الرواة | المعصومين | متن الحديث | |
---|---|---|---|
" قال الامام عليه السلام: يعني(ومما رزقناهم) من الاموال، والقوى في الابدان والجاه، والمقدار. (ينفقون): يؤدون من الاموال الزكوات، ويجودون بالصدقات، ويحتملون الكل يؤدون الحقوق اللازمات: كالنفقة في الجهاد إذا لزم، وإذا استحب، وكسائر النفقات الواجبات على الاهلين وذوي الارحام القريبات والآباء والامهات وكالنفقات المستحبات على من لم يكن فرضا عليهم النفقة من سائر القرابات، وكالمعروف بالاسعاف والقرض، والاخذ بأيدي الضعفاء والضعيفات. ويؤدون من قوى الابدان المعونات كالرجل يقود ضريرا، وينجيه من مهلكة أو يعين مسافرا أو غير مسافر على حمل متاع على دابة قد سقط عنها، أو كدفع عن مظلوم قد قصده ظالم بالضرب أو بالاذى. ويؤدون الحقوق من الجاه بأن يدفعوا به عن عرض من يظلم بالوقيعة فيه، أو يطلبوا حاجة بجاههم لمن قد عجز عنها بمقداره.فكل هذا إنفاق مما رزقه الله تعالى " | Details | ||
" ثم قال الامام عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان من خيار أصحابه عنده أبوذر الغفاري، فجاءه ذات يوم فقال: يا رسول الله إن لي غنيمات قدر ستين شاة، أكره أن أبدو فيها، وافارق حضرتك وخدمتك، وأكره أن أكلها إلى راع فيظلهما ويسئ رعايتها فكيف أصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أبد فيها. فبدا فيها فلما كان في اليوم السابع جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أباذر. فقال: لبيك يا رسول الله. قال: ما فعلت غنيماتك؟ فقال: يا رسول الله إن لها قصة عجيبة. ف قال: وما هي؟ قال: يا رسول الله بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت: يا رب صلاتي، يا رب غنمي، فآثرت صلاتي على غنمي فأخطر الشيطان ببالي "" يا أباذر أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها كلها، وما يبقى لك في الدنيا ما تتعيش به ""؟ فقلت للشيطان: يبقى لي توحيد الله تعالى، والايمان بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وموالاة أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب عليه السلام، وموالاة الائمة الهادين الطاهرين من ولده، ومعاداة أعدائهم، وكلما فات من الدنيا بعد ذلك جلل فأقبلت على صلاتي، فجاء ذئب، فأخذ حملا وذهب به وأنا أحس به، إذا أقبل على الذئب أسد فقطعه نصفين، واستنقذ الحمل ورده إلى القطيع، ثم ناداني: يا أباذر أقبل على صلاتك، فان الله تعالى قد وكلني بغنمك إلى أن تصلي. فأقبلت على صلاتي، وقد غشيني من التعجب مالا يعمله إلا الله تعالى حتى فرغت منها، فجاءني الاسد وقال لي: إمض إلى محمد صلى الله عليه وآله فأخبره أن الله تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك، ووكل أسدا بغنمه يحفظها.فتعجب من كان حول رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: صدقت يا أباذر، ولقد آمنت به أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين(صلوات الله عليهم أجمعين). فقال بعض المنافقين: هذا بمواطاة بين محمد وأبي ذر، يريد أن يخدعنا بغروره. واتفق منهم عشرون رجلا وقالوا: نذهب إلى غنمه، وننظر إليها، وننظر إليه إذا صلى، هل يأتي الاسد ويحفظ غنمه، فيتبين بذلك كذبه. فذهبوا ونظروا و إذا أبوذر قائم يصلي، والاسد يطوف حول غنمه ويرعاها ويرد إلى القطيع ما شذ عنه منها، حتى إذا فرغ من صلاته ناداه الاسد: هاك قطيعك مسلما، وافر العدد سالما. ثم ناداهم الاسد: يا معاشر المنافقين أنكرتم لو لي محمد وعلي وآله الطيبين والمتوسل إلى الله تعالى بهم أن يسخرني الله ربي لحفظ عنمه، والذي أكرم محمدا وآله الطيبين الطاهرين لقد جعلني الله طوع يدي أبي ذر حتى لو أمرني بافتراسكم وهلاككم لاهلكتكم، والذي لا يحلف بأعظم منه لو سأل الله بمحمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم أن يحول البحار دهن زنبق وبان والجبال مسكا وعنبرا وكافورا، وقضبان الاشجار قضب الزمرد، والزبرجد لما منعه الله تعالى ذلك. فلما جاء أبوذر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال له رسول الله: يا أباذر إنك أحسنت طاعة الله، فسخر الله لك من يطيعك في كف العوادي عنك، فأنت من أفضل من مدحه الله عزوجل ب أنه يقيم الصلاة. قوله عزوجل: "" ومما رزقناهم ينفقون "". " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: ثم وصفهم بعد ذلك فقال(ويقيمون الصلاة) يعني باتمام ركوعها وسجودها، وحفظ مواقيتها وحدودها، وصيانتها عما يفسدها وينقضها. " | Details | ||
