه وممن قد أحسنت إليه فيخلف ظني. فقال له على بن الحسين زين العابدين عليهما السلام: إحفظ عليك لسانك تملك به إخوانك. قال الزهرى: يا بن رسول الله إني احسن إليهم بما يبدر من كلامي. قال على بن الحسين عليهما السلام: هيهات هيهات إياك وأن تعجب من نفسك بذلك وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عندك اعتذاره، فليس كل من تسمعه نكرأ أمكنك أن توسعه عذرا. ثم قال: يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه، كان هلاكه من أيسر ما فيه. ثم قال: يا زهري وما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم منك بمنزلة ولدك، وتجعل تربك منهم بمنزلة أخيك، فأي هؤلاء تحب أن تظلم؟ وأي هؤلاء تحب أن تدعو عليه؟ وأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره. وإن عرض لك إبليس - لعنه الله - بأن لك فضلا على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل: قد سبقني بالايمان والعمل الصالح، فهو خير مني وإن كان أصغر منك، فقل: قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني وإن كان تربك فقل: أنا على يقين من ذنبي، وفي شك من أمره، فمالي أدع يقيني لشكي وإن رأيت المسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك فقل: هذا فضل أحدثوه وإن رأيت منهم(جفاء وانقباضا عنك قل: هذا الذي) أحدثته فانك إذا فعلت ذلك، سهل الله عليك عيشك، وكثر أصدقاؤك، وقل أعداؤك، وفرحت بما يكون من برهم، ولم تأسف على ما يكون من جفائهم. واعلم: أن أكرم الناس على الناس من كان خيره عليهم فائضا، وكان عنهم مستغنيا متعففا، وأكرم الناس بعده عليهم من كان عنهم متعففا، وإن كان إليهم محتاجا، فانما أهل الدنيا(يعشقون الاموال)، فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم، ومن لم يزاحمهم فيها ومكنهم منها أو من بعضها كان أعز عليهم وأكرم. "
-
( الرواية )
" قال عليه السلام: ثم قال إليه رجل فقال: يا ابن رسول الله أخبرني ما معنى "" بسم الله الرحمن الرحيم ""؟ فقال علي بن الحسين عليه السلام: حدثني أبي، عن أخيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام أن رجلا قام إليه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن بسم "" الله الرحمن الرحيم "" ما معناه؟ فقال عليه السلام: إن قولك: "" الله "" أعظم الاسماء - من أسماء الله تعالى - وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يتسمى به غير الله، ولم يتسم به مخلوق. فقال الرجل: فما تفسير قوله تعالى: "" الله ""؟ فقال عليه السلام: هو الذى يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه، وتقطع الاسباب من كل من سواه وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا أو متعظم فيها، وإن عظم غناؤه وطغيانه و كثرت حوائج من دونه إليه، فانهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم. وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته، حتى إذا كفى همه، عاد إلى شركه. أما تسمع الله عزوجل يقول: "" قل أرأيتكم أن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ان كنتم صادقين بل اياه تدعون فيكشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون "" فقال الله تعالى لعباده: أيها الفقراء إلى رحمتي إنى قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل حال، وذلة العبودية في كل وقت، فالي فافزعوا في كل أمر تأخذون به وترجون تمامه، وبلوغ غايته، فاني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم فأنا أحق من سئل، وأولى من تضرع إليه فقولوا عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير: "" بسم الله الرحمن الرحيم "" أي أستعين على هذا الامر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره، المغيث إذا استغيث، و المجيب إذا دعي "" الرحمن "" الذي يرحم ببسط الرزق علينا "" الرحيم "" بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا: خفف الله علينا الدين، وجعله سهلا خفيفا، وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه. ثم قال رسول الله عليه السلام: من أحزنه أمر تعاطاه فقال: "" بسم الله الرحمن الرحيم "" وهو مخلص لله عزوجل ويقبل بقلبه إليه، لم ينفك من إحدى اثنتين: إما بلوغ حاجتة الدنياوية وإما ما يعد له عنده، ويدخر لديه، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين "
-
( الرواية )
" وقال الحسن بن علي عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وإن "" بسم الله الرحمن الرحيم "" آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم. قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عزوجل قال لي: يا محمد "" ولقد اتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم "" فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب، وجعلها بازاء القرآن العظيم وأن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش. وأن الله تعالى خص بها محمدا صلى الله عليه وآله وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه السلام فانه أعطاه منها "" بسم الله الرحمن الرحيم "" ألا ترى أنه يحكي عن بلقيس حين قالت: "" انى القى إلى كتاب كريم انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم "" ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لامرهم، مؤمنا بظاهرهم وباطنهم، أعطاه الله عزوجل بكل حرف منها حسنة، كل حسنة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ومن استمع قارئا يقرأها كان له قدر ثلث ما للقارئ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فانه غنيمة لا يذهبن أوانه، فتبقى في قلوبكم الحسرة "
