Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب الإشارة والنص على الحسن بن علي عليهما‌السلام‌

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
الحسين بن الحسن الحسني رفعه ؛ و محمد بن الحسن ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه ، قال : لما ضرب أمير المؤمنين عليه‌ السلام ، حف به العواد ، وقيل له : يا أمير المؤمنين ، أوص ، فقال : « اثنوا لي وسادة » ، ثم قال : « الحمد لله حق قدره متبعين أمره ، و أحمده كما أحب ، و لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد كما انتسب ؛ أيها الناس ، كل امرى لاق في فراره ما منه يفر ، والأجل مساق النفس إليه ، والهرب منه موافاته ، كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر ، فأبى الله - عز ذكره - إلا إخفاءه ، هيهات علم مكنون أما وصيتي ، فأن لاتشركوا بالله - جل ثناؤه - شيئا ، ومحمدا صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله فلا تضيعوا سنته ، أقيموا هذين العمودين ، وأوقدوا هذين المصباحين ، وخلاكم ذم ما لم تشردوا ، حمل كل امرى مجهوده ، وخفف عن الجهلة ، رب رحيم ، وإمام عليم ، ودين قويم أنا بالأمس صاحبكم ، واليوم عبرة لكم ، وغدا مفارقكم ، إن تثبت الوطأة في هذه المزلة ، فذاك المراد ، وإن تدحض القدم ، فإنا كنا في أفياء أغصان ، وذرى رياح ، وتحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها ، وعفا في الأرض مخطها وإنما كنت جارا جاوركم بدني أياما ، وستعقبون مني جثة خلاء ، ساكنة بعد حركة ، وكاظمة بعد نطق ؛ ليعظكم هدوي ، وخفوت إطراقي ، وسكون أطرافي ؛ فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ. ودعتكم وداع مرصد للتلاقي ، غدا ترون أيامي ، ويكشف الله - عز وجل - عن سرائري ، وتعرفوني بعد خلو مكاني ، وقيام غيري مقامي إن أبق فأنا ولي دمي ؛ وإن أفن فالفناء ميعادي ؛ و إن أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة ، فاعفوا واصفحوا ، ألاتحبون أن يغفر الله لكم ؟ فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة ، أو تؤديه أيامه إلى شقوة ؛ جعلنا الله وإياكم ممن لايقصر به عن طاعة الله رغبة ، أو تحل به بعد الموت نقمة ، فإنما نحن له وبه». ثم أقبل على الحسن عليه‌ السلام ، فقال : « يا بني ، ضربة مكان ضربة ، ولاتأثم ». ‌


   Back to List