" وذلك أن سلمان الفارسيرضياللهعنه مر بقوم من اليهود، فسألوه أن يجلس إليهم، ويحدثهم بما سمع من محمد صلى الله عليه وآله في يومه هذا، فجلس إليهم لحرصه على إسلامهم، فقال: سمعت محمدا صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عزوحل يقول: يا عبادي أو ليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلا أن يتحمل عليكم بأحب الخلق إليكم تقصونها كرامة لشفيعهم؟ ألا فاعلموا إن أكرم الخلق علي، وأفضلهم لدي: محمد، وأخوه علي، ومن بعده من الائمة الذين هم الوسائل إلي. ألا فليد عني من هم بحاجة يريد نفعها، أو دهته داهية يريد كف ضررها، بمحمد وآله الافضلين الطيبين الطاهرين، أقضلها له أحسن مما يقضيها من تستشفعون إليه بأعز الخلق عليه. قالو السلمان وهم(يسخرون و) يستهزؤن به : يا أبا عبدالله فما بالك لاتقترح على الله، وتتوسل بهم: أن يجعلك أغنى أهل المدينة؟ فقال سلمان: قد دعوت الله عزوجل بهم، وسألته ما هو أجل وأفضل وأنفع من ملك الدنيا بأسرها: سألته بهم صلى الله عليهم أن يهب لي لسانا لتحميده وثنائه ذاكرا، وقلبا لآلائه شاكرا، وعلى الدواهي الداهية لي صابرا، وهو عزوجل قد أجابني إلى ملتمسي من ذلك، وهو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها، وما تشتمل عليه من خيراتها مائة ألف ألف مرة. قال عليه السلام: فجعلوا يهزؤون به ويقولون: يا سلمان لقد ادعيت مرتبة عظيمة شريفة نحتاج أن نمتحن صدقك من كذبك فيها، وها نحن أولا قائمون إليك بسياط فضاربوك بها، فسل ربك أن يكف أيدينا عنك. فجعل سلمان يقول: اللهم اجعلني على البلاء صابرا. وجعلوا يضربونه بسياطهم حتى أعيوا وملوا، وجعل سلمان لا يزيد على قوله: اللهم اجعلني على البلاء صابرا. فلما ملوا وأعيوا، قالوا له: يا سلمان ما ظننا أن روحا تثبت في مقرها مع مثل هذا العذاب الوارد عليك، فما بالك لاتسأل ربك أن يكفنا عنك؟ ف فقال: لان سؤالي ذلك ربي خلاف الصبر، بل سلمت لا مهال الله تعالى لكم، وسألته الصبر. فلما استراحوا قامرا إليه بعد بسياطهم، فقالوا: لا نزال نضربك بسياطنا حتى تزهق روحك أو تكفر بمحمد. فقال: ماكنت لافعل ذلك، فان الله قد أنزل على محمد(الذين يؤمنون بالغيب) وإن احتمالي لمكارهكم - لادخل في جملة من مدحه الله بذلك - سهل علي يسير. فجعلوا يضربونه بسياطهم حتى ملوا، ثم قعدوا، وقالوا: يا سلمان لو كان لك عند ربك قدر لايمانك بمحمد لاستجاب الله دعاءك وكفنا عنك. فقال سلمان: ما أجهلكم ! كيف يكون مستجيبا دعائي إذا فعل بي خلاف ما أريد منه، أنا أردت منه الصبر فقد استجاب لي وصبرني، ولم أسأله كفكم عني فيمنعني حتى يكون ضد دعائي كما تظنون. فقاموا اليه ثالثة بسياطهم، فجعلوا يضربونه وسلمان لا يزيد على قوله: اللهم صبرني على البلاء في حب صفيك وخليلك محمد. فقالوا له: يا سلمان ويحك أو ليس محمد قد رخص لك أن تقول كلمة الكفر به بما تعتقد ضده للتقية من أعدائك؟ فما بالك لا تقول(ما يفرج عنك) للتقية؟ فقال سلمان: إن الله تعالى قد رخص لي في ذلك ولم يفرضه علي، بل أجاز لي أن لا أعطيكم ما تريدون، وأحتمل مكارهكم، وأجعله أفضل المنزلتين، وأنا لا أختار غيره. ثم قاموا إليه بسياطهم، وضربوه ضربا كثيرا، وسيلوا دماءه، وقالوا له - وهم ساخرون -: لا تسأل الله كفنا عنك، ولا تظهر لنا ما نريد منك لنكف به عنك، فادع علينا بالهلاك إن كنت من الصادقين في دعواك أن الله لا يرد دعاءك بمحمد وآله الطيبين الطاهرين . فقال سلمان: إني لاكره أن أدعو الله بهلاككم مخافة أن يكون فيكم من قد علم الله أنه سيؤمن بعد، فأكون قد سألت الله تعالى اقتطاعه عن الايمان. فقالوا: قل: اللهم أهلك من كان في معلومك أنه يبقى إلى الموت على تمرده، فانك لا تصادف بهذا الدعاء ما خفته. قال: فانفرج له حائط البيت الذي هو فيه مع القوم، وشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: يا سلمان ادع عليهم بالهلاك، فليس فيهم أحد يرشد، كما دعا نوح عليه السلام على قومه لما عرف أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن. فقال سلمان: كيف تريدون أن أدعو عليكم بالهلاك؟ فقالوا: تدعو الله ب أن يقلب سوط كل واحد منا أفعى تعطف رأسها، ثم تمشش عظام سائر بدنه. فدعا الله بذلك، فما من سياطهم سوط إلا قلبه الله تعالى عليهم أفعى لها رأسان تتناول برأس منها رأسه، وبرأس آخر يمينه التي كان فيها سوطه، ثم رضضتهم ومششتهم وبلعتهم والتقمتهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في مجلسه: معاشر المؤمنين إن الله تعالى قد نصر أخاكم سلمان ساعتكم هذه على عشرين من مردة اليهود والمنافقين، قلبت سياطهم أفاعي رضضتهم ومششتهم، وهشمت عظامهم والتقمتهم، فقوموا بنا ننظر إلى تلك الآفاعي المبعوثة لنصرة سلمان. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه إلى تلك الدار، وقد اجتمع إليها جيرانها من اليهود والمنافقين لم سمعوا ضجيج القوم بالتقام الافاعي لهم، وإذا هم خائفون منها نافرون من قربها. فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله خرجت كلها من البيت إلى شارع المدينه، وكان شارعا ضيقا، فوسعه الله تعالى، وجعله عشرة أضعافه. ثم نادت الافاعي: السلام عليك يا محمد يا سيد الاولين والآخرين، السلام عليك يا علي يا سيد الوصيين، السلام على ذريتك الطيبين الطاهرين الذين جعلوا على الخلق قوامين، هانحن سياط هؤلاء المنافقين الذين قلبنا الله تعالى أفاعي بدعاء هذا المؤمن "" سلمان "". ف قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمدلله الذي جعل من أمتي من يضاهي بدعائه - عند كفه، وعند انبساطه - نوحا نبيه. ثم اندت الافاعي: يا رسول الله قد اشتد غضبنا على هؤلاء الكافرين، وأحكامك وأحكام وصيك علينا جائزة في ممالك رب العالمين، ونحن نسألك أن تسأل الله تعالى أن يجعلنا من أفاعي جهنم التي نكون فيها لهؤلاء معذبين كما كنا لهم في هذه الدنيا ملتقمين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أجبتكم إلى ذلك، فالحقوا بالطبق الاسفل من جهنم بعد أن تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء أجسام هؤلاء الكافرين ليكون أتم لخزيهم، وأبقى للعار عليهم إذا كانوا بين أظهرهم مدفونين، يعتبر بم المؤمنون المارون بقبورهم يقولون: هؤلاء الملعونون المخزيون بدعاء ولي محمد: سلمان الخير من المؤمنين. فقذفت الافاعي ما في بطونها من أجزاء أبدانهم، فجاء أهلوهم فدفنوهم، وأسلم كثير من الكافرين، وأخلص كثير من المنافقين، وغلب الشقاء على كثير من الكافرين والمنافقين، فقالوا: هذا سحر مبين. ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على سلمان فقال: يا أبا عبدالله أنت من خواص إخواننا المؤمنين، ومن أحباب قلوب ملائكة الله المقربين، إنك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرشي ومادون ذلك إلى الثرى، أشهر في فضلك عندهم من الشمس الطالعة في يوم لا غيم فيه ولا قتر، ولا غبار في الجو، أنت من أفاضل الممدوحين بقوله: "" الذين يؤمنون بالغيب "" قوله عزوجل: "" ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون "": 3 . " | Details | ||
" قال الامام عليه السلام: ثم وصف هؤلاء المتقين الذين هذا الكتاب هدى لهم فقال:(الذين يؤمنون بالغيب) يعني بما غاب عن حواسهم من الامور التي يلزمهم الايمان بها، كالبعث والنشور والحساب والجنة والنار، وتوحيد الله تعالى وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة. وإنما يعرف بدلائل قد نصبها الله عزوجل عليها كآدم، وحواء، وإدريس ونوح، وإبراهيم، والانبياء الذين يلزمهم الايمان بهم، و بحجج الله تعالى، وإن لميشاهدوهم ويؤمنون بالغيب، وهم من الساعة مشفقون " | Details |