-
( الرواية )
" قوله تعالى: "" الحمد لله رب العالمين "" قال الامام عليه السلام: جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قوله عزوجل "" الحمد لله رب العالمين "" ما تفسيره؟ قال عليه السلام: لقد حدثني أبي، عن جدي عن الباقر، عن زين العابدين عليهمالسلام أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن قوله عزوجل "" الحمد لله رب العالمين "" ما تفسيره؟ فقال: "" الحمد لله "" هو أن عرف الله عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل، لانها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم: قولوا: "" الحمد لله "" على ما أنعم به علينا. (رب العالمين) وهم الجماعات من كل مخلوق، من الجمادات، والحيوانات: فأما الحيوانات، فهو يقلبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته. وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته، يمسك ما اتصل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه، ويمسك الارض أن تنخسف إلا بأمره، إنه بعباده رؤوف رحيم. قال عليه السلام: و(رب العالمين) مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم، إليهم، من حيث يعلمون، ومن حيث لايعلمون. فالرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا، ليس لتقوى متق بزائده، ولا لفجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه.ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت. قال أمير المؤمنين عليه السلام : فقال الله تعالى لهم: قولوا "" الحمد لله "" على ما أنعم به علينا، وذكرنا به من خير في كتب الاولين من قبل أن نكون. ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد لما فضله وفضلهم، وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم به على غيرهم . وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران واصطفاه نجيا وفلق له البحر فنجى بني إسرائيل، وأعطاه التوراة والالواح، رأى مكانه من ربه عزوجل فقال: يارب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي. فقال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندى من جميع ملائكتي وجميع خلقي؟ قال موسى: يا رب فان كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الانبياء أكرم من آلي؟ قال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين؟ فقال: يا رب فان كان آل محمد عندك كذلك، فهل في صحابة الانبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه وآله على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين و ك فضل محمد على جميع المرسلين؟ فقال موسى: يارب فان كان محمد وآله وصحبه كما وصفت، فهل في امم الانبياء أفضل عندك من امتي؟ ظللت عليهم الغمام، وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر؟ فقال الله تعالى: يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم كفضلي علي جميع خلقي؟ قال موسى: يارب ليتني كنت أراهم. (فأوحى الله تعالى إليه): يا موسى إنك لن تراهم، فليس هذا أو ان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنة جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبحبحون، أفتحب أن أسمعك كلامهم؟ قال: نعم يا إلهي: نداء الرب سبحانه وتعالى امة محمد صلى الله عليه وآله قال الله جل وجلاله : قم بين يدي، واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي السيد الملك الجليل، ففعل ذلك موسى. فنادى الملك ربنا عزوجل يا أمة محمد. فأجابوه كلهم، وهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم: "" لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك لبيك "". قال فجعل الله تعالى تلك الاجابة منهم شعار الحج ثم نادى ربنا عزوجل: يا امة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمدا عبده ورسوله، صادق في أقواله، محق في أفعاله وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه، يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد وأن أولياءه المصطفين الاخيار المطهرين المباينين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه، أدخلته جنتي، إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر. قال: فلما بعث الله عزوجل نبينا محمد صلى الله عليه وآله قال: يا محمد "" وما كنت بجانب الطور إذ نادينا "" امتك بهذه الكرامة. ثم قال عزوجل لمحمد صلى الله عليه وآله: قل: الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة. وقال لامته: و قولوا أنتم: الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل."
