اسم الكتاب : كتاب الجنائز
اسم الباب : باب أن الميت يمثل له ماله وولده وعمله قبل موته
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ؛ و عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا ، عن أبي جميلة مفضل بن صالح ، عن جابر ، عن عبد الأعلى ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : « إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ، مثل له ماله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله ، فيقول : والله ، إني كنت عليك حريصا شحيحا ، فما لي عندك؟ فيقول : خذ مني كفنك ». قال : « فيلتفت إلى ولده ، فيقول : والله ، إني كنت لكم محبا ، وإني كنت عليكم محاميا ، فماذا لي عندكم؟ فيقولون : نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها ». قال : « فيلتفت إلى عمله ، فيقول : والله ، إني كنت فيك لزاهدا وإن كنت علي لثقيلا ، فماذا عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك ». قال : « فإن كان لله وليا ، أتاه أطيب الناس ريحا ، وأحسنهم منظرا ، وأحسنهم رياشا ، فقال : أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ، ومقدمك خير مقدم ، فيقول له : من أنت؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنة ، وإنه ليعرف غاسله ، ويناشد حامله أن يعجله ، فإذا أدخل قبره ، أتاه ملكا القبر يجران أشعارهما ، ويخدان الأرض بأقدامهما ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، فيقولان له : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول : الله ربي ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وآله ، فيقولان له : ثبتك الله فيما تحب وترضى ، وهو قول الله عز وجل : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ثم يفسحان له في قبره مد بصره ، ثم يفتحان له بابا إلى الجنة ، ثم يقولان له : نم قرير العين نوم الشاب الناعم ؛ فإن الله - عز وجل - يقول : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) ». قال : « وإذا كان لربه عدوا ، فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا ، وأنتنه ريحا ، فيقول له : أبشر بنزل من حميم ، وتصلية جحيم ، وإنه ليعرف غاسله ، ويناشد حملته أن يحبسوه ، فإذا أدخل القبر ، أتاه ممتحنا القبر ، فألقيا عنه أكفانه ، ثم يقولان له : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول : لا أدري ، فيقولان : لادريت ، ولاهديت ، فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله - عز وجل - من دابة ، إلا وتذعر لها ما خلا الثقلين ، ثم يفتحان له بابا إلى النار ، ثم يقولان له : نم بشر حال فيه من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج حتى إن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه ، ويسلط الله عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها ، فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره ، وإنه ليتمنى قيام الساعة فيما هو فيه من الشر». . وقال جابر : قال أبو جعفر عليه السلام : « قال النبي صلى الله عليه وآله : إني كنت أنظر إلى الإبل والغنم وأنا أرعاها ، وليس من نبي إلا وقد رعى الغنم ، وكنت أنظر إليها قبل النبوة وهي متمكنة في المكينة ، ما حولها شيء يهيجها حتى تذعر فتطير ، فأقول : ما هذا وأعجب حتى حدثني جبرئيل عليه السلام أن الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا إلا سمعها ويذعر لها إلا الثقلين ، فقلنا : ذلك لضربة الكافر ، فنعوذ بالله من عذاب القبر ».