Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب المعيشة

اسم الباب : باب الإجمال في الطلب

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن محمد ، عن ابن جمهور ، عن أبيه رفعه : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « كان أمير المؤمنين عليه‌ السلام كثيرا ما يقول : اعلموا علما يقينا أن الله - عز وجل - لم يجعل للعبد - وإن اشتد جهده ، وعظمت حيلته ، وكثرت مكابدته - أن يسبق ما سمي له في الذكر الحكيم ، ولم يحل من العبد في ضعفه ، وقلة حيلته أن يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم. أيها الناس ، إنه لن يزداد امرؤ نقيرا بحذقه ، ولم ينتقص امرؤ نقيرا لحمقه ، فالعالم لهذا ، العامل به ، أعظم الناس راحة في منفعته ، والعالم لهذا ، التارك له ، أعظم الناس شغلا في مضرته ، ورب منعم عليه مستدرج بالإحسان إليه ، ورب مغرور في الناس مصنوع له ؛ فأبق أيها الساعي من سعيك ، وقصر من عجلتك ، وانتبه من سنة غفلتك ، وتفكر فيما جاء عن الله - عز وجل - على لسان نبيه صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، واحتفظوا بهذه الحروف السبعة ؛ فإنها من قول أهل الحجى ، ومن عزائم الله في الذكر الحكيم أنه ليس لأحد أن يلقى الله - عز وجل - بخلة من هذه الخلال : الشرك بالله فيما افترض عليه ، أو إشفاء غيظ بهلاك نفسه ، أو إقرار بأمر يفعل غيره ، أو يستنجح إلى مخلوق بإظهار بدعة في دينه ، أو يسره أن يحمده الناس بما لم يفعل ، والمتجبر المختال ، وصاحب الأبهة والزهو أيها الناس إن السباع همتها التعدي ، وإن البهائم همتها بطونها ، وإن النساء همتهن الرجال ، وإن المؤمنين مشفقون خائفون وجلون ؛ جعلنا الله وإياكم منهم ».


   Back to List