اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب في شأن ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) وتفسيرها
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
قال : وقال رجل لأبي جعفر عليه السلام : يا ابن رسول الله ، لاتغضب علي ، قال : « لما ذا؟ » قال : لما أريد أن أسألك عنه ، قال : « قل ». قال : ولاتغضب؟ قال : « ولا أغضب ». قال : أرأيت قولك في ليلة القدر وتنزل الملائكة والروح فيها إلى الأوصياء : يأتونهم بأمر لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد علمه ، أو يأتونهم بأمر كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمه ، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات وليس من علمه شيء إلا وعلي عليه السلام له واع ؟ قال أبو جعفر عليه السلام : « ما لي ولك أيها الرجل؟ ومن أدخلك علي؟ » قال : أدخلني عليك القضاء لطلب الدين. قال : « فافهم ما أقول لك : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أسري به لم يهبط حتى أعلمه الله ـ جل ذكره ـ علم ما قد كان وما سيكون ، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر ، وكذلك كان علي بن أبي طالب عليه السلام قد علم جمل العلم ، ويأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ». قال السائل : أوما كان في الجمل تفسير ؟ قال : « بلى ، ولكنه إنما يأتي بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى الأوصياء : افعل كذا وكذا ، لأمر قد كانوا علموه ، أمروا كيف يعملون فيه ». قلت فسر لي هذا. قال : « لم يمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا حافظا لجملة العلم وتفسيره ». قلت : فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال : « الأمر واليسر فيما كان قد علم ». قال السائل : فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ قال : « هذا مما أمروا بكتمانه ، ولايعلم تفسير ما سألت عنه إلا الله عز وجل ». قال السائل : فهل يعلم الأوصياء ما لايعلم الأنبياء؟ قال : « لا ، وكيف يعلم وصي غير علم ما أوصي إليه؟! ». قال السائل : فهل يسعنا أن نقول : إن أحدا من الوصاة يعلم ما لايعلم الآخر؟ قال : « لا ، لم يمت نبي إلا وعلمه في جوف وصيه ، وإنما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد ». قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم؟ قال : « بلى ، قد علموه ، و لكنهم لايستطيعون إمضاء شيء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة ». قال السائل : يا أبا جعفر ، لا أستطيع إنكار هذا ؟ قال أبو جعفر عليه السلام : « من أنكره فليس منا ». قال السائل : يا أبا جعفر ، أرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه ؟ قال : « لا يحل لك أن تسأل عن هذا ، أما علم ما كان وما سيكون ، فليس يموت نبي ولاوصي إلا والوصي الذي بعده يعلمه ، أما هذا العلم الذي تسأل عنه ، فإن الله ـ عز وعلا ـ أبى أن يطلع الأوصياء عليه إلا أنفسهم ». قال السائل : يا ابن رسول الله ، كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال : « إذا أتى شهر رمضان ، فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مائة مرة ، فإذا أتت ليلة ثلاث وعشرين ، فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه ».