اسم الكتاب : كتاب الجنائز
اسم الباب : باب العلة في غسل الميت غسل الجنابة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن محمد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « دخل عبد الله بن قيس الماصر على أبي جعفر عليه السلام ، فقال : أخبرني عن الميت : لم يغسل غسل الجنابة؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام : لا أخبرك ، فخرج من عنده ، فلقي بعض الشيعة ، فقال له : العجب لكم يا معشر الشيعة ، توليتم هذا الرجل ، وأطعتموه ، ولو دعاكم إلى عبادته ، لأجبتموه ، وقد سألته عن مسألة ، فما كان عنده فيها شيء. فلما كان من قابل ، دخل عليه أيضا ، فسأله عنها ، فقال : لا أخبرك بها ، فقال عبد الله بن قيس لرجل من أصحابه : انطلق إلى الشيعة ، فاصحبهم ، وأظهر عندهم موالاتك إياهم ولعنتي والتبري مني ، فإذا كان وقت الحج ، فأتني حتى أدفع إليك ما تحج به ، وسلهم أن يدخلوك على محمد بن علي ، فإذا صرت إليه ، فاسأله عن الميت : لم يغسل غسل الجنابة؟ فانطلق الرجل إلى الشيعة ، فكان معهم إلى وقت الموسم ، فنظر إلى دين القوم ، فقبله بقبوله ، وكتم ابن قيس أمره مخافة أن يحرم الحج ، فلما كان وقت الحج أتاه ، فأعطاه حجة ، وخرج. فلما صار بالمدينة ، قال له أصحابه : تخلف في المنزل حتى نذكرك له ، ونسأله ليأذن لك ، فلما صاروا إلى أبي جعفر عليه السلام ، قال لهم : أين صاحبكم؟ ما أنصفتموه ، قالوا لم نعلم ما يوافقك من ذلك ، فأمر بعض من حضر أن يأتيه به . فلما دخل على أبي جعفر عليه السلام ، قال له : مرحبا ، كيف رأيت ما أنت فيه اليوم مما كنت فيه قبل؟ فقال : يا ابن رسول الله ، لم أكن في شيء ، فقال : صدقت ، أما إن عبادتك يومئذ كانت أخف عليك من عبادتك اليوم ؛ لأن الحق ثقيل ، والشيطان موكل بشيعتنا ؛ لأن سائر الناس قد كفوه أنفسهم ، إني سأخبرك بما قال لك ابن قيس الماصر قبل أن تسألني عنه ، وأصير الأمر في تعريفه إياه إليك ، إن شئت أخبرته ، وإن شئت لم تخبره ، إن الله - عزوجل - خلق خلاقين ، فإذا أراد أن يخلق خلقا ، أمرهم فأخذوا من التربة التي قال في كتابه : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) فعجن النطفة بتلك التربة التي يخلق منها بعد أن أسكنها الرحم أربعين ليلة ، فإذا تمت لها أربعة أشهر ، قالوا : يا رب ، نخلق ما ذا؟ فيأمرهم بما يريد : من ذكر أو أنثى ، أبيض أو أسود ، فإذا خرجت الروح من البدن ، خرجت هذه النطفة بعينها منه ، كائنا ما كان ، صغيرا أو كبيرا ، ذكرا أو أنثى ، فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة ، فقال الرجل : يا ابن رسول الله ، لاو الله ، ما أخبر ابن قيس الماصر بهذا أبدا ، فقال : ذلك إليك ».