الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" وأما حنين العود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يخطب بالمدينة إلى جذع نخلة في صحن مسجدها، فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله إن الناس قد كثروا، وأنهم يحبون النظر إليك إذا خطبت.فلو أذنت في أن نعمل لك منبرا له مراق ترقاها فيراك الناس إذا الناس إذا خطبت.فأذن في ذلك. فلما كان يوم الجمعة مر بالجذع، فتجاوزه إلى المنبر فصعده، فلما استوى عليه حن إليه ذلك الجذع حنين الثكلى، وأن أنين الحبلى، فارتفع بكاء الناس وحنينهم وأنينهم، وارتفع حنين الجذع وأنينه في حنين الناس وأنينهم ارتفاعا بينا. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك نزل عن المنبر، وأتى الجذع فاحتضنه ومسح عليه يده، وقال: اسكن فما تجاوزك رسول الله صلى الله عليه وآله تهاونا بك، ولا استخفافا بحرمتك ولكن ليتم لعباد الله مصلحتهم، ولك جلالك وفضلك إذ كنت مستند محمد رسول الله. فهدأ حنينه وأنينه، وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منبره، ثم قال: معاشر المسلمين هذا الجذع يحن إلى رسول رب العالمين، ويحزن لبعده عنه وفي عباد الله - الظالمين أنفسهم - من لا يبالي: قرب من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بعد و لولا أني ما احتضنت هذا الجذع، ومسحت يدي عليه ما هدأ حنينه وأنينه إلى يوم القيامة. وإن من عباد الله وإمائة لمن يحن إلى محمد رسول الله وإلى علي ولي الله كحنين هذا الجذع، وحسب المؤمن أن يكون قلبه على موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين الطاهرين منطويا، أرأيتم شدة حنين هذا الجذع إلى محمد رسول الله؟ كيف هدأ لما احتضنه محمد رسول الله ومسح يده عليه؟ قالوا بلى: يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذى بعثني بالحق نبيا، إن حنين خزان الجنان وحور عينها وسائر قصورها ومنازلها إلى من يتولى محمدا وعليا وآلهما الطيبين ويبرأ من أعدائهم، لاشد من حنين هذا الجذع الذي رأيتموه إلى رسول الله. وإن الذي يسكن حنينهم وأنينهم، ما يرد عليهم من صلاة أحدكم - معاشر شيعتنا - على محمد وآله الطيبين، أو صلاته لله نافلة، أو صوم أو صدقة. وإن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد وعلي ما يتصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين، ومعونتهم لهم على دهرهم، يقول أهل الجنان بعضهم لبعض: لا تستعجلوا صاحبكم، فما يبطئ عنكم إلا للزيادة في الدرجات العاليات في هذه الجنان باسداء المعروف إلى إخوانه المؤمنين. وأعظم من ذلك - مما يسكن حنين سكان الجنان وحورها إلى شيعتنا - ما يعرفهم الله من صبر شيعتنا على التقية واستعمالهم التورية ليسلموا بها من كفرة عباد الله وفسقتهم فحينئذ يقول خزان الحنان وحورها: لنصبرن على شوقنا إليهم وحنيننا كما يصبرون على سماع المكروه في ساداتهم وأئمتهم، وكما يتجرعون الغيظ ويسكتون عن إظهار الحق لما يشاهدون من ظلم من لايقدرون على دفع مضرته. فعند ذلك يناديهم ربنا عزوجل: "" يا سكان جناني ويا خزان رحمتي ما لبخل أخرت عنكم أزواجكم وساداتكم، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي بمواساتهم إخوانهم المؤمنين، والاخذ بأيدي الملهوفين، والتنفيس عن المكروبين، وبالصبر على التقية من الفاسقين والكافرين، حتى إذا استكملوا أجزل كراماتي نقلتهم إليكم على أسر الاحوال وأغبطها فابشروا "". فعند ذلك يسكن حنينهم وأنينهم. " | Details | ||
" وأما كلام الذئب له: فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا ذات يوم إذ جاءه راع ترتعد فرائصه قد استفزعه العجب، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله من بعيد قال لاصحابه: إن لصاحبكم هذا شأنا عجيبا. فلما وقف قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثنا بما أزعجك. قال الراعي: يا رسول الله أمر عجيب ! كنت في غنمي إذ جاء ذئب فحمل حملا فرميته بمقلاعي فانتزعته منه. ثم جاء إلى الجانب الايمن، فتناول منه حملا فرميته بمقلاعي فانتزعته منه ثم جاء إلى الجانب الايسر فتناول حملا فرميته، بمقلاعي فانتزعته ثم جاء إلى الجانب الآخر فتناول حملا فرميته بمقلاعي فانتزعته منه ثم جاء الخامسة هو وانثاه يريد أن يتناول حملا فأردت أن أرميه فأقعى على ذنبه وقال. أما تستحيي أن تحول بيني وبين رزق قد قسمه الله تعالى لي. أفما أحتاج أنا إلي غذاء أتغذى به؟ فقلت: ما أعجب هذا ! ذئب أعجم يكلمني ب كلام الادميين. فقال لي الذئب: ألا أنبئك بما هو أعجب من كلامي لك؟ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله رسول رب العالمين بين الحرتين، يحدث الناس بأنباء ما قد سبق من الاولين ومالم يأت من الاخرين. ثم اليهود مع علمهم بصدقه، ووجودهم له في كتب رب العالمين بأنه أصدق الصادقين وأفضل الفاضلين يكذبونه ويجحدونه وهو بين الحرتين، وهو الشفاء النافع، ويحك يا راعي آمن به تأمن من عذاب الله، وأسلم له تسلم من سوء العذاب الاليم. فقلت له: والله لقد عجبت من كلامك، واستحييت من منعي لك ما تعاطيت أكله فدونك غنمي، فكل منها ماشئت لا ادافعك ولا امانعك. فقال لي الذئب: يا عبدالله احمد الله إذ كنت ممن يعتبر بآيات الله، وينقاد لامره لكن الشقي كل الشقي من يشاهد آيات محمد صلى الله عليه وآله في أخيه علي بن أبي طالب عليه السلام وما يؤديه عن الله عزوجل من فضائله، ومايراه من وفور حظه من العلم الذي لا نظير له فيه، والزهد الذى لا يحاذيه أحد فيه، والشجاعة التى لا عدل له فيها ونصرته للاسلام التي لاحظ لاحد فيها مثل حظه. ثم يرى مع ذلك كله رسول الله يأمر بموالاته وموالاة أوليائه والتبري من أعدائه ويخبر أن الله تعالى لا يتقبل من أحد عملا وإن جل وعظم ممن يخالفه، ثم هو مع ذلك يخالفه، ويدفعه عن حقه ويظلمه، ويوالي أعداءه، ويعادي أولياءه إن هذا لاعجب من منعك إياي. قال الراعي: فقلت له: أيها الذئب أو كائن هذا؟ قال: بلى، و ما هو أعظم منه سوف يقتلونه باطلا، ويقتلون أولاده ويسبون حرمهم، و هم مع ذلك يزعمون أنهم مسلمون، فدعواهم أنهم على دين الاسلام مع صنيعهم هذا بسادة أهل الاسلام أعجب من منعك لي. لاجرم أن الله تعالى قد جعلنا معاشر الذئاب - أنا ونظرائي من المؤمنين - نمزقهم في النيران يوم فصل القضاء، وجعل في تعذيبهم شهواتنا، وفي شدائد آلامهم لذاتنا. قال الراعي: فقلت: والله لو لا هذه الغنم بعضها لي وبعضها أمانة في رقبتي لقصدت محمدا حتى أراه. فقال لي الذئب: يا عبدالله امض إلى محمد، واترك علي غنمك لارعاها لك. فقلت: كيف أثق بأمانتك؟ فقال لى: يا عبدالله إن الذي أنطقني ب ما سمعت هو الذي يجعلني قويا أمينا عليها، أو لست مؤمنا بمحمد، مسلما له ما أخبر به عن الله تعالى في أخيه علي؟ فامض لشأنك فاني راعيك، والله عزوجل ثم ملائكته المقربون رعاة لي إذ كنت خادما لولي علي عليه السلام.فتركت غنمي على الذئب والذئبة وجئتك يا رسول الله. فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله في وجوه القوم، وفيها ما يتهلل سرورا به وتصديقا، وفيها ما تعبس شكا فيه وتكذيبا، يسر المنافقون إلى أمثالهم: هذا قد واطأه محمد على هذا الحديث ليختدع به الضعفاء الجهال. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: لئن شككتم أنتم فيه فقد تيقنته أنا وصاحبي الكائن معي في أشرف المحال من عرش الملك الجبار، والمطوف به معي في أنهار الحيوان من دار القرار، والذي هو تلوي في قيادة الاخيار، والمتردد معي في الاصلاب الزاكيات، والمتقلب معي في الارحام الطاهرات، والراكض معي في مسالك الفضل، والذي كسي ما كسيته من العلم والحلم والعقل وشقيقي الذي انفصل مني عند الخروج إلى صلب عبدالله وصلب أبي طالب، وعديلي في اقتناء المحامد والمناقب علي بن أبي طالب عليه السلام آمنت به أنا والصديق الاكبر، وساقي أوليائي من نهر الكوثر آمنت به أنا والفاروق الاعظم، وناصر أوليائي السيد الاكرم آمنت به أنا، ومن جعله الله محنة لاولاد الغي و رحمة لاولاد الرشد، وجعله للموالين له أفضل العدة آمنت به أنا، ومن جعله الله لديني قواما، ولعلومي علاما، وفي الحروب مقداما وعلى أعدائي ضرغاما، أسدا قمقاما. آمنت به أنا ومن سبق الناس إلا الايمان، فتقدمهم إلى رضا الرحمن، وتفرد دونهم بقمع أهل الطغيان، وقطع بحججه وواضح بيانه معاذير أهل البهتان آمنت به أنا وعلي بن أبي طالب الذي جعله الله لي سمعا وبصرا، ويدا ومؤيدا وسندا وعضدا، لا ابالي ب من خالفني إذا وافقني، ولا أحفل بمن خذلني إذا وازرني، ولا أكترث بمن ازور عني إذا ساعدني. آمنت به أنا ومن زين الله به الجنان وبمحبيه، وملا طبقات النيران بمبغضيه وشانئيه، ولم يجعل أحدا من أمتي يكافيه ولا يدانيه، لن يضرني عبوس المتعبسين منكم إذا تهلل وجهه، ولا إعراض المعرضين منكم إذا خلص لي وده. ذاك علي بن أبي طالب، الذي لو كفر الخلق كلهم من أهل السماوات والارضين لنصر الله عزوجل به وحده هذا الدين، والذي لو عاداه الخلق كلهم لبرز إليهم أجمعين، باذلا روحه في نصرة كلمة الله رب العالمين، وتسفيل كلمات إبليس اللعين. ثم قال صلى الله عليه وآله: هذا الراعي لم يبعد شاهده، فهلموا بنا إلى قطيعه ننظر إلى الذئبين فان كلمانا ووجدناهما يرعيان غنمه، وإلا كنا على رأس أمرنا. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جماعة كثيرة من المهاجرين والانصار، فلما رأوا القطيع من بعيد، قال الراعي: ذلك قطيعي. فقال المنافقون: فأين الذئبان؟ فلما قربوا، رأوا الذنئبين يطوفان حول الغنم يردان عنها كل شئ يفسدها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: أتحبون أن تعلموا أن الذئب ماعنى غيري بكلامه؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: احيطوا بي حتي لا يراني الذئبان، فأحاطوا به صلى الله عليه وآله، فقال للراعي: يا راعي قل للذئب: من محمد الذي ذكرته من بين هؤلاء؟ فقال الراعي للذئب ماقاله رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: فجاء الذئب إلى واحد منهم وتنحى عنه، ثم جاء إلى آخر وتنحى عنه فما زال كذلك حتى دخل وسطهم، فوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله هو وأنثاه، وقالا: السلام عليك يا رسول رب العالمين وسيد الخلق أجمعين. ووضعها خدودهما على التراب، ومرغاها بين يديه، وقالا: نحن كنا دعاة إليك، بعثنا إليك هذا الراعي وأخبرناه بخبرك. فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المنافقين معه فقال: ما للكافرين عن هذا محيص، ولا للمنافقين عن هذا موئل ولا معدل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله هذه واحدة، قد علمتم صدق الراعي فيها، أفتحبون أن تعلموا صدقه في الثانية؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أحيطوا بعلي بن أبي طالب عليه السلام. ففعلوا، ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الذئبان إن هذا محمد، قد أشرتما للقوم إليه وعينتما عليه، فأشيرا وعينا علي بن أبي طالب الذي ذكرتماه بما ذكرتماه. قال: فجاء الذئبان، وتخللا القوم، وجعلا يتأملان الوجوه والاقدام، فكل من تأملاه أعرضا عنه، حتى بلغا عليا عليه السلام فلما تأملاه مرغا في التراب أبدانهما، ووضعا على الارض بين يديه خدودهما، وقالا: السلام عليك يا حليف الندى، ومعدن النهى، ومحل الحجى وعالما بما في الصحف الاولى و وصي المصطفى. السلام عليك يا من أسعد الله به محبيه، وأشقى بعداوته شانئيه وجعله سيد آل محمد وذويه. السلام عليك يا من لو أحبه أهل الارض كما يحبه أهل السماء لصاروا خيار الاصفياء، ويا من لو أحسن بأقل قليل من أنفق في سبيل الله ما بين العرش إلى الثرى لانقلب بأعظم الخزي والمقت من العلي الاعلى. قال: فعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين كانوا معه، وقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن لعلي هذا المحل من السباع مع محله منك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فكيف لو رأيتم محله من سائر الحيوانات المبثوثات في البر والبحر، وفي السماوات والارض، والحجب والعرش والكرسي، والله لقد رأيت من تواضع أملاك سدرة المنتهى لمثال علي المنصوب بحضرتهم - ليشيعوا بالنظر إليه بدلا من النظر إلى علي كلما اشتاقوا إليه - ما يصغر في جنبه تواضع هذين الذئبين. وكيف لا يتواضع الاملاك وغيرهم من العقلاء لعلي عليه السلام؟ وهذا رب العزة قد آلى(على نفسه) قسما حقا: لا يتواضع أحد لعلى عليه السلام قدر شعرة إلا رفعه الله في علو الجنان مسيرة مائة ألف سنة. وإن التواضع الذي تشاهدون، يسير قليل في جنب هذه الجلالة والرفعة اللتين عنهما تخبرون " | Details | ||
