Details

Root


الجذر هو اصل الكلمة ، ويتكون عادة من ثلاث حروف أو أربعة أو خمسة. سجلت الجذور بحذف الألف في بداية الكلة كما في اله و اجل و امن. ولم تحذف في وسط و نهاية الكلمة كما في سأل و قرأ.

الجذر : رجى

ورد الجذر في 4 موضع في كتاب الكافي و 1 مرة في القرآن الكريم


في القرآن الكريم

  1. ( الآية ) ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم (البقرة , 2)


في كتاب الكافي

  1. ( الرواية ) محمد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « قال أمير المؤمنين عليه‌ السلام : أيها الناس ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أرسل إليكم الرسول صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم ، وأنزل إليه الكتاب بالحق وأنتم أميون عن الكتاب ومن أنزله ، وعن الرسول ومن أرسله على حين فترة من الرسل ، وطول هجعة من الأمم ، وانبساط من الجهل ، واعتراض من الفتنة ، وانتقاض من المبرم ، وعمى عن الحق ، واعتساف من الجور، وامتحاق من الدين ، وتلظ من الحروب على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا ، ويبس من أغصانها ، وانتثار من ورقها ، ويأس من ثمرها ، واغورار من مائها ، قد درست أعلام الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، فالدنيا متجهمة في وجوه أهلها مكفهرة ، مدبرة غير مقبلة ، ثمرتها الفتنة ، وطعامها‌ الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السيف ، مزقتم كل ممزق ، وقد أعمت عيون أهلها ، وأظلمت عليها أيامها ، قد قطعوا أرحامهم ، وسفكوا دماءهم ، ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من أولادهم ، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا ، لايرجون من الله ثوابا ، ولا يخافون ـ والله ـ منه عقابا ، حيهم أعمى نجس ، وميتهم في النار مبلس ، فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى ، وتصديق الذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام ، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ، أخبركم عنه ؛ إن فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم ، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتموني عنه ، لعلمتكم » .
  1. ( الرواية ) أبو عبد الله الأشعري ، عن بعض أصحابنا رفعه ، عن هشام بن الحكم ، قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌ السلام : « يا هشام ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ بشر أهل العقل والفهم في كتابه ، فقال : ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) . يا هشام ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أكمل للناس الحجج بالعقول ، ونصر النبيين بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالأدلة ، فقال : ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف ) ( الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) . يا هشام ، قد جعل الله ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا ، فقال : ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وقال : ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون ) وقال : ( إن اختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح ) ( آيات لقوم يعقلون ) وقال : ( يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) وقال : ( وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وقال : ( ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) وقال : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم ‌ الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) وقال : ( هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون ) . يا هشام ، ثم وعظ أهل العقل ، ورغبهم في الآخرة ، فقال : ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ) . يا هشام ، ثم خوف الذين لايعقلون عقابه ، فقال عز وجل : ( ثم دمرنا الآخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ) وقال : ( إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون ) . يا هشام ، إن العقل مع العلم ، فقال : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) . يا هشام ، ثم ذم الذين لايعقلون ، فقال : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) وقال : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) وقال : ( ومنهم من يستمعون ) ( إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ) وقال : ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) وقال : ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) وقال : ( وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) ‌ يا هشام ، ثم ذم الله الكثرة ، فقال : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) وقال : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ) وقال : ( ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ) . يا هشام ، ثم مدح القلة ، فقال : ( وقليل من عبادي الشكور ) وقال : ( وقليل ما هم ) وقال : ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ) وقال : ( ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) وقال : ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) وقال : ( وأكثرهم لا يعقلون ) وقال : ( واكثرهم لا يشعرون ) . يا هشام ، ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر ، وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) ‌ وقال : ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) وقال : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) وقال : ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب ) وقال : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) وقال : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) وقال : ( ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب ) وقال : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) . يا هشام ، إن الله تعالى يقول في كتابه : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) يعني عقل ، وقال : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) قال : الفهم والعقل. يا هشام ، إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، وإن الكيس لدى الحق يسير ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكل ، وقيمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكانها الصبر. يا هشام ، إن لكل شيء دليلا ، ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ؛ ولكل شيء مطية ، ومطية العقل التواضع ؛ وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه. يا هشام ، ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا ، وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة. يا هشام ، إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة ، وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول. يا هشام ، إن العاقل ، الذي لايشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره. يا هشام ، من سلط ثلاثا على ثلاث ، فكأنما أعان على هدم عقله : من أظلم نور تفكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه ، فكأنما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم عقله ، أفسد عليه دينه ودنياه. يا هشام ، كيف يزكو عند الله عملك ، وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك ، وأطعت هواك على غلبة عقلك؟! يا هشام ، الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله ، اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند الله ، وكان الله أنسه في الوحشة ، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزه من غير عشيرة. يا هشام ، نصب الحق لطاعة الله ، ولا نجاة إلا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلا من عالم رباني ، ومعرفة العلم بالعقل. يا هشام ، قليل العمل من العالم مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود. يا هشام ، إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ؛ فلذلك ربحت تجارتهم. يا هشام ، إن العقلاء تركوا فضول الدنيا ، فكيف الذنوب ، وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض. يا هشام ، إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها ، فعلم أنها لاتنال إلا بالمشقة ، ونظر إلى الآخرة ، فعلم أنها لاتنال إلا بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما. يا هشام ، إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة ؛ لأنهم علموا أن الدنيا طالبة مطلوبة ، و الآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة ، طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا ، طلبته الآخرة ، فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته. يا هشام ، من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين ، فليتضرع إلى الله ـ عز وجل ـ في مسألته بأن يكمل عقله ؛ فمن عقل ، قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه ، استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه ، لم يدرك الغنى أبدا. يا هشام ، إن الله حكى عن قوم صالحين أنهم قالوا : « ( ربنا لا تزغ ) ( قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها ؛ إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله ، لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا ، وسره لعلانيته موافقا ؛ لأن الله ـ تبارك اسمه ـ لم يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه. يا هشام ، كان أمير المؤمنين عليه‌ السلام يقول : ما عبد الله بشيء أفضل من العقل ، وما تم عقل امرى حتى يكون فيه خصال شتى : الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، ونصيبه من الدنيا القوت ، لا يشبع من العلم دهره ، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره ، والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثير المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلهم خيرا منه ، وأنه شرهم في نفسه ، وهو تمام الأمر. ‌ يا هشام ، إن العاقل لايكذب وإن كان فيه هواه. يا هشام ، لادين لمن لا مروءة له ، ولا مروءة لمن لاعقل له ، وإن أعظم الناس قدرا الذي لايرى الدنيا لنفسه خطرا ، أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة ، فلا تبيعوها بغيرها. يا هشام ، إن أمير المؤمنين عليه‌ السلام كان يقول : إن من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث خصال : يجيب إذا سئل ، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي يكون فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلاث شيء ؛ فهو أحمق ؛ إن أمير المؤمنين عليه‌ السلام قال : لايجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه هذه الخصال