اسم الكتاب : كتاب الزكاة
اسم الباب : باب صدقة الليل
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن سعدان بن مسلم ، عن معلى بن خنيس ، قال : خرج أبو عبد الله عليه السلام في ليلة قد رشت وهو يريد ظلة بني ساعدة ، فاتبعته ، فإذا هو قد سقط منه شيء ، فقال : « بسم الله ، اللهم رد علينا ». قال : فأتيته ، فسلمت عليه ، قال : فقال : « معلى؟ » قلت : نعم ، جعلت فداك ، فقال لي : « التمس بيدك ، فما وجدت من شيء فادفعه إلي » فإذا أنا بخبز منتشر كثير ، فجعلت أدفع إليه ما وجدت ، فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز ، فقلت : جعلت فداك ، أحمله على رأسي ، فقال : « لا ، أنا أولى به منك ، ولكن امض معي ». قال : فأتينا ظلة بني ساعدة ، فإذا نحن بقوم نيام ، فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم ، ثم انصرفنا ، فقلت : جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟ فقال : « لو عرفوه لواسيناهم بالدقة - والدقة هي الملح - إن الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة ، فإن الرب يليها بنفسه ، وكان أبي إذا تصدق بشيء وضعه في يد السائل ، ثم ارتده منه ، فقبله وشمه ، ثم رده في يد السائل ، إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب ، وتمحو الذنب العظيم ، وتهون الحساب ، وصدقة النهار تثمر المال ، وتزيد في العمر ، إن عيسى ابن مريم عليه السلام لما أن مر على شاطئ البحر ، رمى بقرص من قوته في الماء ، فقال له بعض الحواريين : يا روح الله وكلمته ، لم فعلت هذا ، وإنما هو من قوتك؟ » قال : « فقال : فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الماء ، وثوابه عند الله عظيم ».