" قال على بن الحسين عليهما السلام: ولقد حدثني أبي، عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما حملت إليه جنازة البراء بن معرور ليصلي عليه قال: أين علي بن أبي طالب؟ قالوا: يا رسول الله إنه ذهب في حاجة رجل من المسلمين إلى قبا. فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يصل عليه، قالوا: يا رسول الله مالك لا تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل أمرني أن أؤخر الصلاة عليه إلى أن يحضر ه علي، فيجعله في حل مما كلمه به بحضرة رسول الله ليجعل الله موته بهذا السم كفارة له. فقال بعض من كان حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وشاهد الكلام الذي تكلم به البراء: يا رسول الله إنما كان مزحا مازح به عليا عليه السلام لم يكن منه جدا فيؤاخذه الله عزوجل بذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان ذلك منه جدا لاحبط الله تعالى أعماله كلها، ولو كان تصدق بملء مابين الثرى إلى العرش ذهبا وفضة، ولكنه كان مزحا، وهو في حل من ذلك، إلا أن رسول الله يريد أن لايعتقد أحد منكم أن عليا واجد عليه، فيجدد بحضرتكم إحلاله ويستغفر له ليزيده الله عزوجل بذلك قربة ورفعة في جنانه. فلم يلبث أن حضر علي عليه السلام، فوقف قبالة الجنازة، وقال: رحمك الله يا براء فلقد كنت صواما قواما ولقد مت في سبيل الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كان أحد من الموتى يستغني عن صلاة رسول الله لاستغنى صاحبكم هذا بدعاء علي عليه السلام له ثم قام فصلى عليه ودفن. فلما انصرف وقعد في العزاء قال: أنتم يا أولياء البراء بالتهنئة أولى منكم بالتعزية لان صاحبكم عقد له في الحجب قباب من السماء الدنيا إلى السماء السابعة، وبالحجب كلها إلى الكرسي إلى ساق العرش لروحه التي عرج بها فيها، ثم ذهب بها إلى روض الجنان، وتلقاها كل من كان فيها من خزانها، واطلع عليه كل من كان فيها من حور حسانها. وقالوا بأجمعهم له: طوباك طوباك يا روح البراء، إنتظر عليك رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام حتى ترحم عليك علي واستغفر لك، أما إن حملة(عرش ربنا حدثونا) عن ربنا أنه قال: يا عبدي الميت في سبيلي، ولو كان عليك من الذنوب بعدد الحصى والثرى، وقطر المطر وورق الشجر، وعدد شعور الحيوانات ولحظاتهم وأنفاسهم وحركاتهم وسكناتهم، لكانت مغفورة بدعاء علي لك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فتعرضوا يا عباد الله لدعاء علي لكم، ولا تتعرضوا لدعاء علي عليه السلام عليكم، فان من دعا عليه أهلكه الله، ولو كانت حسناته عدد ما خلق الله كما أن من دعا له أسعده الله ولو كانت سيئاته ب عدد ما خلق الله " | Details | ||
" وأما كلام الذراع المسمومة فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من خيبر إلى المدينة وقد فتح الله له جاءته امرأة من اليهود قد أظهرت الايمان، ومعها ذراع مسمومة مشوية فوضعتها بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذه ! قالت له: بأبي أنت وامي يا رسول الله همني أمرك في خروجك إلى خيبر، فاني علمتهم رجالا جلدا، وهذا حمل كان لي ربيته أعده كالولد لي، وعلمت أن أحب الطعام إليك الشواء، وأحب الشواء إليك الذراع، فنذرت لله لئن سلمك الله منهم لاذبحنه ولاطعمنك من شواء ذراعه، والان فقد سلمك الله منهم وأظفرك بهم، فجئت بهذا لافي بنذري. وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله البراء بن معرور وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ائتوا بخبز. فاتي به فمد البراء بن معرور يده وأخذ منه لقمة فوضعها في فيه. فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام: يا براء لا تتقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له البراء - وكان أعرابيا -: يا علي كأنك تبخل رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ! فقال على عليه السلام: ما ابخل رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكني ابجله واوقره، ليس لي ولا لك ولا لاحد من خلق الله أن يتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله بقول، ولا فعل، ولا أكل ولا شرب. فقال البراء: ما ابخل رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال على عليه السلام: ما لذلك قلت، ولكن هذا جاءت به هذه وكانت يهودية، ولسنا نعرف حالها، فاذا أكلته بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله فهو الضامن لسلامتك منه، وإذا أكلته بغير إذنه وكلت إلى نفسك. يقول علي عليه السلام هذا والبراء يلوك اللقمة إذ أنطق الله الذراع فقالت: يا رسول الله لا تأكلني فاني مسمومة، وسقط البراء في سكرات الموت، ولم يرفع إلى ميتا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايتوني بالمرأة. فاتي بها، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: وترتني وترا عظيما: قتلت أبي وعمي وأخي وزوجي وابني ففعلت هذا وقلت: إن كان ملكا فسأنتقم منه، وإن كان نبيا كما يقول، وقد وعد فتح مكة والنصر والظفر، فسيمنعه الله ويحفظه منه ولن يضره. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيتها المرأة لقد صدقت. ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يضرك موت البراء فانما امتحنه الله لتقدمه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ولو كان بأمر رسول الله أكل منه لكفى شره وسمه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ادع لي فلانا وفلانا. وذكر قوما من خيار أصحابه منهم سلمان والمقداد وعمار وصهيب وأبوذر وبلال وقوم من سائر الصحابة تمام عشرة وعلي عليه السلام حاضر معهم. فقال صلى الله عليه وآله: اقعدوا وتحلقوا عليه. فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على الذراع المسمومة ونفث عليه، وقال: "" بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ، ولا داء في الارض، ولا في السماء وهو السميع العليم "". ثم قال صلى الله عليه وآله: كلوا على اسم الله. فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله، وأكلوا حتى شبعوا، ثم شربوا عليه الماء، ثم أمر بها فحبست. فلما كان في اليوم الثاني جئ بها فقال صلى الله عليه وآله: أليس هؤلاء أكلوا ذلك السم بحضرتك؟ فكيف رأيت دفع الله عن نبيه وصحابته؟ فقالت: يا رسول الله كنت إلى الآن في نبوتك شاكة، والآن فقد أيقنت أنك رسول الله صلى الله عليه وآله حقا، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله حقا وحسن إسلامها.. " | Details | ||
"وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فان الله عزوجل يقول:(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة). وقد أذنت لك في تفضيل أعدائنا علينا إن ألجأك الخوف إليه و في إظهار البراءة منا إن حملك الوجل عليه و في ترك الصلوات المكتوبات إذا خشيت على حشاشتك الافات والعاهات، فان تفضيلك أعداءنا علينا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا، وإن إظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح فينا ولا ينقصنا، ولئن تتبرأ منا ساعة بلسانك وأنت موال لنا بجنانك لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامك ومالك الذي به قوامها، وجاهها الذي به تماسكها، وتصون من عرف بك وعرفت به من أوليائنا وإخواننا وأخواتنا من بعد ذلك بشهور وسنين إلى أن تنفرج تلك الكربة وتزول به تلك الغمة فان ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك، وتنقطع به عن عمل في الدين وصلاح إخوانك المؤمنين. وإياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها، فانك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض لنعمتك ونعمتهم للزوال، مذل لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد أمرك الله باعزازهم فانك إن خالفت وصيتي كان ضررك على نفسك وإخوانك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا " | Details |