Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الجهاد

اسم الباب : باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة ، عن يحيى بن عقيل ، عن حسن ، قال : خطب أمير المؤمنين عليه‌ السلام ، فحمد الله وأثنى عليه ، و قال : « أما بعد ، فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي ، ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك ، وإنهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك ، نزلت بهم العقوبات ، فأمروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر ، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ، ولم يقطعا رزقا ، إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان ، فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل ، أو مال ، أو نفس ، و رأى عند أخيه غفيرة في أهل ، أو مال ، أو نفس ، فلا تكونن عليه فتنة ؛ فإن المرء المسلم لبري‌ء من الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر ، فيخشع لها إذا ذكرت ، ويغرى بها لئام الناس ، كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم ، ويدفع بها عنه المغرم ، وكذلك المرء المسلم البري‌ء من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين : إما داعي الله ، فما عند الله خير له ، وإما رزق الله ، فإذا هو ذو أهل ومال ، ومعه دينه وحسبه ؛ إن المال والبنين حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة ، وقد يجمعهما الله لأقوام ، فاحذروا من الله ما‌ حذركم من نفسه ، واخشوه خشية ليست بتعذير ، واعملوا في غير رياء ولا سمعة ؛ فإنه من يعمل لغير الله ، يكله الله إلى من عمل له ؛ نسأل الله منازل الشهداء ، ومعايشة السعداء ، ومرافقة الأنبياء».


   Back to List