Index

Search by: Hadeeth   Bab

الكتاب الباب الرواة المعصومين متن الحديث
كتاب الحجة باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام‌ أحمد بن مهران رحمه الله ، عن محمد بن علي ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت العبد الصالح عليه‌ السلام ينعى إلى رجل نفسه ، فقلت في نفسي : وإنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ، فالتفت إلي شبه المغضب ، فقال : « يا إسحاق ، قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا ، والإمام أولى بعلم ذلك ». ثم قال : « يا إسحاق ، اصنع ما أنت صانع ؛ فإن عمرك قد فني ، وإنك تموت إلى سنتين ، وإخوتك وأهل بيتك لايلبثون بعدك إلا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم ، ويخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم ، فكان هذا في نفسك ». فقلت : فإني أستغفر الله بما عرض في صدري. فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا يسيرا حتى مات ، فما أتى عليهم إلا قليل حتى قام بنو عمار بأموال الناس ، فأفلسوا. Details      
كتاب الحجة باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام‌ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن المغيرة ، قال : مر العبد الصالح عليه‌ السلام بامرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون ، وقد ماتت لها بقرة ، فدنا منها ، ثم قال لها : « ما يبكيك يا أمة الله؟ » قالت : يا عبد الله ، إن لنا صبيانا يتامى ، وكانت لي بقرة معيشتي ومعيشة صبياني كانت منها ، وقد ماتت ، وبقيت منقطعا بي و بولدي لا حيلة لنا فقال : « يا أمة الله ، هل لك أن أحييها لك؟ » فألهمت أن قالت : نعم يا عبد الله ؛ فتنحى وصلى ركعتين ، ثم رفع يده هنيئة ، وحرك شفتيه ، ثم قام ، فصوت بالبقرة ، فنخسها نخسة أو ضربها برجله ، فاستوت على الأرض قائمة ، فلما نظرت المرأة إلى البقرة صاحت ، وقالت : عيسى بن مريم ورب الكعبة ؛ فخالط الناس ، وصار بينهم ، ومضى عليه‌ السلام. ‌ Details      
كتاب الحجة باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام‌ علي بن إبراهيم وأحمد بن مهران جميعا ، عن محمد بن علي ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر ، قال : كنت عند أبي إبراهيم عليه‌ السلام وأتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان ومعه راهبة ، فاستأذن لهما الفضل بن سوار ، فقال له : « إذا كان غدا فأت بهما عند بئر أم خير » قال : فوافينا من الغد ، فوجدنا القوم قد وافوا ، فأمر بخصفة بواري ، ثم جلس وجلسوا ، فبدأت الراهبة بالمسائل ، فسألت عن مسائل كثيرة ، كل ذلك يجيبها ،وسألها أبو إبراهيم عليه‌ السلام عن أشياء لم يكن عندها فيها شيء ، ثم أسلمت. ثم أقبل الراهب يسأله ، فكان يجيبه في كل ما يسأله ، فقال الراهب : قد كنت قويا على ديني ، وما خلفت أحدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم ، ولقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدس في يوم وليلة ، ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند ، فسألت عنه بأي أرض هو؟ فقيل لي : إنه بسبذان ، وسألت الذي أخبرني ، فقال : هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبا ، وهو الذي ذكره الله لكم في كتابكم ، ولنا - معشر الأديان - في كتبنا. فقال له أبو إبراهيم عليه‌ السلام : « فكم لله من اسم لايرد؟ » فقال الراهب : الأسماء كثيرة ، فأما المحتوم منها - الذي لايرد سائله - فسبعة ، فقال له أبو الحسن عليه‌ السلام : « فأخبرني عما تحفظ منها » قال الراهب : لا ، والله الذي أنزل التوراة على موسى ، وجعل عيسى عبرة للعالمين ، وفتنة لشكر أولي الألباب ، وجعل محمدا بركة و رحمة ، وجعل عليا عبرة وبصيرة ، وجعل الأوصياء من نسله ونسل محمد ما أدري ، ولو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك ، ولاجئتك ولاسألتك. فقال له أبو إبراهيم عليه‌ السلام : « عد إلى حديث الهندي ». فقال له الراهب : سمعت بهذه الأسماء ولا أدري ما بطانتها ولاشرائحها ؟ ولا أدري ما هي؟ ولاكيف هي ولابدعائها ؟ فانطلقت حتى قدمت سبذان الهند ، فسألت عن الرجل ، فقيل لي : إنه بنى ديرا في جبل ، فصار لايخرج ولايرى إلا في كل سنة مرتين ، وزعمت الهند أن الله فجر له عينا في ديره ، وزعمت الهند أنه يزرع له من غير زرع يلقيه ، ويحرث له من غير حرث يعمله ، فانتهيت إلى بابه ، فأقمت ثلاثا لا أدق الباب ، ولا أعالج الباب فلما كان اليوم الرابع ، فتح الله الباب ، وجاءت بقرة عليها حطب ، تجر ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن ، فدفعت الباب ، فانفتح ، فتبعتها ودخلت ، فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السماء فيبكي ، وينظر إلى الأرض فيبكي ، وينظر إلى الجبال فيبكي ، فقلت : سبحان الله! ما أقل ضربك في دهرنا هذا ! فقال لي : والله ، ما أنا إلا حسنة من حسنات رجل خلفته وراء ظهرك ، فقلت له : أخبرت أن عندك اسما من أسماء الله تبلغ به في كل يوم وليلة بيت المقدس ، وترجع إلى بيتك؟ فقال لي : و هل تعرف بيت المقدس؟ قلت : لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام ، قال : ليس بيت المقدس ، ولكنه البيت المقدس و هو بيت آل محمد ، فقلت له : أما ما سمعت به إلى يومي هذا ، فهو بيت المقدس ، فقال لي : تلك محاريب الأنبياء ، وإنما كان يقال لها : حظيرة المحاريب ، حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد وعيسى صلى الله عليهما ، وقرب البلاء من أهل الشرك ، وحلت النقمات في دور الشياطين ، فحولوا وبدلوا ونقلوا تلك الأسماء ، وهو قول الله تبارك وتعالى - البطن لآل محمد ، والظهر مثل - : ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكمما أنزل الله بها من سلطان ) فقلت له : إني قد ضربت إليك من بلد بعيد ، تعرضت إليك بحارا وغموما وهموما وخوفا ، وأصبحت وأمسيت مؤيسا ألا أكون ظفرت بحاجتي فقال لي : ما أرى أمك حملت بك إلا وقد حضرها ملك كريم ، ولا أعلم أن أباك حين أراد الوقوع بأمك إلا وقد اغتسل وجاءها على طهر ، ولا أزعم إلا أنه قد كان درس السفر الرابع من سهره ذلك ، فختم له بخير ، ارجع من حيث جئت ، فانطلق حتى تنزل مدينة محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله - التي يقال لها : طيبة ، و قد كان اسمها في الجاهلية يثرب - ثم اعمد إلى موضع منها يقال له : البقيع ، ثم سل عن دار يقال لها : دار مروان ، فانزلها ، وأقم ثلاثا ، ثم سل عن الشيخ الأسود الذي يكون على بابها ، يعمل البواري ، وهي في بلادهم اسمها الخصف ، فالطف بالشيخ ، وقل له : بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الأربع ، ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني ، وسله : أين ناديه ؟ وسله : أي ساعة يمر فيها؟ فليريكاه أو يصفه لك ، فتعرفه بالصفة ، وسأصفه لك. قلت : فإذا لقيته فأصنع ما ذا؟ قال : سله عما كان ، وعما هو كائن ، وسله عن معالم دين من مضى ومن بقي. فقال له أبو إبراهيم عليه‌ السلام : « قد نصحك صاحبك الذي لقيت ». فقال الراهب : ما اسمه جعلت فداك؟ قال : « هو متمم بن فيروز ، و هو من أبناء الفرس ، و هو ممن آمن بالله وحده لا شريك له ، و عبده بالإخلاص والإيقان ، وفر من قومه لما خافهم ، فوهب له ربه حكما ، و هداه لسبيل الرشاد ، وجعله من المتقين ، وعرف بينه وبين عباده المخلصين ، وما من سنة إلا و هو يزور فيها مكة حاجا ، ويعتمر في رأس كل شهر مرة ، ويجي‌ء من موضعه من الهند إلى مكة فضلا من الله وعونا ؛ وكذلك يجزي الله الشاكرين ». ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة ، كل ذلك يجيبه فيها ، وسأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الراهب فيها شيء ، فأخبره بها. ثم إن الراهب قال : أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت ، فتبين في الأرض منها أربعة ، وبقي في الهواء منها أربعة ، على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء؟ ومن يفسرها؟ قال : « ذاك قائمنا ينزله الله عليه فيفسره ، وينزل عليه ما لم ينزل على‌ الصديقين و الرسل والمهتدين ». ثم قال الراهب : فأخبرني عن الاثنين من تلك الأربعة الأحرف التي في الأرض ما هما ؟ قال : « أخبرك بالأربعة كلها : أما أولهن فلا إله إلا الله وحده لاشريك له باقيا ، والثانية محمد رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله مخلصا ، والثالثة نحن أهل البيت ، والرابعة شيعتنا منا ، ونحن من رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله و رسول الله من الله بسبب ». فقال له الراهب : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن ما جاء به من عند الله حق ، وأنكم صفوة الله من خلقه ، وأن شيعتكم المطهرون المستبدلون ، ولهم عاقبة الله ، و الحمد لله رب العالمين. فدعا أبو إبراهيم عليه‌ السلام بجبة خز وقميص قوهي وطيلسان وخف وقلنسوة ،فأعطاه إياها ، وصلى الظهر ، وقال له : « اختتن » ، فقال : قد اختتنت في سابعي. ‌ Details      
كتاب الحجة باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام‌ أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا ، عن محمد بن علي ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم ، قال : كنت عند أبي الحسن موسى عليه‌ السلام إذ أتاه رجل نصراني - ونحن معه بالعريض -فقال له النصراني : إني أتيتك من بلد بعيد ، وسفر شاق ، وسألت ربي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الأديان ، و إلى خير العباد و أعلمهم ، وأتاني آت في النوم ، فوصف لي رجلا بعليا دمشق ، فانطلقت حتى أتيته ، فكلمته ، فقال : أنا أعلم أهل ديني ، وغيري أعلم مني ، فقلت : أرشدني إلى من هو أعلم منك ؛ فإني لا أستعظم السفر ، ولاتبعد علي الشقة ، ولقد قرأت الإنجيل كلها ومزامير داود ، وقرأت أربعة أسفار من التوراة ، وقرأت ظاهر القرآن حتى استوعبته كله ، فقال لي العالم : إن كنت تريد علم النصرانية ، فأنا أعلم العرب والعجم بها ، وإن كنت تريد علم اليهود ، فباطي بن شرحبيل السامري أعلم الناس بها اليوم ، وإن كنت تريد علمالإسلام وعلم التوراة وعلم الإنجيل و الزبور و كتاب هود ، و كل ما أنزل على نبي من الأنبياء في دهرك ودهر غيرك ، وما أنزل من السماء من خبر - فعلمه أحد أو لم يعلم به أحد - فيه تبيان كل شيء ، وشفاء للعالمين ، وروح لمن استروح إليه ، وبصيرة لمن أراد الله به خيرا ، وأنس إلى الحق فأرشدك إليه ، فأته ولو مشيا على رجليك ، فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك ، فإن لم تقدر فزحفا على استك ، فإن لم تقدر فعلى وجهك. فقلت : لا ، بل أنا أقدر على المسير في البدن والمال ، قال : فانطلق من فورك حتى تأتي يثرب ، فقلت : لا أعرف يثرب ، قال : فانطلق حتى تأتي مدينة النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله - الذي بعث في العرب و هو النبي العربي الهاشمي - فإذا دخلتها ، فسل عن بني غنم بن مالك بن النجار وهو عند باب مسجدها ، وأظهر بزة النصرانية وحليتها ؛ فإن واليها يتشدد عليهم ، والخليفة أشد ، ثم تسأل عن بني عمرو بن مبذول و هو ببقيع الزبير ، ثم تسأل عن موسى بن جعفر ، وأين منزله؟ وأين هو؟ مسافر أم حاضر؟ فإن كان مسافرا فالحقه ؛ فإن سفره أقرب مما ضربت إليه. ثم أعلمه أن مطران عليا الغوطة - غوطة دمشق - هو الذي أرشدني إليك ، و هو يقرئك السلام كثيرا ، ويقول لك : إني لأكثر مناجاة ربي أن يجعل إسلامي على يديك. فقص هذه القصة وهو قائم معتمد على عصاه ، ثم قال : إن أذنت لي يا سيدي كفرت لك وجلست.فقال : « آذن لك أن تجلس ، ولا آذن لك أن تكفر ». فجلس ، ثم ألقى عنه برنسه ، ثم قال : جعلت فداك ، تأذن لي في الكلام؟ قال : « نعم ، ما جئت إلا له ». فقال له النصراني : اردد على صاحبي السلام ، أو ما ترد السلام؟ فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « على صاحبك أن هداه الله ، فأما التسليم فذاك إذا صار في ديننا ». فقال النصراني : إني أسألك أصلحك الله؟ قال : « سل ». قال : أخبرني عن كتاب الله الذي أنزل على محمد ونطق به ؛ ثم وصفه بما وصفه به ، فقال : ( حم . والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم ) ما تفسيرها في الباطن؟ فقال : « أما ( حم ) فهو محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله و هو في كتاب هود الذي أنزل عليه و هو منقوص الحروف. وأما ( الكتاب المبين ) فهو أمير المؤمنين علي عليه‌ السلام. وأما الليلة ، ففاطمة صلوات الله عليها. وأما قوله : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) يقول : يخرج منها خير كثير ، فرجل حكيم ، و رجل حكيم ، ورجل حكيم ». فقال الرجل : صف لي الأول والآخر من هؤلاء الرجال ، فقال : « إن الصفات تشتبه ، ولكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله ، وإنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم إن لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا و قديما ما فعلتم ». قال له النصراني : إني لا أستر عنك ما علمت ، ولا أكذبك ، وأنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول وكذبه ، والله لقد أعطاك الله من فضله ، وقسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون ، ولايستره الساترون ، ولايكذب فيه من كذب ، فقولي لك في ذلك الحق ، كل ما ذكرت فهو كما ذكرت. فقال له أبو إبراهيم عليه‌ السلام : « أعجلك أيضا خبرا لايعرفه إلا قليل ممن قرأ الكتب ، أخبرني ما اسم أم مريم؟ وأي يوم نفخت فيه مريم؟ ولكم من ساعة من النهار؟ وأي يوم وضعت مريم فيه عيسى عليه‌ السلام؟ ولكم من ساعة من النهار؟ ». فقال النصراني : لا أدري. فقال أبو إبراهيم عليه‌ السلام : « أما أم مريم ، فاسمها مرثا ، وهي وهيبة بالعربية. وأما اليوم الذي حملت فيه مريم ، فهو يوم الجمعة للزوال ، و هو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين ، و ليس للمسلمين عيد كان أولى منه ، عظمه الله تبارك وتعالى ، وعظمه محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فأمر أن يجعله عيدا ، فهو يوم الجمعة وأما اليوم الذي ولدت فيه مريم ، فهو يوم الثلاثاء لأربع ساعات ونصف من النهار. والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى عليه‌ السلام هل تعرفه؟ » قال : لا ، قال : « هو الفرات ، وعليه شجر النخل والكرم ، وليس يساوى بالفرات شيء للكروم والنخيل . فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها ، ونادى‌ قيدوس ولده وأشياعه ، فأعانوه وأخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم ، فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه ، وعلينا في كتابه ، فهل فهمته؟ » قال : نعم ، وقرأته اليوم الأحدث ، قال : « إذن لاتقوم من مجلسك حتى يهديك الله ». قال النصراني : ما كان اسم أمي بالسريانية وبالعربية؟ فقال : « كان اسم أمك بالسريانية عنقالية ، وعنقورة كان اسم جدتك لأبيك ؛ وأما اسم أمك بالعربية ، فهو مية ؛ وأما اسم أبيك ، فعبد المسيح ، وهو عبد الله بالعربية ، وليس للمسيح عبد». قال : صدقت وبررت ، فما كان اسم جدي؟ قال : « كان اسم جدك جبرئيل ، و هو عبد الرحمن سميته في مجلسي هذا ». قال : أما إنه كان مسلما؟ قال أبو إبراهيم عليه‌ السلام : « نعم ، وقتل شهيدا ، دخلت عليه أجناد ، فقتلوه في منزله غيلة ، والأجناد من أهل الشام ». قال : فما كان اسمي قبل كنيتي؟ قال : « كان اسمك عبد الصليب ». قال : فما‌تسميني؟ قال : « أسميك عبد الله ». قال : فإني آمنت بالله العظيم ، وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، فردا صمدا ، ليس كما تصفه النصارى ، وليس كما تصفه اليهود ، ولاجنس من أجناس الشرك ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق ، فأبان به لأهله ، وعمي المبطلون ، وأنه كان رسول الله إلى الناس كافة : إلى الأحمر والأسود ، كل فيه مشترك ، فأبصر من أبصر ، واهتدى من اهتدى ، وعمي المبطلون ، وضل عنهم ما كانوا يدعون ، وأشهد أن وليه نطق بحكمته ، وأن من كان قبله من الأنبياء نطقوا بالحكمة البالغة ، وتوازروا على الطاعة لله ، وفارقوا الباطل وأهله والرجس وأهله ، و هجروا سبيل الضلالة ، ونصرهم الله بالطاعة له ، وعصمهم من المعصية ، فهم لله أولياء ، وللدين أنصار ، يحثون على الخير ويأمرون به ، آمنت بالصغير منهم والكبير ، ومن ذكرت منهم ومن لم أذكر ، وآمنت بالله - تبارك وتعالى - رب العالمين. ثم قطع زناره ، وقطع صليبا كان في عنقه من ذهب ، ثم قال : مرني حتى‌ أضع صدقتي حيث تأمرني ، فقال عليه‌ السلام : « هاهنا أخ لك كان على مثل دينك ، و هو رجل من قومك من قيس بن ثعلبة ، و هو في نعمة كنعمتك ، فتواسيا وتجاورا ، ولست أدع أن أورد عليكما حقكما في الإسلام ». فقال : والله - أصلحك الله - إني لغني ، ولقد تركت ثلاثمائة طروق بين فرس وفرسة ، وتركت ألف بعير ، فحقك فيها أوفر من حقي ، فقال له : « أنت مولى الله ورسوله ، وأنت في حد نسبك على حالك ». فحسن إسلامه ، وتزوج امرأة من بني فهر ، وأصدقها أبو إبراهيم عليه‌ السلام خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ، وأخدمه ، وبوأه ، وأقام حتى أخرجأبو إبراهيم عليه‌ السلام ، فمات بعد مخرجه بثمان وعشرين ليلة. ‌ Details      
كتاب الحجة باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام‌ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن أبي قتادة القمي ، عن أبي خالد الزبالي ، قال : لما أقدم بأبي الحسن موسى عليه‌ السلام على المهدي - القدمة الأولى - نزل زبالة ، فكنت أحدثه ، فرآني مغموما ، فقال لي : « يا أبا خالد ، ما لي أراك مغموما؟ » فقلت : وكيف لا أغتم وأنت تحمل إلى هذه الطاغية ، ولا أدري ما يحدث فيك؟! فقال : « ليس علي بأس ، إذا كان شهر كذا وكذا و يوم كذا ، فوافني في أول الميل ». فما كان لي هم إلا إحصاء الشهور والأيام حتى كان ذلك اليوم ، فوافيت الميل ، فما زلت عنده حتى كادت الشمس أن تغيب ، و وسوس الشيطان في صدري ، وتخوفت أن أشك فيما قال ، فبينا أنا كذلك إذ نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية العراق ، فاستقبلتهم ، فإذا أبوالحسن عليه‌ السلام أمام القطار على بغلة ، فقال : « إيه يا أبا خالد ». قلت : لبيك ، يا ابن رسول الله ، فقال : « لا تشكن ، ود الشيطان أنك شككت ». فقلت : الحمد لله الذي خلصك منهم ، فقال : « إن لي إليهم عودة لا أتخلص منهم ». ‌ Details