Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الصيام

اسم الباب : باب الدعاء في العشر الأواخر من شهر رمضان

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام في وداع شهر رمضان : « اللهم إنك قلت في كتابك المنزل : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) وهذا شهر رمضان وقد تصرم ، فأسألك بوجهك الكريم ، وكلماتك التامة ، إن كان بقي علي ذنب لم تغفره لي ، أو تريد أن تعذبني عليه ، أو تقايسني به ، أن يطلع فجر هذه الليلة ، أو يتصرم هذا الشهر إلا وقد غفرته لي ، يا أرحم الراحمين. اللهم لك الحمد بمحامدك كلها ، أولها وآخرها ، ما قلت لنفسك منها ، وما قال الخلائق الحامدون المجتهدون المعدودون الموقرون ذكرك والشكر لك ، الذين أعنتهم على أداء حقك من أصناف خلقك من الملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وأصناف الناطقين والمسبحين لك من جميع العالمين ، على أنك بلغتنا شهر رمضان ، وعلينا من نعمك ، وعندنا من قسمك وإحسانك وتظاهر امتنانك ، فبذلك لك منتهى الحمد الخالد الدائم الراكد المخلد السرمد ، الذي لاينفد طول الأبد ، جل ثناؤك ، أعنتنا عليه حتى قضيت عنا صيامه وقيامه من صلاة ، وما كان منا فيه من بر ، أو شكر ، أو ذكر. اللهم فتقبله منا بأحسن قبولك ، وتجاوزك وعفوك وصفحك وغفرانك وحقيقة رضوانك ، حتى تظفرنا فيه بكل خير مطلوب ، وجزيل عطاء موهوب ، وتوقينا فيه من كل مرهوب ، أو بلاء مجلوب ، أو ذنب مكسوب. اللهم إني أسألك بعظيم ما سألك به أحد من خلقك من كريم أسمائك وجميل ثنائك وخاصة دعائك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل شهرنا هذا أعظم شهر رمضان مر علينا منذ أنزلتنا إلى الدنيا بركة في عصمة ديني ، وخلاص نفسي ، وقضاء حوائجي ، وتشفعني في مسائلي ، وتمام النعمة علي ، وصرف السوء عني ، ولباس العافية لي فيه ، وأن تجعلني برحمتك ممن خرت له ليلة القدر ، وجعلتها له خيرا من ألف شهر ، في أعظم الأجر ، وكرائم الذخر ، وحسن الشكر ، وطول العمر ، ودوام اليسر. اللهم وأسأ لك برحمتك وطولك وعفوك ونعمائك وجلالك وقديم إحسانك وامتنانك ، أن لاتجعله آخر العهد منا لشهر رمضان حتى تبلغناه من قابل على أحسن حال ، وتعرفني هلاله مع الناظرين إليه ، والمعترفين له في أعفى عافيتك ، وأنعم نعمتك ، وأوسع رحمتك ، وأجزل قسمك ، يا ربي الذي ليس لي رب غيره ، لايكون هذا الوداع مني له وداع فناء ، ولا آخر العهد مني للقاء حتى ترينيه من قابل في أوسع النعم ، وأفضل الرجاء ، وأنا لك على أحسن الوفاء ، إنك سميع الدعاء. اللهم اسمع دعائي ، وارحم تضرعي وتذللي لك ، واستكانتي وتوكلي عليك ، وأنا لك مسلم ، لا أرجو نجاحا ولامعافاة ولاتشريفا ولاتبليغا إلا بك ومنك ، فامنن علي - جل ثناؤك ، وتقدست أسماؤك - بتبليغي شهر رمضان ، وأنا معافى من كل مكروه ومحذور ، ومن جميع البوائق ، الحمد لله الذي أعاننا على صيام هذا الشهر وقيامه حتى بلغني آخر ليلة منه ». ‌


   Back to List