اسم الكتاب : كتاب النكاح
اسم الباب : باب آخر منه
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، عن عبد الرحمن بن محمد ، عن يزيد بن حاتم ، قال : كان لعبد الملك بن مروان عين بالمدينة ، يكتب إليه بأخبار ما يحدث فيها ، وإن علي بن الحسين عليهماالسلام أعتق جارية ، ثم تزوجها ، فكتب العين إلى عبد الملك ، فكتب عبد الملك إلى علي بن الحسين عليهماالسلام : أما بعد فقد بلغني تزويجك مولاتك ، وقد علمت أنه كان في أكفائك من قريش من تمجد به في الصهر ، وتستنجبه في الولد ، فلا لنفسك نظرت ، ولا على ولدك أبقيت ، والسلام. فكتب إليه علي بن الحسين عليهماالسلام : « أما بعد ، فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي ، وتزعم أنه كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر ، وأستنجبه في الولد ، وأنه ليس فوق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرتقى في مجد ، ولا مستزاد في كرم ، وإنما كانت ملك يميني ، خرجت متى أراد الله ـ عز وجل ـ مني بأمر ألتمس به ثوابه ، ثم ارتجعتها على سنة ، ومن كان زكيا في دين الله ، فليس يخل به شيء من أمره ، وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة ، وتمم به النقيصة ، وأذهب اللؤم ، فلا لؤم على امرئ مسلم ، إنما اللؤم لؤم الجاهلية ، والسلام ». فلما قرأ الكتاب رمى به إلى ابنه سليمان ، فقرأه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لشد ما فخر عليك علي بن الحسين عليهماالسلام ، فقال : يا بني ، لاتقل ذلك ؛ فإنه ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر ، وتغرف من بحر ، إن علي بن الحسين عليهماالسلام ـ يا بني ـ يرتفع من حيث يتضع الناس.