الثلاث ، أو واحدة منهن ، فمن لم يكن فيه شيء منهن فجلس ، فهو أحمق. وقال الحسن بن علي عليهما‌السلام : إذا طلبتم الحوائج ، فاطلبوها من أهلها ، قيل : يا ابن رسول الله ، ومن أهلها؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم ، فقال : ( إنما يتذكر أولوا الألباب ) قال : هم أولو العقول. وقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح ، وإدآب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولاة العدل تمام العز ، واستثمار المال تمام المروءة ، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الأذى من كمال العقل ، وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا. يا هشام ، إن العاقل لايحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لايقدر عليه ، ولا يرجو ما يعنف برجائه ، ولا يقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه » .
  1. ( الرواية ) عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن سماعة بن مهران ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌ السلام وعنده جماعة من مواليه ، فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « اعرفوا العقل وجنده ، والجهل وجنده ، تهتدوا ». قال سماعة : فقلت : جعلت فداك ، لانعرف إلا ما عرفتنا ، فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « إن الله ـ عزوجل ـ خلق العقل ـ وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش ـ من نوره ، فقال له : أدبر ، فأدبر ، ثم قال له : أقبل ، فأقبل ، فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقا عظيما ، وكرمتك على جميع خلقي ». قال : « ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا ، فقال له : أدبر ، فأدبر ، ثم قال له : أقبل ، فلم يقبل ، فقال له : استكبرت ، فلعنه. ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا ، فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه ، أضمر له العداوة ، فقال الجهل : يا رب ، هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته ، وأنا ضده ولا قوة لي به ، فأعطني من الجند مثل ما أعطيته ، فقال : نعم ، فإن عصيت بعد ذلك ، أخرجتك وجندك من رحمتي ، قال : قد رضيت ، فأعطاه خمسة وسبعين جندا. فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند : الخير ، وهو وزير العقل ، وجعل ضده الشر ، وهو وزير الجهل. والإيمان وضده الكفر. والتصديق وضده الجحود. والرجاء وضده القنوط. والعدل وضده الجور. والرضا وضده السخط. والشكر وضده الكفران. والطمع وضده اليأس. والتوكل وضده الحرص . والرأفة وضدها القسوة. والرحمة وضدها الغضب . والعلم وضده الجهل. والفهم وضده الحمق. والعفة وضدها التهتك . والزهد وضده الرغبة. والرفق وضده الخرق . والرهبة وضدها الجرأة. والتواضع وضده الكبر . والتؤدة وضدها التسرع. والحلم وضده السفه . والصمت وضده الهذر . والاستسلام وضده الاستكبار. والتسليم وضده الشك . والصبر وضده الجزع. والصفح وضده الانتقام. والغنى وضده الفقر . والتذكر وضده السهو. والحفظ وضده النسيان. والتعطف وضده القطيعة . والقنوع وضده الحرص. والمواساة وضدها المنع. والمودة وضدها العداوة. والوفاء وضده الغدر. والطاعة وضدها المعصية. والخضوع وضده التطاول . والسلامة وضدها البلاء. والحب وضده البغض. والصدق وضده الكذب. والحق وضده الباطل. والأمانة وضدها الخيانة. والإخلاص وضده الشوب . والشهامة وضدها البلادة. والفهم وضده الغباوة . والمعرفة وضدها الإنكار. والمداراة وضدها المكاشفة . وسلامة الغيب وضدها المماكرة. والكتمان وضده الإفشاء. والصلاة وضدها الإضاعة. والصوم وضده الإفطار. والجهاد وضده النكول . والحج وضده نبذ الميثاق. وصون الحديث وضده النميمة. وبر الوالدين وضده العقوق. والحقيقة وضدها الرياء. والمعروف وضده المنكر. والستر وضده التبرج . والتقية وضدها الإذاعة. والإنصاف وضده الحمية . والتهيئة وضدها البغي. والنظافة وضدها القذر . والحياء وضده الجلع . والقصد وضده العدوان. والراحة وضدها التعب. والسهولة وضدها الصعوبة. والبركة وضدها المحق. والعافية وضدها البلاء. والقوام وضده المكاثرة . والحكمة وضدها الهوى. والوقار وضده الخفة. والسعادة وضدها الشقاوة. والتوبة وضدها الإصرار. والاستغفار وضده الاغترار . والمحافظة وضدها التهاون. والدعاء وضده الاستنكاف. والنشاط وضده الكسل. والفرح وضده الحزن. والألفة وضدها الفرقة . والسخاء وضده البخل. فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان ، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لايخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل وينقى من جنود الجهل ، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء ، وإنما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده ، وبمجانبة الجهل وجنوده ؛ وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته » .
  1. ( الرواية ) علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن محمد الهمذاني ، عن محمد بن عبيدة ، قال : قال لي أبو الحسن عليه‌ السلام : « يا محمد ، أنتم أشد تقليدا أم المرجئة؟ » قال : قلت : قلدنا وقلدوا ، فقال : « لم أسألك عن هذا ». فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأول ، فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « إن المرجئة نصبت رجلا لم تفرض طاعته وقلدوه ، وأنتم نصبتم رجلا وفرضتم طاعته ثم لم تقلدوه ، فهم أشد منكم تقليدا » .


عدد الروايات في كتاب تفسير الإمام العسكري عليه السلام 3 رواية

  1. ( الرواية ) "قوله عزوجل: "" بسم الله الرحمن الرحيم "" . قال الامام عليه ‌السلام: "" الله "" هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق و عند انقطاع الرجاء من كل من دونه وتقطع الاسباب من جميع من سواه فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي. "
  1. ( الرواية ) " قال الامام محمد بن على الباقر عليه ‌السلام: دخل محمد بن على بن مسلم بن شهاب الزهري على علي بن الحسين زين العابدين عليهما ‌السلام وهو كئيب حزين فقال له زين العابدين عليه ‌السلام: ما بالك مهموما مغموما؟ قال: يا بن رسول الله هموم وغموم تتوالى علي لما امتحنت به من جهة حساد(نعمتي، والطامعين) في، وممن أرجوه وممن قد أحسنت إليه فيخلف ظني. فقال له على بن الحسين زين العابدين عليهما ‌السلام: إحفظ عليك لسانك تملك به إخوانك. قال الزهرى: يا بن رسول الله إني احسن إليهم بما يبدر من كلامي. قال على بن الحسين عليهما ‌السلام: هيهات هيهات إياك وأن تعجب من نفسك بذلك وإياك أن تتكلم بما يسبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عندك اعتذاره، فليس كل من تسمعه نكرأ أمكنك أن توسعه عذرا. ثم قال: يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه، كان هلاكه من أيسر ما فيه. ثم قال: يا زهري وما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم منك بمنزلة ولدك، وتجعل تربك منهم بمنزلة أخيك، فأي هؤلاء تحب أن تظلم؟ وأي هؤلاء تحب أن تدعو عليه؟ وأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره. وإن عرض لك إبليس - لعنه الله - بأن لك فضلا على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل: قد سبقني بالايمان والعمل الصالح، فهو خير مني وإن كان أصغر منك، فقل: قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني وإن كان تربك فقل: أنا على يقين من ذنبي، وفي شك من أمره، فمالي أدع يقيني لشكي وإن رأيت المسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك فقل: هذا فضل أحدثوه وإن رأيت منهم(جفاء وانقباضا عنك قل: هذا الذي) أحدثته فانك إذا فعلت ذلك، سهل الله عليك عيشك، وكثر أصدقاؤك، وقل أعداؤك، وفرحت بما يكون من برهم، ولم تأسف على ما يكون من جفائهم. واعلم: أن أكرم الناس على الناس من كان خيره عليهم فائضا، وكان عنهم مستغنيا متعففا، وأكرم الناس بعده عليهم من كان عنهم متعففا، وإن كان إليهم محتاجا، فانما أهل الدنيا(يعشقون الاموال)، فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم، ومن لم يزاحمهم فيها ومكنهم منها أو من بعضها كان أعز عليهم وأكرم. "
  1. ( الرواية ) " قال عليه ‌السلام: ثم قال إليه رجل فقال: يا ابن رسول الله أخبرني ما معنى "" بسم الله الرحمن الرحيم ""؟ فقال علي بن الحسين عليه ‌السلام: حدثني أبي، عن أخيه، عن أمير المؤمنين عليه ‌السلام أن رجلا قام إليه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن بسم "" الله الرحمن الرحيم "" ما معناه؟ فقال عليه ‌السلام: إن قولك: "" الله "" أعظم الاسماء - من أسماء الله تعالى - وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يتسمى به غير الله، ولم يتسم به مخلوق. فقال الرجل: فما تفسير قوله تعالى: "" الله ""؟ فقال عليه ‌السلام: هو الذى يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه، وتقطع الاسباب من كل من سواه وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا أو متعظم فيها، وإن عظم غناؤه وطغيانه و كثرت حوائج من دونه إليه، فانهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم. وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته، حتى إذا كفى همه، عاد إلى شركه. أما تسمع الله عزوجل يقول: "" قل أرأيتكم أن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون ان كنتم صادقين بل اياه تدعون فيكشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون "" فقال الله تعالى لعباده: أيها الفقراء إلى رحمتي إنى قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل حال، وذلة العبودية في كل وقت، فالي فافزعوا في كل أمر تأخذون به وترجون تمامه، وبلوغ غايته، فاني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم فأنا أحق من سئل، وأولى من تضرع إليه فقولوا عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير: "" بسم الله الرحمن الرحيم "" أي أستعين على هذا الامر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره، المغيث إذا استغيث، و المجيب إذا دعي "" الرحمن "" الذي يرحم ببسط الرزق علينا "" الرحيم "" بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا: خفف الله علينا الدين، وجعله سهلا خفيفا، وهو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه. ثم قال رسول الله عليه ‌السلام: من أحزنه أمر تعاطاه فقال: "" بسم الله الرحمن الرحيم "" وهو مخلص لله عزوجل ويقبل بقلبه إليه، لم ينفك من إحدى اثنتين: إما بلوغ حاجتة الدنياوية وإما ما يعد له عنده، ويدخر لديه، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين ‏"

   Back to List