اسم الكتاب : كتاب المعيشة
اسم الباب : باب عمل السلطان وجوائزهم
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : كان لي صديق من كتاب بني أمية ، فقال لي : استأذن لي على أبي عبد الله عليه السلام ، فاستأذنت له عليه ، فأذن له ، فلما أن دخل سلم وجلس ، ثم قال : جعلت فداك ، إني كنت في ديوان هؤلاء القوم ، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا ، وأغمضت في مطالبه. فقال أبو عبد الله عليه السلام : « لو لا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم ، ويجبي لهم الفيء ، ويقاتل عنهم ، ويشهد جماعتهم ، لما سلبونا حقنا ، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ، ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم ». قال : فقال الفتى : جعلت فداك ، فهل لي مخرج منه؟ قال : « إن قلت لك تفعل؟ » قال : أفعل . قال له : « فاخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدقت به ، وأنا أضمن لك على الله - عز وجل - الجنة ». قال : فأطرق الفتى طويلا ، ثم قال : قد فعلت جعلت فداك ، قال ابن أبي حمزة : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة ، فما ترك شيئا على وجه الأرض إلا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه ، قال : فقسمت له قسمة ، واشترينا له ثيابا ، وبعثنا إليه بنفقة . قال : فما أتى عليه إلا أشهر قلائل حتى مرض ، فكنا نعوده ، قال : فدخلت عليه يوما وهو في السوق ، قال : ففتح عينيه ، ثم قال لي : يا علي ، وفى لي والله صاحبك. قال : ثم مات ، فتولينا أمره ، فخرجت حتى دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فلما نظر إلي ، قال : « يا علي ، وفينا - والله - لصاحبك ». قال : فقلت : صدقت جعلت فداك ، هكذا - والله - قال لي عند موته.