عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عزوجل:(الذي جعل لكم الارض فراشا): إن الله تعالى لما خلق الماء فجعل عرشه عليه قبل أن يخلق السماوات والارض، وذلك قوله عزوجل:(هو الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) يعني وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق السماوات والارض. قال: فأرسل الرياح على الماء، فبخر الماء من أمواجه، وارتفع عنه الدخان وعلا فوقه الزبد، فخلق من دخانه السماوات السبع، وخلق من زبده الارضين السبع فبسط الارض على الماء، وجعل الماء على الصفا، والصفا على الحوت، والحوت على الثور، والثور على الصخرة التي ذكرها لقمان لابنه فقال:(يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله) والصخرة على الثرى، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله. فلما خلق الله تعالى الارض دحاها من تحت الكعبة، ثم بسطها على الماء، فأحاطت بكل شئ، ففخرت الارض وقالت: أحطت بكل شئ فمن يغلبني؟ وكان في كل أذن من آذان الحوت سلسلة من ذهب مقرونة الطرف بالعرش، فأمر الله الحوت فتحرك فتكفأت الارض بأهلها كما تتكفأ السفينة على وجه الماء و قد اشتدت أمواجه لم تستطع الارض الامتناع، ففخر الحوت وقال: غلبت الارض التي أحاطت بكل شئ، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الجبال فأرساها، وثقل الارض بها، فلم يستطع الحوت أن يتحرك، ففخرت الجبال وقالت: غلبت الحوت الذي غلب الارض، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الحديد، فقطعت به الجبال، وليكن عندها دفاع ولا امتناع ففخر الحديد وقال: غلبت الجبال التي غلبت الحوت فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل النار، فالانت الحديد وفرقت أجزاءه ولم يكن عند الحديد دفاع ولا امتناع. ففخرت النار وقالت: غلبت الحديد الذي غلب الجبال، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الماء، فأطفأ النار، ولم يكن عندها دفاع ولا امتناع، ففخر الماء وقال: غلبت النار التي غلبت الحديد، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الريح فأيبست الماء، ففخرت الريح، وقالت: غلبت الماء الذي غلب النار، فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل الانسان فصرف الريح عن مجاريها بالبنيان ففخر الانسان وقال: غلبت الريح التي غلبت الماء فمن يغلبني؟ فخلق الله عزوجل ملك الموت، فأمات الانسان، ففخر ملك الموت وقال: غلبت الانسان الذي غلب الريح، فمن يغلبني؟ فقال الله عزوجل: أنا القهار الغلاب الوهاب، أغلبك وأغلب كل شئ، فذلك قوله تعالى(إليه يرجع الامر كله). "