اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن محمد ، عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عنأحمد بن القاسم العجلي ، عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد ، عن محمد بن خداهي ، عن عبد الله بن أيوب ، عن عبد الله بن هاشم ، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن حبابة الوالبية ، قالت : رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ومعه درة ، لها سبابتان ، يضرب بها بياعي الجري والمارماهي والزمار ، ويقول لهم : « يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان ». فقام إليه فرات بن أحنف ، فقال : يا أمير المؤمنين ، وما جند بني مروان؟قالت : فقال له : « أقوام حلقوا اللحى ، وفتلوا الشوارب ، فمسخوا ». فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ، ثم اتبعته ، فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، ما دلالة الإمامة يرحمك الله؟ قالت : فقال : « ائتيني بتلك الحصاة » وأشار بيده إلى حصاة ، فأتيته بها ، فطبع لي فيها بخاتمه ، ثم قال لي : « يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة ، فقدر أن يطبع كما رأيت ، فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة ؛ والإمام لايعزب عنه شيء يريده ». قالت : ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين عليه السلام ، فجئت إلى الحسن عليه السلام وهو في مجلس أمير المؤمنين عليه السلام والناس يسألونه ، فقال : « يا حبابة الوالبية » فقلت : نعم يا مولاي ، فقال : « هاتي ما معك ». قالت : فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السلام. قالت : ثم أتيت الحسين عليه السلام وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقرب ورحب ، ثم قال لي : « إن في الدلالة دليلا على ما تريدين ، أفتريدين دلالة الإمامة؟ » فقلت : نعم يا سيدي ، فقال : « هاتي ما معك » فناولته الحصاة فطبع لي فيها. قالت : ثم أتيت علي بن الحسين عليهماالسلام وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت - وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة - فرأيته راكعا وساجدا ومشغولا بالعبادة ، فيئست من الدلالة ، فأومأ إلي بالسبابة ، فعاد إلي شبابي ، قالت : فقلت : يا سيدي ، كم مضى من الدنيا؟ وكم بقي ؟ فقال : « أما ما مضى ، فنعم ؛ وأما ما بقي ، فلا » .قالت : ثم قال لي : « هاتي ما معك » فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا جعفر عليه السلام ، فطبع لي فيها ؛ ثم أتيت أبا عبد الله عليه السلام ، فطبع لي فيها ؛ ثم أتيت أبا الحسن موسى عليه السلام ، فطبع لي فيها ؛ ثم أتيت الرضا عليه السلام ، فطبع لي فيها. وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام .