الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أعجب أمر هؤلاء الملائكة حملة العرش في قوتهم وعظم خلقهم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هؤلاء مع قوتهم لا يطيقون حمل صحائف تكتب فيها حسنات رجل من أمتي. قالوا: ومن هو يا رسول الله لنحبه ونعظمه ونتقرب إلى الله بموالاته؟ قال: ذلك الرجل، رجل كان قاعدا مع أصحاب له فمر به رجل من أهل بيتي مغطى الرأس ف لم يعرفه. فلما جاوزه إلتفت خلفه فعرفه، فوثب إليه قائما حافيا حاسرا، وأخذ بيده فقبلها وقبل رأسه وصدره وما بين عينيه وقال: بأبي أنت وأمي يا شقيق رسول الله، لحمك لحمه، ودمك دمه، وعلمك من علمه، وحلمك من حلمه، وعقلك من عقله، أسأل الله أن يسعدني بمحبتكم أهل البيت. فأوجب الله له بهذا الفعل، وهذا القول من الثواب مالو كتب تفصيله في صحائفه لم يطق حملها جميع هؤلاء الملائكة الطائفين بالعرش، والاملاك الحاملين له. فقال له أصحابه لما رجع إليهم: أنت في جلالتك وموضعك من الاسلام، ومحلك عند رسول الله صلى الله عليه وآله تفعل بهذا ما نرى؟ فقال لهم: أيها الجاهلون وهل يثاب في الاسلام إلا بحب محمد صلى الله عليه وآله وحب هذا؟ فأوجب الله له بهذا القول مثل ما كان أوجب له بذلك الفعل والقول أيضا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولقد صدق في مقاله لان رجلا لو عمره الله عزوجل مثل عمر الدنيا مائة ألف مرة، ورزقه مثل أموالها مائة ألف مرة، فأنفق أمواله كلها في سبيل الله، وأفنى عمره صائم نهاره، قائم ليله، لا يفتر شيئا منه ولا يسأم، ثم لقي الله تعالى منطويا، على بغض محمد أو بغض ذلك الرجل الذي قام إليه هذا الرجل مكرما، إلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم، ولرد الله عزوجل أعماله عليه وأحبطها. قال: فقالوا: ومن هذان الرجلان يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما الفاعل ما فعل بذلك المقبل المغطي رأسه فهو هذا - فتبادر القوم إليه ينظرونه، فاذا هو سعد بن معاذ الاوسي الانصاري -. وأما المقول له هذا القول، فهذا الآخر المقبل المغطي رأسه.فنظروا، فاذا هو على بن أبي طالب عليه السلام. ثم قال: ما أكثر من يسعد بحب هذين، وما أكثر من يشقى ممن يحل حب أحدهما وبغض الآخر، إنهما جميعا يكونان خصما له ومن كانا له خصما كان محمد له خصما ومن كان محمد له خصما كان الله له خصما و فلج عليه وأوجب(الله عليه عذابه) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ياعباد الله إنما يعرف الفضل أهل الفضل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله(لسعد: أبشر) فان الله يختم لك بالشهادة ويهلك بك أمة من الكفرة، ويهتز(عرش الرحمن) لموتك، ويدخل بشفاعتك الجنة مثل عدد شعور الحيوانات كلها. قال: فذلك قوله تعالى(جعل لكم الارض فراشا) تفترشونها لمنامكم ومقيلكم. (والسماء بناء) سقفا محفوظا أن تقع على الارض بقدرته تجري فيها شمسها وقمرها وكواكبها مسخرة لمنافع عباده وإمائه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعجبوا لحفظه السماء أن تقع على الارض، فان الله عزوجل يحفظ ما هو أعظم من ذلك. قالوا: وما هو؟ قال: أعظم من ذلك ثواب طاعات المحبين لمحمد وآله. ثم قال:(وأنزل من السماء ماء) يعني المطر ينزل مع كل قطرة ملك يضعها في موضعها الذي يأمره به ربه عزوجل. فعجبوا من ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو تستكثرون عدد هؤلاء؟ إن عدد الملائكة المستغفرين لمحبي علي بن أبي طالب عليه السلام أكثر من عدد هؤلاء، وإن عدد الملائكة اللاعنين لمبغضيه أكثر من عدد هؤلاء. ثم قال الله عزوجل: "" فأخرج به من الثمرات رزقا لكم "" ألا ترون كثرة عدد هذه الاوراق والحبوب والحشائش؟ قالوا: بلى يا رسول الله ما أكثر عددها ! قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر عددا منها ملائكة يبتذلون لآل محمد صلى الله عليه وآله في خدمتهم، أتدرون فيما يبتذلون لهم؟ يبتذلون في حمل أطباق النور، عليها التحف من عند ربهم فوقها مناديل النور، و يخدمونهم في حمل ما يحمل آل محمد منها إلى شيعتهم ومحبيهم، وأن طبقا من تلك الاطباق يشتمل من الخيرات على مالا يفي بأقل جزء منه جميع أموال الدنيا. قوله عزوجل: "" وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين، فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين، وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون "" 2325. " | Details | ||
" قال: فقيل: يا رسول الله ما أعجب هذه السمكة وأعظم قوتها، لما تحركت حركت الارض بما عليها حتى لم تستطع الامتناع. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أولا أنبئكم بأقوى منها وأعظم وأرحب؟ قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: إن الله عزوجل لما خلق العرش خلق له ثلاثمائة وستين ألف ركن، وخلق عند كل ركن ثلاثمائة وستين ألف ملك، لو أذن الله تعالى لاصغرهم ف لتقم السماوات السبع والارضين السبع ماكان ذلك بين لهواته إلا كالرملة في المفازة الفضفاضة. فقال الله تعالى لهم: يا عبادي احملوا عرشي هذا، فتعاطوه فلم يطيقوا حمله ولا تحريكه. فخلق الله تعالى مع كل واحد منهم واحدا، فلم يقدروا أن يزعزعوه فخلق الله مع كل واحد منهم عشرة، فلم يقدروا أن يحركوه فخلق الله تعالى بعدد كل واحد منهم، مثل جماعتهم فلم يقدروا أن يحركوه. فقال الله عزوجل لجميعهم: خلوه علي أمسكه بقدرتي.فخلوه، فأمسكه الله عزوجل بقدرته. ثم قال لثمانية منهم: احملوه أنتم. فقالوا: يا ربنا لم نطقه نحن وهذا الخلق الكثير والجم الغفير، فكيف نطيقه الآن دونهم؟ فقال الله عزوجل: إني أنا الله المقرب للبعيد، والمذلل للعنيد والمخفف للشديد، والمسهل للعسير، أفعل ما أشاء وأحكم ب ما أريد، أعلمكم كلمات تقولونها يخفف بها عليكم. قالوا: وما هي يا ربنا؟ قال: تقولون:(بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطيبين). فقالوها، فحملوه وخف على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل جلد قوي. فقال الله عزوجل لسائر تلك الاملاك: خلوا على كواهل هؤلاء الثمانية عرشي ليحملوه، وطوفوا أنتم حوله، وسبحوني ومجدوني وقدسوني، فاني أنا الله القادر على ما رأيتم و أنا على كل شئ قدير. " | Details | ||
" قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عزوجل:(الذي جعل لكم الارض فراشا): إن الله تعالى لما خلق الماء فجعل عرشه عليه قبل أن يخلق السماوات والارض، وذلك قوله عزوجل:(هو الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) يعني وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السماوات والارض. قال: فأرسل الرياح على الماء، فبخر الماء من أمواجه، وارتفع عنه الدخان وعلا فوقه الزبد، فخلق من دخانه السماوات السبع، وخلق من زبده الارضين السبع فبسط الارض على الماء، وجعل الماء على الصفا، والصفا على الحوت، والحوت على الثور، والثور على الصخرة التي ذكرها لقمان لابنه فقال:(يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله) والصخرة على الثرى، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله. فلما خلق الله تعالى الارض دحاها من تحت الكعبة، ثم بسطها على الماء، فأحاطت بكل شئ، ففخرت الارض وقالت: أحطت بكل شئ فمن يغلبني؟ وكان في كل أذن من آذان الحوت سلسلة من ذهب مقرونة الطرف بالعرش، فأمر الله الحوت فتحرك فتكفأت الارض بأهلها كما تتكفأ السفينة على وجه الماء و قد اشتدت أمواجه لم تستطع الارض الامتناع، ففخر الحوت وقال: غلبت الارض التي أحاطت بكل شئ، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الجبال فأرساها، وثقل الارض بها، فلم يستطع الحوت أن يتحرك، ففخرت الجبال وقالت: غلبت الحوت الذي غلب الارض، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الحديد، فقطعت به الجبال، وليكن عندها دفاع ولا امتناع ففخر الحديد وقال: غلبت الجبال التي غلبت الحوت فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل النار، فالانت الحديد وفرقت أجزاءه ولم يكن عند الحديد دفاع ولا امتناع. ففخرت النار وقالت: غلبت الحديد الذي غلب الجبال، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الماء، فأطفأ النار، ولم يكن عندها دفاع ولا امتناع، ففخر الماء وقال: غلبت النار التي غلبت الحديد، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الريح فأيبست الماء، ففخرت الريح، وقالت: غلبت الماء الذي غلب النار، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الانسان فصرف الريح عن مجاريها بالبنيان ففخر الانسان وقال: غلبت الريح التي غلبت الماء فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل ملك الموت، فأمات الانسان، ففخر ملك الموت وقال: غلبت الانسان الذي غلب الريح، فمن يغلبني؟ فقال الله عزوجل: أنا القهار الغلاب الوهاب، أغلبك وأغلب كل شئ، فذلك قوله تعالى(إليه يرجع الامر كله). " | Details | ||
" قال الامام الحسن بن على عليهما السلام: قال الله عزوجل: "" الذى جعل لكم الارض فراشا "" جعلها ملائمة لطبائعكم، موافقة لاجسادكم، لم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم وأبنيتكم، ودفن موتاكم، ولكنه عزوجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم وقبوركم وكثير من منافعكم. فلذلك جعل(الارض فراشا) لكم. ثم قال عزوجل:(والسماء بناءا) سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم. ثم قال عزوجل: "" وأنزل من السماء ماء "" يعني المطر ينزله من علا ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا وطلا لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فتفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم. ثم قال عزوجل: "" فأخرج به من الثمرات رزقا لكم "" يعني مما يخرجه من الارض رزقا لكم "" فلا تجعلوا لله أندادا "" أى أشباها وأمثالا من الاصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر، ولا تقدر على شئ(وأنتم تعلمون) أنها لا تقدر على شئ من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم. " | Details | ||
" ثم قال عزوجل: "" والذين من قبلكم "" قال: وخلق الذين من قبلكم من سائر أصناف الناس(لعلكم تتقون) قال: لها وجهان: أحدهما خلقكم، وخلق الذين من قبلكم لعلكم - كلكم - تتقون، أي لتتقوا كما قال الله تعالى: "" وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "" والوجه الاخر: اعبدوا ربكم الذي خلقكم، والذين من قبلكم، أي اعبدوه لعلكم تتقون النار "" ولعل "" من الله واجب لانه أكرم من أن يعني عبده بلا منفعة ويطمعه في فضله ثم يخيبه، ألا تراه كيف قبح من عبد من عباده، إذا قال لرجل: اخدمني لعلك تنتفع بي وبخدمتي، ولعلي أنفعك بها. فيخدمه، ثم يخيبه ولا ينفعه، ف ان الله عزوجل أكرم في أفعاله، وأبعد من القبيح في أعماله من عباده قوله عزوجل: "" الذى جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءا وأنزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون "": 22 . " | Details |