اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب فرض طاعة الأئمة عليهم السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه ، بل الخلق يعرفون بالله ، قال : « صدقت ». قلت : إن من عرف أن له ربا فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا ، وأنه لايعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول ، فمن لم يأته الوحي ، فينبغي له أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم ، عرف أنهم الحجة ، وأن لهم الطاعة المفترضة. فقلت للناس : أليس تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان هو الحجة من الله على خلقه؟ قالوا : بلى ، قلت : فحين مضى صلى الله عليه وآله وسلم من كان الحجة ؟ قالوا : القرآن ، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ والقدري والزنديق ـ الذي لايؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته ـ فعرفت أن القرآن لايكون حجة إلا بقيم ، فما قال فيه من شيء ، كان حقا. فقلت لهم : من قيم القرآن؟ فقالوا : ابن مسعود قد كان يعلم ، وعمر يعلم ، وحذيفة يعلم ، قلت : كله؟ قالوا : لا ، فلم أجد أحدا يقال : إنه يعلم القرآن كله إلا عليا صلوات الله عليه ، وإذا كان الشيء بين القوم ، فقال هذا : لا أدري ، و قال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : أنا أدري ، فأشهد أن عليا عليه السلام كان قيم القرآن ، وكانت طاعته مفترضة ، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن ما قال في القرآن فهو حق ، فقال : « رحمك الله ». فقلت : إن عليا عليه السلام ، لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، كما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي ، وأشهد على الحسن عليه السلام أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، كما ترك أبوه وجده ، وأن الحجة بعد الحسن الحسين عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : « رحمك الله ». فقبلت رأسه ، وقلت : و أشهد على الحسين عليه السلام أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده علي بن الحسين عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : « رحمك الله ». فقبلت رأسه ، وقلت : وأشهد على علي بن الحسين عليه السلام أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده محمد بن علي أبا جعفر عليه السلام ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : « رحمك الله ». قلت : أعطني رأسك حتى أقبله ، فضحك. قلت : أصلحك الله ، قد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، كما ترك أبوه ، وأشهد بالله أنك أنت الحجة ، وأن طاعتك مفترضة ، فقال : « كف رحمك الله ». قلت : أعطني رأسك أقبله ، فقبلت رأسه ، فضحك ، وقال : « سلني عما شئت ، فلا أنكرك بعد اليوم أبدا ».