اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب نادر في حال الغيبة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن مرداس ، عن صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيما أفضل : العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل ، أو العبادة في ظهور الحق و دولته مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال : « يا عمار ، الصدقة في السر و الله أفضل من الصدقة في العلانية ، و كذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل ، و تخوفكم من عدوكم في دولة الباطل و حال الهدنة أفضل ممن يعبد الله - عز و جل ذكره - في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق ، و ليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة و الأمن في دولة الحق. واعلموا : أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستترا بها من عدوه في وقتها ، فأتمها ، كتب الله - عز وجل - له خمسين صلاة فريضة في جماعة ؛ ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها ، فأتمها ، كتب الله - عز و جل - له بها خمسا و عشرين صلاة فريضة وحدانية ؛ ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها ، فأتمها ، كتب الله - عز وجل - له بها عشر صلوات نوافل ؛ ومن عمل منكم حسنة ، كتب الله - عز و جل - له بها عشرين حسنة ، ويضاعف الله - عز و جل - حسنات المؤمن منكم - إذا أحسن أعماله ، و دان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه ، وأمسك من لسانه - أضعافا مضاعفة ؛ إن الله - عز و جل - كريم ». قلت : جعلت فداك ، قد و الله ، رغبتني في العمل ، وحثثتني عليه ، و لكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ، و نحن على دين واحد؟ فقال : « إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز و جل ، وإلى الصلاة والصوم و الحج ، و إلى كل خير و فقه ، و إلى عبادة الله - عز ذكره - سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر ، مطيعين له ، صابرين معه ، منتظرين لدولة الحق ، خائفين على إمامكم و أنفسكم من الملوك الظلمة ، تنظرون إلى حق إمامكم و حقوقكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك ، واضطروكم إلى حرث الدنيا و طلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم ، فبذلك ضاعف الله - عز و جل - لكم الأعمال ؛ فهنيئا لكم ». قلت : جعلت فداك ، فما نرى إذا أن . نكون من أصحاب القائم عليه السلام ، و يظهر الحق ، و نحن اليوم في إمامتك و طاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل. فقال : « سبحان الله! أما تحبون أن يظهر الله - تبارك وتعالى - الحق و العدل في البلاد ، و يجمع الله الكلمة ، ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ، ولايعصى الله - عز و جل - في أرضه ، وتقام حدوده في خلقه ، و يرد الله الحق إلى أهله ، فيظهر حتى لايستخفى بشيء من الحق ، مخافة أحد من الخلق؟ أما والله يا عمار ، لايموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأحد ؛ فأبشروا ».