-
( الرواية )
" قوله عزوجل: "" الرحمن الرحيم "". قال الامام عليه السلام: "" الرحمن "": العاطف على خلقه بالرزق، لايقطع عنهم مواد رزقه، وإن انقطعوا عن طاعته. "" الرحيم "" بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته وبعباده الكافرين في الرفق بهم في دعائهم إلى موافقته. قال: وإن أمير المؤمينن عليه السلام قال: "" الرحمن "" هو العاطف على خلقه بالرزق. قال: ومن رحمته أنه لما سلب الطفل قوة النهوض والتعذي جعل تلك القوة في امه، ورققها عليه لتقوم بتربيته وحضانته، فان قسا قلب ام من الامهات أوجب تربية هذا الطفل وحضانته على سائر المؤمنين، ولما سلب بعض الحيوانات قوة التربية لاولادها، والقيام بمصالحها، جعل تلك القوة في الاولاد لتنهض حين تولد وتسير إلى رزقها المسبب لها. قال عليه السلام: وتفسير قوله عزوجل "" الرحمن "": أن قوله "" الرحمن "" مشتق من الرحمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: قال الله عزوجل: أنا "" الرحمن "". وهي من الرحم شققت لها إسما من إسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته. ثم قال علي عليه السلام: أو تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمن، ومن قطعها قطعه الرحمن؟ فقيل يا أمير المؤمنين: حث بهذا كل قوم على أن يكرموا أقرباءهم ويصلوا أرحامهم. فقال لهم: أيحثهم على أن يصلوا أرحامهم الكافرين، وأن يعظموا من حقره الله، وأوجب احتقاره من الكافرين؟ قالوا: لا، ولكنه حثهم على صلة أرحامهم المؤمنين. قال: فقال: أوجب حقوق أرحامهم، لاتصالهم بآبائهم وامهاتهم؟ قلت: بلى يا أخا رسول الله. قال: فهم إذن إنما يقضون فيهم حقوق الآباء والامهات. قلت: بلى يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: فآباؤهم وامهاتهم إنما غذوهم في الدنيا ووقوهم مكارهها، وهي نعمة زائلة، ومكروه ينقضي، ورسول ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة لا تنقضي، ووقاهم مكروها مؤبدا لا يبيد، فأي النعمتين أعظم؟ قلت: نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله أعظم وأجل وأكبر. قال: فكيف يجوز أن يحث على قضاء حق من صغر الله حقه، ولا يحث على قضاء حق من كبر الله حقه؟ قلت: لا يجوز ذلك. قال: فاذا حق رسول الله صلى الله عليه وآله أعظم من حق الوالدين، وحق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما، فرحم رسول الله صلى الله عليه وآله أولى بالصلة، وأعظم في القطيعة فالويل كل الويل لمن قطعها، والويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها. أوما علمت أن رحمة رحم رسول الله صلى الله عليه وآله حرمة رسول الله، وأن حرمة رسول الله حرمة الله تعالى، وأن الله أعظم حقا من كل منعم سواه، وأن كل منعم سواه إنما أنعم حيث قيضه لذلك ربه، ووفقه له. أما علمت ما قال الله تعالى لموسى بن عمران؟ قلت: بأبي أنت وأمي ما الذي قال له؟ قال عليه السلام: قال الله تعالى: يا موسى أتدري ما بلغت برحمتي إياك؟ فقال موسى: أنت أرحم بي من أبي وامي. قال الله تعالى: يا موسى وإنما رحمتك امك لفضل رحمتي، فأنا الذي رققتها عليك، وطيبت قلبها لتترك طيب وسنها لتربيتك، ولو لم أفعل ذلك بها لكانت هي وسائر النساء سواء. يا موسى أتدري أن عبدا من عبادي يكون له ذنوب وخطايا تبلغ أعنان السماء فأغفرها له، ولا أبالي؟ قال: يا رب وكيف لا تبالي؟ قال تعالى: لخصلة شريفة تكون في عبدي احبها، وهي أن يحب إخوانه الفقراء المؤمنين، ويتعاهدهم، ويساوي نفسه بهم، ولا يتكبر عليهم.فاذا فعل ذلك غفرت له ذنوبه، ولا ابالي. يا موسى إن الفخر ردائي والكبرياء إزاري، من نازعني في شئ منهما عذبته بناري. يا موسى إن من إعظام جلالي إكرام العبد الذي أنلته حظا من حطام الدنيا عبدا من عبادي مؤمنا. قصرت يديه في الدنيا، فان تكبر عليه فقد استخف بعظيم جلالي. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الرحم التي اشتقها الله عزوجل من رحمته بقوله: أنا "" الرحمن "" هي رحم محمد صلى الله عليه وآله، وإن من إعظام الله إعظام محمد صلى الله عليه وآله وإن من إعظام محمد صلى الله عليه وآله إعظام رحم محمد، وإن كل مؤمن ومؤمنة من شيعتنا هو من رحم محمد وإن إعظامهم من إعظام محمد صلى الله عليه وآله. فالويل لمن استخف بشئ من حرمة محمد صلى الله عليه وآله، وطوبى لمن عظم حرمته، وأكرم رحمه ووصلها."
-
( الرواية )
" قوله عزوجل: "" الرحيم "" . قال الامام عليه السلام: وأما قوله تعالى "" الرحيم ""(فان أمير المؤمنين عليه السلام قال:) رحيم بعباده المؤمنين، ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة، وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم، فبها يتراحم الناس، وترحم الوالدة ولدها، وتحنو الامهات من الحيوانات على أولادها. فاذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسعة وتسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد صلى الله عليه وآله، ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة حتى أن الواحد ليجئ إلى مؤمن من الشيعة، فيقول: اشفع لي. فيقول: وأي حق لك علي؟ فيقول: سقيتك يوما ماءا.فيذكر ذلك، فيشفع له، فيشفع فيه، ويجيئه آخر فيقول: إن لي عليك حقا، فاشفع لي. فيقول: وما حقك علي؟ فيقول: استظللت بظل جداري ساعة في يوم حار. فيشفع له، فيشفع فيه، ولا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه، فان المؤمن أكرم على الله مما تظنون"
-
( الرواية )
" قوله عزوجل: "" مالك يوم الدين. قال الامام عليه السلام:(مالك يوم الدين) أي قادر على إقامة يوم الدين، وهو يوم الحساب، قادر على تقديمه على وقته، وتأخيره بعد وقته، وهو المالك أيضا في يوم الدين، فهو يقضي بالحق، لا يملك الحكم والقضاء في ذلك اليوم من يظلم ويجور، كما في الدنيا من يملك الاحكام. قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام(يوم الدين) هو يوم الحساب. وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ألا اخبركم بأكيس الكيسين وأحمق الحمقى؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أكيس الكيسين من حاسب نفسه، وعمل لما بعد الموت، وأن أحمق الحمقى من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله تعالى الاماني. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكيف يحاسب الرجل نفسه؟ قال: إذا أصبح ثم أمسى رجع إلى نفسه فقال: يا نفس إن هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبدا، والله تعالى يسألك عنه فيما أفنيته، فما الذي عملت فيه؟ أذكرت الله أم حمدتيه؟ أقضيت حوائج مؤمن؟ أنفست عنه كربة؟ أحفظتيه بظهر الغيب في أهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلفيه؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك؟ أأعنت مسلما؟ ما الذي صنعت فيه؟ فيذكر ما كان منه. فان ذكر أنه جرى منه خير، حمد الله تعالى، وكبره على توفيقه، وإن ذكر معصية أو تقصيرا، إستغفر الله تعالى، وعزم على ترك معاودته، ومحا ذلك عن نفسه بتجديد الصلاة على محمد وآله الطيبين، وعرض بيعة أمير المؤمينن علي عليه السلام على نفسه، وقبوله لها، وإعادة لعن أعدائه وشانئيه ودافعيه عن حقه فاذا فعل ذلك قال الله عزوجل: لست أناقشك في شئ من الذنوب مع موالاتك أوليائي، ومعاداتك أعدائي "
-
( الرواية )
"قوله عزوجل: "" اياك نعبد واياك نستعين "". قال الامام عليه السلام(إياك نعبد وإياك نستيعن) قال الله تعالى: قولوا: يا أيها الخلق المنعم عليهم. "" إياك نعبد "" أيها المنعم علينا، ونطيعك مخلصين مع التذلل والخضوع بلا رياء، ولا سمعة. "" واياك نستعين "" منك: نسأل المعونة على طاعتك لنؤديها كماأمرت، ونتقي من دنيانا مانهيت عنه، ونعتصم - من الشيطان الرجيم، ومن سائر مردة الجن والانس من المضلين، ومن المؤذين الظالمين - بعصمتك. "
