اسم الكتاب : كتاب الحج
اسم الباب : باب زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهماالسلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن نعيم بن الوليد ، عن يوسف الكناسي : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام ، فائت الفرات ، واغتسل بحيال قبره ، وتوجه إليه ، وعليك السكينة والوقار حتى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقي ، وقل حين تدخله : السلام على ملائكة الله المنزلين ، السلام على ملائكة الله المردفين ، السلام على ملائكة الله المسومين ، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم مقيمون. فإذا استقبلت قبر الحسين عليه السلام ، فقل : السلام على رسول الله ، السلام على أمين الله على رسله ، وعزائم أمره ، والخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ثم تقول : اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك ، الذي انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدليل على من بعثته برسالاتك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسن بن علي عبدك ، وابن الذي انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدليل على من بعثته برسالاتك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . ثم تصلي على الحسين وسائر الأئمة عليهماالسلام، كما صليت وسلمت على الحسن ، ثم تأتي قبر الحسين عليه السلام ، فتقول : السلام عليك يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، أشهد أنك قد بلغت عن الله عز وجل ما أمرت به ، ولم تخش أحدا غيره ، وجاهدت في سبيله ، وعبدته صادقا حتى أتاك اليقين ، أشهد أنك كلمة التقوى ، وباب الهدى ، والعروة الوثقى ، والحجة على من يبقى ، ومن تحت الثرى ، أشهد أن ذلك سابق فيما مضى ، وذلك لكم فاتح فيما بقي ، أشهد أن أرواحكم وطينتكم طيبة ، طابت وطهرت هي ، بعضها من بعض ، منا من الله ورحمة ، وأشهد الله وأشهدكم ، أني بكم مؤمن ، ولكم تابع في ذات نفسي ، وشرائع ديني ، وخاتمة عملي ، ومنقلبي ومثواي. وأسأل الله البر الرحيم أن يتم ذلك لي ، أشهد أنكم قد بلغتم عن الله ما أمركم به ، ولم تخشوا أحدا غيره ، وجاهدتم في سبيله ، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين ، لعن الله من قتلكم ، ولعن الله من أمر به ، ولعن الله من بلغه ذلك منهم فرضي به ، أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله. ثم تقول : اللهم العن الذين بدلوا نعمتك ، وخالفوا ملتك ، ورغبوا عن أمرك ، واتهموا رسولك ، وصدوا عن سبيلك ، اللهم احش قبورهم نارا ، وأجوافهم نارا ، واحشرهم وأشياعهم إلى جهنم زرقا ، اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كل ملك مقرب ، وكل نبي مرسل ، وكل عبد مؤمن امتحنت قلبه للإيمان ، اللهم العنهم في مستسر السر ، وفي ظاهر العلانية. اللهم العن جوابيت هذه الأمة ، والعن طواغيتها ، والعن فراعنتها ، والعن قتلة أمير المؤمنين ، والعن قتلة الحسين ، وعذبهم عذابا لا تعذب به أحدا من العالمين ، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر به ، وتمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا والآخرة. ثم اجلس عند رأسه ، فقل : صلى الله عليك ، أشهد أنك عبد الله وأمينه ، بلغت ناصحا ، وأديت أمينا ، وقتلت صديقا ، ومضيت على يقين ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حق إلى باطل ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، واتبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، صلى الله عليك وسلم تسليما ،وجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك . أشهد أن الجهاد معك جهاد ، وأن الحق معك وإليك ، وأنت أهله ومعدنه ، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك ، صلى الله عليك وسلم تسليما ، أشهد أنك صديق الله ، وحجته على خلقه ، وأشهد أن دعوتك حق ، وكل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض ، وأشهد أن الله هو الحق المبين. ثم تحول عند رجليه ، وتخير من الدعاء ، وتدعو لنفسك ، ثم تحول عند رأس علي بن الحسين عليهماالسلام، وتقول : سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته عليك ، صلى الله عليك ، وعلى أهل بيتك ، وعترة آبائك الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ثم تأتي قبور الشهداء ، وتسلم عليهم ، وتقول : السلام عليكم أيها الربانيون ، أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع ، ونحن لكم خلف وأنصار ، أشهد أنكم أنصار الله وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة ، فإنكم أنصار الله ، كما قال الله عز وجل : ( و كأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ) وما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصرة كلمة الله التامة ، صلى الله على أرواحكم وأبدانكم وسلم تسليما. أبشروا بموعد الله الذي لاخلف له إنه لا يخلف الميعاد ، والله مدرك لكم بثار ما وعدكم ، أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة ، أنتم السابقون والمهاجرون والأنصار ، أشهد أنكم قد جاهدتم في سبيل الله ، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله وابن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ، الحمد لله الذي صدقكم وعده ، وأراكم ما تحبون. ثم ترجع إلى القبر ، وتقول : أتيتك يا حبيب رسول الله وابن رسوله ، وإني بك عارف ، وبحقك مقر ، وبفضلك مستبصر بضلالة من خالفك ، عارف بالهدى الذي أنتم عليه ، بأبي أنت وأمي ونفسي. اللهم إني أصلي عليه كما صليت عليه أنت و رسولك وأمير المؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة ، يتبع بعضها بعضا لا انقطاع لها ولا أمد ولا أجل ، في محضرنا هذا وإذا غبنا وشهدنا ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وإذا أردت أن تودعه ، فقل : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أستودعك الله ، وأقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه ، واتبعنا الرسول ، فاكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لاتجعله آخر العهد منا ومنه ، اللهم إني أسألك أن تنفعنا بحبه ، اللهم ابعثه مقاما محمودا تنصر به دينك ، وتقتل به عدوك ، وتبير به من نصب حربا لآل محمد ؛ فإنك وعدت ذلك ، وأنت لاتخلف الميعاد ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنكم شهداء نجباء ، جاهدتم في سبيل الله ، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسلم تسليما كثيرا ».