الكتاب | الباب | الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|---|---|
كتاب المعيشة | باب معنى الزهد | علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قلت له : ما الزهد في الدنيا؟ قال : « ويحك ، حرامها فتنكبه ». | Details | ||
كتاب المعيشة | باب دخول الصوفية على أبي عبد الله عليه السلام واحتجاجهم عليه فيما ينهون الناس عنه من طلب الرزق | علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، قال : دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله عليه السلام ، فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ البيض ، فقال له : إن هذا اللباس ليس من لباسك . فقال له : « اسمع مني وع ما أقول لك ؛ فإنه خير لك عاجلا وآجلا ، إن أنت مت على السنة والحق ، ولم تمت على بدعة ، أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفر جدب ، فأما إذا أقبلت الدنيا ، فأحق أهلها بها أبرارها ، لافجارها ، ومؤمنوها ، لا منافقوها ، ومسلموها ، لاكفارها ، فما أنكرت يا ثوري ، فو الله إنني لمع ما ترى ما أتى علي مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إلا وضعته». قال : وأتاه قوم ممن يظهرون الزهد ، ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف ، فقالوا له : إن صاحبنا حصر عن كلامك ، ولم تحضره حججه . فقال لهم : « فهاتوا حججكم ». فقالوا له : إن حججنا من كتاب الله. فقال لهم : « فأدلوا بها ؛ فإنها أحق ما اتبع وعمل به ». فقالوا : يقول الله - تبارك وتعالى - مخبرا عن قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) فمدح فعلهم ، وقال في موضع آخر : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) فنحن نكتفي بهذا. فقال رجل من الجلساء : إنا رأيناكم تزهدون في الأطعمة الطيبة ، ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا أنتم منها . فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « دعوا عنكم ما لاتنتفعون به ، أخبروني أيها النفر ، ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، الذي في مثله ضل من ضل ، وهلك من هلك من هذه الأمة؟ ». فقالوا له : أو بعضه ، فأما كله فلا. فقال لهم : « فمن هنا أتيتم ، وكذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأما ما ذكرتم من إخبار الله - عز وجل - إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم ، فقد كان مباحا جائزا ، ولم يكونوا نهوا عنه ، وثوابهم منه على الله عز وجل ، وذلك أن الله - جل وتقدس - أمر بخلاف ما عملوا به ، فصار أمره ناسخا لفعلهم ، وكان نهى الله - تبارك وتعالى - رحمة منه للمؤمنين ، ونظرا لكيلا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم ، منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع ، فإن تصدقت برغيفي - ولا رغيف لي غيره - ضاعوا وهلكوا جوعا ، فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خمس تمرات ، أو خمس قرص ، أو دنانير ، أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد أن يمضيها ، فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه ، ثم الثانية على نفسه وعياله ، ثم الثالثة على قرابته الفقراء ، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء ، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا. وقال صلى الله عليه وآله للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة ، أو ستة من الرقيق ، ولم يكن يملك غيرهم ، وله أولاد صغار : لو أعلمتموني أمره ، ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين ، يترك صبية صغارا يتكففون الناس ». ثم قال : « حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ابدأ بمن تعول ، الأدنى فالأدنى. ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم ، قال : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) أفلا ترون أن الله - تبارك وتعالى - قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه من الأثرة على أنفسهم ، وسمى من فعل ما تدعون الناس إليه مسرفا ، وفي غير آية من كتاب الله يقول : ( إنه لا يحب المسرفين ) فنهاهم عن الإسراف ، ونهاهم عن التقتير ، ولكن أمر بين أمرين ، لا يعطي جميع ما عنده ، ثم يدعو الله أن يرزقه ، فلا يستجيب له ؛ للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله إن أصنافا من أمتي لايستجاب لهم دعاؤهم : رجل يدعو على والديه ؛ ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال ، فلم يكتب عليه ، ولم يشهد عليه ؛ ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله - عز وجل - تخلية سبيلها بيده ؛ ورجل يقعد في بيته ، ويقول : رب ارزقني ، ولا يخرج ، ولا يطلب الرزق ، فيقول الله - عز وجل - له : عبدي ، ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة ، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري ، ولكيلا تكون كلا على أهلك ، فإن شئت رزقتك ، وإن شئت قترت عليك وأنت معذور عندي ؛ ورجل رزقه الله - عز وجل - مالا كثيرا ، فأنفقه ، ثم أقبل يدعو : يا رب ، ارزقني ، فيقول الله عز وجل - : ألم أرزقك رزقا واسعا ، فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ، ولم تسرف وقد نهيتك عن الإسراف ؛ ورجل يدعو في قطيعة رحم. ثم علم الله - عز وجل - نبيه صلى الله عليه وآله كيف ينفق ، وذلك أنه كانت عنده أوقية من الذهب ، فكره أن يبيت عنده ، فتصدق بها ، فأصبح وليس عنده شيء ، وجاءه من يسأله ، فلم يكن عنده ما يعطيه ، فلامه السائل ، واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه وكان رحيما رقيقا صلى الله عليه وآله ، فأدب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله بأمره ، فقال : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) يقول : إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك ، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال ، كنت قد حسرت من المال. فهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله يصدقها الكتاب ، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين. وقال أبو بكر عند موته حيث قيل له : أوص ، فقال : أوصي بالخمس ، والخمس كثير ؛ فإن الله تعالى قد رضي بالخمس ، فأوصى بالخمس وقد جعل الله - عز وجل - له الثلث عند موته ، ولو علم أن الثلث خير له ، أوصى به. ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهده سلمان رضي الله عنه وأبوذر رحمه الله ، فأما سلمان ، فكان إذا أخذ عطاه ، رفع منه قوته لسنته حتى يحضر عطاؤه من قابل ، فقيل له : يا أبا عبد الله ، أنت في زهدك تصنع هذا وأنت لاتدري لعلك تموت اليوم ، أو غدا؟ فكان جوابه أن قال : ما لكم لاترجون لي البقاء كما خفتم علي الفناء ، أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت. وأما أبو ذر ، فكانت له نويقات وشويهات يحلبها ، ويذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم ، أو نزل به ضيف ، أو رأى بأهل الماء الذين هم معه خصاصة ، نحر لهم الجزور أو من الشياه على قدر ما يذهب عنهم بقرم اللحم ، فيقسمه بينهم ، ويأخذ هو كنصيب واحد منهم لايتفضل عليهم ، ومن أزهد من هؤلاء وقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما قال ولم يبلغ من أمرهما أن صارا لايملكان شيئا ألبتة كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم وشيئهم ، ويؤثرون به على أنفسهم وعيالاتهم. واعلموا أيها النفر أني سمعت أبي يروي عن آبائه عليهماالسلامأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوما : ما عجبت من شيء كعجبي من المؤمن إنه إن قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض ، كان خيرا له ، وإن ملك ما بين مشارق الأرض ومغاربها ، كان خيرا له ، وكل ما يصنع الله - عز وجل - به ، فهو خير له ، فليت شعري هل يحيق فيكم ما قد شرحت لكم منذ اليوم ، أم أزيدكم؟ أ ما علمتم أن الله - عز وجل - قد فرض على المؤمنين في أول الأمر أن يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين ، ليس له أن يولي وجهه عنهم ، ومن ولاهم يومئذ دبره ، فقد تبوأ مقعده من النار ، ثم حولهم عن حالهم رحمة منه لهم ، فصار الرجل منهم عليه أن يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من الله - عز وجل - للمؤمنين ، فنسخ الرجلان العشرة. وأخبروني أيضا عن القضاة أجورة هم حيث يقضون على الرجل منكم نفقة امرأته إذا قال : إني زاهد ، وإني لاشيء لي؟ فإن قلتم : جورة ، ظلمكم أهل الإسلام ، وإن قلتم : بل عدول ، خصمتم أنفسكم ، وحيث تردون صدقة من تصدق على المساكين عند الموت بأكثر من الثلث. أخبروني لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهادا لاحاجة لهم في متاع غيرهم ، فعلى من كان يتصدق بكفارات الأيمان والنذور والصدقات من فرض الزكاة من الذهب والفضة والتمر والزبيب وسائر ما وجب فيه الزكاة من الإبل والبقر والغنم وغير ذلك ، إذا كان الأمر كما تقولون ، لاينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا إلا قدمه ، وإن كان به خصاصة ، فبئسما ذهبتم إليه (19) ، وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل ، وردكم إياها بجهالتكم وترككم النظر في غرائب القرآن من التفسير بالناسخ من المنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والأمر والنهي. وأخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود عليه السلام ، حيث سأل الله ملكا لاينبغي لأحد من بعده ، فأعطاه الله - جل اسمه - ذلك ، وكان يقول الحق ويعمل به ، ثم لم نجد الله - عز وجل - عاب عليه ذلك ، ولا أحدا من المؤمنين ، وداود النبي صلى الله عليه وآله قبله في ملكه وشدة سلطانه. ثم يوسف النبي عليه السلام ، حيث قال لملك مصر : ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن ، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم ، وكان يقول الحق ويعمل به ، فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه. ثم ذو القرنين عبد أحب الله ، فأحبه الله ، وطوى له الأسباب ، وملكه مشارق الأرض ومغاربها ، وكان يقول الحق ويعمل به ، ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه. فتأدبوا أيها النفر بآداب الله - عز وجل - للمؤمنين ، واقتصروا على أمر الله ونهيه ، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لاعلم لكم به ، وردوا العلم إلى أهله ، توجروا وتعذروا عند الله تبارك وتعالى ، وكونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه ، ومحكمه من متشابهه ، وما أحل الله فيه مما حرم ، فإنه أقرب لكم من الله ، وأبعد لكم من الجهل ، ودعوا الجهالة لأهلها ؛ فإن أهل الجهل كثير ، وأهل العلم قليل ، وقد قال الله عز وجل : ( وفوق كل ذي علم عليم ) ». | Details | ||
كتاب الجهاد | باب كراهة التعرض لما لايطيق | محمد بن أحمد ، عن عبد الله بن الصلت ، عن .. يونس ، عن سماعة : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن الله - عز وجل - فوض إلى المؤمن أموره كلها ، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه ، ألم تر قول الله - عز وجل - هاهنا : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) والمؤمن ينبغي له أن يكون عزيزا ، ولا يكون ذليلا ». | Details | ||
كتاب الجهاد | باب كراهة التعرض لما لايطيق | عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ». قلت : بما يذل نفسه؟ قال : « يدخل فيما يتعذر منه ». | Details | ||
كتاب الجهاد | باب كراهة التعرض لما لايطيق | محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن داود الرقي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ». قيل له : وكيف يذل نفسه؟ قال : « يتعرض لما لايطيق ». | Details |