-
( الرواية )
" وقال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام من العظيم الشقاء؟ قال: رجل ترك الدنيا للدنيا، ففاتته الدنيا وخسر الآخرة، ورجل تعبد واجتهد وصام رئاء الناس فذاك الذي حرم لذات الدنيا، ولحقه التعب الذي لو كان به مخلصا لاستحق ثوابه، فورد الآخرة وهو يظن أنه قد عمل ما يثقل به ميزانه، فيجده هباءا منثورا. قيل: فمن أعظم الناس حسرة؟ قال: من رأى ماله في ميزان غيره، وأدخله الله به النار، وأدخل وارثه به الجنة. قيل: فكيف يكون هذا؟ قال: كما حدثني بعض إخواننا عن رجل دخل إليه وهو يسوق فقال له: يا أبا فلان ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق ما أديت منها زكاة قط، ولا وصلت منها رحما قط؟ قال: فقلت: فعلام جمعتها؟ قال: لجفوة السلطان، ومكاثرة العشيرة، وتخوف الفقر على العيال، و لروعة الزمان. قال: ثم لم يخرج من عنده حتى فاضت نفسه. ثم قال على عليه السلام: الحمد لله الذي أخرجه منها ملوما مليما بباطل جمعها، ومن حق منعها، جمعها فأوعاها، وشدها فأوكاها، قطع فيها المفاوز القفار، ولجج البحار أيها الواقف لا تخدع كما خدع صويحبك بالامس، إن من أشد الناس حسرة يوم القيامة من رأى ماله في ميزان غيره، أدخل الله عزوجل هذا به الجنة وأدخل هذا به النار "
-
( الرواية )
" قال الصادق عليه السلام: وأعظم من هذا حسرة رجل جمع مالا عظيما بكد شديد، ومباشرة الاهوال، وتعرض الاخطار، ثم أفنى ماله في صدقات ومبرات، وأفنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات، وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب عليه السلام حقه، ولا يعرف له من الاسلام محله، ويرى أن من لا بعشره ولابعشر عشير معشاره أفضل منه عليه السلام يوقف على الحجج فلا يتأملها، ويحتج عليه بالآيات والاخبار فيأبى إلا تماديا في غيه، فذاك أعظم من كل حسرة يأتي يوم القيامة، وصدقاته ممثلة له في مثال الافاعي تنهشه، وصلواته وعباداته ممثلة له في مثال الزبانية تدفعه حتى تدعه إلى جهنم دعا يقول: يا ويلى ألم أك من المصلين؟ ألم أك من المزكين؟ ألم أك عن أموال الناس ونسائهم من المتعففين، فلماذا دهيت بما دهيت؟ فيقال له: يا شقي ما نفعك ما عملت، وقد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله تعالى والايمان بنبوة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله: ضيعت ما لزمك من معرفة حق علي بن أبي طالب ولي الله، والتزمت ما حرم الله عليك من الائتمام بعدو الله. فلو كان لك بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوله إلى آخره، وبدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا بل بملء الارض ذهبا، لما زادك ذلك من رحمة الله تعالى إلا بعدا، ومن سخط الله عزوجل إلا قربا. "
-
( الرواية )
" قال الامام الحسن بن على عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: قولوا "" إياك نستعين "" على طاعتك وعبادتك، وعلى دفع شرور أعدائك، ورد مكائدهم، والمقام على ما أمرت به "
Back to List