الكتاب | الباب | الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|---|---|
كتاب النكاح | باب آخر منه | محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة بن أعين : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « مر رجل من أهل البصرة شيباني ـ يقال له : عبد الملك بن حرملة ـ على علي بن الحسين عليهماالسلام ، فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام : ألك أخت؟ قال : نعم ، قال : فتزوجنيها ؟ قال : نعم ، قال : فمضى الرجل ، وتبعه رجل من أصحاب علي بن الحسين عليهماالسلام حتى انتهى إلى منزله ، فسأل عنه ، فقيل له : فلان بن فلان ، وهو سيد قومه ، ثم رجع إلى علي بن الحسين عليهماالسلام ، فقال له : يا أبا الحسن ، سألت عن صهرك هذا الشيباني ، فزعموا أنه سيد قومه ، فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام : إني لأبديك يا فلان عما أرى وعما أسمع ، أما علمت أن الله ـ عز وجل ـ رفع بالإسلام الخسيسة ، وأتم به الناقصة ، وأكرم به اللؤم ؟ فلا لؤم على المسلم ، إنما اللؤم لؤم الجاهلية ». | Details | ||
كتاب النكاح | باب آخر منه | عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن رجل : عن أبي عبد الله عليه السلام : « أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ». ثم قال : « إنما زوجها المقداد لتتضع المناكح ، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وكان الزبير أخا عبد الله وأبي طالب لأبيهما وأمهما ». | Details | ||
كتاب النكاح | باب آخر منه | علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عمر بن أبي بكار ، عن أبي بكر الحضرمي : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوج المقداد بن الأسود ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب ، وإنما زوجه لتتضع المناكح ، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وليعلموا أن أكرمهم عند الله أتقاهم ». | Details | ||
كتاب النكاح | باب أن المؤمن كفو المؤمنة | بعض أصحابنا ، عن علي بن الحسن بن فضال التيملي ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن سنان ، عن رجل : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا رسول الله ، عندي مهيرة العرب ، وأنا أحب أن تقبلها وهي ابنتي ». قال : « فقال : قد قبلتها ، قال : فأخرى يا رسول الله ، قال : وما هي؟ قال : لم يضرب عليها صدغ قط ، قال : لاحاجة لي فيها ، ولكن زوجها من جلبيب ». قال : « فسقط رجلا الرجل مما دخله ، ثم أتى أمها ، فأخبرها الخبر ، فدخلها مثل ما دخله ، فسمعت الجارية مقالته ، ورأت ما دخل أباها ، فقالت لهما : ارضيا لي ما رضي الله ورسوله لي ». قال : « فتسلى ذلك عنهما ، وأتى أبوها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخبره الخبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قد جعلت مهرها الجنة ». وزاد فيه صفوان ، قال : فمات عنها جلبيب ، فبلغ مهرها بعده مائة ألف درهم. | Details | ||
كتاب النكاح | باب أن المؤمن كفو المؤمنة | محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام إذ استأذن عليه رجل ، فأذن له ، فدخل عليه ، فسلم ، فرحب به أبو جعفر عليه السلام وأدناه وساءله ، فقال الرجل : جعلت فداك ، إني خطبت إلى مولاك فلان بن أبي رافع ابنته فلانة ، فردني ورغب عني ، وازدرأني لدمامتي وحاجتي وغربتي ، وقد دخلني من ذلك غضاضة هجمة غض لها قلبي ، تمنيت عندها الموت. فقال أبو جعفر عليه السلام : « اذهب فأنت رسولي إليه ، وقل له : يقول لك محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام : زوج منجح بن رباح مولاي ابنتك فلانة ، ولا ترده ». قال أبو حمزة : فوثب الرجل فرحا مسرعا برسالة أبي جعفر عليه السلام ، فلما أن توارى الرجل قال أبو جعفر عليه السلام : « إن رجلا كان من أهل اليمامة ـ يقال له : جويبر ـ أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منتجعا للإسلام ، فأسلم وحسن إسلامه ، وكان رجلا قصيرا دميما محتاجا عاريا ، وكان من قباح السودان ، فضمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحال غربته وعراه ، وكان يجري عليه طعامه صاعا من تمر بالصاع الأول ، وكساه شملتين ، وأمره أن يلزم المسجد ، ويرقد فيه بالليل ، فمكث بذلك ما شاء الله حتى كثر الغرباء ـ ممن يدخل في الإسلام من أهل الحاجة ـ بالمدينة ، وضاق بهم المسجد ، فأوحى الله ـ عز وجل ـ إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن طهر مسجدك ، وأخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل ، ومر بسد أبواب من كان له في مسجدك باب إلا باب علي عليه السلام ، ومسكن فاطمة عليهاالسلام ، ولا يمرن فيه جنب ، ولا يرقد فيه غريب ». قال : « فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسد أبوابهم إلا باب علي عليه السلام ، وأقر مسكن فاطمة عليهاالسلام على حاله ». قال : « ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر أن يتخذ للمسلمين سقيفة ، فعملت لهم وهي الصفة ، ثم أمر الغرباء والمساكين أن يظلوا فيها نهارهم وليلهم ، فنزلوها واجتمعوا فيها ، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعاهدهم بالبر والتمر والشعير والزبيب إذا كان عنده ، وكان المسلمون يتعاهدونهم ، ويرقون عليهم لرقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويصرفون صدقاتهم إليهم. وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة منه له ورقة عليه ، فقال له : يا جويبر ، لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك ، وأعانتك على دنياك وآخرتك. فقال له جويبر : يا رسول الله ـ بأبي أنت وأمي ـ من يرغب في؟ فو الله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال ، فأية امرأة ترغب في؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا جويبر ، إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفا ، وشرف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعا ، وأعز بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلا ، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها ، فالناس اليوم كلهم ـ أبيضهم وأسودهم ، وقرشيهم وعربيهم وعجميهم ـ من آدم ، وإن آدم خلقه الله من طين ، وإن أحب الناس إلى الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم ، وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلا إلا لمن كان أتقى لله منك وأطوع ». ثم قال له : « انطلق يا جويبر ، إلى زياد بن لبيد ، فإنه من أشرف بني بياضة حسبا فيهم ، فقل له : إني رسول رسول الله إليك وهو يقول لك : زوج جويبرا ابنتك الذلفاء ». قال : « فانطلق جويبر برسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زياد بن لبيد وهو في منزله ، وجماعة من قومه عنده ، فاستأذن فأعلم ، فأذن له ، فدخل وسلم عليه ، ثم قال : يا زياد بن لبيد ، إني رسول رسول الله إليك في حاجة لي ، فأبوح بها ، أم أسرها إليك؟ فقال له زياد : بل بح بها ؛ فإن ذلك شرف لي وفخر. فقال له جويبر : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لك : زوج جويبرا ابنتك الذلفاء. فقال له زياد : أرسول الله أرسلك إلي بهذا يا جويبر ؟ فقال له : نعم ، ما كنت لأكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال له زياد : إنا لانزوج فتياتنا إلا أكفاءنا من الأنصار ، فانصرف يا جويبر ، حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخبره بعذري. فانصرف جويبر وهو يقول : والله ما بهذا نزل القرآن ، ولا بهذا ظهرت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فسمعت مقالته الذلفاء بنت زياد وهي في خدرها ، فأرسلت إلى أبيها : ادخل إلي ، فدخل إليها ، فقالت له : ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبرا؟ فقال لها : ذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسله ، وقال : يقول لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : زوج جويبرا ابنتك الذلفاء ، فقالت له : والله ، ما كان جويبر ليكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحضرته ، فابعث الآن رسولا يرد عليك جويبرا ، فبعث زياد رسولا ، فلحق جويبرا ، فقال له زياد : يا جويبر ، مرحبا بك اطمئن حتى أعود إليك. ثم انطلق زياد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له : بأبي أنت وأمي ، إن جويبرا أتاني برسالتك ، وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لك : زوج جويبرا ابنتك الذلفاء ، فلم ألن له في القول ، ورأيت لقاءك ، ونحن لانتزوج إلا أكفاءنا من الأنصار. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا زياد ، جويبر مؤمن ، والمؤمن كفو للمؤمنة ، والمسلم كفو للمسلمة ، فزوجه يا زياد ، ولا ترغب عنه ». قال : « فرجع زياد إلى منزله ، ودخل على ابنته ، فقال لها ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له : إنك إن عصيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفرت ، فزوج جويبرا ، فخرج زياد ، فأخذ بيد جويبر ، ثم أخرجه إلى قومه ، فزوجه على سنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وضمن صداقه ». قال : « فجهزها زياد وهيؤوها ، ثم أرسلوا إلى جويبر ، فقالوا له : ألك منزل ، فنسوقها إليك؟ فقال : والله ، ما لي من منزل ». قال : « فهيؤوها ، وهيؤوا لها منزلا ، وهيؤوا فيه فراشا ومتاعا ، وكسوا جويبرا ثوبين ، وأدخلت الذلفاء في بيتها ، وأدخل جويبر عليها معتما ، فلما رآها نظر إلى بيت ومتاع وريح طيبة ، قام إلى زاوية البيت ، فلم يزل تاليا للقرآن ، راكعا وساجدا حتىطلع الفجر ، فلما سمع النداء خرج ، وخرجت زوجته إلى الصلاة ، فتوضأت وصلت الصبح ، فسئلت : هل مسك؟ فقالت : ما زال تاليا للقرآن ، وراكعا وساجدا حتى سمع النداء فخرج ، فلما كانت الليلة الثانية ، فعل مثل ذلك ، وأخفوا ذلك من زياد ، فلما كان اليوم الثالث ، فعل مثل ذلك ، فأخبر بذلك أبوها ، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أمرتني بتزويج جويبر ، ولا والله ما كان من مناكحنا ، ولكن طاعتك أوجبت علي تزويجه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فما الذي أنكرتم منه؟ قال : إنا هيأنا له بيتا ومتاعا ، وأدخلت ابنتي البيت ، وأدخل معها معتما ، فما كلمها ، ولا نظر إليها ، ولا دنا منها ، بل قام إلى زاوية البيت ، فلم يزل تاليا للقرآن ، راكعا وساجدا حتى سمع النداء ، فخرج ، ثم فعل مثل ذلك في الليلة الثانية ، ومثل ذلك في الليلة الثالثة ، ولم يدن منها ، ولم يكلمها إلى أن جئتك ، وما نراه يريد النساء ، فانظر في أمرنا ، فانصرف زياد. وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جويبر ، فقال له : أما تقرب النساء؟ فقال له جويبر : أوما أنا بفحل؟ بلى يا رسول الله ، إني لشبق ، نهم إلى النساء ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قد خبرت بخلاف ما وصفت به نفسك قد ذكر لي أنهم هيؤوا لك بيتا وفراشا ومتاعا ، وأدخلت عليك فتاة حسناء (16) عطرة ، وأتيت (17) معتما (18) ، فلم تنظر إليها ، ولم تكلمها ، ولم تدن منها ، فما دهاك إذن؟ فقال له جويبر : يا رسول الله ، دخلت بيتا واسعا ، ورأيت فراشا ومتاعا وفتاة حسناء عطرة ، وذكرت حالي التي كنت عليها ، وغربتي وحاجتي ووضيعتي وكسوتي مع الغرباء والمساكين ، فأحببت إذ أولاني الله ذلك أن أشكره على ما أعطاني ، وأتقرب إليه بحقيقة الشكر ، فنهضت إلى جانب البيت ، فلم أزل في صلاتي تاليا للقرآن ، راكعا وساجدا أشكر الله حتى سمعت النداء ، فخرجت ، فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم ، ففعلت ذلك ثلاثة أيام ولياليها ، ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني الله يسيرا ، ولكني سأرضيها ، وأرضيهم الليلة إن شاء الله. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى زياد ، فأتاه ، فأعلمه ما قال جويبر ، فطابت أنفسهم ». قال : « ووفى لها جويبر بما قال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج في غزوة له ومعه جويبر ، فاستشهد رحمه الله تعالى ، فما كان في الأنصار أيم أنفق منها بعد جويبر ». | Details |